• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أربعين ابن ودعان الموصلي

يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه ، الحسن بن أبي الحسن الديلمي ،أعانه الله على طاعته ، وتغمده برأفته ورحمته : إنني حيث سمعت عن النبي صلى اللهعليه وآله يقول : «من حفظ عني أربعين حديثاً حشره الله مع النبيين؟ الصديقينوالشهداء والصالحين وحسن اُولئك رفيقا» رغبني ذاك أن أحفظ مائة وأربعين حديثاً،أولها الأربعون حديثاً التي رواها ابن ودعان (1)، بحذف الإسناد المذكور في كتبالأحاديث .
الحديث الأول عن أنس بن مالك قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه واله علىناقته العضباء فقال :
«أيها الناس ، كأنّ الموت فيها على غيرنا كتب، وكأنّ الحق على غيرنا وجب ،و كأن الذين نشيع من الأموات سفر عمّا قليل إلينا راجعون ، نبوئهم أجداثهم ونأكلتراثهم ، كأنا مخلّدون بعدهم ، قد نسينا كلّ واعظة، وأمِنّا كل جائحة(2)، طوبى لمنأنفق ما اكتسبه من غير معصية، وجالس أهل الفقه والحكمة، وخالط (3) أهل الذلةوالمسكنة، طوبى لمن ذلت نفسه ، وحسنت خليقته ، وصلحت سريرته ، وعزل عنالناس شره ، طوبى لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ، ووسعته السنّةولم تستهوه البدعة»(4).
الثاني : عن خليفة(5) بن الحصين قال : سمعت قيس بن عاصم المنقري يقول :قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله ، في وفد من جماعة بني تميم ، فقال لي :
«اغتسل بماء وسدر» ففعلت ثم عدت إليه ، وقلت : يا رسول الله عظنا عظة ننتفع بها.
فقال : «يا قيس ، إن مع العز ذلاً، وإن مع الحياة موتاً، وإن مع الدنيا آخرة، وان لكلّشيء حسيباً، وعلى كل شيء رقيباً، وإن لكل حسنة ثواباً، ولكلّ سيئة عقابا، وإنلكل أجل كتاباً .
وإنه - يا قيس - لابد لك من قرين ، يدفن معك وهو حيُّ وتدفن معه وأنتميت ، فإن كان كريماً أكرمك ، وإن كان لئيماً أسلمك ، ثم لا يجشر إلا معك ، ولا تحشرإلا معه ، ولا تسأل إلا عنه ، ولا تبعث إلا معه ، فلا تجعله إلا صالحاً، فإنه [إن](5) كانصالحاً لم تأنس إلا به ، وإن كان فاحشاً لم تستوحش إلا منه وهو عملك » .
فقال قيس : يا رسول الله ، لو نظم هذا شراً لا فتخرنا به على من يلينا منالعرب ، فقال رجل من أصحابه ، يقال له الصلصال (6): قد حضر فيه شيء يا رسول الله ،أفتأذن لي بإنشاده ، فقال : «نعم » فأنشأ يقول :

تـخـيــر قريناَ من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ما كــان يفعلُ
فــلابــدّ للأنسان من أن يعدّه * ليوم ينادي المرء فيه فـيـقـبــلُ
فإن كـنت مشغولاً بشيء فلاتكن * بغير الذي تـُـرضـي به الله تشغلُ
فما يصحب الإنسان من بعد موته * ومن قبله إلا الــذي كـان يـعـل
ألا إنمـا الإنـسـان ضيف لأهله * يقيم قليلاً عندهم ثـم يـرحـل (7)

وقال العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه ، الحسن بن أبي الحسن الديلمي ،أعانه الله على طاعته ، وتغمده برأفته ورحمته ، مُملّ هذه الأحاديث النبوية في المعنى :

تـخـير قريناً من فعالك صالحاً * يعنك على هول القيامة والقـبــر
ويسـعـى به نوراً لديك ورحمة * تعمّك يوم الروع في عرصة الحشر
وتأتي به يـوم الـتغـابـن آمناً * أمانك في يمناك من روعة النـشر
فما يصحب الإنسان من جلّ ماله * سوى صالح الأعمال أوخالص البر
بهذا أتى التنزيل في كل سورة * يفصّلها رب الخلائق في الذكر
وفي سنّة المبعوث للناس رحمة * سلام عليه بالعشي وفي الفجر
حديث رواه ابن الحصين خليفة * يحدثه قيس بن عاصم ذو الوفر

يجوز في النحو عند الكوفيين ترك صرف مالا ينصرف ذو الوفر (9).
الحديث الثالث : عن أبي الدرداء قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآلهيوم جمعة، فقال : «يا أيها الناس ، توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمالالصالحة قبل أن تشتغلوا، وأصلحوا الذي بينكم وبين ربكم تسعدوا، وأكثروا منالصدقة ترزقوا ، وَأمروا بالمعروف تحصّنوا ، وانهوا عن المنكر تنصروا .
