• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مأتم ميلاد الحسين عليه السلام

أقيم هذا المأتم في أول ساعة من ولادة الشهيد المفدى أخرج الحافظ أحمد بن الحسين البيهقي قال : أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد المفسر ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، حدثني أبي ، حدثني علي بن موسى ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد بن علي ، حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثتني أسماء بنت عميس قالت قبلت جدتك فاطمة بالحسن والحسين فلما ولد الحسن . الحديث بطوله إلى قولها : فلما ولد الحسين فجاءني النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا أسماء هاتي ابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء ، فأذن في أذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى ، ثم وضعه في حجره وبكى ، قالت أسماء : فقلت فداك أبي وأمي مم بكاؤك ؟ قال : على ابني هذا ، قلت : إنه ولد الساعة ، قال : يا أسماء تقتله الفئة الباغية لا أنالهم الله شفاعتي ، ثم قال : يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا ، فإنها قريبة عهد بولادته . الحديث .
وأخرجه الحافظ أبو المؤيد الخوارزمي ( 1 ) خليفة الزمخشري في مقتل الحسين ( 1 / 87 - 88 ) بإسناده عن الحافظ البيهقي .
وذكره الحافظ محب الدين الطبري في ( ذخاير العقبى : ص 119 ) نقلا عن مسند الإمام أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، والسيد محمود الشيخاني المدني في ( الصراط السوي ) الموجود عندنا بخط السيد المؤلف عن المحب عن المسند .
ونحن فصلنا القول في مسند الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من كتابنا الغدير في مبلغ اعتبار مسند الإمام أبي الحسن الرضا لدى أعلام السلف وأخذ أمة من الحفاظ ومشايخ الحديث عنه ، وثقتهم واحتجاجهم به ، وتعاطيهم نسخته بالمال .
قال الأميني : لعل هذا أول حفل تأبين أقيم للحسين الطهر الشهيد في الإسلام المقدس بدار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولم تسمع أذن الدنيا قبل هذا أن ينعقد لمولود غير وليد الزهراء الصديقة في بسيط الأرض مأتم حين ولدته أمه بدلا من حفل السرور والحبور والتباشير . ولم يقرع قط سمعا نبأ وليد ينعى به منذ استهلاله ، حين قدم مستوى الوجود ، بدل نشيد التهاني ، ويذكر من أول ساعة حياته حديث قتله ومقتله ومصرعه . ولم ينبئ التاريخ من لدن آدم إلى الخاتم عن وليد يهدى إلى أبيه عوض هدايا الأفراح تربة مذبحه حتى يتمكن منه الحزن في أعماق قلبه ، وحبة فؤاده .
فكأن يوم ولادة الحسين له شأن خاص لدى الله العلي العظيم ، ذلك تقدير العزيز العليم ، لم يقدره يوم سرور لآل الله ، أهل البيت الطاهر ، وكأن الأسى توأمه في الولادة ، فكدر عليهم صفو العيش ، ونغص طيب حياتهم ، واجتث من تلكم البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه أصول المسرة ، وبهجة التداعة ، وجعلها لأهلها دار الحزن . وذلك بعدما فاوض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جبريل ( عليه السلام ) حول أمر ولده القتيل، وعلم باليقين التام أنه أمر لا مرد له من الله كما جاء فيما أخرجه الحافظ أبو الحسين الدارقطني في مسنده ( 2 ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين أخبره جبريل أن أمته ستقتل حسين بن علي فقال : يا جبريل أفلا أراجع فيه ؟ قال : لا ، لأنه أمر قد كتبه الله . وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحبذ يوم ذاك كتمان هذا النعي من أم ريحانته شفقة وعطفا عليها ، ولحديث عهدها بالولادة ، والأم عطوف حنون ، والمرأة ليس فيها تجلد الرجل تجاه المصائب ، والرضيع أليف ثديها ، وربيب حجرها ، ووردة صدرها طيلة الليل والنهار ، فكيف التصبر لها عندئذ لو اطلعت على مقدرات ولدها ؟
وبأي تنشط وطيب نفس بعد تحاضنه ؟
وبأية أمنية ، ورغبة في أمل ترضعه ، وتقاسي دون تربيته الشدائد ؟
وبأي طمأنينة وسكون خاطر جذلان تداعبه وتلاعبه ؟
وبأي أنشودة فرح تطوف حول مهده وترقده ؟
وبأي لسان وبيان ومقال تناغيه ؟
ولا بد للأم من أن تناغيه . نعم : تناغيه ، وحق لأم الحسين أن تناغيه وأنشودتها : واحسينا ، واحسينا ، واحسينا . أو تقتبس من كلام أبيها الآتي وتناغيه : كربلا يا كربلاء يا كربلا * كربلا لا زلت كرب وبلا أفهل بقي ذلك السر الفجيع مكتوما من الزهراء الصديقة إلى التالي ؟ لاها الله .
أنى ، ثم أنى ستيرا إلى النهاية من أم الوليد القتيل وإن كتمه أبوها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبالغ في كتمانه عنها ؟
أنى ثم أنى يتأتى ذلك ، ووفود الملائكة تهبط بإذن ربها يوما بعد يوم ، ومرة بعد أخرى ، في وقت محين ، وميعاد معين ، وتنعى الحسين العزيز ، ويجدد تأبينه حفلا بعد حفل ، والمأتم ينعقد في بيوت أمهات المؤمنين ، وقد أبكى الله عيون نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأزواجه والصحابة الأولين على الحسين ، وتربة كربلاء تنتقل من يد إلى يد ، وأخذت في قارورة كرمز ناطق عن الشهيد المفدى في بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بمشهد من الكل ومنظر .
___________________
( 1 ) ترجمنا له في الجزء الرابع من كتابنا الغدير ص 398 - 407 . ( * )
( 2 ) وأخرجه الشيخ الأكبر حافظ دمشق ابن عساكر في تاريخ الشام لدى ترجمة الحسين السبط ( عليه السلام ) . ( * )


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page