وقال عليه السلام : «مكارم الأخلاق عشرة: اليقين ، والقناعة، والصبر،والشكر، والحلم ، وحسن الخلق ، والسخاء والمروءة، والغيرة ، والشجاعة» (1) .
ثم قال عليه السلام : «هذه العشرة خصال من صفات المؤمنين ، فمن كانتفيه، فليعلم ذلك من خير أراده الله تعالى به ».
وزاد عليها فقال : «والبر، والصدق ، واداء الأمانة، والحياء» .
وروى ابن بكير(2)عنه عليه السلام أنه قال : «انا لنحب من كان عاقلاً،فهماً، فقيهاً، عليماً، مدارياً، صبوراً، صدوقاً، وفياً، إن الله تعالى خص الأنبياء عليهم السلام بمكارم الأخلاق ، فمن كان فيه شيء من مكارم الأخلاق فليحمد الله تعالى،ومن لم يكن فيه فليتضرع الى الله عز وجل وليسأله إياها».
قال : وذكر هذه الخصال وزادها . وصدق الحديث (3).
وعن جابر بن يزيد الجعفي ، عن الباقر عليه السلام قال : «قال رسول الله صلىالله عليه واله : ألا اخبركم بأشبهكم بي خلقاً؟ فقيل : بلى، يا رسول الله ، فقال :أعظمكم حلماً، وأكثركم علماً، وأبركم بقرابته ، وأشدكم حباً لاخوانه في دينه ،وأصبركم على الرضا والغضب ».
وروي عنه عليه السلام أنه قال : «إن الله تعالى ارتضى لكم الإسلام ،فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق » (4).
وعن المفضل بن عمر، عن الكاظم عليه السلام قال : «لم ينزل من السماء أعزولا أقل من ثلاثة أشياء: التسليم ، والبر، واليقين »(5).
وروي عنه عليه السلام ، أنه قال : «ألا اُخبركم بمكارم الأخلاق ؟ قالوا : بلى،يابن رسول الله ، فقال : الصفح عن الناس ، ومواساة الأخ المؤمن في الله تعالى، من المال- قل أو كثر- وذكر الله تعالى كثيراً» .
وقيل له عليه السلام : من أكرم الخلق على الله تعالى؟ فقال : «من إذا اُعطيشكر، واذا ابتلي صبر، وإذا اُسيء إليه غفر ».
وعن يحيى بن اُم الطويل ، عن علي بن الحسين عليه السلام قال : «طوبى لمنطاب خلقه ، وطهرت سجيته ، وحسنت علانيته ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسكالفضل من قوله ، وأنصف الناس من نفسه ».
وروي عنه عليه السلام أنه قال : «لاتعب أخاك المؤمن بعيب هو فيك حتىتصلحه من نفسك ، فإذا أصلحته بدا لك عيب غيره ، وكفا بالمرء شغلاً بنفسه ».
وقال عليه السلام : «أنفق ولا تخف فقراً، وأنصف الناس » .
وعن محمد بن أبي زينب ، عن الصادق عليه السلام قال : «الدعاء عندالكرب ، والاستغفار عندالذنب ، والشكرعند النعمة، من أخلاق المؤمنين » .
وقال عليه السلام : «البر وحسن الخلق ، يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار.وصنائع المعروف وحسن البشر، يكسبان المحبة، ويدخلان الجنة . والبخل وعبوسالوجه ، يبعدان من الله تعالى ذكره ، ويدخلان النار».
وعنه عليه السلام قال : «وجدت في ذؤابة ذي الفقار صحيفة، فيها : صل منقطعك ، واعط من حرمك ، وقل الحق ولوعلى نفسك ».
وعن الكاظم عليه السلام ، أنه قال :«لاعزإلاّ لمن تذلل لله ، ولا رفعة إلاّ لمنتواضع لله ، ولا أمن إلاّ لمن خاف الله ، ولا ربح إلاّ لمن باع اللهّ نفسه ».
وعن الصادق عليه السلام قال : «ثلاثة لايطيقهن الناس : الصفح عنالناس ، ومواساة الرجل أخاه المؤمن ، وذكر الله تعالى كثيراً»(6).
