(١) مقتل الخليفة الثاني
(٢) قتل عمر بن سعد
(٣) تسلّم الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف مهامّ الامامة والخلافة صغيراً
اليوم التاسع من ربيع الاوّل
(1) مقتل الخليفة الثاني.
(2) قتل عمر بن سعد.
(3) تسلّم الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف مهامّ الامامة والخلافة صغيراً:
(1) مقتل الخليفة الثاني:
عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أبوحفص تولّى الخلافة توصية وبلا شورى من أبي بكر
هناك خلاف بين علماء العامّة والخاصّة في تاريخ وفاة ابن الخطاب في اليوم التاسع من ربيع الاوّل ، والاشهر بين الفريقين ان قتله كان في اليوم السادس والعشرين من شهر ذي الحجّة. ويظهر وحكاية قتله كالتالي:
في هذا اليوم من سنة 23 قتل أبو لؤلؤة (عمر) وكان أبو لؤلؤة عبداً للمغيرة، وقد وضع المغيرة ضريبة عليه في كل شهر يدفع له مائة درهم فشكا أبو لؤلؤة المغيرة عند عمر بن الخطاب وطلب منه أن يتشفع له ليقلل من الضريبة التي يأخذها، فقال له: أعدني على المغيرة بن شعبة فإنّ عليّ خراجاً كثيراً، قال: وكم خراجك؟ قال: درهمان في كل يوم، قال : وأيش صناعتك؟ قال: نجار، نقاش، حداد، قال: فما أرى خراجك بكثير على ما تصنع من الأعمال، قد بلغني أنك تقول : لو أردتُ أن أعمل رحاً تطحن بالريح فعلت، قال: نعم، قال : فاعمل لي رحاً، قال: لئن سلمتَ لأعملنّ لك رحاً يتحدث بها من بالمشرق والمغرب، ثم انصرف عنه، فقال عمر: لقد توعدني العبد آنفاً، قال: ثم انصرف عمر إلى منزله، فلما كان الصبح خرج عمر إلى الصلاة وكان يؤكّل بالصفوف رجالاً فإذا استوت جاء هو فَكبَّر قال: ودخل أبولؤلؤة في الناس في يده خنجر له رأسان نصابهُ في وسطه، فضرب عمر ست ضربات إحداهن تحت سرته وهي التي قتلته، وقُتل معه كليب بن أبي البُكير الليثي ـ وكان خلفه فلما وجد عمر حرّ السلاح سقط.
أدخلوا عمر إلى البيت وهو جريح وجاؤوا له بطبيب، وفي الكامل: ودُعي له طبيب من بني الحرث بن كعب، فسقاه نبيذاً فخرج غير متغير، فسقاه لبناً فخرج كذلك أيضاً، فقال له: إعهد يا أميرالمؤمنين فقال لولده عبدالله أدعو الناس والأصحاب حتى يتكلموا في أمر الخلافة، فجعل أمر الخلافة بين ستة أنفار هم : أميرالمؤمنين عليه السلام وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبدالرحمن بن عوف.
ثم دعا أباطلحة الأنصاري فقال له: يا أبا طلحة اختر خمسين رجلاً من الأنصار فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلاً منهم، وقال لصهيب: صلِّ بالناس ثلاثة أيام وأدخل علياً وعثمان والزبير وسعداً وعبدالرحمن بن عوف وطلحة إن قدم ، وأحضر عبدالله بن عمر ولا شيء له من الأمر ، وقم على رؤسهم فإن اجتمع خمسة ورضوا رجلاً وأبى واحد فأشدخ رأسه، أو اضرب رأسه بالسيف، وإن اتفق أربعة فرضوا رجلاً منهم وأبى اثنان فأضرب رؤوسهما، فإن رضي ثلاثة رجلاً منهم وثلاثة رجلاً منهم فإن لم يرضوا بحكم عبدالله بن عمر فكونوا مع الذي فيهم عبدالرحمن بن عوف وأقتلوا الباقين إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس.
ثم أرسل عبدالله إلى عائشة قائلاً له: اذهب إلى عائشة فسلها أن تأذن لي أن أُدفن مع النبي صلى فقبلت عائشة فوصى عمر بوصاياه ومات في آخر الشهر من ذي الحجّة للفريق القائل بهذا التاريخ، وقد جاء أميرالمؤمنين عليه السلام على ذكر شورى عمر في الخطبة الشقشقية قائلاً : (فيالله وللشورى).
