• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

رأي الصحابة في بعضهم البعض

إنّ الذي يمنعنا اليوم من مجرّد ذكر حقائق وأفعال بعض الصحابة ـ التي أثبتها الله ورسوله ويدّعي أنّ ذلك طعن بالصحابة ويتهمنا بسب وشتم جميع الصحابة ـ لا يدري أنّ الصحابة أنفسهم شتم بعضهم بعضاً ولعن بعضهم بعضاً وقاتل بعضهم بعضاً، فهل «حلال عليهم، حرام علينا؟!»(1) .
وإليك بعض الامثلة على ذلك:
عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه قال: «أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟! فقال: أمّا ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنّ له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلن أسبّه لان تكون لي واحدة منهنّ أَحبّ إلىَّ من حُمر النِّعم. سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول له وقد خلّفه في بعض مغازيه فقال له علىّ: يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبوّة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لاعطينّ الراية رجلاً يُحبّ اللهَ ورسولَه ويحبّه اللهُ ورسولُه، قال فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي عليّاً، فأُتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الاية: (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ)(2) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللّهم هؤلاء أهلي»(3) .
ونحن نستخلص من شهادة سعد بن أبي وقاص هذه أشياء:
أولاً: لو كان سبّ الصحابي كفراً فما بال معاوية بن هند يأمر الصحابة ومن ضمنهم سعداً بسبّ علي بن أبي طالب؟! وما بال بني أُميّة اتخذوا سبّ علي بن أبي طالب سنّة، حتّى كانوا يلعنونه على المنابر طيلة سبعين سنة.
ثانياً: ثبت عن الصحابة أنّ المقصود من أهل البيت النبوىّ ليس زوجات الرسول بل هم: علي وفاطمة وحسن وحسين وفيهم نزلت آية التطهير حيث يقول تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وُيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(4) فالقرآن نزل بين الصحابة وما كانت لتخفى عليهم مقاصد هذه الاية.
وثالثاً: يتبيّن كذب أحاديث قيلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنها هذا الحديث التالي:
عن محمد بن إسحاق عن يونس بن محمد عن إبراهيم بن سعد عن عبيدة بن أبي رائطة عن عبد الرحمان عن عبد الله بن مغفّل قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه»(5) .
فإذا صحّ الحديث فمعاوية ـ وهو صحابي درجة مائة ـ كان يسبّ عليّاً وما أدراك ما علي ويأمر بسبّه; وعليّ (عليه السلام) قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق»(6) .
وإليك مثال آخر على رأي الصحابة في بعضهم البعض:
عن جابر قال: «صلّى معاذ بن جبل الانصاري بأصحابه صلاة العشاء فطوّل عليهم، فانصرف رجل منّا، فصلّى، فأُخبر معاذ عنه فقال: إنّه منافق، فلمّا بلغ ذلك الرجل دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره ما قال معاذ، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)«أتريد أن تكون فتّاناً يا معاذ؟ إذا صلّيت بالناس فاقرأ بالشمس وضحاها وسبّح اسم ربّك الاعلى واللّيل إذا يغشى واقرأ باسم ربّك»(7) وتعليقاً على الحديث نقول: انظر إلى معاذ وهو يرمي أحد المسلمين بالنفاق لانه لم يُطق تطويله وتأمّل لوم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لمعاذ.
كذلك أمر عمر بن الخطاب رجال السقيفة بأن يقتلوا سعد بن عبادة لانّه خالف ما اتفقوا عليه، وهكذا الامثال عديدة، فمن شاء فليحقّق في الصحاح وكتب السيرة.
ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «من قال لاخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما»(8) .
وإليك مثالاً آخر:
«عن جابر (رضي الله عنه) قال: غزونا مع النبىّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتّى كثروا، وكان من المهاجرين رجل لعّاب فكسع أنصاريّاً فغضب الانصاري غضباً شديداً حتّى تداعوا، وقال الانصاري: ياللانصار، وقال المهاجرىّ: يا للمهاجرين، فخرج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)فقال: ما بال دعوى أهل الجاهليّة، ثم قال: ماشأنهم؟ فأُخبر بكسعة المهاجرىّ الانصاري، قال فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): دعوها فإنّها خبيثة.
وقال عبد الله بن أُبي بن سلول: قد تداعوا علينا لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الاعزّ منها الاذلّ، فقال عمر: ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث لعبدالله، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يتحدّث الناس أنّه كان يقتل أصحابه»(9) .
فهاهم المهاجرون والانصار يختلفون ويكادون يتقاتلون، حتّى وصل الامر أن يستغلّ هذه الفرصة رأس المنافقين فيقول ما قال.
ولنتصور مدى تألّم قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يرى أصحابه يرفعون شعارات قبليّة، أليست هذه إذاية للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
ثم تأمّل قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: «لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه»، فنفهم منه أنّ المنافقين بعكس ما يقول علماء أهل السنّة كانوا داخلين في دائرة الصحابة وما كان أكثرهم حتّى أن الله تعالى أنزل سورة كامة باسمهم(10) وقال تعالى فيهم في سورة التوبة: (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الاَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ...)(11) فمن هم يا تُرى أولئك المنافقون الذين لا يعلمهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! سنعرفهم يوم القيامة إن شاء الله تعالى.
كذلك تسابّ خالد بن الوليد وعبدالرحمن بن عوف أمام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأفحش خالد بن الوليد لعمّار بن ياسر(12) وما أدراك ما عمّار الطيب بن الطيب(13) كما وصفه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
____________
1) مثل تونسي شائع.
2) سورة آل عمران: 61.
3) صحيح مسلم 4: 1871، كتاب فضائل الصحابة.
4) سورة الاحزاب: 33.
5) مسند أحمد بن حنبل 9: 82، وقريب من هذا الحديث حديث «أحسنوا إلى أصحابي» مسند أحمد بن حنبل: 45 حديث رقم 178.
فهل أحسن عثمان إلى أبي ذر وهل أحسن معاوية لعليّ وهل أحسن يزيد (التابعي) إلى الحسين الصحابي وو...؟!
6) أنظر سنن ابن ماجة 1: 42، فضائل عليّ.
7) سنن ابن ماجه 1: 315، باب من أمّ قوماً فليُخفّف.
8) موطّأ الامام مالك: 652، حديث رقم 1844.
9) صحيح البخاري 4: 223، وكذلك في مسند أحمد 3: 338.
10) هي سورة المنافقون.
11) سورة التوبة: 101.
12) مسند أحمد 4: 89.
13) سنن ابن ماجه 1: 52، فضائل عمّار.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page