يا أيها الناس ، إن أكيسكم أكثركم ذكراً للموت ، وإن أحزمكم أحسنكماستعداداً له ، ألا وإن من علامات العقل التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دارالخلود، والتزوّد لسكنى القبور، والتأهب ليوم النشور»(10).
الرابع : عن ابن عباس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليهوآله ، يقول في خطبته : «أيها الناس ، إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم ، وإنّ لكم نهايةفانتهوا إلى نهايتكم ، إنّ المؤمن بين مخافتين : يوم قد مضى لا يدري ما الله قاض فيه ، ويومقد بقى لا يدري ما الله صانع به ، فليأخذ العبد لنفسه من نفسه ، ومن دنياه لآخرته ، ومنشبابه لهرمه ، ومن صحّته لسقمه ، ومن حياته لوفاته ، فو الذي نفسي بيده ، ما بعد الموتمن مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أوالنار»(11).
الحديث الخامس : عن أبي سعيد الخدري قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليهوآله قال في خطبته : «لا عيش إلا لعالم ناطق ، أومستمع واع .
أيها الناس ، إنكم في زمان هدنة، وإن السير بكم سريع، وقد رأيتم الليلوالنهار، كيف يبليان كل جديد! ويقربان كل بعيد! ويأتيان بكل موعود!»
فقال له المقداد: يا نبي الله ، وما الهدنة؟
فقال : «دار بلاء وانقطاع ، فإذا التبست عليكم الاُمور كقطع الليل المظلم ،فعليكم بالقرآن ، فإنه شافع مشفع ، وصادق مصدّق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو أوضح دليل إلى خير سبيل ، من قال به صدق ،ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل »(12).
الحديث السادس : عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليهوآله :«لا يكمل عبد الإيمان بالله حتى تكون فيه خمس خصال : التوكل على الله،والتفويض إلى الله ، والتسليم لأمر الله ، والرضا بقضاء الله ، والصبر على بلاء الله ، إنه منأحبّ في الله ، وأبغض في الله ، وأعطى لله ، ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان»(13).
الحديث السابع: عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه آله يقولفي خطبته : «أيها الناس ، إن العبد لا يكتب من المسلمين حتى يسلم الناس من يدهولسانه ولا ينال درجة المؤمنين حتى يأمن أخوه بوائقه (14)، وجاره بوادره (15)، ولا يعدّ منالمتقين حتى يدع مالا بأس به حذار ما به الباس (16).
أيها الناس ، إنه من خاف البيات (17) أدلج (18)، ومن أدلج المسير وصل ، وإنّماتعرفون عواقب أعمالكم لو قد طويت صحائف آجالكم .
أيها الناس ، إن نية المؤمن خير من عمله ، ونية الفاسق شر من عمله»(19).
الحديث الثامن : عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى اللهعليه وآله : «من انقطع إلى الله كفاه كل مؤونة، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها،ومن حاول أمراً بمعصية الله كان أبعد له ممّا رجا وأقرب مما أبقى ، ومن طلب محامدالناس بمعاصي الله عاد حامده منهم ذاماً، ومن أرضى الناس بسخط الله وكله الله إليهم ،ومن أرضى الله بسخط الناس كفاه الله شرهم ، ومن أحسن ما بينه وبين الله كفاه اللهما بينه وبين الناس ، ومن أحسن سريرته أصلح الله علانيته ، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه» (20).
التاسع : عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :رحم الله عبداً تكلم فغنم ، أو سكت فسلم ، إنّ اللسان أملك شيء للانسان ، ألا وإنكلام العبد كله عليه ، إلا ذكر الله تعالى ، أو أمر بمعروف ، أو نهى عن منكر، أو إصلاحبين مؤمنين ».
فقال له معاذ بن جبل : يا رسول الله ، أنؤاخذ بما نتكلم به ؟
فقال : «وهل تكب الناس على مناخرهم فى النار إلا حصائد ألسنتهم ! فمن أرادالسلامة فليحفظ ما جرى به لسانه ، ويحرس ما انطوى عليه جنانه ، ويحسن عمله ،وليقصر أمله » .
ثم لم يمض إلا أيام حتى نزلت هذه الآية(لا خير في كثير من نجواهم الا مَن أمربصدقة أومعروف أوإصلاح بين الناس) (21)(22).
الحديث العاشر : عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليهوآله: «لا تسبوا الدنيا فنعمت مطية المؤمن ، فعليها يبلغ الخير، وبها ينجو من الشر، إنه إذاقال العبد: لعن الله الدنيا، قالت الدنيا: لعن الله أعصانا لربه».
فأخذ الشريف الرضي هذا المعنى فنظمه بيتاً:
يقولون الزمان به (23)فساد * فهم فسدوا وما فسد الزمان (24)

الحديث الحادي عشر: عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله«أكثروا من ذكر هادم اللذات ، فإنكم إن كنتم في ضيق وسعه عليكم ، فرضيتم بهفأجرتم ، وإن كنتم في غنىً بغضه إليكم فجدتم به فأثبتم ، إن المنايا قاطعات الآمال ،والليالي مدنيات الآجال.....(25) لا يدري لعله لا يصل إليه ، إن العبد عند خروجنفسه وحلول رمسه، يرى جزاء ما قدم ، وقلّة غناء ما خلف، ولعله من حق منعه، ومن باطل جمعه»(26).
