• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

وضع البقيع بعد ذلك

عندما إستعادات الدولة العثمانية المدينة أعادت إليها عمارتها وقامت ببناء الآثار الإسلامية التي هدمها الوهابيون، وقد «أعادوا بناء الكثير من القباب وشادوها علی صورة من الفن تتفق مع ذوق العصر»[1]،«ساعدها في ذلك تعاون العلماء مع دولة الخلافة العثمانية بالإضافة إلی التَّبرعات السَّخية والأضرحة الجاهزة التي كانت تأتي من كافة العالم الإسلامي»[2]، وقد عدد صاحب (مرآة الحرمين) القباب المبنية فيها في وصفه للبقيع فقال:
«فلذلك لا تعرف قبور كثيرة منهم إلاّ أفراداً معدودة أقيمت علی قبور بعضهم قباب، ومن أولئك الأفراد إبراهيم ورقية وفاطمة أولاد الرسول صلى الله عليه وآله، وفاطمة بنت أسد أم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما وعبد الرحمن إبن عوف وعبد الله بن مسعود وسعد بن أبي وقاص وأسعد بن زرارة وخنيس إبن حذافة السهمي والحسن بن علي، ومعه في قبره إبن أخيه زين العابدين علي بن الحسين وأبو جعفر الباقر محمد بن زين العابدين وجعفر الصادق بن الباقر، وممن علم قبره بالبقيع العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين عثمان بن عفان، وسعد بن معاذ الأشهلي وأبو سعيد الخدري، وكل جزوات الرسول صلى الله عليه وآله دفن بالمدينة إلاّ خديجة فبمكة وإلاّ ميمونة فبسرف رضي الله عن الجميع، والعباس والحسن بن علي ومن ذكرناه معه تجمعهم قبة واحدة هي أعلی القباب التي هناك كقبة إبراهيم وقبة عثمان التي بناها السلطان محمود سنة 1233هـ، وقبة الزوجات وقبة إسماعيل بن جعفر الصادق وقبة الإمام إبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة، وقبة نافع شيخ القراء وهناك قبة تسمی قبة الحزن يقال انها في البيت الذي آوت إليه فاطمة بنت النبي والتزمت الحزن فيه بعد وفاة أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان بالبقيع قباب كثيرة هدمها الوهابيون»[3]. وفي عام 1853م زار الرحالة البريطاني السير ريتشارد بورتن الأماكن المقدسة في المدينة المنورة وأعطی وصفاً مفصلاً لمقبرة البقيع [4]:
«... وهو يقول عند الوصول إليها أن هناك خبراً يقول ان سبعين ألف قديس، وفي رواية مائة ألف، سوف يبعثون يوم القيامة من البقيع، وان عشرة آلاف صحابي، وعدداً لا يحصی من السادة، قد دفنوا في هذه المقبرة علی مر السنين فاندرست قبورهم لأن القبور في الإزمنة القديمة لم تكن توضع عليها شواهد، وأول من سيبعث يوم النشور النَّبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وبعد أبوبكر، وبعد عمر، ثم أهل البقيع، ثم دفناء مقبرة «جنة المعلا» في مكة المكرمة.
وكان أول شخص في الإسلام دفن في البقيع عثمان بن مظعون، لأن أول من توفي في المدينة من المهاجرين، ففي اليوم الثالث من شعبان سنة 3 للهجرة قبّل النّبي جبين جثته وأمر بدفنها في مدی الرؤية من مقره، وكان المكان في تلك الأيام حقلاً ينتشر فيه عدد من أشجار الغرقد، فقطعت الأشجار وسويت الأرض فدفن إبن مظعون في وسطها، ثم وضع النّبي بيديه الكريمتين حجرين شاهدين كبيرين فوق رأس صاحبه وقدميه، ويقول بورتون في حاشية له ان مروان بن الحكم رفع هذين الحجرين بعد ذلك حينما قرر عدم تمييز هذا القبر، لكن المسلمين إستهجنوا هذا العمل من وكيل معاوية، ولعل إبن مظعون كان من خصوم الأمويين، وهذا وقد أنشئت بمرور الزمن قبة فوق هذا القبر، قم دفن إلی جنبه إبراهيم الإبن الثاني للنبي محمد، فإصبح البقيع من بعد ذلك مقبرة مشهورة.
