• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

بقاء الروح بعد الموت

بقاء الروح بعد الموت

إن شبهتكم حول الشيعة بأنهم لماذا يطلبون حوائجهم عند قبور الأموات؟!

إنما هو كلام الماديين والطبيعيين، فإنهم لا يعتقدون بالحياة بعد الموت، والله سبحانه يحكي قولهم في القرآن إذ قالوا: (إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين)(51).

وأما الاعتقاد بالحياة بعد الموت، وأن الجسم يبلي بالموت ولكن الروح باقية، فهو من ضروريات دين الإسلام، وبالأخص حياة الشهداء، فقد صرح بها القرآن الكريم بقوله: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله..)(52) إلى آخره...

فهل يمكن للميت الفرح والسرور والارتزاق؟! لا!

ولذلك فإن الآية الكريمة تصرح بأنهم: (أحياء عند ربهم يرزقون) فكما أنهم يفرحون ويرزقون، فهم يسمعون الكلام ويجيبون، ولكن حجاب المادة على مسامعنا مانع من إحساسنا بكلامهم واستماع جوابهم.

وقد ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في زيارة جده سيد الشهداء الحسين عليه السلام قوله: يا أبا عبدالله أشهد أنك تشهد مقامي وتسمع كلامي وأنك حي عند ربك ترزق، فأسأل ربك وربي في قضاء حوائجي.

وجاء في الخطبة 86 من نهج البلاغة عن الإمام علي عليه السلام إذ يعرّف فيها أهل البيت عليهم السلام ويصفهم، فيقول:

أيها الناس! خذوها من خاتم النبيين: إنه يموت من مات منا وليس بميت، ويبلى من بلى منا وليس ببال.

قال ابن أبي الحديد والميثمي والشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية، قالوا في شرح هذه الكلمات ما ملخصه:

" إن أهل بيت النبي (ص) لم يكونوا في الحقيقة أمواتا كسائر الناس " (53) فنقف عند قبور أهل البيت عليهم السلام والعترة الهادية، ولا نحسبهم أمواتا بل هم أحياء عند ربهم، ونحن نتكلم معهم كما تتكلمون أنتم مع من حولكم من الأحياء، فنحن لا نعبد الأموات كما تزعمون وتفترون علينا، بل نعبد الله سبحانه الذي يحفظ أجساد الصالحين من البلى، ويبقي أرواح العالمين بعد ارتحالهم من الدنيا (54).

وأنتم ألا تحسبون عليا عليه السلام، وابنه الحسين والذين استشهدوا بين يديه، وكذلك أصحاب النبي (ص) الذين قتلوا في بدر وحنين وغيرهما من غزواته، شهداء؟!

وهل إنكم لا تعتقدون أن هؤلاء الصفوة ضحوا بأنفسهم في سبيل الله وثاروا على ظلم بني أمية وكفر يزيد، وأنهم أنقذوا الدين الحنيف من براثن آل أبي سفيان، ورووا بدمائهم شجرة التوحيد والنبوة؟؟

فكما إن أصحاب رسول الله (ص) خاضوا المعارك وجاهدوا في سبيل الله وقاتلوا أعداء الدين وكافحوا معارضي النبوة ومخالفي الرسالة لنشر الإسلام وإعلاء كلمة الحق، كذلك الإمام علي عليه السلام وابنه الحسين وأصحابهما فقد جاهدوا في سبيل الله تعالى لإبقاء دينه وإنقاذ الإسلام حتى قتلوا واستشهدوا في سبيل الله.

وكل من عنده أدنى اطلاع عن تاريخ الإسلام بعد النبي (ص) يعلم بأن آل أبي سفيان وخاصة يزيد بن معاوية وأعوانه كادوا يقضون على الإسلام ويحرفوه عن مواضعه الإلهية بأعمالهم الإلحادية، وإن خطر هؤلاء المنافقين كان أشد على الإسلام والمسلمين من الكفار والمشركين.

والتاريخ يشهد أن لولا نهضة الإمام الحسين سبط رسول الله (ص) وجهاد أصحابه الكرام مستميتين، لتمكن يزيد بن معاوية أن يحقق هدف سلفه المنافقين الفجرة، وهو تشويه الإسلام وتغييره على الكفر والجاهلية الأولى.

فالحسين السبط وأنصاره وأصحابه الكرام عليهم السلام وإن سالت دماؤهم واستشهدوا، إلا أنهم فضحوا يزيد وحزبه وسلفه الفاسقين، وكشفوا عنهم الستار وعرفوهم للمسلمين.

________________
51- سورة المؤمنون، الآية 37.‏
52- سورة آل عمران، الآية 169 و 170.‏
53- نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج6 / 373/ ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.‏
54- أرى من المناسب أن أنقل للقارئ الكريم صورة الاستئذان المكتوبة على أبواب ‏المشاهد المقدسة عند الدخول إلى روضتهم وزيارة مراقدهم المشرفة ، وهي:‏

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إني وقفت على باب من أبواب بيوت نبيك صلواتك عليه وىله، وقد أمرت ‏الناس أن لا يدخلوا إلا بإذنه فقلت:‏
(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) وإني أعتقد حرمة صاحب ‏هذا المشهد الشريف في غيبته كما أعتقدها في حضرته، واعلم أنه حي عندك ‏مرزوق، وانه يشهد مقامي، ويسمع كلامي ويرد سلامي، وأنك حجبت عن سمعي ‏كلامهم، وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم، وإني أستأذنك يا رب أولا، وأستأذن ‏رسولك صلواتك عليه وآله ثانيا، وأستأذن خليفتك المفروض علي طاعته والملائكة المقربين الموكلين بهذه ‏البقعة المباركة ثالثا.‏
أ أدخل يا الله، أ أدخل يا رسول الله، أ أدخل يا حجة الله؟ فأْذن لي يا مولاي بالدخول ‏أفضل ما أذنت لأحد من أوليائك، فإن لم أكن أهلا لذلك فأنت أهل لذلك. والسلام ‏عليكم يا أهل بيت النبوة جميعا ورحمة الله وبركاته.‏


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page