طباعة

كيفية حديثه - 32 ـ غلام أبي هريرة في هجرته !!!

أخرج البخاري (1) بسنده إلى أبي هريرة، قال: لما قدمت على النبي صلى الله عليه واله وسلم قلت في الطريق:

ياليلة من طولها وعنائها * على أنها من دارة الكفر نجت

قال: وابق غلام لي في الطريق فلما قدمت على النبي صلى الله عليه واله وسلم فبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال لي النبي: يا أبا هريرة هذا غلامك قلت هو لوجه الله فاعتقته أ هـ.
ان أبا هريرة ليحير الحواس، ويدهش مشاعر الناس بينا يقول نشأت يتيماً، وهاجرت مسكيناً، وكنت أجيراً لفلان وفلانة بطعام بطني أسوق بهم إذا ركبوا وأخدمهم اذا نزلوا؛ اذا هو يدعي انه يوم هجرته كان يملك غلاما فاعتقه لوجه الله؛ والظاهر أنه انما حدث بهذا في اواخر حياته حين كان مغموراً بنعمة مروان وآل أبي سفيان، فنسي حاله يوم الهجرة وقبلها وبعدها، حيث كان طاوياً خاوياً كاسفاً خاسفاً تئط امعاؤه وتنق أحشاؤه، مطروحاً عالى الطريق يعتمد على كبده من الجوع، ملتمساً صدقة من المارة تمسك رمقه، كما أفصح عنه اذ قال: والله الذي لا اله الاهو ان كنت لأعتمد على كبدي من الجوع وان كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ـ الحديث ـ وقد مر عليك وفيه قعوده على الطريق يلتمس الصدقة، وقد قال في حديث آخر: رأيتني وأني لأخر فيما بين منبر رسول الله الة حجرة عائشة مغشياً علي، فيجيئ الجائي فيضع رجله على عنقي ويري أني مجنون ومابي من جنون مابي الا الجوع الى كثير من كلماته الصريحة بأنه كان ممن لا يمضه الهوان، ولا يؤلمه الامتهان، وان غاية ما يرجوه شبعة من طعام فمن أين له الغلام؟ وحاله هذه يا اولي الألباب؟:.
ولو قلنا لأبي هريرة: كيف عرفه النبي صلى الله عليه واله وسلم بمجرد أن طلع لأحرجنا مقامه إذ لم تكن له صلى الله عليه واله وسلم معرفة به سابقة، ولعل لأبي هريرة جلالة تستوجب الوحي إلى النبي في شأنه وشأن غلامه ؟!.
____________
(1) في قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي: 3/55 من صحيحه واخرجه ابن سعد في ترجمة أبي هريرة من طبقاته.