ومدفن الأولياء هذا له شكل متطاول غير منتظم تحيط به جدران متصلة بالضاحية من زاويتها الغربية، ويحجزه درب الجنازة عن سور المدينة، كما يحده من الشمال طريق البادية الشرقي الذي يخرج من باب الجمعة، وتعتبر هذه المقبرة صغيرة إذا ما لوحظ ان جميع من يتوفاه الله في المدينة من أهلها ومن الغرباء يتأملون ان يدفنوا فيها إلاّ الرافضة والكفرة .. ولذلك فلا بد لها من أن تضيق بجثث الموتى الّذين لا يمكن أن تستوعيهم لولا ان الطريقة التي يدفن بها المسلمون موتاهم تساعد علی التفسح والإندراس.. وليس في داخل المقبرة أزهار ولا أشجار باسقة، ولا كل شيء مما يخفف كآبة المدافن المسيحية في العادة حتی ان الأبنية التي فيها تعد شيئاً بسيطاً للغاية أو حقيراً في الحقيقة، ولقد هدم الابنية والنصب القديمة التي كانت موجودة فيها الأمير سعود وأتباعه الوهابيون الّذين شنوا حملة شعواء ضد ما لا بد من انهم كانوا يعتبرونه شيئاً باذخاً من الأضرحة، لأنهم يعتقدون بأن خير القبور الدوارس، وكان منظر هذه المقبرة حينما زار بورخارت من قبل (1814) عبارة عن «.. أكوام مبعثرة من الترب، وحفر واسعة، وأنواع من الزيل، من دون شاهدة واحدة علی أي قبر، ويرجع الفضل لما بني منها بعد ذلك إلی السلطانين عبد الحميد ومحمود ... ».
ويقول بورتون كذلك: «.. وقد دخلت المقبرة المقدسة مقدماً رجلي اليمني كما لو كنت أدخل إلی المسجد، وحافي القدمين لأتحاشی إعتباري من الرافضة، فمع ان أهالي المدينة يدخلون إليها بأحذيتهم فانهم يغتاظون كثيراً حينما يرون الإيرانيين يفعلون مثلهم، ثم بدأنا بقراءة الزيارة العامة المألوفة ..
وأعقبناها بقراءة سورة الإخلاص والشهادة، وبإنتهائها رفعنا أيدينا وقرأنا الفاتحة قراءة خافتة ومسحنا علی وجوهنا وتحركنا».
وحينما سرنا في ممر ضيق يؤدي من جهة البقيع الغربية إلی الجهة الشرقية دخلت مرقداً متواضعاً أقيم فوق قبر الخليفة عثمان .. فعندما قتل أراد أصحابه أن يدفن في «الحجرة»، لكن ثوار مصر قابلوا ذلك بعنف وأقسموا أن لا يدفن هناك ولا يصلی عليه، وإنّما سمحوا فقط بنقله بعد تهديد حبيبة أم المسلمين (وبنت أبي سفيان) لهم، وفي خلال الليلة التي أعقبت وفاته نقل عثمان إلی البقيع من قبل أصحابه، لكنهم طردوا من هناك أيضاً فاضطروا إلی إيداع حملهم في بستان تفع في الجهة الشرقية الخارجية من مقبرة الأولياء هذه، وكانت تدعی «حصن كوكب» حتی أدمجها مروان بالبقيع، وقد وقفنا علی مرقد عثمان هذا وتلونا الزيارة .. وبعد ذلك دفعنا الصدقات وأرضينا الخادم بعشرة قروش.
وبعد هذا سرنا خطوات قليلة إلی الشمال وتوجهنا نحو الشرق فزرنا أبا سعيد الخدري صاحب النّبي الّذي يقع قبره في خارج البقيع، وكان المكان الثالث الّذي زرناه قبة تحتوي علی قبر السيدة حليمة البدوية (السعدية) مرضعة النّبي محمد .. ومن هناك توجهنا إلی الشمال فوقفنا أمام مبنی صغير يحتوي علی أكوام بيضوية الشكل من الأحجار المتناثرة، وهي قبور شهداء البقيع الّذين قتلهم مسلم قائد كبير الفاسقين يزيد، ويقول بورتون في حاشية له هنا (الص37 – ج2) ان الإمام الشافعي يسمح لأتباعه بسب يزيد بن معاوية الذي جعلته قساوته مع آل البيت، وجرائمه وموبقاته، يهودا الأسخريوطي المسلم، وقد سمع بورتون مسلمين أحنافا يسبون يزيداً كذلك، أما الوقفة الخامسة فكانت بالقرب من وسط المقبرة علی قبر إبراهيم إبن النبي الذي توفي وعمره ستة أشهر، أو سنتان علی قول البعض، وكان إبن مارية القبطية التي أهداها إلی النّبي صلى الله عليه وآله جارح مقرقس الإسكندرية في مصر، فقد أهال النبي التراب بيديه