في تقدّم الشيعة في علم المعاني والبيان والفصاحة والبلاغة
وفيه صحائف:
1ـ في أوّل من وضعه وأسّسه وصنّف فيه.
2ـ في بعض الكتب التي صنّفها الشيعة في علوم المعاني والبيان بعد المؤسّس.
3ـ في علم البديع.
الصحيفة الاُولى
في أوّل من وضعه وأسّسه وصنّف فيه
وهو الإمام المرزباني، أبو عبدالله محمد بن عمران بن موسى بن سعيد بن عبدالله المرزباني الخراساني البغدادي([1]). صنّف فيه كتابه المسمّى بـ «المفصّل في علم البيان والفصاحة»([2]). قال إبن النديم في الفهرست: وهو نحو ثلاثمائة ورقة([3]).
وقال الحافظ السيوطي: أوّل من صنّف فيه عبد القاهر الجرجاني([4]). وأنت خبير أنّ أبا عبدالله المرزباني توفي سنة 378 ثمان وسبعين وثلاثمائة([5])، ووفاة الشيخ عبدالقاهر الجرجاني سنة 444 أربع وأربعين وأربعمائة([6]).
وقد ذكر اليافعي في تاريخه عند ترجمته للمرزباني المذكور: أنّه أخذ عن إبن دريد وإبن الأنباري العلوم الأدبية.... قال: وهو صاحب التصانيف المشهورة والمجاميع الغريبة، ورواية الأدب وصاحب التأليفات الكثيرة، ثقةٌ في الحديث، قائل بمذهب التشيّع، وشعره قليل لكنّه من الجيد([7])، ثمّ نقل قطعة من شعره([8]). وذكره إبن خلكان بعين ما ذكره اليافعي حتى النصّ على تشيّعه([9]). ووصفه في كشف الظنون بالعلاّمة عند ذكره لكتابة أخبار المتكلّمين([10])، وترجمته في الأصل مفصّلة وأخرجت تمام فهرس مصنّفاته، وذكرت أن تولّده كان في جمادى الآخرة سنة 297 سبع وتسعين ومائتين ووفاته كانت يوم الجمعة ثاني شوال سنة 378 ثمان وسبعين ]وثلاثمائة[، وقيل: أربع وثمانين وثلاثمائة ببغداد في الجانب الشرقي، وصلّى عليه الشيخ أبو بكر الخوارزمي رضي الله عنهما([11]).
وأيضاً تقدّم على الشيخ عبد القاهر في ذلك من الشيعة، محمد بن أحمد الوزير ابن محمد الوزير أبو سعيد العميدي([12]) المتوفي سنة 423 ثلاث وعشرين وأربعمائة([13])، صنّف كتابه «تنقيح البلاغة»([14]) كما في كشف الظنون([15]) أيضاً.
وذكره منتجب الدين إبن بابويه في فهرست أسماء المصنفين من الشيعة الإمامية([16]) وذكره ياقوت، وقال: نحوي، لغوي، أديب، مصنّف، سكن مصر وتولّى ديوان الإنشاء وعزل عنه، ثمّ ولّي ديوان الإنشاء، وصنّف «تنقيح البلاغة» وكتاب «العروض والقوافي» وغير ذلك، مات يوم الجمعة خامس جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة([17]). إنتهى. والأصح في وفاته ما ذكرنا([18]) وقد تقدّم ذكره في الكتاب([19]).
الصحيفة الثانية
في بعض الكتب التي صنّفتها الشيعة في علم المعاني
والبيان بعد المؤسّس
مثل: كتاب «تجريد البلاغة» للمحقق البحراني، ميثم بن عليّ بن ميثم([20])المعاصر للسكّاكي صاحب المفتاح([21])، وقد تقدّم ذكره في متكلّمي الإمامية([22]).
و«شرح تجريد البلاغة» للفاضل السيوري المقداد بن عبدالله([23]) من أعلام علماء الشيعة سمّاه «تجويد البراعة في شرح تجريد البلاغة»([24]).
ومثل: «شرح المفتاح» للشيخ حسام الدين المؤذني([25])([26]) فرغ من الشرح المذكور سنة إثنتين وأربعين وسبعمائة بجرجانية خوارزم، وقد ذكره في كشف الظنون([27]) لكن لم يعرف عصر مصنِّفه; لأنـّه لم يترجم إلاّ في كتب أصحابنا([28]).
ومثل: «شرح المفتاح» للشيخ عماد الدين يحيى بن أحمد الكاشي([29])([30]). قال في رياض العلماء: كان من مشايخ أصحابنا جامعاً لفنون العلم.....قال: وذكره بعض تلامذة الشيخ عليّ الكركي في رسالته المعمولة في ذكر أسامي مشايخ الشيعة ولم أعرف تواريخه([31]). إنتهى بحروفه.