وقال عليه السلام : «ما ابتلي الناس بشيء أشد من إخراج الدرهم ، لا الصلاةولا الصيام ولا الحج ، فإن الله تعالى يقول : (ولايسألكم أموالكم إن يسألكموها فيحفكمتبخلوا)(7) ثم قال : (ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء)(8) » .
وقال عليه السلام (9): «إن أحب الخلائق إلى الله تعالى شاب حدث السن ،في صورة حسنة، جعل شبابه وجماله في طاعة اللهّ تعالى، ذاك الذي يباهي اللهّ تعالى بهملائكته فيقول : هذا عبدي حقاً».
وعنه عليه السلام ، أنه قال : «شرف المؤمن صلاته بالليل ، وعزه كفه عنأعراض الناس ، واستغناؤه عما في أيديهم » .
وعنه عليه السلام قال : «من أخرجه الله تعالى من ذل المعصية إلى عز الطاعة،أغناه الله بلا مال ، وأعزه بلاعشيرة، وآنسه بلا أنيس . ومن خاف الله تعالى، أخافالله منه كل شيء ، ومن لم يخف اللهّ، خَوَّفه الله من كل شيء . ومن رضي من اللهتعالى باليسير من المعاش ، رضي الله منه باليسيرمن العمل ، ومن لم يستحي من طلبالحلال وقنع به ، خفّت مؤنته ، ونعم أهله . ومن زهد في الدنيا، أثبت الله الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه ، وبصره عيوب الدنيا ـ دائها ودوائها ـ وأخرجه من الدنياسالماً إلى دارالسلام »(10).
وقال عليه السلام : «من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله ، وأقوى الناسفليتوكل على اللهّ، وأغناهم فليكن بما في يد لله أوثق منه بما في يديه ».
وعنه عليه السلام قال: «ثلاث منجيات : خوف الله في السروالعلانية كأنكتراه ، وإن لم تكن تراه فإنه يراك ، والعدل في الرضا والغضب ، والقصد في الغنى والفقر.
وثلاث مهلكات : هوى متبع ، وشح مطاع وإعجاب المرء بنفسه ».
وعن النبي صلى الله عليه وآله قال : «أقرب الناس من الله - يوم القيامة -من طال جوعه وعطشه وحزنه في الدنيا، وهم الأتقياء الأخفياء الذين إن شهدوا لميعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، تعرفهم بقاع الأرض، لم وتحف بهم ملائكة السماء، نَعمَالناس بالدنيا، ونعموا بطاعة الله ، افترش الناس الفرش ، وافترشوا الجباه والركب ،ضيع الناس أوقاتهم في لهو الدنيا، وحفظوها هم في الجد والاجتهاد، تبكي الأرضلفقدهم ، ويسخط الله على كل بلدة ليس فيها منهم أحد، لم يتكلبوا على الدنيا تكلبالكلاب على الجيف ، يراهم الناس يظنون أن بهم داء، وما بهم من داء إلاّ الخوف منالله ، ويقال : قد خولطوا وذهبت عقولهم ، وما ذهبت ، ولكن نظروا بقلوبهم إلى أمرأذهب عنهم الدنيا، فهم عند أهل الدنيا يمشون بلا عقول ، وهم الذين عقلوا، وذهبتعقول من خالفهم »(11).
وروي أن في التوراة مكتوباً: إن الله تعالى يبغض الحبر السمين ، لأن السمنيدل على الغفلة وكثرة الاكل ، وذلك قبيح وخصوصاً بالحبر.
ومثله (12) قال ابن مسعود: ان الله يبغض [ القارىء](13)السمين (14).
وفي خبر مرسل : «إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم ، فضيقوا مجاريهبالجوع والعطش »(15).
وقال النبي صلى الله عليه واله : «إن للمؤمن أربع علامات : وجهاً منبسطاً،ولساناً لطيفاً، وقلباً رحيماَ، ويداً معطية».