الكريمتين عليه، ورشه بالماء ثم وضع الحجارات الصغيرة فوق ذلك وقرأ السلام الأخير عليه، ولهذا السبب دفن الكثيرون من الرجال في هذا الجزء من المقبرة، لأن كل أحد كان يطمع في أن يلحد في الأرض التي شرفتها يدا النّبي، وزرنا بعد هذا النافع إبن عمر المسمی نافعا القاري عادة، لأن كان يجوّد القرآن، وإلی جنبه مالك بن أنس إبن المدينة ورجلها الفذ، وكانت الوقفة الثامنة علی قبر عقيل بن أبي طالب أخي الإمام علي، وهنا يعلق بورتون في حاشية له ويقول ان عقيلاً توفي في دمشق علی عهد معاوية، لكن البعض يذكر انه دفن هناك بينما يقول غيرهم ان جثمانه نقل إلی المدينة بعد ذلك ودفن في مكان كان يقوم فيه بيته من قبل وكان يسمی دار عقيل .. وقد زرنا بعد هذه البقعة التي دفنت فيها أزواج النبي جميعهن عدا خديجة التي دفنت في مكة وكان محمد صلى الله عليه وآله قد تزوج خمس عشرة إمراة عاش منهن بعده تسع، وبعد أمهات المؤمنين قرأنا الفاتحة علی قبور بنات محمد اللواتي يقال أنهن كن عشراً.
وبعد أن يصف بورتون (الص29-ج2) الشحاذين وأنواعهم وكيف يستقبلون الزوار يقول: .. وقبل أن نترك البقيع وقفنا وقفتنا الحادية عشرة في القبة العباسية، أو قبة العباس عم النّبي، وهنا يعلق في الحاشية بقوله ان البعض يرون ان مراسيم الزيارة كانت ولا تزال تبدأ هنا لكن ترتيب الزيارات يختلف ولا يتفق عليه إثنان، وكانت مسئوولية ما فعله تقع علی ما فعله مزوّره الشيخ حميد، لأنه لم يشأ المجازفة يشيء من عنده .. ثم يستأنف وصف القبة ويقول:

وهذه القبة التي بناها الخلفاء العباسيون من قبل في 519 للهجرة أكبر وأجمل جميع القبب الأخری، وتقع علی يمين الداخل من باب المقبرة، ويدل علی أهميتها تجمع الشحاذين بقربها، فقد جاءوا إليها وتكأكأوا عليها حينما وجدوا الإيرانيين مجتمعين فيها بكثرة وهم يبكون ويصلون. وبعد ان إجتزت العتبة بصعوبة طفت حول عدد من القبور كانت تشغل وسط المبنی من دون أن يكون بينها وبين الجدار إلاّ ممر ضيق. وهي محاطة بسياج ومغطاة بعدة كساوی من القماش الأخضر المكتوب عليه بأحرف بيضاء. وتبدو هذه كأنها كومة مرتبكة لكنها ربما بدت لي كذلك بسبب الإزدحام المحيط بها. وتوجد في القسم الشرقي قبور الحسن بن علي سبط النّبي، والإمام زين العابدين بن الحسين، وإبنه محمد الباقر (الإمام الخامس)، ثم إبنه الإمام جعفر الصادق – وهؤلاء جميعاً من نسل النّبي وقد دفنوا في نفس المرقد الّذي دفن فيه العباس بن عبد المطلب عم النّبي .. وبعد أن خرجنا وتخلصنا من أيدي الشحاذين الصغار وجَهنا وجهنا نحو الجدار الجنوبي الّذي يوجد بقربه قبر ينسب إلی السيدة فاطمة وقرأنا الدعاء المعروف. ويقول بورتون في حاشية مستفيضة (الص41-ج2): .. ويبدو ان المؤرخين المسلمين يبتهجون بالغموض الّذي يكتنف مدفن السيدة فاطمة الزهراء عليه السلام .. فبعضهم يذكر انها دفنت في الحرم الشريف ويستند في ذلك إلی الرواية التي تقول انها حينما علمت بدنو أجلها قامت فرحة مستبشرة فغسلت الغسل الكبير ولبست ملابسها النظيفة، ثم فرشت حصيراً علی أرض بيتها الواقع بقرب قبر الرسول، وتمددت مستقبلة القبلة فوضعت يدها تحد خدها وقالت لمن حضر بقربها .. لقد تطهرت ولبست ثيابي الطاهرة، فلا تسمحوا لأحد بأن يكشف عن جسدي بل أدفنوني حيث أنا .. وحينما عاد علي وجد زوجته قد توفيت، ونفذ رغبتها الأخيرة. وقد كان عمر بن عبد العزيز يعتقد بهذه الرواية فألحق الغرفة تلك بالمسجد، ولذلك فالإعتقاد العام في الإسلام هو ان الزهراء البتول قد دفنت في الحرم. اما أولئك الّذين يعتقدون بأنها مدفونة في البقيع