قلت: وذكره صاحب تذكرة المجتهدين من الإمامية وذكر له الشرح المذكور ولم يذكر تاريخه([32])، وكذلك صاحب كشف الظنون ذكره ولم يعرّف تاريخه([33]).
و«شرح المفتاح» للشيخ الإمام العلاّمة ملك العلماء المحققين قطب الملّة والدين محمد بن محمد الرازي أبي جعفر البويهي([34])([35])، من أولاد إبن بابويه القمّي، كما في رياض العلماء([36])، ونصّ على شرحه للمفتاح في أمل الآمل([37])، وله في الأصل ترجمة مفصّلة([38])، مات سنه 766 ([39]).
الصحيفة الثالثة
في علم البديع
إعلم أنّ أوّل من فتق البديع إبن هرم، إبراهيم بن عليّ بن سلمة بن هرمة([40])شاعر أهل البيت (عليهم السلام)([41]) ،له ترجمة في الأصل([42]).
وأوّل من صنّف فيه إثنان متعاصران لا يعلم السابق منهما وهما: قدامة بن جعفر الكاتب([43]) وعبدالله بن المعتز([44]).
قال صفي الدين الحلّي في صدر شرحه بديعيته مالفظه: وكان جملة ما جمع إبن المعتز منها سبعة عشر نوعاً، ومعاصره قدامة بن جعفر الكاتب فجمع منها عشرين نوعاً، توارد معه على سبعة منها وسلّم له ثلاثة عشر فتكامل لهما ثلاثون نوعاً، ثمّ اقتدى بهما الناس في التأليف([45]). إنتهى بحروفه.
ولقدامة بن جعفر الشيعي نقد الشعر المعروف بنقد قدامة([46]). فلم نتحقق لإبن المعتز إلاّ السبق بالتسمية بالبديع وقد تبيّنا في خبره في صدر كتابه بأنـّه ]قال[: ما جَمع قبلي فنون الأدب أحد ولا سبقني إلى تأليفه مؤلّف حسب ما أمر الله سبحانه بالتبيين في خبر مثله([47]) فلم نجد له صحة.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) لاحظ ترجمته في معالم العلماء: ص118 رقم 786، وأمل الآمل ج2: ص292 رقم 875، والفوائد الرجالية ج3: ص91، وروضات الجنات ج7: ص338 رقم 658، وطبقات أعلام الشيعة: ص294، والفوائد الرضوية: ص588، والكنى والألقاب ج3: ص177، وقاموس الرجال ج9: ص495 رقم 7135، وأعيان الشيعة ج10: ص33، وريحانة الأدب ج5: ص282، والفهرست لإبن النديم: ص215 في الفن الثاني من المقالة الثالثة، وتاريخ بغداد ج3: ص135 رقم 1159، والمنتظم ج14: ص372 رقم 2906، ومرآة الجنان ج2: ص418، والبداية والنهاية ج11: ص359، والوافي بالوفيات ج4: ص235 رقم 1765، ومعجم الاُدباء ج18: ص268 رقم 84، وأنباه الرواة ج3: ص180 رقم 682، ووفيات الأعيان ج4: ص354 رقم 647، وميزان الاعتدال ج3: ص672 رقم 8013، وتاريخ الإسلام للذهبي، في وفيات سنة 384، وسير أعلام النبلاء ج16: ص447 رقم 331، والكامل في التاريخ ج9: ص106، في حوادث سنة 384، والنجوم الزاهرة ج4: ص168، وشذرات الذهب ج3: ص111، ولسان الميزان ج6: ص426 رقم 7932.
([2]) الذريعة ج21: ص369 رقم 5499، وهدية العارفين ج2: ص54.
([3]) الفهرست لإبن النديم: ص215 في الفن الثاني من المقالة الثالثة.
([4]) الوسائل في مسامرة الأوائل: ص111 رقم 812.
([5]) وفيات الأعيان ج4: ص355.
([6]) انظر بُغية الوعاة ج2: ص106 رقم 1557.
([7]) مرآة الجنان ج2: ص418 في وفيات سنة 384.
([8]) نفس المصدر المتقدّم.
([9]) لاحظ وفيات الأعيان ج4: ص354 ـ 355.
([10]) انظر كشف الظنون ج1: ص29، وج2: ص1106 وص1734.
([11]) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: ص95.
([12]) لاحظ ترجمته في الفهرست لمنتجب الدين: ص113 رقم 425 وص431، وأعيان الشيعة ج9: ص70، وجامع الرواة ج2: ص63، ومعجم الاُدباء ج17: ص212 رقم 68، والوافي بالوفيات ج2: ص75 رقم 382، وبُغية الوعاة ج1: ص47 رقم 76، وكشف الظنون ج1: ص499، وهدية العارفين ج2: ص64، والأعلام للزركلي ج5: ص314، ومعجم المؤلفين ج8: ص305.
([13]) انظر كشف الظنون ج1: ص499، وأعيان الشيعة ج9: ص70.
