هجوم الأزبك
كما إن أحد أمراء الأزبك المسمى عبدالله خان حاصر بجيوشه منطقة خراسان، فكتب علماء خراسان إليه كتابا جاء فيه: نحن نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله (ص)، فلماذا تغير علينا بجيشك وتقاتلنا وتهتك حريمنا ونحن أتباع القرآن الكريم والعترة الهادية، وإن الوحشية والمعاملة السيئة التي نجدها منكم غير مقبولة في الإسلام، وإن الله سبحانه لا يجيزها لكم بالنسبة للكفار، فكيف مع المسلمين؟!
فلما وصل الكتاب إلى يد عبد الله خان أعطاه لعلماء السنة وقضاتهم الذين كانوا يرافقونه في حملاته على المسلمين الشيعة، وطلب منهم أن يجيبوا ويردوا على الكتاب.
فأجاب علماء السنة ـ ردا على كتاب علماء خراسان ـ بجواب مشحون بالتهم والأكاذيب على الشيعة و قذفوهم بالكفر!! لكن علماء خراسان ردوا عليهم، ونسفوا تهمهم وأكاذيبهم، وأثبتوا أن الشيعة مؤمنون بالله ورسوله وبكل ما جاء به النبي الكريم (ص).
ومن أراد الوقوف على تلك الردود والإجابات فليراجع كتاب " ناسخ التواريخ ".
فشاهد الكلام إن علماء السنة الأزبكيين كتبوا: إن الشيعة رفضة وكفار، فدماؤهم وأموالهم ونساؤهم مباحة للمسلمين!!
وأما في بلادكم أفغانستان، فإن الشيعة يعانون أشد الضغوط والهجمات الوحشية منكم ومن أمثالكم أهل السنة والجماعة.
والتاريخ مليء بالفجائع والجنايات التي ارتكبوها جماعة السنة في حق الشيعة في أفغانستان، ومن جملتها:
في سنة 1267 هجرية في يوم عاشوراء وكان يوافق يوم الجمعة، وكانت الشيعة مجتمعة في الحسينيات في مدينة قندهار، وكانوا يقيمون شعائر العزاء على مصائب سبط الرسول وسيد الشهداء، الحسين بن علي (ع) وأنصاره الذين استشهدوا معه في سبيل الله تعالى.
وإذا بأهل السنة والجماعة يهجمون عليهم بالأسلحة الفتاكة، ولم يكن الشيعة مسلحين ولا مستعدين لقتال، حتى أنهم لم يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، فقتل قومكم جمعا كثيرا حتى الأطفال بأفجع أنواع القتل، ونهبوا أموالهم وأموال الحسينيات!!
والأعجب من ذلك، أن أحدا من علماء السنة لم يندد بهذا العمل الوحشي الشيطاني، ولم يبد أسفه على تلك الجناية البشعة، فكان سكوت العلماء تأييدا لعمل الجهال المهاجمين، والجناة المتعصبين، وربما كان كل ذلك بتحريك بعض علمائهم ، والله أعلم.
والتاريخ يحدثنا عن هجمات كثيرة من هذا النوع ضد الشيعة في أفغانستان وبلاد الهند والباكستان أيضا، فكم من نفوس مؤمنة أزهقت، ودماء بريئة سفكت، وأموال محترمة نهبت، وحرمات دينية هتكت، بأيدي أهل السنة والجماعة، وقد قتلوا حتى بعض فقهائنا الكبار وعلمائنا الأبرار.