الحديث الثاني عشر: عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم : «أيها الناس ، إن الرزق مقسوم ، لن يعدوا امرؤ ما قسم له ، فأجملوافي الطلب ، وإنّ العمر محدود، لن يتجاوز أحد ما قدّر له ، فبادروا قبل نفاذ الأجل ،والأعمال محصية»(27) .
قال السيد: الوجه في محصاة لن يهمل منها صغيرة ولا كبيرة، فأكثروا منصالح العمل .
«أيها الناس ، إن في القنوع لسعة، وإن في الإقتصاد لبلغة، وإن في الزهدلراحة، وإن لكل عمل جزاء، وكل آت قريب».
الحديث الثالث عشر: عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم يقول في بعض خطبه أو مواعظه : «أما رأيتم المأخوذين على الغرّة، والمزعجينبعد الطمأنينة!؟ الذين أقاموا على الشبهات ، وجنحوا إلى الشهوات، حتى أتتهم رسلربهم، فلا ما كانوا أضلوا أدركوا، ولا إلى ما فاتهم رجعوا، قدموا على ما عملوا، وندموا علىما خلفوا، ولن يغني الندم ، وقد جفّ القلم ، فرحم الله امرءاً قدّم خيراً، وأنفق قصداً،وقال صدقاً، وملك دواعي شهوته ولم تملكه ، وعصى أمر نفسه فلم تهلكه (28) »(29).
الحديث الرابع عشر: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم : «أيها الناس ، لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ،ولا تعاقبوا ظالماً فيبطل فضلكم ، ولا تراؤا الناس فيحبط عملكم ، ولا تمنعوا الموجودفيقلّ خيركم .
أيها الناس ، إنّ الأشياء ثلاثة: أمر استبان رشده فاتّبعوه ، وأمر استبان غيّهفاجتنبوه ، وأمر اختلف عليكم فردّوه إلى الله .
أيها الناس ، ألا اُنبئكم بأمرين ، خفيف مؤنتهما، عظيم أجرهما، لم يلق الله بمثلهما: طول الصمت، وحسن الخلق»(30).
الحديث الخامس عشر: عن ابن عمر قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم خطبة، ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فكان ممّا ضبطت منها:
«أيها الناس ، إن أفضل الناس من تواضع عن رفعة، وزهد عن غُنية،وأنصف عن قوة، وحلم عن قدرة، ألا وإن أفضل الناس عبد أخذ من الدنيا الكفاف،وصاحب فيها العفاف، وتزوّد للرحيلَ ، وتأهب للمسير، ألا وإنّ أعقل الناس عبدعرف ربه فأطاعه ، وعرف عدوه فعصاه ، وعرف دار إقامته فأصلحها، وعرف سرعةرحيله فتزوّد لها، ألا وإنّ خير الزاد ما صحبه التقوى ، وخير العمل ما تقدّمته النية،وأعلى الناس منزلة عند الله أخوفهم منه »(31).
الحديث السادس عشر: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم : «إنما يؤتى الناس يوم القيامة من إحدى ثلاث : إما من شبهة في الدين ارتكبوها،أو لشهوة للذة آثروها، أوعصبية لِحَمِيَّةٍ أعملوها، فإذا لاحت لكم شبهة في الدينفاجلوها باليقين ، وإذا عرضت لكم شهوة فاقمعوها بالزهد، وإذا عَنَّت لكم غضبةفادروها بالعفو، إنه ينادي مناد يوم القيامة : من كان له على الله أجر فليقم ، فلا يقومإلا العافون ، ألم تسمعوا قوله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله)(32) »(33) .
السابع عشر: قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «قالالله تعالى : ابن آدم ، يؤتى كل يوم برزقك وأنت تحزن ، وينقص كل يوم من عمركوأنت تفرح ،أنت فيما يكفيك ، وتطلب ما يطغيك (34)، لا بقليل تقنع ، ولا من كثيرتشبع »(35).
الحديث الثامن عشر عن أبي هريرة قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وآلهجالس ، إذ رأيناه ضاحكاً حتى بدت ثناياه ، فقلنا: يا رسول الله ، ممّا ضحكت ؟
فقال : «رجلان من أمتي ، جثيا بين يدي ربي، فقال أحدهما: يا رب ، خذليبمظلمتي من أخي . فقال الله تعالى : أعط أخاك مظلمته ، فقال : يا رب ، لم يبق منحسناتي شيء ، فقال : يا رب ، فليحمل عنّي (36) من أوزاري».
ثم فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقال : «إن ذلك اليوم ليوميحتاج الناس فيه إلى من يحمل عنهم من أوزارهم.