فيستندون إلی قول الإمام الحسن: « .. فإذا لم يسمحوا بدفني عند قبر جدي فادفنوني في البقيع إلی جنب أمي فاطمة .. » وهؤلاء يرون الخير التالي في هذا الشأن: « .. فقد غسلها وكفنها علي وأم سلمة، اما غيرهم فيقولون ان أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر كانت بجنب فاطمة حينما اعترضت في ساعتها الأخيرة علی حملها للدفن كما يحمل الرجال. لكن أسماء وعدتها بأن تصنع لها نعشا أشبه بمحفة العروس، من جريد النخل علی غرار ما رأته في الحبشة، وعند ذلك إبتسمت فاطمة للمرة الأولی منذ ان توفی والدها وأخذت عهداً بأن لا يدخل عليها أحد طالما كان جثمانها الطاهر مسجی في البيت. ولذلك لم تسمح أسماء لعائشة بالدخول حينما طرقت الباب عليها بعد ذلك. فذهبت شاكية إلی أبيها وقالت له ان زوجة أبيها ستعمل محفة عرش خاصة تحمل بها جثة الزّهراء الطّاهرة إلی مدفنها.
فذهب أبوبكر إلى الباب وسمع من زوجته ما كانت قد أوصت به فاطمة. فعاد راجعاً إلى بيته من دون إعتراض. وقد أخفيت وفاة إبنة النَّبي عن اكلبير والصغير برغبة منها، فدفنت خلال الليل من دون أن يشيع نعها أو يصلي عليها أحد سوى زوجها الإمام علي وعدد قليل من أقربائها .. اما المكان الثالث الّذي يقال انها دفنت فيه فهو مسجد صغير في البقيع جنوبي قبة العباس بن عبد المطلب، وكان يسمى «بيت لحزن» لأنها قضت آخر أيامها فيه تندب فقد أبياه الغالي. ويبدو ان قبرها كان موجوداً هنا من قبل، لكن الزوار يصلون عليها الآن في مكانين: أي في الحرم وفي القبة العباسية .. وبعد أن غادرنا مقبرظ البقيع تقدمنا شمالاً تاركين بابا المدينة إلى يسارنا حتى أتينا على قبة صغيرة قريبة من الطريق، تحتوي على قبور عمات النّبي ولا سيما صفية بنت عبد المطلب أخت الحمزة، وإحدى بطلات الإسلام في أول عهده..».
وفي وصف للبقيع أبان الحكم العثماني بعد إخراج الوهابيين ذكرها علي بن موسى الأفندي رئيس القلم العربي في ديوان محافظ المدينة في زمن العثمانيين في كتاب له بإسم (وصف المدينة المنورة في سنة 1303 هـ سنة 1885م) : «وأما الحجرة المعطرة فاعلم انه ما تغير من وضعها القديم شيء في هذه العمارة الأخيرة، بل كان بناء القبة العليا المعروفة بالخضراء من الخشب ملبسة بألواح الصيني الأخضر، وكانت عالية عن الوضع الموجود الآن، فلما أخذ الوهابي الشرقي النجدي المدينة المنورة، ونهب جميع تعاليق الحجرة من ذهب وفضة وياقوت وجواهر وزمرد وغير ذلك من التبركات المثمنة التي لا نظير لها في الدنيا أمر بهدم قباب البقيع، فهدمت، وأمر بهدم القبة الخضراء ليأخذ العلم الذهب الذي عليها فكل من طلع لتنزيل العلم طاح فمات [4][5] فتشاء‏م منه، وتشاءم أيضاً بأخبار بعض المتقربين لديه من أخذ الكوكب الدُّري، وهي الأحجار الألماس الكبار، المزين أطرافها بأحجار كالبندق من الألماس البرلانطة (؟)[6] المركبة في عامود طول ذراع وموضوعة في محل المسمار الفضة الَّذي كان علامة في القديم على محل الوجه الشريف النبوي، فلما جاء إبراهيم باشا بن محمد علي باشا والي مصر لإخراج الوهابي من المدينة المنورة وأنزل الله تعالى بالوهابية من البلاء ما أنزل عقوبة لهم، وتبعهم إلى العارض يقتل فيهم، وإسترد مما نهبوه البعض، ولم يجد غالب أموال الحجرة، رجع بمن قبض عليه من أبناء سعو أمير الديار النجدية وتوابعه من أولاد الشيخ عبد الوهاب الذين أفتنوا بعض النّاس بدعوى الوهابية وأخذ من المدينة بعض من ساعدهم في تملك المدينة المنورة، وبعث بهم إلى أبيه ومنه إلى السلطان محمود خان، ورد ما أحضر من مال الحجرة، إل الحجرة الشريفة