• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

باب ما يبتلى به المؤمن

(عن الحسن بن علي بن فضال)(1) عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «في قضاء الله للمؤمنين كل خير»(2).
وقال عليه السلام : «لا يقضي الله تعالى قضاء للمسلم إلاّ كان خيراً له ، ولوقطع قطعة قطعة كان خيراً له ، وإن ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيراً له»(3).
وقال عليه السلام : «لو يعلم المؤمن ما له في المصائب من الأجر، لتمنّى أنيقرّض بالمقاريض»(4).
وقال الحسين عليه السلام : «والله للبلاء والفقر والقتل أسرع إلى من أحبّنا منركض البراذين ، ومن السيل إلى صمره (5) وهو منتهاه»(6) .
وقال رجل لأمير المؤمنين عليه السلام : والله إني أحبك في الله .
فقال : «صدقت ، إن طينتنا طينة مخزونة، أخذ الله ميثاقها من صلب آدم،إذهب فاتخذ للفقر جلباباً، فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : يا عليّإن الفقر لأسرع إلى محبيك من السيل إلى بطن الوادي»(7).
وقال أبو عبد الله عليه السلام : «إن الشياطين أكثر على المؤمنين من الزنابير علىاللحم (8).
وما منكم من عبد ابتلاه الله بمكروه فصبر، إلاّ كتب الله له أجر ألفشهيد»(9).
وقال عليه السلام : «إن فيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام : (ما خلقت خلقاًأحب إليَّ من عبدي المؤمن، وإنّي إنّما ابتليته لما هو خير له ، وأعطيته لما هو خير له،أعاقبه لما هو خير له، واروعه لما هو خير له)(10)، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي فليصبرعلى بلائي ، وليرض بقضائي، وليشكر نعمائي ، أكتبه في الصدّيقين عندي ، إذا عملبرضاي وأطاعني»(11).
وقال أبو جعفر عليه السلام: «إن الله - تبارك وتعالى- إذا كان من أمره أنيكرم عبداً وله عنده ذنب ، ابتلاه بالسقم ، فإن لم يفعل فبالحاجة(12)، فإن لم يفعل شدّدعليه عند الموت ، وإذا كان من أمره أن يهين عبداً، وله عنده حسنة، أصحّ بدنه ، فإن لميفعل وسّع عليه في معيشته ، فإن لم يفعل هوّن عليه الموت »(13).
وقال عليه السلام : «بينا موسى يمشي على ساحل البحر، إذ جاء صياد فخرّللشمس ساجداً وتكلّم بالشرك، ثم ألقى شبكته فخرجت مملوءة، ثم ألقاها فخرجتمملوءة، ثم أعادها فخرجت مملوءة فمضى، ثم جاء آخر فتوضأ وصلّى وحمد الله وأثنىعليه، ثم ألقى شبكته فلم يخرج فيها شيء - ثلاث مرات -غير سمكة صغيرة، فأخذهاوحمد الله وأثنى عليه وانصرف .
فقال موسى: يارب ، عبدك الكافر تعطيه مع كفره، وعبدك المؤمن لم تخرج لهغير سمكة صغيرة، فأوحى الله إليه : اُنظر عن يمينك ، فكشف له عما أعدّ الله لعبدهالمؤمن ، ثم قال : أنظر عن يسارك ، فكشف له عما أعد الله للكافر، فنظر، ثم قال : ياموسى ما نفع هذا الكافر ما أعطيته ، ولا ضرّ هذا المؤمن ما منعته .
فقال موسى: يا رب ، يحق لمن عرفك أن يرضى بما صنعت »(14).
وقال عليه السلام : «إنّ أهل الحق منذ كانوا لم يزالوا في شدة، أما إنّ ذلك إلىمدّة قريبة وعافية طويلة(15).
وإنّ الله جعل وليّه غرضاً لعدوّه (16) » .
وقال رجل لأبي عبد الله عليه السلام : إن من قبلنا يقولون : إنّ الله إذا أحبّعبداً نوّه به منوه من السماء: إنّ الله يحبّ فلاناً فأحبّوه ، فيلقي الله له المحبة في قلوبالعباد. وإذا أبغضه نوّه منوّه من السماء: إنٌ الله يبغض فلاناً فأبغضوه ، فيلقي الله لهالبغضاء في قلوب العباد.
