أبناء إبراهيم المجاب
صار حوارنا مصداقا للمثل: " الكلام يجر الكلام " وأعود الآن لأتحدث عن نسبي:
توفي السيد ابراهيم المجاب بن السيد محمد العابد في كربلاء المقدسة، ودفن عند قبر جده سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، ومرقده اليوم مزار المؤمنين، وخلّف ثلاثة أولاد وهم ال: السيد أحمد، والسيد محمود، والسيد علي، فهاجروا إلى بلاد إيران ليوجهوا الناس الى الله تعالى ويعلموهم أحكام الدين ويسلكوا بهم سبيل أهل البيت الطاهرين عليهم السلام فأما السيد احمد أقام في منطقة (قصر ابن هبيرة) وبقي فيها مع أولاده وخدموا الدين والمجتمع.
وأما السيدان محمد وعلي، فقد توجها إلى كرمان.
أما السيد علي فسكن مدينة سيرجان وهي تبعد عن كرمان أكثر من مائة كيلو متر، واشتغل هو وأولاده وأحفاده بتبليغ الدين وإرشاد المسلمين.
وأما السيد محمد ـ الملقب بالحائري ـ فقد وصل كرمان وبقي فيها، وخلّف ثلاثة أولاد وهم: أبو علي الحسن، ومحمد حسين الشيتي، وأحمد.
أما محمد حسين وأحمد، فقد رجعا إلى كربلاء وسكنا في جوار جدهم الحسين الشهيد عليه السلام حتى توفيا، وتوجد إلى يومنا هذا في العراق، قبائل كبيرة من السادة الشرفاء ينتمون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله عن طريقهما، مثا آل شيته، وآل فخار وهم من نسل السيد محمد الشيتي.
أما آل نصر الله وآل طعمة، فهم من نسل اليد احمد، وهم اليوم سدنة الروضة الحسينية المقدسة في كربلاء.
وأما السيد أبو علي الحسن، فقد هاجر مع أولاده من كرمان إلى شيراز وكان سكانها آنذاك من العامة، بل كثير منهم كانوا يبغضون آل الرسول (ص) فدخل المدينة مع أهله وأولاده بأزياء عربية وأقاموا بالقرب من الخندق المحيط بالبلد فأقاموا بيوتا عربية وسكنوا فيها.
واتصلوا بالشيعة الساكنين في محلة (سردزك) وهم قليلون مستضعفون يعيشون في تقية، فبدأ السيد أبو علي وأولاده بنشر تعاليم آبائهم الطيبين، وتبليغ مذهبهم الحق، في خفاء وحذر.
وبعد وفاة السيد أبي علي قام ابنه الأكبر السيد أحمد أبو الطيب بالتبليغ ونشر عقائد الشيعة وتعاليمهم، واهتم بذلك اهتماما بالغا، حتى أن كثيرا من أهل شيراز وتشيعوا، وأخذ عددهم يزداد يوما بعد يوم، فلما رأى السيد أبو الطيب إقبال الناس عليه، أعلن نسبه ومذهبه، فازداد إقبال الناس عليهم والتفافهم حول السادة الكرام، فنصبوا منبر الارشاد الاسلامي والتوجيه الديني في شيراز باسم السادة المجابية، وهم المنسوبون إلى السيد ابراهيم المجاب، والسادة العابدية وهم المنسوبون إلى إخوان السيد المجاب، فإن أباهم جميعا هو السيد محمد العابد.
فتحرك الخطباء والمبلغون من هؤلاء السادة وسافروا إلى أنحاء إيران لينشروا عقائد العترة الهادية وتعاليمهم باسم ـ المذهب الشيعي ـ فانتشر المذهب الحق في أكثر البلاد الإيرانية، حتى قامت دولة آل بويه وهم شيعة، وجاء بعدهم غازان خان محمود، والسلطان محمد خدابنده، وهم من المغول ولكن تشيعا وخدما مذهب الشيعة وأتباعه، ثم قامت الدولة الصفوية وكان عصرهم أفضل العصور للشيعة في إيران، إذ أعلنوا التشيع هو المذهب الرسمي في إيران ولا يزال كذلك.