ثم قال الله تعالى للطالب بحقه : ارفع بصرك إلى الجنة، فانظر ماذا ترى ؟ فرفعرأسه ، فرأى ما أعجبه من الخير والنعمة، فقال : يا رب ، لمن هذا؟ فقال : لمن أعطانيثمنه ، فقال : يا رب ، ومن يملك ثمن ذلك ؟ فقال : أنت ، فقال : كيف لي بذلك ؟فقال : بعفوك عن أخيك . فقال : يا رب ، قد عفوت فقال الله تعالى : فخذ بيد أخيكفادخلا الجنة. ثم قال رسول الله : فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم»(37).
التاسع عشر:عن أنس بن مالك قال : قالوا: يا رسول الله - صلى الله عليهوآله - من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون؟ فقال : «الذين نظروا إلىباطن الدنيا، حين نظر الناس إلى ظاهرها، فاهتمّوا بآجلها حين اهتم الناس بعاجلها،فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم ، وتركوا منها ما علموا أن سيتركهم ، فما عرض لهم منهاعارض إلا رفضوه ، ولا خادعهم من رفعتها خادع إلا وضعوه ، أخلقت الدنيا عندهم فمايجدّدونها، وخربت بينهم فما يعمرونها، وماتت في صدورهم فما يحيونها، بل يهدمونهافيبنون بها آخرتهم ، ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم ، نظروا إلى أهلها صرعى قد حلّتبهم المثلات ، فما يرون أماناً دون ما يرجون ، ولا خوفاً دون ما يجدون»(38).
الحديث العشرون : عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ،يقول « إنما انتم خلفُ ماضين، وبقية متقدمين، كانوا اكثر منكم بسطة، وأعظمسطوة، فازعجوا عنها أسكن ما كانوا إليها، وغدرت بهم وأُخرجوا منها أوثق ما كانوابها، فلم يمنعهم قوة عشيرة، ولا قُبل منهم بذل فدية، فارحلوا انفسكم بزاد مبلّغ قبل أنتؤخذوا على فجأة وقد غفلتم عن الإستعداد»(39).
الحادي والعشرون  : عن سالم بن عبد الله ، عن ابن عمر قال : قال لي رسول اللهصلى الله عليه وآله : «كن في الدنيا كأنك غريب أوعابر سبيل ، واعدد نفسك في الموتى،وإذا أصبحت فلا تحدّث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدّث نفسك بالصباح ، وخذمن صحتك لسقمك ، ومن شبابك لهرمك ، ومن حياتك لوفاتك ، فإنك لا تدري ما اسمكغداً»(40).
الثاني والعشرون : عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمفي بعض خطبه أو مواعظه : «أيها الناس ، لا تشغلنكم دنياكم عن آخرتكم ، فلا تؤثرواأهواءكم على طاعة ربكم ، ولا تجعلوا إيمانكم ذريعة إلى معاصيكم ، وحاسبوا أنفسكمقبل أن تحاسبوا، ومهّدوا لها قبل أن تعذّبوا، وتزودوا للرحيل قبل أن تزعجوا، فإنما هوموقف عدل ، واقتضاء حق ، وسؤال عن واجب ، وقد أبلغ في الإعذار من تقدّمبالإنذار»(41) .
الثالث والعشرون : عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم يقول -عند منصرفه من اُحد، والناس محدقون به ، وقد أسند ظهره ، إلىطلحة -: «أيها الناس ، أقبلوا على ما كلّفتموه (42) من إصلاح اخرتكم ، واعرضواعمّا(43) ضمن لكم من دنياكم ، ولا تستعملوا جوارحاً غُذّيت بنعمته في التعرض لسخطهبمعصيته(44)، واجعلوا شغلكم في التماس مغفرته، واصرفوا همتكم بالتقرب إلى طاعته، إنهمن بدأ بنصيبه من الدنيا فاته نصيبه من الآخرة، ولم يدرك منها ما يريد، ومن بدأبنصيبه من الآخرة وصل إليه من الدنيا»(45).
الرابع والعشرون : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم : «إياكم وفضول المطعم ، فإنه يسم القلب بالقسوة، ويبطئ بالجوارح عنالطاعة، ويصم الهمم عن سماع الموعظة، وإياكم وفضول النظر، فإنه يبذر الهوى، ويولد الغفلة، وإياكم واستشعار الطمع ، فإنه يشوب القلب شدّة الحرص ، ويختم على القلوب بطبائع حب الدنيا، وهو مفتاح كل سيئة، ورأس كل خطيئة، وسبب إحباطكل حسنة»(46).
الخامس والعشرون : عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم يقول : «إنما هو خير يرجى ، أو شر يتقى، أو باطل عُرف فاجتنب ، أو حقتيقن فطلب، وآخرة أظلّ إقبالها فسُعي لها، ودنيا عرف نفادها فأعرض عنها، وكيفيعمل للآخرة، من لا تنقطع من الدنيا رغبته ، ولا تنقضي فيها شهوته، إن العجب كلالعجب لمن صدّق بدار البقاء، وهو يسعى لدار الفناء! وعرف أنّ رضى الله في طاعته ،وهو يسعى في مخالفته!»(47).