وقال عليه السلام : «إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها: صدق الحديث ،وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وقلة الفخروالبخل (16)، وصلة الأرحام ، ورحمة الضعفاء،وقلة المواتاة للنساء، وبذل المعروف ، وحسن الخلق ، وسعة الحلم ، واتّباع العلم فيمايقرّب إلى الله عزوجل ، فطوبى لهم وحسن مآب . وطوبى شجرة في الجنة، أصلها في داررسول الله ليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها، لاينوي في قلبه شيئاً إلا أتاه الله بهمن [ذلك ](17) الغصن ، ولوأن راكباً مجدّاً سار في ظلها مائة عام لم يخرج منها، ولوأنغراباً طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتى يبيضّ هرماً، ألا ففي هذا فارغبوا، ان المؤمنمن نفسه في شغل ، والناس منه في راحة، إذا جنّ عليه الليل فرش وجهه على الأرض ،وسجد لله تعالى بمكارم بدنه ، يناجي ربه الذي خلقه في فكاك رقبته من النار، ألافهكذا كونوا»(18).
وعن أميرالمؤمنين عليه السلام ، أنه قال : «لايقبل الله من الأعمال إلاّ ما صفاوصلب ورق ، فأما صفاءها فلله وأما صلابتها فللدين ، وأما رقتها فللا خوان ».
وروي أن سلمان دخل على أمير المؤمنين - وبيده رقعة - فقال : «هي منالرقاع التي علقت على آذان أصحاب الكهف » وإذا فيها ثلا ثة أسطر: أولها : قضيالقضاء، وتمّ القدر، وماجرى به القدر فهو كائن .
والثاني : الرزق مقسوم ، والحريص محروم ، والبخيل مذموم .
والثالث أعن زمانك ، واخف مكانك ، واحفظ لسانك ،واقبل على، شأنك .
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله ، أنه التقى بقوم فقال : «من أنتم ؟» .
فقالوا: مؤمنون ، يا رسول الله .
فقال صلى الله عليه واله : «ما حقيقة إيمانكم ؟».
فقالوا: الرضا بقضاء الله ، والصبرعلى بلاء الله ، والتسليم لأمرالله .
فقال : «علماء حكماء، كادوا يكونوا أنبياء من الحكمة، فإن كنتم صادقين فلاتبنوا مالا تسكنون ، ولاتجمعوا مالا تأكلون ، واتقوا الله الذي إليه ترجعون ».
____________
1 - الكافي 2 : 46 | 2 ، والخصال : 431 | 12 ، ومشكاة الأنوار: 238، باختلاف يسير.
2 - في الاصل : أبوبكير، وما أثبتناه هو الصواب ، وهو عبد الله بن بكير بن أعين بن سنسن ، منأصحاب الإمام الصادق عليه السلام، أنظر «رجال الشيخ 229 | 58 وفهرسته : 106 | 452 ،وتنقيح المقال 3 : 42 فصل الكنى».
3 - الكافي 2 : 46 | 3، ومشكاة الأنوار: 238 .
4 - الكافي 2 : 46 | 4،روضة الواعظين : 384، مشكاة الأنوار: 221.
5 - مشكا ة الانوار: 27، وفيه : عن كتاب المحاسن عن أبي عبداللهّ عليه السلام .
6 - الزهد : 17 | 38، مشكاة الأنوار: 57 .
7 ـ محمد 47 : 36 ، 37 .
8 - محمد 47 : 38 .
9 - في الاصل زيادة : قال .
10 - أمالي الطوسي 2 : 232 .
11 - تنبيه الخواطر 1: 100 باختلاف يسير.
12 - في تنبيه الخواطر: ولأجله .
13 -أثبتناه من تنبيه الخواطر.
14 - تنبيه الخواطر 1 : 101 .
15 - تنبيه الخواطر 1: 101.
16 - كذا في الأصل ، ولعله تصحيف ، صوابه : النجل ، وفي الحديث : من نجل الناس نجلوه أيمن عاب الناس عابوه ومن سبهم سبوه «لسان العرب - نجل - 11 : 647».
17 - أثبتناه من الخصال .
18 - الخصال : 483 | 56، ومشكاة الأنوار: 86، وفيهما: عن أميرالمؤمنين عليه السلام .
من مكارم الأخلاق
- الزيارات: 2267