• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ردود الفعل الاسلامية الاحتياطية قبل الهدم

انتشرت أخبار المجازر السعودية في الحجاز وهدم الاثار الإسلامية في أوساط المسلمين بسرعة كبيرة عكست مدى التعاطف مع هذه المنطقة ومقدساتها .. فالسمعة التي تركتها ممارسات الجيوش السعودية في المناطق الأخرى للجزيرة كانت سيئة إلى درجة بعثت موجة من الخوف والتساؤل في العالم الإسلامي مما يمكن ان تفعله في الأراضي المقدسة ...
وكان ممن أبدى تحركاً سريعاً حتى قبل إحتلال جدة والمدينة المنورة هي جمعية الخلافة الهندية التي أرسلت وفداً إلى الحجاز للإطلاع على الوضع عن كثب ومتابعة التطورات الدراماتيكية الحاصلة فيه.
وقد كان ممن تحرك لذلك مسلمو الهند (قبل انفصال الباكستان عنها) ممثلة في حركة الخلافة (جمعية الخلافة) والتي كان يرأس وفدها إلى الحجاز كل من:
1- سيد سليمان الندوي.
2- مولانا محمد عرفان.
3- مولانا ظفر علي خان.
4- سيد خورشيد حسن.
5- مولانا عبدالماجد.
6- شعيب 1- قريشي[1].
بينما كان يرأس الجمعية في الهند شوكت علي.
وقد قاموا بإرسال تقرير إلى المسلمين الهنود لإطلاعهم على الوضع في الحجاز، وجاء في التقرير الذي كتب باللغة الأردية:
«أبلغنا من مصادر موثوقة، ان الوهابيين بدأوا بالهجوم على المدينة المنورة، وقد ألحقت أضرار بقبة الرسول صلى الله عليه وآله بينما أزيل مسجد سيدنا حمزة عليه السلام[2]». كما جاء في الصفحة 33 من تقرير اللجنة [3]:
«في مكة دمرت قباب مقبرة المعلا، وأزيل البيت الذي ولد فيه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله نهائياً، وتؤكد الحكومة النجدية لنا أنه لن يحدث ذات الشيء في المدينة».
وقد أجرى مندوبوا جمعية الخلافة إتصالات مع الحكومة الحجازية (التابعة للشريف علي قبل سقوط المدينة المنورة وجدة في أيدى السعوديين) يطلبون فيها التوسط بينهم وبين إبن سعود من أجل إنهاء حالة الحرب حيث جرت مراسلات بين الجمعية والحكومة الحجازية قامت وزارة خارجية الأخيرة فيما بعد بنشرها في الجريدة الرسمية ثم جمعتها في كتاب طبعته تحت عنوان «مهمة الوفد الهندي في الحجاز _ مخابرات رسمية من يوم الجمعة 7 جمادى الاخرة 1343 (2 يناير 1925) إلى 4 رجب 1343 (30 يناير 1925)» وجاء في مقدمة الكتاب [4]:
«أما بعد فقد وصل إلى جدة صباح يوم الجمعة 7 جمادي الآخرة سنة 1343 (2 يناير سنة 1925) على الباخرة (جهانكير) كل من حضرات الأفاضل المحترمين السيد سليمان الندوي والأستاذ عبد القادر القصوري والأستاذ عبدالماجد القادري موفدين من قبل جمعية الخلافة بالهند، للتوسط في إصلاح ذات البين، والتعاون على ما فيه خير الحرمين الشريفين، فرحبنا بهم كما يليق بفضلهم وشرف غايتهم، وشكرنا لهم حسن مساعيهم. وعلى أثر ذلك دارت بيننا وبينهم مخابرات رسمية قيمة، يهمنا _ لما لها من الأهمية التاريخية في حوادث الأراضي المقدسة ومبادىء المملكة الحجازية_ أن نقدمها كما هي بنصوصها بين يدي العالم الإسلامي في الأرض طراً، ليكون على علمٍ بها، ووقوف تام على حقيقة ما جرى».
وقد إحتوت هذه المراسلات على إستفسارات ومطالب من قبل جمعية الخلافة حول عدة أمور نوجزها بالتالي:
- حقيقة إستقلال الحجاز التام وعدم إرتباطه بمعاهدات مع دول أجنبية.
- تأسيس حكومة دستورية منتخبة من قبل الشعب.
- عقد مؤتمر إسلامي لمناقشة مستقبل الحجاز.
- التوسط في الحرب الدائرة بين الحكومتين الحجازية والنجدية.
- تشكيل إتحاد عام بين البلدان الإسلامية.
- ان لا يكون للشريف حسين (المعزول) علاقة بحكومة الحجاز.
وقد تلخصت أجوبة الحكومة الحجازية على المراسلات بالتالي:
- ان الحجاز هو مستقل الآن بالفعل.
- وان هناك حكومة دستورية وقانونية وانه سيتم إنتخاب نواب من قبل الشعب حالما تنتهي حالة الحرب ..
- محاولة التملص من عقد مؤتمر إسلامي لمناقشة مستقبل الحجاز.
- انه ليس للحكومة الحالية دي إرتباط بالشريف حسين وانها منضوية تحت لواء الملك علي ..
- ان الحكومة الحجازية موافقة على إقامة إتحاد للبلدان العربية ..
وقد أرسل الوفد أثناء وجوده في جدة رسالة إلى إبن سعود جاء فيها[5]:
«.... فأذنوا لنا بالتمثل بين يدي عظمتكم وعرض ما عندنا للأمور الصالحة للأمة العربية على مسامعكم الشريفة. وعلى كون الطريق بين جدة ومكة محفوفاً بالخطر شرفونا بالإحاطة علماً بهذه الأمور لنكون على بصيرة من أمرنا:
(1) المعاهدة البريطانية النجدية الواقعة في سنة 1916 التي ينسب إلى سلطنة نجد إبرامها مع الحكومة البريطانية والتي هي قاضية على إستقلال الحكومة النجدية وما يدخل في حوزتها من البلاد بعد، وهي نشرت بنصها في الجرائد العربية، أهي صحيحة أم مزورة أم حصل فيها تحريف ما من الخصوم؟
(2) هل أعطت الحكومة النجدية إحدى الشركات الأجنبية إمتيازاً ما في داخل بلادها؟
(3) أيصح ما جرى على الألسنة من هدم البنايات والقبب والقبور التي لا ينبغي هدمها مصلحة وسياسة عند عامة النّاس عند أكثر المسلمين والآن يلزم للجنود النجدية فيه التحذير التام.
(4) وهل لنا ان نتوسط بين الفريقين المتحاربين، أي بين عظمتكم وجلالة الملك علي بإسم جمعية الخلافة على مبادىء تفيد الإسلام والعرب ولا تمس بإستقلال الحجاز وحرية الشعب الحجازي؟
(5) وهل توافق الحكومة النجدية على هذه القرارات التي اقرتها جمعية الخلافة وبعث بها إلى حكومتي نجد والحجاز؟
ونرجوكم عدم تأخير النجاب.                                                                                                                                     

