طباعة

وصف البقيع في القرن السادس الهجري

مر الرحالة المشهور أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي البلنسي ـ المعروف بإبن جبير ـ مرّ بالمدينة المنورة فوصف البقيع الوصف التالي [1]:
«وبقيع الغرقد شرقي المدينة تخرج إليه علىٰ باب يعرف بباب البقيع. وأول ما تلقي عن يسارك عند خروجك من الباب المذكور مشهد صفية عمة النبي صلى الله عليه وآله أم الزبير بن العوام رضي الله عنه وأمام هذه التربة قبر مالك بن أنس الإمام المدني رضي الله عنه وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء وأمامه قبر السلالة الطاهرة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وآله وعليه قبة بيضاء‌وعلى اليمين منها تربة إبن لعمر بن الخطاب رضي الله عنه إسميه عبدالرتحمن الأوسط وهو المعروف بأبي شحمة وهو الّذي جلده أبوه الحد فمرض ومات رضي الله عنهما وبإزائه قبر عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه وعبدالله بن جعفر الطيار رضي الله عنه وبإزائه قبر عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه وعبدالله بن جعفر الطيار رضي الله عنه وبإزائهم روضة فيها أزواج النبي صلى الله عليه وآله وبإزائها روضة صغيرة فيها ثلاثة من أولاد النبي صلى الله عليه وآله ويليها روضة العباس بن عبدالمطلب والحسن بن علي رضي الله عنهما وهي قبة مرتفعة في الهواء علىٰ مقربة من باب البقيع المذكور وعن يمين الخارج منه ورأس الحسن إلىٰ رجلي العباس رضي الله عنهما وقبراهما مرتفعان عن الأرض متسعان مغشيان بألواح ملصقة أبدع إلصاق مرصعة بصفائح الصفر ومكوكبة بمساميره علىٰ أبدع صفة وأجمل منظر وعلىٰ هذا الشكل قبر إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وآله ويلي هذه القبة العباسية بيت ينسب لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ويعرف ببيت الأحزان يقال انه الذي آوت إليه والتزمت فيه الحزن علي موت أبيها المصطفي صلى الله عليه وآله وفي آخر البقيع قبر عثمان الشهيد المظلوم ذي النورين رضي الله عنهما وعن بنيها ومشاهد هذا البقيع أكثر من أن تحصي لأنه مدفن الجمهور الأعظم من الصحابة المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم أجمعين وعلىٰ قبر فاطمة المذكورة مكتوبة ما ضم قبر أحد كفاطمة بنت أسد رضي الله عنها وعن بنيها».
___________________________
[1]  . رحلة إبن جبير ـ أبي الحسين محمد إبن أحمد بن جبير الكناني الاندلسي ـ المكتبة العربية ـ بغداد ـ سنة 1365 هـ ، 1937 م ـ ص 153 ـ 154.