قال : وكان عليه السلام متّكئاً فاستوى جالساً ثم نفض كمّه ، ثم قال : «ليسهكذا، ولكن إذا أحبّ الله -عزّ وجلّ -عبداً أغرى به الناس ليقولوا فيه ما يأجرهويؤثمهم، وإذا أبغض عبداً ألقى الله -عزّ وجل - له المحبة في قلوب العباد [لـ](17) يقولواما ليس فيه ليؤثمهم وإياه.
ثم قال : من كان أحبّ إلى الله -عزّ وجلّ - من يحيى بن زكريا! ثم أغرى بهجميع من رأيت ،حتى صنعوا [به ما صنعوا](18).
من كان أحبّ إلى الله -عزّ وجلّ - من الحسين بن علي عليهما السلام ! ثمأغرى به حتى قتلوه .
من كان أبغض إلى الله من أبي فلان وفلان ! ليس كما قالوا »(19).
وقال عليه السلام : «إنّ الله إذا أحبّ عبداً أغرى به الناس (20).
وإنّ الله تعالى أخذ ميثاق المؤمن على أربع : مؤمن مثله يحسده ، ومنافق يقفوأثره ، وشيطان يفتنه ، وكافر يرى جهاده وقتله فما بقاء المؤمن مع هذا(21)!؟
وإنّ الله تعالى يتعاهد عبده المؤمن بالبلاء، كما يتعاهد الرجل أهله بالهديّة،ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض(22).
وإنّ لله عباداً من خلقه ، ما من بلية(23) أوتقتير في الرزق إلاّ ساقه إليهم ، ولاعافيه أو سعة في الرزق إلا صرف عنهم . ولو أنّ نور أحدهم قُسّم بين أهل الأرضلاكتفوا به (24) .
وإنّه ليذود المؤمن عمّا يكره ، كما يذود الرجل البعير الأجرب عن إبله (25).
ما من مؤمن تمرّ عليه أربعون ليلة، إلاّ تعاهده الرب بوجع في بدنه ، أو ذهابمال. ولا بدّله من ثلاث - وربما اجتمعت له -: أن يكون معه في داره من يؤذيه [أوجار يؤذيه ، أو من في طريقه إلى حوائجه [يؤذيه] ولوأن مؤمناً على قلة جبل لبعث اللهشيطاناً يؤذيه ](26)، ويجعل الله له من إيمانه أنساً»(27)
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : «يقول الله تعالى: يا دنيا موري (28) علىعبدي المؤمن بأنواع البلاء، وضيقي عليه في معيشته ، ولا تحلولي له فيسكن إليك »(29).
وقال أبو الصباح (30) : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما أصاب المؤمن منبلاء ، أفبذنب؟
قال : «لا، ولكن ليسمع أنينه وشكواه ودعاءه، ليكتب له الحسنات ، ويحطعنه السيئات (31).
وإن الله ليعتذر إلى عبده المؤمن كما يعتذر الأخ إلى أخيه ، فيقول : لا ـوعزتي - ما أفقرتك لهوانك عليّ ، فارفع هذا الغطاء، فيكشف فينظر ما عَوّضه فيقول : ما ضرني يارب مع ما عوضتني (32).
و ما أحبّ الله قوماً إلاّ ابتلاهم ، وإن عظيم الأجر لمع عظيم البلاء(33) .
وإنّ الله تعالى يقول : إنِّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح لهم أمر دينهم الاّبالغنى والصحة في البدن فأبلوهم به ، وإنّ من العباد لمن لا يصلح لهم أمر دينهم الاّبالفاقة والمسكنة والسقم في أبدانهم فأبلوهم به فيصلح لهم أمر دينهم (34).
وإن اللّه أخذ ميثاق المؤمن على أن لا يُصدّق في مقالته ، (ولا ينتصر علىعدوه)(35)(36).
وإنّ الله إذا أحبّ عبداً غبّه بالبلاء غباً(37)، فإذا دعا قال له : لبيك عبدي ،إنّي على ما سألت لقادر، ولئن ادخرت لك فهو خير لك (38).
وإن حواري عيسى شكوا إليه ما يلقون من الناس ، فقال لهم : إن المؤمنين لميزالوا مبغَضين»(39).