السادس والعشرون : عن أبي أيوب الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم يقول : «حَلّوا أنفسكم الطاعة، وألبسوها قناع المخافة، واجعلوا آخرتكملأنفسكم ، وسعيكم لمستقركم ، واعلموا أنكم عن قليل راحلون ، وإلى الله صائرون ،ولا يغني عنكم هنالك إلا صالح عمل قدمتموه ، وحسن ثواب أحرزتموه ، فإنكم إنماتقدمون على ما قدّمتم ، وتجازون على ما أسلفتم ، فلا تخدعنّكم زخارف دنيا دنية، عنمراتب جنات عَلِيّة، فكأن قد انكشف القناع ، وارتفع الإرتياب ، ولاقىّ كل أمريءمستقره ، وعرف مثواه ومنقلبه »(48).
السابع والعشرون : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- في خطبة -: «لا تكونوا ممن خدعته العاجلة، وغرته الاُمنية، فاستهوته الخدعة،فركن إلى دار سوء، سريعة الزوال وشيكة الانتقال ، إنه لم يبق من دنياكم هذه فيجنب ما مضى إلا كإناخة راكب ، أوصّر حالب (49)، فعلام تعرجون، وماذا تنتظرون ،فكأنكم - والله - وما أصبحتم فيه من الدنيا لم يكن ، وما تصيرون إليه من الآخرة لميزل ، فخذوا الاُهبة لأزوف (50) النقلة، وأعدّوا الزاد لقرب الرحلة، واعلموا أنّ كل أمرىء ما قدّم قادم ، وعلى ما خلّف نادم »(51).
الحديث الثامن والعشرون : عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلىالله عليه وآله يقول : «أيها الناس ، بسيط الأمل متقدم حلول الأجل ، والمعاد مضمارالعمق ، فمغتبط بما احتقب غانم ، ومبتئس بما فاته نادم .
أيها الناس ، إن الطمع فقر، واليأس غنى، والقناعة راحة، والعزلة عبادة،والعمل كنز، والدنيا معدن ، والله ما يساوى ما مضى من دنياكم هذه بأهداب بُرديهذا، ولما بقي منها أشبه بما مضى من الماء بالماء، وكلّ إلى بقاء وشيك وزوال قريب ،فبادروا العمل وأنتم في مهل الأنفاس ، وجدّة الأحلاس (52)، قبل أن تؤخذوا بالكظم (53)فلا ينفع الندم»(54) .
التاسع والعشرون : عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليهوآله يقول : «تكون أمتي في الدنيا ثلاثة أطباق :
أما الطبق الأول : فلا يحبّون جمع المال وادخاره ، ولا يسعون في اقتنائهواحتكاره ، وإنما رضاهم من الدنيا سد جوعة وستر عورة، وغناهم فيها ما بلغ بهمالآخرة، فأولئك الآمنون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
وأما الطبق الثاني : فإنّهم يحبّون جمع المال من أطيب وجوهه وأحسن سبله ،يصلون به أرحامهم ، ويبرّون به إخوانهم ، ويواسون به فقراءهم ، ولعضُّ أحدهم علىالرضف (55)، أيسر عليه من أن يكتسب درهماً من غير حلّه ، أويمنعه من حقه أن يكون لهخازناً إلى حين موته ، فأولئك الذين إن نوقشوا عذّبوا، وإن عفي عنهم سلموا.
وأما الطبق الثالث : فإنهم يحبٌون جمع المال ممّا حلّ وحرم ، ومنعه ممّا افترضووجب ، إن أنفقوه أنفقوا إسرافاً وبداراً، وإن امسكوه أمسكوا بخلاً واحتكاراً، اُولئكالذين ملكت الدنيا زمام قلوبهم، حتى أوردتهم النار بذنوبهم» (56) .
الثلاثون : عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «إن منضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله تعالى، وأن تحمدهم على رزق الله تعالى،وأن تذمّهم على مالم يؤتك الله ، إن رزق الله لا يجرّه حرص حريص ، ولا يردّه كراهةكاره ، إن الله - تبارك اسمه - بحكمته جعل الروح والفرح في الرضا واليقين ، وجعلالهمّ والحزن في الشك والسخط ، إنك إن تدع شيئاً لله إلا اتاك الله خيراً منه ، وإن تأتيشيئاً تقرباً لله تعالى إلا أجزل الله لك الثواب عنه ، فاجعلوا همّتكم الآخرة لا ينفد فيهاثواب المرضي عنه ، ولا ينقطع فيها عقاب المسخوط عليه »(57).
الحادي والثلاثون : عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :«ليس شيء يباعدكم من النار إلا وقد ذكرته لكم ، ولا شيء يقربكم من الجنة إلاوقد دللتكم عليه ، إن روح القدس نفث في روعي أنه لن يموت عبد منكم حتى يستكملرزقه ، فأجملوا في الطلب ، فلا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوا شيئاً من فضل اللهبمعصيته ، فإنه لن ينال ما عند الله إلا بطاعته ، ألا وإن لكل امرىء رزقاً هو يأتيهلا محالة، فمن رضي به بورك له فيه ووسعه ، ومن لم يرض (58) لم يبارك له فيه ولم يسعه ،إن الرزق ليطلب الرجل كما يطلبه أجله »(59).
