ومن كلام حسنٍ ليوسف النبي عليه السلام
روي أنّ زليخة لمّا افتقرت جلست في طريقه ، ثم قالت له بعد أن سلّمت :أصابتنا فاقة فتصدّق علينا، فالحمد لله الذي جعل العبيد ملوكاً بطاعتهم ، والملوك عبيداًبمعصيتهم .
فقال لها: غموض النعمة سقم دوامها، فراجعي ما يمحص عنك درنالخطيئة، فإنّ محل الإجابة قدس القلوب وطهارة الأعمال .
فقالت: ما اجتمعت لي بعد هبة التمام، واني لأستحي أن يرى الله لي موقفاستعطاف، ولمّا تهرق العين دمعتها، ويؤدي الجسم ندامته .
فقال لها : فبادري وجدي قبل مزاحمة العدة ونفاد المدّة .
فقالت : هو عقيدتي، وسيبلغك إن بقيت بعدي .
فأمر لها بقنطار من المال .
فقالت : بل القوت بتة، فإنّي لا أعود إلى الخفض في العيش، وأنا مأسورة فيقيد الخطيئة .
فقال بعض ولد يوسف : يا أباه ، من هذه التي فقد تفتت لها كبدي ورقّ لهاقلبي؟
فقال له : هذه دابة البرح (1)، وسبب البلية في حبال الإنتقام .
ثم تزوجها فوجدها بكراً، فقال لها: أنّى هذا، وقد كان لك بعل!؟
فقالت : كان محصوراً بفقد الحركة وصرد(2) المجاري .
____________
1 ـ البرح: الشدة والأذى «الصحاح ـ برح ـ 1: 355».
2 - الصَرَد: البرد «الصحاح - صرد- 2 : 496 »، وهذا الكلام منها كناية عن أن زوجها الأول عنين .
محاورة بين يوسف عليه السلام وزليخا
- الزيارات: 3054