أخرج ابن سعد صاحب الطبقات الكبرى قال : أخبرنا علي ابن محمد عن عثمان بن مقسم عن المقبري عن عايشة قالت : بينا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) راقد إذ جاء الحسين يحبو إليه فنحيته عنه ثم قمت لبعض أمري فدنا منه فاستيقظ يبكي فقلت : ما يبكيك ؟ قال : إن جبريل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتد غضب الله على من يسفك دمه ، وبسط يده فإذا فيها قبضة من بطحاء فقال : يا عائشة والذي نفسي بيده إنه ليحزنني ، فمن هذا من أمتي يقتل حسينا بعدي ؟
إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ألا وهم :
1 - علي بن محمد ، كذا في المحكي عن الطبقات ، والصحيح علي بن الجعد بن عبيد الجوهري أبو الحسن البغدادي المتوفى 230 عن ست وتسعين سنة ، من رجال البخاري وأبي داود ، يروي عن عثمان بن مقسم وزمرة من أئمة الحديث ، وثقه ابن معين وقال : ثقة صدوق . كان رباني العلم ، وقال أبو زرعة : كان صدوقا في الحديث ، وقال أبو حاتم : كان متقنا صدوقا . وقال صالح بن محمد : ثقة . وقال النسائي : صدوق ، ووثقه ابن قانع ، ومطين .
ويحكى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل لما سئل : لم لم تكتب عن علي بن الجعد قوله : نهاني أبي أن أذهب إليه وكان يبلغه عنه أنه يتناول أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وقد سجل له التاريخ مما بلغ أحمد أمورا :
1 - ذكروا عنده حديث ابن عمر : كنا نفاضل على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فنقول : خير هذه الأمة بعد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : أبو بكر ، وعمر وعثمان ، فيبلغ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فلا ينكر . فقال علي بن الجعد : انظروا إلى هذا الصبي هو لم يحسن أن يطلق امرأته يقول : كنا نفاضل .
2 - قوله : ما يسؤني أن يعذب الله معاوية . أو : ما أكره أن يعذبه الله .
3 - ذكر عثمان بن عفان فقال : أخذ من بيت المال مائة ألف درهم بغير حق . قال هارون بن سفيان : ولئن كان أخذها ما أخذها إلا بحق قال : لا والله ما أخذها إلا بغير حق ( 1 ) .
2 - عثمان بن مقسم البري أبو سلمة الكندي . يروي عنه علي بن الجعد ، قال ابن مهدي : عثمان البري ثقة ثقة . وقال عمرو بن علي : عثمان صدوق . وكان صاحب بدعة . وعن أحمد : كان رأيه رأي سوء .
3 - المقبري سعيد بن أبي سعيد أبو سعد المدني المتوفى 117 ويقال غير ذلك ، من رجال الصحاح الست ، وثقه ابن سعد ، وابن المديني ، والعجلي ، وأبو زرعة ، والنسائي ، وابن خراش وآخرون .
مصادر التراجم :
طبقات ابن سعد 5 : 61 ، ج 7 قسم / 2 : 80 ،
تاريخ البخاري الكبير 2 ق 1 : 434 ، ج 3 ق 2 : 252 ، 266 ،
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3 ، 167 - 169 ، 178 ،
تاريخ بغداد 11 : 360 - 366 ،
تهذيب التهذيب 4 : 38 - 40 ، ج 8 : 289 - 293 ،
شذرات 1 : 163 ، ج 2 : 68 .
وأخرج : الحافظ ابن عساكر في تاريخ الشام ما يقرب من هذا الحديث عن أم سلمة قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو الحسن علي بن عمرة الحربي نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار نا عبد الرحمان - يعني ابن صالح الأزدي - نا أبو بكر بن عياش عن موسى بن عقبة عن داود قال : قالت أم سلمة : دخل الحسين على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ففزع ، فقالت أم سلمة : مالك يا رسول الله ؟ قال : إن جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل ، وأنه اشتد غضب الله على من يقتله .
_________________
( 1 ) الآراء حرة ، وقول علي بن الجعد في المواضع الثلاثة مدعم بالبرهنة لم يشذ عن رأي السلف الصالح . وقد فصلنا القول فيها في الجزء التاسع والعاشر من كتابنا الغدير . ( * )
مأتم آخر في بيت السيدة عائشة أم المؤمنين
- الزيارات: 1820