• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مقام الإمام عند الشيعة الإمامية

مقام الإمام عند الشيعة الإمامية

الإمام في اصطلاح الشيعة يختلف عن الإمام في اصطلاحكم، فإن الإمام عندكم بمعناه اللغوي وهو: المقتدى، كإمام الجمعة والجماعة.

ولكن الإمام عندنا ـ كما هو ثابت في علم الكلام ـ هو صاحب الرئاسة العامة الإلهية خلافة عن رسول الله (ص) في أمور الدين والدنيا، إذ يجب على الأمة كافة اتباعه، ولذا نعتقد بأن الإمامة من أصول الدين.

الشيخ عبد السلام: الإمامة عند علمائنا لا تعد من أصول الدين، بل أثبتوا أنها من فروع الدين، وهم فندوا قول الشيعة بالأدلة القطعية، فقولكم: إن الإمامة من أصول الدين كلام بلا دليل.

قلت: كثير من علمائكم وافقونا في هذه العقيدة وأثبتوا صحتها، وردوا كلام القائلين بأن الإمامة من فروع الدين.

منهم: القاضي البيضاوي، وهو من أشهر مفسريكم، قال في كتابه " منهاج الأصول ": إن الإمامة من أعظم مسائل أصول الدين التي مخالفتها توجب الكفر والبدعة.

ومنهم: العلامة القوشجي، وهو من أشهر الكلاميين عندكم، قال في كتابه " شرح التجريد " في مبحث الإمامة: وهي رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا خلافة عن النبي (ص).

ومنهم: القاضي روزبهان، وهو من علمائكم الذي اشتهر بالتعصب ضد الشيعة قال: الإمامة عند الأشاعرة هي: خلافة الرسول في إقامة الدين وحفظ حوزة الملة بحيث يجب اتباعه على كافة الأمة.

ثم إذا كانت الإمامة من فروع الدين لما كان رسول الله (ص) يؤكد على أهميتها بقوله المروي في كتبكم المعتبرة، مثل: " الجمع بين الصحيحين " للحميدي و " شرح العقائد النسفية " لسعد التفتازاني.

قال (ص): من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.

من الواضح أن عدم المعرفة بفرع من فروع الدين لا يوجب التزلزل في أصل الدين حتى يخرج صاحبه من الدنيا بالجاهلية قبل الإسلام. ولذا صرح البيضاوي : بأن مخالفة الإمامة توجب الكفر والبدعة.

فالإمامة في معتقدنا، مرتبة عظيمة هامة، نازلة منزلة النبوة، والإمام قائم مقام النبي (ص)، وبهذا يظهر الفرق بين أئمتنا الاثنى عشر من أهل البيت عليهم السلام وبين الأئمة عندكم، فأنتم تطلقون كلمة الإمام على علمائكم، كالإمام الأعظم، والإمام مالك، والإمام الشافعي، والإمام أحمد، والإمام الفخر الرازي، والإمام الغزالي وغيرهم، وهو عندكم كإمام الجمعة والجماعة، والإمام بهذا المعنى يخرج عن الحد والحصر.

ولكن الإمام بالمعنى الذي نقوله نحن فهو في كل زمان واحد لا أكثر، وهو أفضل أهل زمانه في جميع الصفات الحميدة، فهو الأعلم والأتقى والأشجع والأورع والمعصوم بفضل الله ولطفه من الخطأ والسهو، فيكون حجة الله في الأرض، ولا تخلو الأرض من حجة لله عز وجل، يعين بالنص، كما وردت نصوص من النبي الأكرم (ص) في إمامة الاثنى عشر من أهل البيت عليهم السلام، وأمر أمته بطاعتهم والأخذ منهم.

والأئمة الاثنا عشر عليهم السلام بعد جدهم خاتم النبيين وسيد الخلق أجمعين يكونون أعلى رتبة وأرفع درجة من جميع الخلق حتى الأنبياء العظام عليهم تحيات وصلوات الملك العلام.

الحافظ: الله أكبر! قبل هذا كنت تذم الغلاة وتطردهم من مذهب الشيعة، والآن ثبت أنكم أيضا مغالون في حق أئمتكم إذ تجعلونهم أعلى وأرفع من الأنبياء العظام، والقرآن يصرح بأن مقام النبوة أعلى المراتب التي يمنحها الله سبحانه لأحد من عباده المكرمين، فكلامكم مخالف للقرآن الكريم والعقل السليم.

قلت: مهلا... لا تتسرع في ردنا، ولا تعجل في تخطئة كلامنا، ولا تقل بأن كلامنا يخالف القرآن الحكيم، بل لنا دليل على صحة كلامنا واعتقادنا من القرآن الكريم، واعلم بأننا أبناء الدليل، حيثما مال نميل.

الحافظ: بينوا دليلكم حتى نعرفه! فإن كلامكم غريب جدا!

قلت: إن الله سبحانه بعد أن يذكر امتحان أبي الأنبياء إبراهيم الخليل (ع) وابتلاءه في نفسه وأمواله وولده، وبعد نجاحه وفوزه في كل تلك الامتحانات، أراد الله تعالى أن يمنحه مقاما أعلى من النبوة والرسالة والخلة والعزم، لأنه كان آنذاك نبيا رسولا من أولي العزم، وصاحب الخلة، فرفعه إلى مقام الإمامة وجعله إمام للناس، فقال سبحانه: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)(5). فظهر أن الإمامة أعلى مرتبة من النبوة والرسالة والعزم والخلة.

الحافظ: فعلى هذا، إن الإمام علي (كرم الله وجهه) يكون مقامه عندكم أعلى من مقام سيدنا محمد (ص) وأي غلو أعظم من هذا؟!

قلت: ليس كذلك! وإنما بين النبوة العامة والنبوة الخاصة فرق كبير، والإمامة أعلى مرتبة من النبوة العامة ودون النبوة الخاصة، والأخيرة هي درجة خاتم الأنبياء وسيد الخلق أجمعين، محمد المصطفى، حبيبنا وحبيب إله العالمين (ص).

النواب: أرجو المعذرة من التدخل في البحث، فإني حريص على اكتساب المعلومات وفهم هذه المسائل، ولذا حينما تخطر مسألة في بالي أطرحها فورا لأني أخاف أن أنساها، فسؤالي عن الآية الكريمة التي تقول: (لا نفرق بين أحد منهم)(6) ـ أي: الرسل ـ فالأنبياء كلهم في رتبة واحدة ومقام الجميع عند الله على حد سواء، فكيف قسمتم النبوة إلى قسمين عامة وخاصة؟! أرجو التوضيح.

قلت: هذه الآية صحيحة في محلها، أي لا نفرق بين أحد من الرسل بأنهم مبعوثون من عند الله عز وجل إلى الناس، وكلهم يدعون إلى الله سبحانه وحده لا شريك له، وإلى المعاد والقيامة، ويدعون إلى المعروف والحسنات، وينهون عن المنكرات والسيئات.

________________
5- سورة البقرة، الآية 124.‏
6- سورة البقرة، الآية 136 وسورة آل عمران، الآية 84.‏


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page