الثاني والثلاثون : عن عيسى بن عمر، عن معاوية (60) قال : سمعت رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم ، يقول في خطبة أحد العيدين : «الدنيا دار بلاء، ومنزل بُلغةوعناء، قد نزعت عنها نفوس السعداء، وانتزعت بالكره من أيدي الأشقياء، فأسعدالناس بها أرغبهم عنها، وأشقاهم (61) بها أرغبهم فيها، فهي الغاشة لمن استنصحها،والمغوية لمن أطاعها ، والخاترة(62) لمن انقاد إليها ، والفائز من أعرض عنها ، والهالك من هوى فيها.
طوبى لعبد اتقى فيها ربه ، وقدّم توبته ، وغلب شهوته ، من قبل أن تلقيه الدنياإلى الآخرة، فيصبح في بطن موحشة غبراء، مدلهمة ظلماء، لا يستطيع أن يزيد في حسنة،ولا ينقص من سيئة، ثم ينشر فيحشر إما إلى جنة يدوم نعيمها، أو إلى نار لا ينفدعذابها »(63) .
الثالث والثلاثون : عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليهوآله يقول : «يا معشر المسلمين ، شمّروا فإنّ الأمر جدّ، وتأهبوا فإن الرحيل قريب ،وتزودوا فإن السفر بعيد، وخففوا أثقالكم فإن وراءكم عقبة كؤوداً، لا يقطعهاإلا المخفون .
أيها الناس، إنّ بين يدي الساعة اُموراً شداداً ، وأهوالاً عظاماً، وزماناً صعباً،يتملك فيه الظلمة، ويتصدّر فيه الفسقة، ويضام فيه الآمرون بالمعروف ، ويضطهد فيهالناهون عن المنكر، فأعدّوا لذلك الإيمان ، وعضّوا عليه بالنواجذ، والجؤوا إلى العملالصالح ، وأكرهوا عليه النفوس ، تفضوا إلى النعيم الدائم »(64)،
الرابع والثلاثون : عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم ، يقول لرجل يعظه : «ارغب فيما عند الله يحبك الله ، وازهد ما في أيدي الناسيحبك الناس ، إن الزاهد في الدنيا يرتجى(65) ويريح قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة،والراغب فيها يتعب قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة، ليجيئن أقوام - يوم القيامة- لهمحسنات كأمثال الجبال ، فيؤمر بهم إلى النار».
فقيل : يا نبي الله ، أمصلون كانوا؟
قال : «نعم ، كانوا يصلّون ويصومون ، ويأخذون وهناً من اللّيل ، لكنهم كانواإذا لاح لهم شيء من أمر الدنيا وثبوا عليه »(66).
الحديث الخامس والثلاثون : عن نافع ، عن ابن عمر قال : سمعت رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم يقول : «أيها الناس ، هذه دار ترح لا دار فرح ، ودار التواء لا دار استواء، فمن عرفها لم يفرح لرجاء، ولم يحزن لشقاء، ألا وإن الله خلق الدنيا دار بلوى،والآخرة دار عقبى، فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سبباً، وثواب الآخرة من بلوىالدنيا عوصاً فيأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي ، وإنها لسريعة الذهاب ، ووشيكةالإنقلاب ، فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها، واهجروا لذيذ عاجلها لكربة آجلها،ولا تسعوا في عمرانها وقد(67) قضى الله خرابها، ولا تواصلوها وقد أراد الله منكماجتنابها، فتكونوا لسخطه متعرضين ، ولعقوبته مستحقين »(68).
الحديث السادس والثلاثون : عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم [يقول](69): «أيها الناس ، اتقوا الله حق تقاته ، واسعوا في مرضاته ،وأيقنوا من الدنيا بالفناء، ومن الآخرة بالبقاء، واعملوا لما بعد الموت ، فكأنكم بالدنيالم تكن ، وبالآخرة لم تزل .
أيها الناس ، إن من في الدنيا ضيف ، وما في أيديهم عارية، وإن الضيفمرتحل ، والعارية مردودة، ألا وإن الدنيا عرض حاضر، يأكل منه البر والفاجر،والآخرة وعد صادق ، يحكم فيها ملك عادل قادر، فرحم الله امرءاً نظر لنفسه ، ومهّدلرمسه ، مادام رسنه (70) مرخياً، وحبله على غاربه ملقياً، قبل أن ينفد أجله ، وينقطععمله »(71).
السابع والثلاثون : عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه والهوسلم لرجل - وهو يوصيه -: «أقلل من الشهوات ، يسهل عليك الفقر، وأقلل منالذنوب ، يسهل عليك الموت ، وقدّم مالك أمامك ، يسرّك اللحاق به ، واقنع بما اتيته ،يخف عليك الحساب ، ولا تتشاغل عما فرض عليك ، بما قد ضمن لك ، فإنه ليس بفائتكما قد قسم لك ، ولست بلاحق ما قد زوي عنك . ، فلا تك جاهداً فيما يصح (72) نافداً،واسع لملك لا زوال له ، في منزل لا انتقال عنه »(73).
