كلمة المؤسسة

الحمد لله الذي ينصر من ينصره، ويثبّت أقدامه، ويرفعه إلى علييّن.

وأزكى الصلاة، وأتّم السلام على خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين.

وعلى آله آل الله، وأنصار دينه، وأركان توحيده، وتراجمة وحيه، الأئمّة المعصومين.

وهذا الكتاب الذي بين يديك ــ أخي القارىء ــ فيه ما يسلّط الأضواء ساطعة على ثلّة طيّبة آمنت بربّها، ونصرته، فزادهم هدى وبصيرة، وربط على قلوبهم، ورفع شأنهم، وأعلى كلمتهم، وخلّد ذكرهم، فغدوا بحقّ عنوان الفضائل والقيم، وصارت الفضائل والقيم تعنيهم. وأستوقفك هنيئة لنستذكر ما ندبت إليه الشريعة الإسلاميّة الغرّاء من خلال الأحاديث والروايات الشريفة فيما يختصّ بموضوع مصادقة الأخوان، والتضحية للصديق، وبذل الغالي والنفيس من أجله، ففي حديث عن المولى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : ((الإيثار أفضل عبادة ، وأجلّ سيادة)).

ويروى عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنّه قال في حديث : ((ملعون من لم ينصح أخاه)).

وفي هذه الصفحات سيتجلّى لك أيها القارىء الفاضل بعضاً من حقائق تلك العصبة المؤمنة سيّما تلك الخصائص والفضائل التي حاولت الاحقاد الطائفيّة والضغائن الخيبريّة تغييبها وتضييعها، وقد أصاب المؤلف كبد الحقيقة في تسميته لاحدى موضوعات الكتاب بالزمن المغيّب أو الضائع عند استعراضه لتلك الوقائع، ويأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون.

وأخيراًَ وليس آخراً، فلا نعتقد أنّ أحداً يمكنه أن يفي ببيان فضائل أصحاب وأنصار الإمام الحسين (عليه السلام) أو تبيان منزلتهم، أو في كيفيّة بلوغهم القمّة في المثل، والغاية في النبل، وإلاً فبربّك قل لي ما عسانا أن نقول في من يذكرهم المعصوم (عليه السلام) وهو في حالة السجود عند زيارته لجده سيّد الشهداء (عليه السلام) بقوله:

(اللهم ثبّت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (عليه السلام))).

لا نقول إلاّ ما قالوا صلوات الله عليهم، ونتقدّم بشكرنا الجزيل – بعد شكره جلّ وعلا – للسيّد مؤلّف هذا الكتاب، ولكلّ من ساعد في إعداده وإخراجه ونشره، ونسأله تعالى أن يوفّق الجميع للانتفاع بمادّته.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مؤسسة السبطين (عليهما السلام) العالمية

ربيع المولود – قم المقدسة

1425 هــ . ق

» انصارالحسین (علیه السلام) الثورة والثوار   » نتاجات المؤسسة