زاد المعاد: ص 253 ووقائع الايام: ص 139 ـ 141
(2) قتل عمر بن سعد:
في مثل هذا اليوم التاسع من ربيع الاول قُتِل عمر بن سعد بن أبي وقاص سنة (66 هـ)
وكان قد تولّى إمرة الجيش بأمر من عبيدالله بن زياد، ولم يرع ابن سعد حرمة الرسول صلى الله عليه وآله فقتل الحسين عليه السلام يوم عاشوراء وأَخَذْ حرم النبي صلى الله عليه وآله والامام علي بن الحسين عليهما السلام اُسارى، سبايا، إلى الكوفة لتسليمهم إلى عبيدالله بن زياد الذي أوعده بملك الري إذا قتل الحسين وأولاد الحسين وأصحاب الحسين عليهم السلام.
كان عمر بن سعد يعيش في الكوفة مطمئناً مستنداً إلى هذا الأمان، فذهب جماعة من الشيعة إلى الحجاز ودخلوا على محمد ابن الحنفية ثم جرى الحديث فذكروا المختار وأنه يدعو إلى الطلب بدماء أهل البيت عليهم السلام، فقال محمد ابن الحنفية: يزعم أنه لنا شيعة وقتلة الحسين عليه السلام جلساؤه على الكراسي يحدِّثونه، والظاهر أنه كان يكنِّي بذلك عن عمر بن سعد وأضرابه.
وصل الكلام إلى المختار فعزم على إرضاء محمد ابن الحنفية وقتل البقية الباقية من قَتَلَة الحسين، فعزم على قتل عمر بن سعد، فقال لأصحابه: لأقتلنَّ غداً رجلاً عظيم القدمين، غائر العينين ، مشرف الحاجبين، يسر مقتله المؤمنين والملائكة المقرَّبين، بعض الجالسين فهم أنه يشير إلى عمر بن سعد فأرسل إليه يحذره، إلا أن عمر بن سعد آثر أن يبقى في بيته مستنداً إلى الأمان وأن لا يخرج من بيته لأن في خروجه من البيت نقض لشرط الأمان.
عند الصباح أرسل المختار نوائح يبكين الحسين عليه السلام على باب دار عمر بن سعد، فلما جئن يبكين قال عمر بن سعد لإبنه حفص: يا بني إئت الأمير فقل له: ما شأن النوائح يبكين الحسين عليه السلام على بابي، فأتاه فقال له ذلك، فقال المختار: إن الحسين عليه السلام أهل أن يُبكى عليه، فقال حفص: أصلحك الله انههن عن ذلك، قال المختار: نعم، فأرسل أبا عمرة، وأمره أن يأتيه برأس عمر بن سعد، فذهب أبوعمرة ودخل على عمر بن سعد وقال له: أجب الأمير، دخله الرعب فلم يدر كيف يتقوم حتى عثر في جبَّته فضربه أبوعمرة بالسيف واحتز رأسه وجاء به إلى المختار، وقد كان ما زال عنده حفص بن عمر بن سعد، فدخل عليه أبو عمرة فوضع الرأس بين يديه، فنظر المختار إلى حفص وهو ابن أخت المختار فقال له: أتعرف هذا الرأس، فاسترجع وقال: نعم، ولا خير في العيش بعده، فقال له المختار: صدقت، فإنك لا تعيش بعده فأمر به فقتل واحتزُّوا رأسه فجعلوه إلى جنب رأسه أبيه، فقال المختار: هذا بالحسين عليه السلام، وهذا بعلي بن الحسين عليه السلام ، ولا سواء والله لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وَفَوا أنملة من أنامله.
ثم إن المختار أرسل بالرأسين ـ رأس عمر بن سعد ورأس ابنه حفص ـ إلى محمد ابن الحنفية.
ثم إن محمد ابن الحنفية بعث برأس عمر بن سعد إلى زين العابدين عليه السلام فخرَّ ساجداً وقال: الحمدلله الذي أدرك لي ثأري من أعدائي وجزى المختار خيراً.
ما بعد كربلاء : ص 238 ـ 241
(3) تسلّم الامام المنتظر (عج) مهام الامامة والخلافة صغيراً:
في يوم التاسع من ربيع الاول سنة (260 هـ). تسلّم الامام المهدي (عج) مهامّ الامامة وهو ابن خمس أوست سنين فهو أصغر الائمّة سنّاً عند تولّية الامامة والخلافة . وقد أخبرت الاحاديث الكثيرة على ذلِك عن جميع المعصومين عليهم السلام.
وللامام الحجّة عجل الله تعالى فرجه: غيبتان صغرى وكبرى فالاولى بدأت بعد وفاة أبيه الحسن العسكري عليه السلام وعين الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه سفراء أربعة أو نوّاب أربعة ينوبون عن الحجة عجل الله تعالى فرجه بنقل الاحكام إلى الناس بواسطته وهم عثمان العمري وابنه محمد ثم الحسين بن روح ثم علي السمري ومدة هذه الغيبة قرابة (70) سنة انتهت في (15) شعبان يوم ولادة الحجة (329 هـ) ومنها بدأت الغيبة الكبرى لا يعلم منتهاها إلا الله عزّوجلّ.