الثامن والثلاثون : عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآلهيقول : «إنه ما سكن حب الدنيا قلب عبد إلا التاط (74)  فيها بثلاث : شغل لا ينفد عناؤه ،وفقر لا يدرك غناه ، وأمل لا ينال منتهاه ، ألا إنّ الدنيا والآخرة طالبتان ومطلوبتان ،فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل رزقه ، وطالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يأخذالموت بعنقه (75)، ألا وإن السعيد من اختار باقية يدوم نعيمها ، على فانية لا ينفد عذابها،وقدّم لما يقدم عليه مما هو في يديه ، قبل أن يخلّفه لمن يسعد بإنفاقه ، وقد شقي هوبجمعه» (76).
التاسع والثلاثون : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم : «ألا إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، والآخرة قد احتطت مقبلة ،ألا وانكم في يوم عملولا حساب فيه ، ويوشك أن تكونوا في يوم حساب ليس فيه عمل ، وإنّ الله يعطيالدنيا من يحب ويبغض ، ولا يعطي الآخرة إلا لمن يحب ، وإن للدنيا أبناء وللآخرةأبناء، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، إن شر ما أتخوّف عليكم اتباعالهوى، وطول الأمل ، فاتباع الهوى يصرف قلوبكم عن الحق ، وطول الأمل يصرفهممكم إلى الدنيا، وما بعدهما لأحد من خير يرجاه في دنيا ولا آخرة»(77).
الأربعون : عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليهوآله : «ما من بيت إلا وملك الموت يقف على بابه كل يوم خمس مرات ، فإذا وجدالانسان قد نفد أجله وانقطع أكله ألقى عليه الموت ، فغشيته كرباته ، وغمرته غمراته ،فمن أهل بيته الناشرة شعرها، والضاربة وجهها، الصارخة بويلها، الباكية بشجوها،فيقول ملك الموت : ويلكم ، ممّ الفزع ؟ وفيمَ الجزع ؟ والله ما أذهبت لأحد منكم مالاً،ولا قرّبت له أجلاً، ولا أتيته حتى أمرت ، ولا قبضت روحه حتى استأمرت ، وإنّ ليإليكم عودة ثم عودة، حتى لا أبقي .منكم أحداً» .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «والذي نفسي بيده ، لو يرون مكانه ويسمعون كلامه، لذهلوا عن ميّتهم ، وبكوا على نفوسهم ، حتى إذا حمل الميت على نعشه ،رفرف روحه فوق النعش ، وهو ينادي : يا أهلي وولدي لا تلعبنّ بكم الدنيا كما لعبتبي ، جمعته من حلّه ومن غير حله ، وخلّفته لغيري ، فالمهنّأ له ، والتبعات عليَّ ، فاحذروامن مثل ما نزل بي »(78).
____________
1 ـ هو محمد بن علي بن عبيد الله بن أحمد بن صالح بن سليمان بن ودعان الموصلي ، أبو نصر قاضيالموصل. ولد في ليلة النصف من شعبان من سنة 401 هـ وتوفي سنة 494 هـ عقب رجوعه من بغداد. اُنظر«ميزان الاعتدال 3 : 657، لسان الميزان 5: 305، أعلام الزركلي 6: 277، كشف الظنون 1 : 60» .
2 ـ الجائحة: الآفة التي تهلك الثمار وتستأصلها، وكل مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة جائحة «مجمعالبحرين - 2 : 347 ».
3 ـ في الأصل : خالف، وما أثبتناه من البحار.
4 ـ البحار 77: 175 | 10 عن أعلام الدين .
5 ـ في الأصل والبحار: علقمة، تصحيف صحته ما في المتن ، وهو خلفية بن حصين بن قيس بنعاصم الميمي المنقري، روى عن أبيه حصين بن قيس وجده قيس بن عاصم وعلي بن أبي طالب عليه السلاماُنظر«تهذيب التهذيب 3 : 159 » .
6 ـ أثبتناه من البحار.
7 - هو الصلصال بن الدلهمس بن جندلة بن المحتجب بن الأعز، أبو الغضنفر، قال ابن حبان : له صحبة،وذكر ابن الجزري ما في المتن من انشاده الشعر في حضرة رسول الله (ص) اُنظر « الإصابة في تمييز الصحابة 2:193، اُسد الغابة 3: 28» .
8 - البحار 175:77 عن أعلام الدين .
9 - كذا في الأصل .
10 - البحار 77: 167 عن أعلام الدين.
11 - البحار 77: 177 عن أعلام الدين .
12 ـ البحار 77: 177 عن أعلام الدين .
13 ـ البحار 77: 177 عن أعلام الدين .
14 ـ البوائق : جمع بائقة، وهي الداهية والشر(القاموس المحيط - بوق - 3: 215).
15 ـ البوادر: جمع بادرة، وهي ما يصدر عن الإنسان في حدة الغضب من قول أوفعل (القاموس المحيط- بدر- 1 : 369).
