حفص بن غياث القاضي قال: كنت عند سيد الجعافرة- جعفر بن محمدعليه السلام - لما أقدمه المنصور، فأتاه ابن أبي العوجاء - وكان ملحداً- فقال: ماتقول في هذه الآية: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها)(1) هب هذه الجلودعصت فعذبت، فما بال الغيرية!
فقال أبوعبدالله: «ويحك، هي هي وهي غيرها».
فقال: أعقلني هذا القول.
فقال له: «أرأيت لو أن رجلاً عمد إلى لبنة فكسرها، ثم صب عليها الماءوجبلها ثم ردها إلى هيئتها الاُولى، ألم تكن هي هي وهي غيرها!»
قال: بلى، أمتع الله بك (2).
سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول: «وجدت علوم الناس كلها في أربع خلال: أولها أن تعرف ربك، والثانية أن تعرف ماصنع بك، والثالثة أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك »(3).
محمد بن عجلان قال: أصابتني فاقة شديدة وإضاقة، ولا صديق لمضيق،ولزمني دين ثقيل، وغريم ملح في اقتضائه، فتوجهت نحو دار الحسن بن زيد - وهو يومئذأميرالمدينة - لمعرفة كانت بيني وبينه، وشعر بذلك من حالي محمد بن عبدالله بن عليابن الحسين، وكانت بيني وبينه قديم معرفة، ولقيني في الطريق فأخذ بيدي وقال: قدبلغني ما أنت بسبيله، فمن تؤمل لكشف ما نزل بك ؟
قلت: الحسن بن زيد.
فقال: إذاً لاتنقضي حاجتك ولا تسعف بطلبتك، فعليك بمن يقدرعلىذلك، وهوأجود الأجودين، فالتمس ما تؤمله من قبله، فاني سمعت ابن عمي - جعفرابن محمد - يحدث عن أبيه، عن جده، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبيطالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: «أوحى الله إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه إليه: وعزتي وجلالي، لأقطعن أمل كل مؤمل أمّل غيري بالأياس،وللأكسونّه ثوب المذلة في النار(4)، ولأبعدنّه من فرجي وفضلي، أيؤمل عبدي فيالشدائد غيري، والشدائد بيدي! أو يرجو سواي، وأنا الغني الجواد! بيدي مفاتيح الأبوابوهي مغلقة، وبابي لآملي مفتوح لمن دعاني.
ألم يعلموا إن من دهته نائبة لم يملك كشفها عنه غيري، فمالي أراه بأمله معرضاًعني! وقد أعطيته بجودي وكرمي مالم يسألني، فأعرض عني ولم يسألني، وسأل في نائبتهغيري، وأنا الله ابتدئ بالعطية قبل المسألة، أفأسأل فلا أجود! كلا، أوليس الجودوالكرم لي! أوليس الدنيا والاخرة بيدي! فلو أن سبع سماوات وأرضين سألوني جميعاً،فأعطيت كل واحد منه مسألته! ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة، وكيفينقص ملك أنا قيّمه! فيابؤس لمن عصاني ولم يراقبني ».
فقلت له: يا ابن رسول الله، أعد عليّ هذا الحديث، فأعاده ثلاثاً، فقلت: لا والله - لاسألت بعدها أحداً حاجة فما لبثت ان جاءني الله برزق من عنده (5).
أمير المؤمنين عليه السلام، عن النبي عليه السلام وآله: «النساء عيّ وعورات،فداووا عيّهن بالسكوت، وعوراتهن بالبيوت »(6).
إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عنآبائه، عن علي عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: «يقول الله عز وجل: مامن مخلوق يعتصم بمخلوق دوني، إلاّ قطعت أسباب السماوات وأسباب الأرض مندونه، فإن سألني لم أعطه، وإن دعاني لم اُجبه، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي، إلاضمنت السماوات والأرض رزقه، فإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإناستغفرني غفرت له »(7).
الحسين عليه السلام قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله يرفع يديه إذاابتهل ودعا، كما يستطعم (8) المسكين »(9).
الحسين عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: «من أجرى الله علىيديه فرجاً لمؤمن، فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة»(10).
وعنه عليه السلام، إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: «من عال أهل بيتمن المسلمين - يومهم وليلتهم - غفر الله ذنوبه »(11).
أمير المؤمنين عليه السلام قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: انما ابنآدم ليومه، فمن أصبح آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنماحيزت له الدنيا(12)».
____________
1 - النساء 4 : 56.
2 ـ أمالي الطوسي 2 : 193، تنبيه الخواطر 2 : 73.
3 ـ أمالي الطوسي 2 : 194، تنبيه ألخواطر 2 : 73.
4 - في أمالي الطوسي : الناس.
5 - أمالي الطوسي 2 : 196، تنبيه الخواطر 2 : 73.
6 - أمالي الطوسي 2 : 197، تنبيه الخواطر 2 : 74.
7 - أمالي الطوسي 2 : 197، تنبيه الخواطر 2 : 74.
8 - في الأصل: يستعظم، وما أثبتناه من الأمالي.
9 - أمالي الطوسي 2 : 198، وفيه : عن علي بن الحسين عليه السلام، وتنيه الخواطر 2 : 74.
10 - أمالي الطوسي 2 : 199، وفيه : عن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، عنأبيه، عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله، وتنبيه الخواطر 2 : 74، وفيه : عن الحسن عليه السلام.
11 - أمالي الطوسي 2 : 199، تنبيه الخواطر 2 : 74.
12 - أمالي الطوسي 2 : 201 ، تنبيه الخواطر 2 : 74.
احتجاج الامام الصادق عليه السلام على ابن أبي العوجاء
- الزيارات: 2242