الإمضاء
السيد سليمان الندوي
رئيس الوفد الهندي
إلى البلاد الحجازية والنجدية



وقد أجاب إبن سعود على هذه الرسالة بمثلها في 14 جمادي الثانية 1343 هـ، لم يجب فيها على الإستفسارات بل أكتفى بالقول: «إنا لقدومكم لمنتظرون. أما ما كتبتموه عن الأسئلة فلا نحب الإطالة من الكتابة ما دمتم قادمين إلينا حيث اننا نحب أن تروا وتطلعوا بأنفسكم على كل شيء. ولا نقول فيما يتقوله علينا خصومنا إلاّ ما قال الله عزّ وجلّ «بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هوزاهق»[6].
وقد طلب الوفد في رسالة له إلى وزير الخارجية الحجازية السماح له بالسفر إلى مكة المكرمة لمقابلة إبن سعود[7]، ولكن الحكومة الحجازية سعت إلى ثني الوفد عن مهمته بمختلف الوسائل وأرسلت إليهم نواباً من مجلس الوزراء ليقنعوهم بعدم جدوائية ذلك ، ولذلك أبرق الوفد الهندي إلى رئاسة الجمعية في بومباي: «الطريق إلى مكة مقفلة بسبب الحرب. وصلنا جواب إبن سعود يدعونا للمفاوضة ولكن لايرخص لنا بالذهاب حتى نعترف نحن وابن سعود خلال المفاوضة على يد الحكومة المحلية بالكتابة! ان الشريف علي الملك الشرعي للحجاز. أبرقوا إلينا بالتعليمات»[8]
فجاء الجواب بالتوقف عن المفاوضات، فقام الوفد بإرسال مكتوب إلى رئيس الوزراة الحجازية يرفض فيها شروطه للذهاب إلى مكة وغادر الوفد الحجاز بعد أيام ..
وقد يتساءل البعض عن السر في إصرار الوفد الهندي على لقاء إبن سعود أو لحقيقة ان ذلك راجع بالدرجة الأساس إلى الدعوة التي أطلقها إبن سعود لعقد مؤتمر إسلامي عام سيعقد في مكة ودعوته إلى جعل الأمر في الحجاز شورى بين المسلمين ، الأمر الذي جعل الجمعية تحسن الظّن بإبن سعود إلى حدٍ كبيرٍ. 
___________________________
[1]. sixth wotld seminar [the future of the haramaine (makkah & meina: the muslim institute, London, Jan 6,7,8 and 9,1988, p6.
[2]. ibid- p,6, from the report of khiofut committee – p,30.
[3] . ibid- p,7.
[4] . مهمة الوفد الهندي في الحجاز.
[5] . مهمة الوفد الهندي في الحجاز _ ص19 _ 20.
[6] . المصدر السابق- ص21.
[7]. انظر الرسالة في المصدر – ص23.
[8] . المصدر – ص31.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page