و قال أبو عبد الله عليه السلام لأصحابه : «إن أردتم أن تكونوا أصحابيوإخواني، فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس ، والاّ فلستم لي بأصحاب (40).
وإنّ الله يعطي الدنيا من يحبّ ويبغض ، ولا يعطي الآخرة إلاّ أهلصفوته (41).
وإنّ الله يقول : لا أصرف عبدي المؤمن عن شيء ، إلاّ جعلت ذلك خيراً له ،فليرض بقضائي ، وليصبر على بلائي ، وليشكر نعمائي ، أكتبه في الصدّيقين عندي (42).
وتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : ألا تسألوني مم ضحكت ؟
قالوا: بلى، يا رسول الله .
قال : عجبت للمرء المسلم ، لا يقضي الله له القضاء إلاّ كان خيراً له(43).
وإنّه ليكون للعبد عند الله منزلة لا يبلغها إلاّ بإحدى خصلتين : إمّا بمرض فيجسم، أو بذهاب مال » (44).
____________
1 ـ ليس في المصدر.
2 ـ المؤمن 15: 1، باختلاف يسير.
3 - المؤمن:15 | 2، وفيه : عن الصادق عليه السلام .
4 - المؤمن: 15 | 3، وفي : عن الصادق عليه السلام .
5 - في الأصل : ضميره ، وهو تصحيف ، صحته ما أثبتناه من المصدر، والصِمر: مستقر ماء السيل«القاموس - صمر- 2 : 72 » .
6 - المؤمن : 16 .
7 - المؤمن :16 | 5.
8 ـ المؤمن :16 | 6.
9 ـ المؤمن 16 | 7، وفيه عن أحدهما عليه السلام.
10 - في المصدر: وأزوي عنه لما هو خير له .
11 - المؤمن : 17 | 9، باختلاف يسير.
12 - في المصدر: ابتلاه بالحاجة.
13 - المؤمن : 18 | 11 .
14 - المؤمن : 19 | 14 ، باختلاف في ألفاظه ، وأخرجه المجلسي في بحار الأنوار 13: 349 | 38 عن أعلام الدين.
15 - المؤمن : 20 | 16 ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه السلام.
16 - المؤمن : 20 | 17 ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه السلام.
17 ، 18 ـ أثبتناه من المصدر.
19 - المؤمن : 20 | 18.
20 - المؤمن : 21 | 19.
21 - المؤمن : 21 | 20 ، وفيه : عن أبي جعفر عليه السلام ، باختلاف يسير.
22 ـ المؤمن: 21 | ذيل 21، وفيه عن أبي جعفر عليه السلام.
23 - في المصدر زيادة : تنزل من السماء.
24 - المؤمن : 22 | 23 .
25 - المؤمن : 22 | 25 .
26 - ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.
27 - النص الموجود في المتن ملفق من عدة أحاديث من كتاب المؤمن : 22 | 26، 27 و23 | 28، 29 .
28 - يقال : مار الشيء يمور موراً، إذا جاء وذهب، « النهاية ـ مور ـ 4: 371».
29 - المؤمن : 24 | 33 .
30 - في المصدر: عن الصبات بن سيابة، والظاهر هو الصواب .
31 - المؤمن : 24 | 34، باختلاف يسير.
32 ـ المؤمن : 24 | 35، باختلاف يسير.
33 - المؤمن : 24 | 36، بتقديم وتأخير.
34 - المؤمن : 24 | 37.
35 - في المصدر: ولا ينتصف من عدوه، وهو الأنسب .
36 - المؤمن :25 | 38، وفيه : عن أبي عبد الله عليه السلام .
37 - المشهور من لفظ الحديث «غته بالبلاء غتاً» وكلاهما مناسب ، وغبه بالبلاء : أي انتابه حيناًبعد حين ، اُنظر«القاموس - غبب - 1 : 109».
38 - المؤمن : 25 | 39، باختلاف يسير، وفيه : عن أبي جعفر عليه السلام .
39 - المؤمن : 26 | 41 ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه السلام .
40 - المؤمن : 26 | 42 .
41 - المؤمن : 27 | 47 ، باختلاف يسير، وفيه عن أبي جعفر عليه السلام .
42 - المؤمن : 27 | 48 .
43 ـ المؤمن : 27 | 49 ، باختلاف في اللفظ .
44 - المؤمن : 28 | 50 ، باختلاف يسير.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page