ونظر إلى صدع كبير في أعلى القبة الخضراء تحت العلم، فأعرض عن ذلك حتى استحصل الأمر السلطاني بتجديد القبة النبوية، وبناء قباب البقيع ومسجد المصلى فصندق دون كبوش القبة الخضراء، ولبّد على الصندقة باللباد حتى لا ينزل في الحجرة المعطرة تراباً، وشرع في تنزيل القبة الخضراء مع كمال الأدب حتّى وصل إلى الكبوش اختار بناءها من الطوب الكبير المربّع بالخرج القوي فطويت في أسرع وقت على وضعها الموجود الآن وألبسها بصفائح رصاص وردَّ العلم الذهب في أعلاها، وشال الصندقة، وجاءتا الستائر المزركشة المكتوبة بالخط الجميل لتلبيس الجدار الحائط بالقبة الأصلية التي على بيت السيدة عائشة _ رض الله تعالى عنه ما _ وكتب إسمه وإسم أبيه وإسم السلطان محمود في دائرة القبة الشريفة من داخل وبنىٰ قباب البقيع وكتب اسمه وأمه وأبيه وإسم السطان محمود في دائر قبة آل البيت العظام».
وفي مكان آخر من كتاب علي بن موسى الأفندي جاء[7]: «...... ثم من شرقي البقيع فبتين إحداهما فيها مرقد الصحابي الجليل سيدنا أبي سعيد الخدري الأنصاري رضي الله تعالى عنه وبجانبها قبة سيدتنا فاطمة بنت أسد والدة سيدنا علي بن أبي طالب _ كرم الله تعالى وجهه _ ثم البقيع الشريف خارج السور السلطاني الجواني مقابل لباب الجمعة المذكور آنفاً وفيه من القباب عشرة وطاجن ومسجد مأثور ويعرف بمسجد الصحابي الجليل سيدنا أبي إبن كعب _ رضي الله تعالى عنه _ ومن قبليّة قبّة آل البيت العظام وهي أكبر القباب عند عتبة بابها الشامي فسقية يدفن فيها بعض السادة العلوية وعند بابها الغربي طاجن فيه مدافن لبعض أمراء المدينة المنورة من أشراف بني حسين وفيها على الصحيح مرقد السيدة فاطمة الزهراء البتول بنت سيدنا الرسول ومرقد سيدنا العباس بن عبدالمطلب _ رضي الله تعالى عنه _ ومرقد سيدنا الحسن السّبط رضي الله عنه ومرقد سيدنا علي زين العابدين إبن سيدنا الإمام الحسين السّبط رضي الله عنهم ومرقد سيدنا محمد الباقر ومرقد سيدنا جعفر الصادق رضي الله عنهما، ومن قبليّها قبة لا شيء فيها وتعرف بقبة الأحزان لا يزورها إلا الشيعة من الأعجام وغيرهم في زمن الموسم ومن شرقي مسجد أبي إبن كعب المذكور مقابر كثيرة فيهم (؟) مراقد صاحب الطريقة الشيخ محمد السمان المدني وأولاده ومن شرقيهم قبة أمهات المؤمنين المدفونين بالمدينة المنورة منهم سيّدتنا عائشة الصديقة رضي الله عنها وعنهن أجمعين وجملتهم سبعة في قبّة واحدة وأما السيدة ميمونة من الزوجات الطاهرات فهي مدفونة في حدود الحرم المكي بالحديبية والسيدة خديجة بنت خويلد جدّة الأشراف مدفونة بشعبة النور بمكة المشرفة ومن شرقي قبة الأزواج قبة بنات النبي صلى الله عليه وآله وهن زينب ورقية وأم كلثوم وشامي قبة الزوجات الطاهرات قبة سيدنا عقيل إبن أبي طالت وفيها مرقد سيدنا سفيان بن الحارث وسيدنا عبدالله إبن سيدنا جعفر الطيار وعند باب القبة بجوار ركنها الشامي الشرقي مرقد سيدنا سعد إبن أبي وقاص المهاجري من العشرة المبشرة بالجنة وشامي قبة سيدناعقيل قبة الإمام مالك بن أنس _ رضي الله عنه _ ومن شرقيّها بإتصالها [8] قبة سيدنا نافع القراء سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه ومن شرقيها قبّة سيدنا عثمان إبن مظعون المهاجري رضي الله عنه وهو أول ميّت دفن بالبقيع الشريف ولحده سيدنا النّبي صلى الله عليه وآله بيده الشريفة في قبره ثم حطّ الحجر المنصيل (؟) على رأس القبر بيده ثم دفن إبنه إبرايهم عنده ومعهما على أصحّ الروايات سيدنا عبدالرحمن بن عوف المهاجري من العشرة المبشرة وقيل ان سيدنا أبا هريرة