([14]) الذريعة ج4: ص461 ررقم 2057.
([15]) كشف الظنون ج1: ص499.
([16]) الفهرست لمنتجب الدين: ص133 رقم 425.
([17]) معجم الاُدباء ج17: ص212 رقم 68.
([18]) انظر كشف الظنون ج1: ص499، ومعجم الاُدباء ج17: ص212، وأعيان الشيعة ج9: ص70 ـ 71.
([19]) راجع صفحة 460.
([20]) الذريعة ج3: ص352 رقم 1275، وهدية العارفين ج2: ص286.
([21]) كشف الظنون ج2: ص1763.
([22]) راجع الصحيفة الثالثة من الفصل الرابع.
([23]) لاحظ ترجمته في رياض العلماء ج5: ص216، وأعيان الشيعة ج10: ص134، وخاتمة المستدرك الوسائل ج2: ص274، وج3: 348، وأمل الآمل ج2: ص325 رقم 1002، والفوائد الرجالية ج2: ص278 ـ 279، ومعجم رجال الحديث ج19: ص348 رقم 12637، وروضات الجنات ج7: ص171 رقم 622، وتنقيح المقال ج3: ص245، والفوائد الرضوية: ص666، والكنى والألقاب ج3: ص10، ولؤلؤة البحرين: ص172 رقم 69، وريحانة الأدب ج4: ص282.
([24]) الذريعة ج3: ص352 رقم 1275، وإيضاح المكنون ج1: ص229، وهدية العارفين ج2: ص470.
([25]) الذريعة ج14: ص81 رقم 1871، وكشف الظنون ج2: ص1763.
([26]) لاحظ ترجمته في أعيان الشيعة ج10: ص46.
([27]) لاحظ كشف الظنون ج2: ص1763.
([28]) انظر أعيان الشيعة ج10: ص46، وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: ص169 ـ 170.
([29]) الذريعة ج14: ص81 رقم 1820، وكشف الظنون ج2: ص1764.
([30]) لاحظ ترجمته في رياض العلماء ج5: ص330، وأعيان الشيعة ج10: ص287.
([31]) رياض العلماء ج5: ص330.
([32]) انظر أعيان الشيعة ج10: ص288، نقلاً عن تذكرة المجتهدين.
([33]) كشف الظنون ج2: ص1764.
([34]) كشف الظنون ج1: ص499، والذريعة ج2: ص461 رقم 2057.
([35]) لاحظ ترجمته في أمل الآمل ج2: ص300 رقم 908، ورياض العلماء ج5: ص170، ونقد الرجال ج4: ص311 رقم 5042، وبحار الأنوار ج107: ص188، وج108: ص43، وأعيان الشيعة ج9: ص413، وجامع الرواة ج2: ص63، والفهرست لمنتجب الدين: ص113 رقم 425، والفوائد الرجالية ج2: ص265، وطرائف المقال ج2: ص432، ومعجم رجال الحديث ج18: ص198 رقم 11707، والأعلام للزركلي ج5: ص314، وهدية العارفين ج2: ص64، ومعجم المؤلفين ج8: ص305، وكشف الظنون ج1: ص95.
([36]) رياض العلماء ج5: ص169.
([37]) أمل الآمل ج2: ص301.
([38]) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: ص400.
([39]) أمل الآمل ج2: ص169.
([40]) لاحظ ترجمته في الكنى والألقاب ج1: ص450، والفهرست لإبن النديم: ص258، في الفن الثاني من المقالة الرابعة، وتاريخ بغداد ج6: ص126 رقم 3160، وتاريخ مدينة دمشق ج7: ص63 رقم 459، وسير أعلام النبلاء ج6: ص207 رقم 102، والوافي بالوفيات ج6: ص59 رقم 2502، والنجوم الزاهرة ج2: ص84، والبداية والنهاية ج10: ص169، في حوادث سنة 176، والأعلام للزركلي ج1: ص50.
([41]) انظر الذريعة ج17: ص87 رقم 467، وكتاب حياة الإمام الرضا (عليه السلام)للسيـّد جعفر مرتضى العاملي: ص99.
([42]) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: ص202.
([43]) لاحظ ترجمته في أعيان الشيعة ج8: ص449، والفهرست لإبن النديم: ص209، في الفن الثاني من المقالة الثالثة، والبداية والنهاية ج11: ص234، في حوادث سنة 337 هـ ، والمنتظم ج14: ص73 رقم 2505، والأعلام للزركلي ج5: ص191، وهدية العارفين ج1: ص271.
([44]) لاحظ ترجمته في وفيات الأعيان ج3: ص76.
([45]) لاحظ كشف الظنون ج1: ص232، ذكره نقلاً عن صفي الدين الحلّي في كتابه شرح البديعة.
([46]) الذريعة ج24: ص275 رقم 1422.
([47]) لاحظ مقدّمة كتاب طبقات الشعراء لإبن المعتز.
