ثورة المختار
اندلعت ثورة المختار في (14) ربيع الثاني سنة (64هـ)، لتكون الرد العملي على جريمة نكراء ارتكبت ضد أهل البيت (عليهم السلام) في كربلاء والثأر لما انتهك من حرمات من قتل وسبي إذ آخر ما أوصى به خاتم الرسل وعلى لسان الوحي قل لا اسئلكم أجراً إلا المودة في القربى.
لقد اثلجت ثورة المختار المباركة صدور شيعة أمير المؤمنين الاطهار وعلى رأسهم أهل البيت (عليهم السلام) اذ قتل الكثير الكثير ممن قاتل سبط الرسول الحسين بن علي عليه السلام أو ساهم وشارك في قتل الحسين عليه السلام ومنهم لعنهم الله: حرملة بن كاهل الاسدي قاتل عبدالله الرضيع ابن الحسين (عليه السلام)، ومرّة بن منقذ العبدي وهو قاتل علي الأكبر ابن الحسين (عليه السلام)، وقيس بن الأشعث من قتلة الحسين، وشبث بن ربعي من الذين ولغوا بدماء الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، وشمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين (عليه السلام)، وعمر بن سعد قائد جيش الملعون عبيد الله بن زياد وحينما بعث الى الإمام زين العابدين (عليه السلام) برأس عمر بن سعد خرّ ساجداً وقال (عليه السلام): (الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من أعدائي وجزى المختار خيراً) .
والمختار هو ابن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، أبو إسحاق: من زعماء الثائرين على بني أميّة وأحد الشجعان الافذاذ، ولد في (1هـ) وقتل (67هـ) وكانت ثورته الابيّة نبراساً أنارت له طريقه المرضي لاهل بيت النبوّة وموضع الرسالة سلام الله عليهم اجمعين[1].
***************************************
[1] منتهى المقال 2/567.