رضي الله عنه معهم ومن شرقيها في وسط البقيع بالجهة الشامية منه بجواز الباب الشامي الغربي مراقد الشهداء المنقولين يوم أحد قبل صدور الأمر من المصطفى صلى الله عليه وآله بدفن الشهداء في مصارعهم وعند مراقد الشهداء المذكورين فساقي كبار للدفن العام في أيام وقوع الموت الذّريع وفي آخر البقيع الشريف من جهته الشرقية قبة عظيمة دون قبة ال البيت في الجسامة وفيها مرقد ذي النورين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ومن شاميّها بملاصقة الجدار الشّامي قبة كقباب الزوجات والبنات الطاهرات فيها مرقد السيدة حليمة السعدية مرضعة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله ومن خلفها خوخة صغيرة ومن شرقيها خارج جدار البقيع الشرييف قبة سيدنا أبي سعيد الخدري وقبة سيدتنا فاطمة بنت أسد المذكورتان آنفاً.»
وان للبقيع الشريف سور مجصّص حائط به وله أربعة أبواب ثلاثة غربية وبابان شاميان فواحد من الثلاثة الغربية تجاه باب قبة آل البيت العظام الغربي وهو مخصوص لتدخيل جنائز النخاولة التي لا يصلى عليها في الحرم الشريف وباب الثاني الغربي وهو المقابل لباب الجمعة ومنه دخول جنائز الأهالي والمجاورين والحجاج والزوار وهو المفتوح على الدوام واما الباب الثالث الغربي هو في الركن الأوسط من الجهة الشّامية عند مراقد الشهداء لا يفتح إلاّ في زمن وقوع الموت الذريع فقط لقربه من الفساقي الكبار وأما الشاميين (؟) فأحدهما عند الفساقي والثاني تجاه قبة سيدنا مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه ويفتح في أيام الأعياد لإزدحام النّاس لزيارة أهل البقيع بعد فراغهم من صلاة العيد وعيد الأضحى في كل سنة ومن بين البقيع بقيع العمّات الطيبات السيدة صفية والسيدة عاتكة أخوات سيدنا حمزة رضي الله عنهما الطريق النّافذ إلى جزع باب الجمعة وإلى مسجد الإجابة وإلى زرب هتيم الّذي فوق طرف الحرة الشرقية ومنه إلى مرقد العريض وما حوله من المزارع وإلى الطّريق الشرقي وطريق الحناكية وغيره من المسالك.
وبقيع العمات الطيبات هو من البقيع الشريف ولكنه لما صار بناء السور الجواني بالحجر والجص في زمن الغازي القانونجي السلطان سليمان خان في الخمسين بعد التسعمائة من الهجرة إستدخل أكثر البقيع في المدينة المنورة وبنيت بعد نبش القبور التي صارت في المستدخل منه دور كثيرة حتى صارت حارة مستقلة وتعرف الآن بحارة الأغوات خدمة حضرة سيد الكائنات وأحيط علىٰ [9][9] ما بقي بجهة قبة العمّات بجدار من الحجر مجصص بباب واحد عند قبة السيدة صفية المذكورة فلا يدفن فيه الآن وإنّما يفتح بابه في أيام مواسم الأغراب للزيارة. وفي الجهة الشرقية من البلدة الطيبة داخل السور الجواني على يسار الداخل من باب الجمعة بملاصقة جدار السور الجوّاني قبة كبيرة فيها مرقد سيدنا إسماعيل إبن سيدنا جعفر الصّادق رضي الله عنهما.
وفي وصف لتعلق الناس بالبقيع آنذاك قال[10]:
«وأما إصطلاح الأهالي في عيد الفطر فإنهم اذا صلوا العيد في الحرم الشريف خرجوا بأجمعهم من باب الجبر إلى البقيع الشريف بعد أن يزوروا قبر المصطفى والصاحبين، ويأخذون بعد خروجهم من الحرم الريحان والجريد الأخضر، ويدخل كل واحد لزيارة أمواته وأسلافه ومن في البقيع الشريف من الصحابة وال البيت والزوجات والبنات، فإذا قضوا منه كانت المعايدة في ذلك اليوم للحكام جميعاً وأصحاب المناصب وللأقارب وذوي الأرحام إلى غروب الشمس ....». «.... وأما عيد الأضحى فأغلب الأهالي يكونوا(؟) في الحج، فالموجودون يصلون المشهد ويذهبون إلى البقيع، ثم يعايدون الحكام ....».
