آية الله المغفور له الشيخ محمد حسين الاصفهاني المتوفي 5 - 12 عام 1361 ه . قال أعلى الله مقامه : -
قطب محيط عالم الوجود *** في قوسي النزول والصعود
ففي النزول كعبة الرزايا *** وفي الصعود قبلة البرايا
بل هي باب حطة الخطايا *** وموئل الهبات والعطايا
ام الكتاب في جوامع العلا *** أم المصاب في مجامع البلا
رضيعة الوحي شقيقة الهدى *** ربيبة الفضل خليفة الندى
ربة خدر القدس والطهارة *** في الصون والعفاف والخفارة
فإنها تمثل الكنز الخفي *** بالسر والحياء والتعفف
تمثل الغيب المصون ذاتها *** تعرب عن صفاته صفاتها
مليكة الدنيا عقيلة النسا *** عديلة الخامس من أهل الكسا
شريكة الشهيد في مصائبه *** كفيلة السجاد في نوائبه
بل هي ناموس رواق العظمة *** سيدة العقائل المعظمة
ما ورثته من الرحمة *** جوامع العلم أصول الحكمة
سرابها في علو الهمة *** والصبر في الشدائد الملمة
ثباتها ينبئ عن ثباته *** كان فيها كل مكرماته
لها من الصبر على المصائب *** ما جل أن يعد في العجائب
بل كاد أن يلحق بالمعاجز *** لانه حرفة كل عاجز
فإنها سلالة الولاية *** ولاية ليس لها نهاية
بيانها يفصح عن بيانه *** كأنها تفرغ عن لسانه
ناهيك فيه الخطب المأثورة *** فإنها كالدرر المنثورة
بل هي لولا الحط من مقامها *** كاللؤلؤ المنضود في نظامها
فإنها وليدة الفصاحة *** والدها فارس تلك الساحة
وما أصاب أمها من البلا *** فهو تراثها بطف كربلا
لكنها عظيمة بلواها *** من الحرب شاهدت دهاها
رأت هجوم الخيل بالنار على *** خبائها أو محور السبع العلى
وأسلبوا يا ويلهم قرارها *** مذ سلبوا إزارها خمارها
وسبيهم ودائع المختار *** عار على الاسلام أي عار
يكاد أن يذهب بالعقول *** سبي بنات الوحي والتنزيل
وما رأت بالطف من أهوالها *** جل عن الوصف بيان حالها
ومن يطيق وصف سوء حالها *** مذ رأت السبط على رمالها
معفر الخد مضرجا بدم *** لهفي على جمال سلطان القدم
وحولها فتيانه على الثرى *** كالشهب الزهر تحف القمرا
واها على كواكب السعود *** عقد نظام الغيب والشهود
كيف هوت وانتثرت أشلاؤها *** بأي ذنب سفكت دماؤها
وشاهدت ريحانة الرسول *** تدوسها حوافر الخيول
فأصبحت خزانة اللاهوت *** حلبة خيل الجبت والطاغوت
صدر تربى فوق صدر المصطفى *** ترضه الخيل على الدنيا العفا
ترى العوالي مركز المعالي *** مدرجة لذروة الكمال
وهي عرش وعليه التاج *** أو أنها البراق والمعراج
نال من العروج ما تمنى *** كقاب قوسين دنا أو أدنى
حتى تجلى قائلا إني أنا *** من شجر القناة في طور القنا
لسان حاله لسلطان القدم *** سعيا على الرأس إليك لا القدم
وسوقها إلى يزيد الطاغية *** أشجى فجيعة وأدهى داهية
وما رأته في دمشق الشام *** يذهب بالعقول والاحلام
أمامها رأس الامام الزاكي *** وخلفها النوائح البواكي
أو الكتاب الناطق المبين *** حف به الحنين والانين
وأفظع الكل دخول الطاهرة *** حاسرة على ابن هند العاهرة
وما لها ومجلس الشراب *** وهي ابنة السنة والكتاب
أتوقف الحرة من آل العبا *** بين يدي طليقها واعجبا
يشتمها طاغية الالحاد *** وهي سلالة النبي الهادي
بل سمعت من ذلك اللعين *** سب أبيها وهو أصل الدين
أتنسب الطاهرة الصديقة *** للكذب وهي أصدق الخليقة
واحر قلباه لقلب الحرة *** فما رأته لا أطيق ذكره
شلت يد مدت بقرع العود *** إلى ثنايا العدل والتوحيد
تلك الثنايا مرشف الرسول *** وملثم الطاهرة البتول
وما حناه باللسان أعظم *** وكفره المكنون منه يعلم
وقد أبانت كفر ذاك الطاغي *** بأحسن البيان والبلاغ
حنت بقلب موجع محترق *** على أخيها فأجابها الشقي
يا صيحة تحمد من صوائح *** ما أهون النوح على النوائح