16 ـ في ألأصل: الناس ، وما أثبتناه من البحار.
17 ـ البيات : الشر الذي يقع في الليل (القاموس - بيت - 1: 144).
18 ـ أدلج : سار أول الليل (القاموس - دلج - 1 : 189).
19 ـ البحار 77: 177 عن أعلام الدين .
20 ـ البحار 77: 178 عن أعلام الدين .
21 - النساء 4 : 114 .
22 - البحار 77: 178 عن أعلام الدين .
23 - في الأصل : بهم ، وما أثبتناه من البحار.
24 - بحار الأنوار 77: 178 عن أعلام الدين .
25 ـ في المخطوطة عبارة غير مقروءة ذهب بها المقص.
26 ـ ذكره المصنف في ارشاد القلوب: 48، وأخرجه المجلسي في البحار 77: 179 عن أعلام الدين،وفيهما مثل ما في المتن من نقص.
27 ـ البحار 77: 179 عن أعلام الدين.
28 ـ في البحار: فلم تملكه.
29 ـ أخرجه المجلسي في البحار77: 179 عن أعلام الدين.
30 ـ البحار 77: 179 عن أعلام الدين.
31 - البحار 77: 179 عن أعلام الدين .
32 - الشورى 42: 40 .
33 - البحار 77: 180 عن أعلام الدين .
34 - في الأصل : ما يطيعك ، وما أثبتناه من البحار.
35 - البحار 77: 180 عن أعلام الدين .
36 ـ ليس في البحار.
37 ـ البحار 77: 180 عن أعلام الدين.
38 ـ البحار 77: 181 عن أعلام الدين.
39 ـ البحار 77: 181 عن أعلام الدين.
40، 41 ـ البحار 181:77 عن أعلام الدين.
42 ـ في الأصل كلفتموه، وما أثبتناه من البحار.
43 ـ في الأصل: عمن، وما أثبتناه من البحار.
44 ـ في البحار: بنقمته.
45 ـ البحار 77: 182 عن أعلام الدين.
46 ـ البحار 77: 182 عن أعلام الدين .
47 - أخرجه المجلسي في البحار 77: 182 عن أعلام الدين .
48 - البحار 77: 182 عن أعلام الدين .
49 - صر الحالب الناقة: عادة عندهم يصرّون ضرع الناقة الحلوب إذا أرسلوها إلى المرعى فإذا راحتإليهم عشياً حلوا الصرار وحلبوها . «لسان العرب - صرر- 4 : 451 » .
50 ـ يقال ازِفَ شخوص فلان أزفاً وأزوفاً: أي قرب « مجمع البحرين ـ أزف ـ 5: 23».
51 ـ البحار 77: 183.
52 - الأحلاس : جمع حلس ، وهو قماش يبسط في البيت تحت الثياب «القاموس المحيط - حلس - 2 : 207» .
53 - الكظم : مخرج ألنفس «القاموس - كظم - 4 : 172 » .
54 - بحار الأنوار 77: 183 عن أعلام الدين .
55 - الرضف : الحجارة المحماة . «الصحاح - رضف - 4 : 1365 » .
56 - بحار الأنوار 77: 184 عن أعلام الدين .
57 ـ بحار الأنوار 77: 185 عن أعلام الدين.
58 - في البحار زيادة : به .
59 ـ بحار الأنوار 77: 185عن أعلام الدين .
60 ـ كذا في الأصل والبحار، ولم نجد في المعاجم الرجالية رواية عيسى بن عمر عن معاوية، والظاهران الصواب روايته عنه بواسطتين هما: عبد الله بن علقمة بن وقاص عن أبيه عن معاوية، والمراد من معاوية هوابن أبي سفيان، اُنظر « اُسد الغابة 4: 387، تهذيب التهذيب 7: 280 و 8 : 224».
61 ـ في البحار: واشغلهم
62 ـ الخاترة: الغادرة « الصحاح ـ ختر ـ 2: 642».
63 - بحار الأنوار 77: 185 عن أعلام الدين.
64 - بحار الأنوار 77: 186 عن أعلام الدين .
65 - في البحار: يريح .
66 - بحار الأنوار 77: 186 عن أعلام الدين.
67 ـ في البحار: في عمارة قد.
68 - بحار الأنوار 77: 187 عن أعلام الدين .
69 ـ أثبتناه من البحار.
70 - الرسن : الحبل «مجمع البحرين - رسن - 6 :255».
71 - بحار الأنوار 77: 187 عن أعلام الدين .
72 - كذا، وفي البحار: أنصح ، ولعل الصواب : يصبح .
73 - بحار الأنوار 77: 187 عن أعلام الدين .
74 ـ التاط : لصق «النهاية - لوط - 4: 277».
75 - في البحار: حى يأخذه الموت بغتة.
76 - بحار الأنوار 77: 188 عن أعلام الدين .
77 - بحار الأنوار 77: 188 عن أعلام الدين .
78 ـ بحار الأنوار77: 188 عن أعلام الدين.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page