الشاعر أبو تمّام الطائي ينظم في مدح الإمام علي ( عليه السلام )
فَعلتُـم بابنَـا النَّبـيِّ ورَهطِــهِ أفاعيلَ أدناهـا الخِيانَـةُ والغَـدرُ
ومِـن قَبلــهِ أخَلفتُـمُ لِوصـيِّهِ بِداهيـةٍ دَهيـاً ليـسَ لهـا قـدرُ
فجِئتُم بها بكـراً عَوانـاً ولم يكن لها قبلهـا مِثلُ عَـوانٍ ولا بَكـرُ
أخوه إذا عدَّ الفخـار وصِـهرُه فلا مثلُـه أخٌ ولا مِثلـه صِـهرُ
وشـدَّ بـه أزر النَّبـي مُحمَّـدٍ كما شدَّ مِن موسى بِهَارُونِهِ الأزرُ
وما زالَ كشَّافاً دياجيـرَ غمـرةٍ يمزقُها عن وجهه الفَتح والنَّصـرُ
هُو السَّيف سيف الله فِي كُلِّ مَشهَدٍ وسيفُ الرَّسـول لا دانٍ ولا ثـرُّ
فأي يَـدٍ للذمِّ لـم يبـر زَندُهـا ووجه ضَـلالٍ ليس فيـهُ له أثـرُ
ثـوى ولأهـل الدِّيـن أمن بِحدِّه وللواصـمين الدِّين في حَدِّه ذُعـرُ
يسدُّ به الثغر المخوفِ من الرَّدى ويعتاضُ من أرض العدوِّ به الثَّغرُ
بِأُحْـدٍ وبَـدرٍ حيـنَ مَاجَ بِرِجلِهِ وفرسـانِه أُحـدٌ وماجَ بهـم بَدرُ
ويـوم حُنَيـنٍ والنَّضـيرُ وخَيْبَرٍ وبالخَنْـدق الثَّاوي بِعقْوَتـه عَمرُو
سَما للمنايا الحُمْر حتى تَكشَّـفَتْ وأسيافِهِ حُمْـرٌ وأرماحُـهُ حُمـرُ
مشاهدُ كان الله كَاشِـفُ كَربِهـا وفارِجُـه والأمـر مُلتبـسٌ أمـرُ
ويوم الغدير استوضَحَ الحقُّ أهلُهُ بِضُـحْياً لا فيها حِجابُ ولا سِـترُ
أقام رسـولُ الله يدعوهُـم بِهـا لِيُقِرَّ بِهِـم عُرفٌ ويَنْهاهُـمُ نُكـرُ
يَمـدُّ بِضِــبعَيه ويعلـم أنَّـه وليٌّ ومولاكُـم فهل لكُـم خَبـرُ
يَرُوح ويغدُو بالبيـان لِمَعشـرٍ يروح بهم غَمـرٌ ويغدُو بهـم مرُّ
فكان لهم جَهـرٌ بإثبـات حَقِّـه وكان لهم في بَزِّهم حَقِّـه جَهـرُ
إثمٌ جعلتم حَظَّـه حَـدَّ مرهَـفٍ من البيضِ يوماً حَظَّ صاحِبُه القَبرُ
بِكَفِّـي شـقيٌّ وجَّهَتْـهُ ذُنوبُـه إلى مَرتَعٍ يَرعى بِه الغيَّ والوِزْرُ
أبو تمّام الطائي
- الزيارات: 1899