طباعة

سفيان العبدي الكوفي

الشاعر سفيان العبدي الكوفي ينظم في مدح الإمام علي ( عليه السلام )
إنا روينا في الحديث خبـراً         يعرفـه سـائر مـن كان روى
إن ابن خطاب أتـاه رجـل         فقال كـم عـدّه تطليـق الأمـا
فقال يا حيدر كـم تطليقـة         للأمة اذكره فأومـأ المرتضـى
بإصبعيه فثنى الوجه إلـى         سـائله قـال اثنتـان وأثنــى
قال له تعرف هذا قـال لا         قال لـه هـذا علـي ذو العـلا
محمّـد وصـنوه وابنتـه         وابناه خير مـن تحفى واحتـذى
صفاهم الله تعالى وارتضى         واختارهـم من الأنام واجتبـى
لولاهم ما رفع الله السـما         ولا دحا الأرض ولا انشأ الورى
لا يقبـل الله لعبـد عمـلاً         حتّـى يواليهـم بإخلاص الولا
ولا يتـمّ لامرئ صـلاته         إلا بذكراهـم ولا يزكـو الدعا
إلى أن يقول :
وقد روى عكرمة في خبر         ما شك فيـه أحـد ولا امتـرى
مرّ ابن عباسي على القوم         وقد سبّوا عليـاً فاسـتراع وبكى
وقال مغتاظاً لهـم أيكـم         سبّ الـه الخلـق جـلّ وعـلا
قالوا معاذ الله قال أيكـم         سـبّ رسـول الله ظلماً واجترا
قالوا معاذ الله، قال أيكـم         سبّ علياً خير من وطئ الحصى
قالوا نعـم قد كان ذا فقال         قد سمعت والله النبـي المجتبـى
يقول من سـبّ علياً سبني         وسَـبّتي سـبّ الإلــه وكفـى


الشاعر سفيان العبدي الكوفي ينظم في إمامة الإمام علي ( عليه السلام )
وقالوا رسول الله ما اختار بعده         إمامـاً ولكنـا لأنفســنا اخترنــا
أقمنا إماماً إن أقام على الهدى         أطعنـا وإن ضـل الهدايـة قوّمنـا
فقلنا إذا أنتـم إمـام إمامكـم         بحمـد من الرحمـن تهتـم وما تهنا
ولكننا اخترنا الذي اختار ربنا         لنا يـوم خـمٍ ما اعتدينـا ولا حلنـا
سـيجمعنا يوم القيامـة ربنا         فتجزون ما قلتم ونجـزى الذي قلنـا
هدمتم بأيديكم قواعد دينكـم         ودين على غيـر القواعـد لا يبنـى
إلى أن يقول :
إذ عدّ أقران الكريهة لم تجـد         لحيدرة فـي القـوم كفـواً ولا قرنـا
إذا مسّنا ضرّ دعـونا إلهنـا         بموضـعكم منــه فيكشـفه عنــا
أئمتنا انتم سندعى بكم غـداً         إذا ما إلـى رب العبـاد معـاً قمـنا
وان إليكـم في المعاد إيابنـا         إذ نحـن من أجداثنـا سـرّعاً عـدنا
وإن موازين الخلائق حبّكـم         فأسـعدهم مـن كـان أثقلهـم وزنـا
وموردنا يوم القيامة حوضكم         فيظمى الذي يقصى ويروي الذي يدنى
وان أباكم يقسم الخلق في غدٍ         فيسـكن ذا نـاراً ويسـكن ذا عَـدْنا
وانتم لنا غيث وأمن ورحمـة         فمـا عنكـم بـدٌ ولا عنكـم مغنـى


الشاعر سفيان العبدي الكوفي ينظم في مدح الإمام علي ( عليه السلام )
أشـهد بالله لقــد قـال لنـا        محمّد والقول منـه ما خفـى
لو أن إيمان جميع الخلق ممّن        سكن الأرض ومن حلّ السما
يحلّ في كفّـة ميـزان لكـي        يوفي بإيمان علـي ما وفـى
لو أن عبداً لقـى الله بأعمـال        جميـع الخلـق بـراً وتقـى
ولم يكن والى عليـاً حبطـت        أعماله وكبّ في نـار لظـى
وأن جبريـل الأميـن قال لي        عن ملكيـه الكاتبيـن إذ دنـا
انهما ما كتبا قط على الطهـر        علــيّ زلــة ولا خنــا
مَن زالت الحمى عن الطهر به        مَن ردّت الشمس له بعد العشا
مَن عبر الجيش على الماء ولم        يخش عليـه بلـل ولا نـدا
ويوم عاد المرتضى الهادي وقد        كان رسـول الله حم واشتكى