• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إسلام ابراهيم عليه السلام نفسه وولده وماله لله تعالى و الخوف من الله تعالى والرجاء له

و أما بذله لولده ، فإنه أضجعه للذبح كما حكى الله تعالى بقوله :(فلما أسلما وتلّهللجبين)(1)أسلم إبراهيم ولده للذبح ، وأسلم إسماعيل نفسه .
و أما المال ، فإنه لما اتخذه الله خليلاً، قالت الملائكة : إلهنا اتخذت بشراً منالآدميين خليلاً؟ قال سبحانه : إني اختبرته في نفسه فجاد بها، وفي ولده فجاد به ، وقدبقي ماله، فانزلوا الأرض فاختبروه فيه ، فنزل نفر من الملائكة في شبه البشر فعرضوا لهوسلموا عليه وقالوا: يا خليل الرحمان ، إن نحن آمنا بك وصدقناك ، فما لنا عندك؟قال لي العصا، ولكم الرعاء - يعنى ألأغنام - وكانت يومئذ كلاب غنمه إثنا عشرالف كلب فما ظنكم بغنم كلابها إثنا عشرألف كلباً كم تكون!؟ فجاد بالنفس والمالوالولد، حتى قال الله تعال :(وأبراهيم الذي وفى)(3) فصدق الله في شهادته له ببذله نفسهوماله وولده.
ونحن نرجو المنازل العالية، ولا نعمل عمل أهلها، وما ذاك إلالترك الخوفوالإفتكار فيما مضى من العمر في غير طاعة، وإنما السلامة غداً للخائفين المشفقينالوجلين ، دل على ذلك القرآن المجيد، بقوله تعالى :(ولمن خاف مقام ربه جنتان)(3) وبقولهتعالى : (ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد)(4) وبقوله تعالى: (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمنّ الله علينا ووقاناعذاب السموم)(5) يعنىبقوله : (مشفقين) خائفين. ومدح سبحانه قوماً بقوله :(يخافون يوماً كان شره مستطيراً) (6)وبقوله تعالى :(قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما)(7) يريد به أنه أنعم بالخوف عليهما، وقال سبحانه: ( وأمّا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى) (8) وقال سبحانه: (إنما يخشى الله من عباده العلماءُ) (9) والآيات في ذلك كثيرةيعرفها من يتلوها، ولكن لا يتدبّرونها كما قال سبحانه وتعالى (افلا يتدبرون القرآن)(10)فلو تدبّروها لما ركبوا الطمع وسموه رجاءً.
ولقد أحسن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في قوله: « يدعي بزعمه أنه يرجوا الله،كذب والعظيم، فما باله لا يتبين رجاؤه في عمله ! فكل من رجا تبين رجاؤه في عمله، إلاّرجاء الله فإنه مدخول، وكل خوف محقق إلا خوف الله فإنه معلول، يرجو الله في الكبير،ويرجو العباد في الصغير، فيعطي العبد ما لا يعطي الرب، فما بال الله جل جلالهيُقصرُ به عما يُصنع بعباده!؟ أتخاف أن تكون له في رجائك كاذباً، أولا تراه للرجاءموضعاً، وكذلك إن هو خاف عبداً من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطي ربه، فجعلخوفه من العباد نقداً، وجعل خوفه من خالقه وربه ضماراً (11) ووعداً وكذلك منعظمت الدنيا في عينه، وعظم موقعها من قلبه، آثرها على الله، وانقطع إليها، وصارعبداً لها(12) ولمن في يديه شيء منها، ثم إنهم ركبوا الغرة وظنوا أنهم خائفون، وما حملهمعلى ذلك إلاّ لجهلهم بحقيقة الخوف».
وقد فصله مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في قوله: « إن استطعتم أن يحسنظنكم بالله، ويشتد خوفكم منه، فاجمعوا بينهما، فإنما يكون حسن الظن العبد بربه علىقدر خوفه منه، وإن أحسن الناس بالله ظناً أشدهم منه خوفاً»(13).
وقد روي أن أبراهيم عليه السلام كان يُسمع تأوهه على حد ميل، حتى مدحهالله تعالى بقوله: (إن أبراهيم لحليم أوّاه منيب)(14) وكان في صلاته يسمع من صدره أزيزكأزيز المرجل، وكذلك كان يسمع من صدر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ذلك(15).
____________
1 ـ الصافات 37: 103.
2 - النجم 53: 37.
3 - الرحمن 55: 46.
4 ـ ابراهيم 14: 14.
5 - الطور 52: 25، 26، 27.
6 - الإنسان 7:76.
7 - المائدة 5: 23.
8 ـ النازعات 79: 40 ، 41.
9 ـ فاطر 35: 28.
10 ـ النساء 4: 82.
11 ـ الضمار: ككتاب، من المال الذي لا يرجى رجوعه، ومن العدات ما كان ذا تسويف وخلافالعيان، ومن الدين ما كان بلا أجل « القاموس المحيط ـ ضمر ـ 2: 76».
12 ـ نهج البلاغة 1: 71 | 155.
13 ـ عدة الداعي: 137.
14 ـ هود 11: 75.
15 ـ عدة الداعي: 138.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page