وصف للبقيع عام 1306 هـ :
زارت إحدى الشخصيات الإسلامية (من إيران) المدينة المنورة عام 1306هـ، ومر بالبقيع فقدم لنا وصفاً نادراً ودقيقاً لها في تلك الفترة، نذكر مقتطفات منه هنا[11]: «.... بعد ساعة من النهار عزمت زيارة أئمة البقيع صلوات الله عليهم، ذهبنا وأنعمنا على الخدّام كالعادة وتشرفنا، قرأت الزيارة الجامعة نيابة عن الأصدقاء.»
رأيت هذا الشعر على لوح معل وفيه آثر بليغ:
وحط في بابنا ما شئت من ثقل       وكل شيء ترى صعباً يهون بنا
والبقيع هو المكان الواسع والبعض كتب: فيه أشجار أو 5 أشجار ولهذا السبب سمُّوا مقبرة المدينة ببيع الغرقد وتتصل بسور المدينة، والباب الذي يفتح عليه يسمونه باب الأموات وباب الجنائز، والغرقد بفتح معجمة وسكون الراء مثل مرقد، شجر من شجر الغضا وهي بالقصر شجر ذو شوك وخشبه من أصلب الخشب وفي فحمه صلابة ويروى ان الصديقة الطّاهرة بعد فراق أبيها كانت تجلس تستفيء بظلها وكانت في البقيع وكان بيتها الأبدي هناك أيضاً.
الخلاصة ان البقيع هي مقبرة العبرة والوحشة وأطرافه بساتين نخل كثيرة وبساتين مترامية تتصل بأحذ من جهة ومن جهة أخرى بقبا ونفر من الأقارب مدفونون في تلك المقبرة ويشير لأعيانهم.
للبقيع بابان، باب تحاذي بقعة الأئمة المباركة وهي مسدودة الباً وباب أخرى تطل على مدخل المدينة تعلوها حجارة كبيرة كتب وحفر عليها بخط فارسي جميل تاريخ تعمير تلك البقاع وسائر أطراف المدينة المشرفة وفوق كل بقعة حفروا إسم صاحب البقعة وكتبوا قصيدة طويلة بالتركية على مدخل البقيع، نكتفي بذكر البيت الأخير الذي يبين سنة عمارة البقيع وإسم السلطان والنّاظم:
يا صاحب الغرة أدم بقاءه       شمخ البقيع على عهده الشاه محمود سنة 1223.
تدخل البقيع وعلى اليمين مسجد مسقف كالغرفة كتبوا على مدخله:
(هذا مسجد أبي إبن كعب وصلى فيه النبي غير مرة).
في بقعة أئمة البقيع دون الإمام الحسن والإمام زين العابدين والإمام محمد الباقر والإمام جعفر الصّادق صلوات الله عليهم في ضريح واحد.
ويروون ان العباس بن عبد المطلب مدفون هناك، في تلك البقعة وأمام الأئمة إلى جانب الجدار أثار كالعرش وله ستار يقولون ان الصديقة الطاهرة عليها السلام مدفونة هناك، كما يروون انها مدفونة في البيت الأخر وذلك إحتمال أيضاً.
وكتبت هذه الكلمات على المدخل مع أبيات شعرية بالتركية:
(هذه قبة العباس وأهل البيعة رضي الله عهنم .. هذا قبر عم النّبي الطاهر، أنس أهل البيت فانصر يا رب العالمين سيد الناس العباس).
وخارج البقعة دفن بعض علماء الإثنى عشرية المشهورين ومنهم المرحوم الشيخ أبو القاسم شيخ الإسلام فارس دفن في جهة الباب المقابلة لرأس الأئمة والمرحوم الشيخ كان من الأفاضل والعلماء الجليليين.
زرته في شيراز في السنة التي كان يريد فيها التشرف إلى الحج، بعد التفرغ من أعمال الحج وزيارة رسول الله صلى الله عليه وآله بلغ في ذلك المكان الشريف سن الثمانين ونيف سنة.
وسماحة شيخ الإسلام الحالي خلفه الصدق الآن في شيراز ولا لأحد حيث محكمته الشرعية، كان قد تشرف أيضاً في ذات السنة بزيارة بيت الله في خدمة أبيه الجليل والحق انه كان نموذجاً في النجابة والاستقامة.
