طباعة

ترجمة الأمير السيد علاء الدين حسين

ترجمة الأمير السيد علاء الدين حسين

السيد علاء الدين هو أيضا من إخوة الإمام الرضا عليه السلام، ومن أبناء الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، وهو الذي دخل بصحبة أخويه متسترا إلى شيراز وفارقهما مختفيا في مكان لا يعرفه أحد، واشتغل فيه بالعبادة.

ثم مضت مدة من الزمن وهو مختف، وكان بالقرب من محل اختفائه بستان (لقتلغ خان) والسيد لا يعرف أنها لقتلغ خان، فضاقت به الدنيا يوما وضاق صدره، فخرج من مخبئه وأطل على البستان لينفس عن ضيق صدره ويروح نفسه قليلا، فجلس في زاوية واشتغل بتلاوة القرآن، فعرفه رجال قتلغ العاملون في البستان، فحملوا عليه، ولم يمهلوه حتى قتلوه والقرآن في يده وآياته على شفتيه، فما هالهم إلا أن رأوا أن الأرض تنشق وتضم جسده الشريف وتخفيه عنهم حتى مصحفه الذي كان في يديه.

مرت أعوام كثيرة على هذه الواقعة الأليمة، ومات قتلغ وانمحى أثر البستان، وتبدلت حكومات ودول كثيرة في بلاد فارس، حتى جاء عهد الدولة الصفوية.

وفي عهد الصفويين اتسعت مدينة شيراز حتى وصلت البيوت إلى الأرض التي ضمت جسد السيد علاء الدين، فعندما كانوا يحفرون فيها لوضع أساس للبناء، عثروا على جثة شاب جميل كأنه قتل من ساعته، واضعا يده على قبضة سيفه والمصحف الكريم على صدره، فعرفوا مما لديهم من العلائم والشواهد، أنه السيد علاء الدين حسين بن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ـ فقيل: إنهم وجدوا اسمه مكتوبا على جلد المصحف الكريم ـ فدفنوه بعد الصلاة عليه في محله.

وأمر حاكم شيراز أن يبنوا على قبره الشريف مكانا عاليا وبناءا رفيعا ليتسع للمؤمنين الموالين الذين يتوافدون لزيارته من كل صوب ومكان.

وبعد ذلك جاء رجل من المدينة المنورة ـ يدعى الميرزا علي المدني ـ لزيارة مراقد السادة الشرفاء، وكان ثريا ومن الموالين لأهل البيت وذراريهم، فقام بتوسيع البناء على مرقد السيد علاء الدين، وشيد عليه قبة جميلة، واشترى أملاكا كثيرة فجعلها وقفا على ذلك المرقد الشريف، وأمر بصرف وارداتها بشؤونه، كما أوصى بأن يدفن بعد موته في جوار السيد علاء الدين، فلما مات دفنوه هناك، وقبره اليوم في تلك البقعة المباركة معروف، وقد كتب عليه اسمه، وهو: (ميرزا علي المدني) ولا يزال المؤمنون يزورونه ويقرأون له الفاتحة.

ثم إنه بعد ذلك أمر الملك إسماعيل الصفوي الثاني بتزيين ذاك البناء المشيد وترميمه بأحسن وجه، فنصبوا الكاشي والمرايا وزينوا الروضة المباركة بأفضل زينة، وهو إلى الآن مزار عظيم ومشهد كريم، يقصدون المؤمنون من كل أنحاء إيران وغيرها، وأهالي شيراز يكنون له غاية الاحترام والتكريم.

قال بعض النسابة: إن السيد علاء الدين كان عقيما لا نسل له، وقال بعض آخر: كان له نسل ولكن انقرضوا، ولم يبق له منهم عقب وذرية.

وكذلك الكلام في أخيه الأكبر السيد أحمد فقد قالوا في حقه: إنه لم يكن له أولاد ذكور، بل كانت له بنت واحدة فقط، وذلك على ما في كتاب (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب).

وقال بعض: كان للسيد أحمد أولاد ذكور أيضا.