طباعة

مهيار الديلمي

الشاعر مهيار الديلمي ينظم في المخالفين لبيعة الغدير
هل بعد مفترق الاظعان مجتمع         أم هل زمان بهم قد فات يرتجـع
تحملوا تسـع البيـداء ركبهـم         ويحمل القلب فيهم فوق ما يسـع
مغربي هـم والشـمس قد ألفوا         ألا تغيب مغيبـا حيثمـا طلعـوا
شاكيـن للبيـن أجفانا وأفئـدة         مفجعيـن بـه أمثـال ما فجعـوا
تخطو بهـم فاترات في أزمتها         أعناقها تحت إكراه النـوى خضع
الليل بعدهـم كالفجـر متصـل         ما شاء والنوم مثل الوصل منقطع
أهذي قضايا رسول الله مهملـة         غدرا وشـمل رسول الله منصدع
والناس للعهد ما لاقوا وما قربوا         وللخيانـة ما غابـوا وما سـعوا
وآله وهــم آل الإلـه وهـم         رعاة ذا الدين ضيموا بعده ورعوا
ميثاقـه فيهـم ملقـى أمتــه         مع من بغابهم وعاداهـم له شـيع
تضاع بيعته يوم الغديـر لهـم         بعد الرضـا وتحـاط الروم والبِيَعُ
مقسـمين بأيمان هـم جذبـوا         ببونهـا وبأسـياف هـم طبعـوا
ما بين ناشـر حبل أمس أبرمه         تعـد مسـنونة من بعـده البـدع
وبين مقتنص بالمكـر يخدعـه         عن آجـل عاجـل حلو فينخـدع
وقائل لـي علـي كان وارثـه         بالنص منه فهل أعطـوه أم منعوا
فقلت كانت هنأت لسـت اذكرها     يجزي بها الله أقواما بما صـنعوا
ابلغ رجالا إذا سـميتهم عرفـوا         لهم وجوه مـن السـجناء تمتقـع
توافقـوا وقنـاة الديـن مائلـة         فحين قامت تلاحـوا فيه واقترعوا
أطاع أولهـم في الغدر ثانيهـم         وجـا ثالثهــم يقفــو ويتبــع
قفوا على نظر في الحق نفرضه     والعقـل يفصـل والمحوج ينقطـع
بأي حكـم بنــوه يتبعونكــم         وفخركم أنكـم صـحب لـه تبـع
وكيف ضاقت على الأهلين تربته     وللأجانب مـن جنبيـه مضـطجع
وفيم صـيرتم الإجماع حجتكـم         والناس ما اتفقوا طوعا ولا اجتمعوا
واسـألهم يوم خـم بعد ما عقدوا     له الولايـة لم خانـوا ولم خلعـوا
قـول صـحيح ونيات بها نغـل         لا ينفع السـيف صـقل تحته طَبَعُ
إنكارهـم يا أمير المؤمنيـن لها         بعد اعترافهـم عار بـه ادرعـوا
ونكثهـم بك ميلا عن وصـيتهم         شـرع لعمرك ثان بعده شـرعوا
جاهدت فيك بقولي يـوم تختصم     الأبطال إذ فات سيفي يوم تمتصع
إن اللسـانَ لوصّـالٌ إلى طرق         في القلب لا تهتديهـا الذُبّلُ الشُّرُعُ
ما زلت مذ يفعتْ سنّي ألوذ بكم     حتّى محـا حقُّكـمْ شـكّي وأنتجع
سلمان فيها شفيعي وهو منك إذا     الآباء عندك في أبنائهـم شـفعوا
فكن بها منقذا من هول مطلعي     غدا وأنت مـن الأعراف مطّلـِعُ
سولت نفسي غرورا إن ضمنت         لها أنى بذخر سوى حبِّيك انتفـع