وفي فارس ما كان أحد ينافسه في أملاكه فما كان له طمع في حقوق النّاس ولم يسمع عنه حتى الآن انه إرتشى من أحد.
وفق الله الشيخ محمد طاهر عرب وبعض السّادة الآخرين في ان لا يحكموا بغير العدل لأهله.
والآخر هو المرحوم الشيخ أحمد الأحسائي المدفون مقابل البيت الآخر جنب جدار بقعة الحسن عليه السلام وحول حجره وضعوا شباكاً من حديد وحفرت على قبره فوق رأسه هذه الكلمات:
(بسم الله الرحمن الرحيم .. لزين الدين أحمد نور فضل تضيء به القلوب المدلهمة، يريد الحاسدون ليطفؤه ويأبي الله إلاّ ان يتمه).
وفي اللوح الموضوع فوق مزاره كتبوا تفاصيل وشعر حوى تاريخه: (قد سئلت الفكر عن تاريخه يوماً، فأنشد فزت بالفردوس فوزاً يا بن زين الدين أحمد).
بقعة بنات رسول الله صلى الله عليه وآله هناك أيضاً وكتبت أسمائهن جميعاً فوق مدخلها. وقبول زوجات النبي اللاتي توفين في المدينة لهن بقعة أيضاً.
ويقولون ان قبر عائشة في تلك البقعة أيضاً، لكن ذلك بعيد جداً لأن وعلى مدخل بقعة إبراهيم إبن النبي عليه السلام اشعار بالتركية ومصرع بالفارسية يقول: (أمير سلطان الرسل إبراهيم).
ولعقيل بقعة أيضاً وعلى مدخله أبيات بالتركية وأحد هذه الأبيات هو: (قبة عقيل صاحب النباهة والعقل والدهاء).
وقبتان متصلتان ببعض، أحداها لمالك بن أنس وينسب المذهب المالكي له والأخرى لنافع وهو قارىء من القراء المشهورين.
في السابق كان جدار البقيع حاجزاً وبعد هذا الترميم أزالوا الجدار وأضافوه إلى البقيع، وعلى محاذاة قبة عثمان كتب فوق بابه: (هذه قبة حليمة السعدية رضي الله عنها) وكتبوا هذين البيتين الشعريين: (قبر المرضية فخر العالم حليمة صاحب الحرمة، ذات في الشرف سعدية أول من خدم محمد).
في إنتهاء البقيع وعلى جهة البساتين زقاقان فاصلان وقبتان فريبتان من بعض أحداها مؤخرة وكتب على بابها: (هذه قبة سعيد الخدري رضي الله عنه)، وبالتركية حفر بيتين شعريين على حجره والقبة المقدمة هي للطاهرة المطهرة فاطمة بنت أسد وزوجة الأسد ووالدة أسد الله الغالب علي إبن أبي طالب عليه السلام وسميت بذلك لأن الله تعالى فطمها بالعلم من الطمث، كانت أول إمرأة هاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله من مكة إلى المدينة على قدميها وكانت من ابرّ النّاس برسول الله وروي أنها لما ماتت ألبسها رسول الله قميصه وإضطجع في قبرها.
وعلى مدخل البقعة المتبركة حفرت هذه العبارة وأشعار بالتركية: (هذه قبة الوالدة المحترمة لعلي رضي الله عنه)، و(لتبقى هذه القبة المنيرة ولتخرب يد الأعداء...).
على اليمين وعند الخروج من البقيع بقعة يقولون ان عمات النبي صلى الله عليه وآله مدفونات هناك.
وعند الدخول من باب الجنائز وعلى اليسار صحن وقبة بروح كبيرة هي لإسماعيل إبن الإمام الصّادق عليه السلام.
___________________________
[1]  . موسوعة العتبات المقدسة – قسم المدينة – ص106.
[2] . مجلة الثورة الإسلامية – عدد – ص.
[3]. مرآة الحرمين – الجزء الأول – ص426.
[4] . موسوعة العتبات المقدسة – قسم المدينة – ص280-285.
[5] - كذا ورد.
[6] - كذا ورد.
[7] - رسائل في تاريخ المدينة المنورة _ حمد الجاسر _ ص11_ 13.
[8]- كذا ورد.
[9] - كذا ورد.
[10]-  رسائل تاريخ المدينة المنورة – حمد الجاسر – ص79.
[11] . تحفة الحرمين وسعادة الدارين معصوم بن رحمتعلى –ص225- 232.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page