طباعة

دعاوي إحسان إلهي ظهير في ميزان النقد

وقال إحسان إلهي ظهير بعد تلك المقدمة ما يلي:
"ولكننا مع ذلك نريد أن نبيّن الحق والحقيقة أكثر من ذلك وأصرح حتى لا يتصدّى بعد ذلك أحد لخداع المسلمين السنة حول هذه المسألة [أي مسألة تحريف القرآن] ولأجل ذلك أفردنا لها هذا الكتاب، وإنّ القارئ ليندهش حينما يرى أنّ الروايات التي تنبئ وتصرّح ببيان عقيدة القوم في القرآن وتغييره وتحريفه تزيد على ألفي حديث عند القوم، ونحن نورد في هذه العجالة أكثر من ألف حديث شيعي في هذا الخصوص"(1).
ثم يبدأ إحسان إلهي ظهير بتصنيف كتابه إلى أربعة أبواب:
الباب الأوّل: عقيدة الشيعة في الدور الأوّل من القرآن.
الباب الثاني: عقيدة الشيعة في الدور الثاني من القرآن.
الباب الثالث: بيان الرد على من أنكر التحريف من الشيعة في الدور الثالث.
الباب الرابع: نقل روايات وأحاديث القوم التي يتجاوز عددها ألف حديث نقلاً عن كتاب فصل الخطاب.
وقبل أن يبدأ إحسان إلهي ظهير بحثه في هذه الأبواب الأربعة يقول:
"وقبل أن آتي على آخر القول أريد أن أذكر إنني لست أنا ولا السيّد الخطيب رحمه الله أول من أنسب هذه العقيدة إلى القوم بل قبل ذلك اعترف وأقرّ بهذه العقيدة علماء الشيعة وكبراؤها في كل عصر وأثبتوها لأنفسهم كما سيأتي... وعلى ذلك صرح الحافظ ابن حزم الظاهري [المتوفى سنة 456 هجري ]بقوله:
ومن قول الإمامية كلّها قديماً وحديثاً إنّ القرآن مبدّل زيد فيه ما ليس منه، ونقص منه كثير وبدل منه كثير"(2).
وسنكشف عاجلاً كذب مزاعم إحسان إلهي ظهير الذي يقول فيها: "وأقرّ بهذه العقيدة علماء الشيعة وكبراؤها في كل عصر" خصوصاً وقد ناقشنا من قبل واستناداً للأدلّة مزاعم جميع من نسبوا هذه التهمة للشيعة كابن حزم، وقد لاحظتم فيما سبق بأنّ ابن حزم لا يمتلك دليلاً سوى حفنة من الإتهامات الفارغة لا بل تعدّى ذلك حين وقع هو ومن حيث لا يشعر في القول بالتحريف، وللإطلاع على ذلك يمكن مراجعة بحث "شيوع هذه المقالة عندهم كما تقول كتب أهل السنة" في المقام الثاني.
____________
1 ـ الشيعة والقرآن: ص 22 ـ 23.
2 ـ الشيعة والقرآن: ص 23 ـ 24.