• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مفارقة بين الخطين... المرأة وحقها في العمل

حرية المرأة في العمل محور خلاف بين المذاهب الإسلامية كغيرها من محاور الخلاف في الجدل الفقهي، وقد أصبح هذا الخلاف أكثر إلحاحاً في هذا العصر، فضرورة الحياة المدنية تستدعي أن يدخل المجتمع بكلا نصفيه الرجال والنساء في حالة سباق مع الزمن العصري الذي فرض نظاماً يحتاج فيه إلى (الطبيبة، المعلمة، المهندسة، بل مراكز اجتماعية وسياسية عالية مثل الوزارة).
ولمراعاة هذا الواقع لابد من تحديد إطار ديني سليم يكفل للمرأة أن تمارس جميع حقوقها من دون تنازل عن قيمها الدينية، ومن أجل خلق هذا التوازن بين الضرورة العصرية وبين حفاظ المرأة على خصوصياتها الدينية، ارتبكت كثير من النظريات الإسلامية في خلق هذا التوازن، فالمرأة في الإسلام ليست كائناً منبوذاً بحيث لا يجعل لها الإسلام إطارها الخاص الذي يكفل لها حريتها في العيش بشكل طبيعي، فالإسلام من أكثر الأديان التي تحترم المرأة، وتوفر لها مكانتها الإنسانية في المجتمع، فيمكنها الخروج للعمل بشرط بعض القيود التي لا تحول عن أداء وظيفتها، و بذلك تستطيع أن تمارس المهن التي تحتاجها فيها أختها المسلمة، فالمرأة الآن لا تجد حرج في الذهاب إلى المستشفى فهناك طبيبة يمكنها الفحص لها بدون حرج، وهكذا غيرها من المهن الأخر التي يمكن للمرأة أن تخدم فيها المجتمع.
كما أن تعليم المرأة أصبح ضروريا في هذا العصر، حتى تستطيع أن تمارس التربية بكل وعي و إدراك بما يجري حولها في العالم الذي أصبح كالقرية، فكلما كانت المرأة واعية و متفهمة لما حولها، تكون أكثر حرصا على حماية أسرتها من أي ضرر خارجي.
ومن المتناقضات التي وجدتها عند الجبهة الإسلامية والوهابية في هذا الأمر، هو التباين بين طرح الجبهة الإسلامية الداعي للانفتاح، والوهابية الذين يدعون إلى الانغلاق المطلق، حيث يحرمون على المرأة الخروج من منزلها للعمل وإن التزمت بالحجاب، فمكان المرأة بيتها فقط، فأولاً بيت أبيها، ثم بيت زوجها، ثم إلى قبرها، هذه ثلاثة مناطق يمكن أن تخرج إليها، وما دون ذلك إذا خرجت من غير محرم تكون في دور الزانية.
وهذا الإفراط في النظرة الوهابية يقابله تفريط عند الجبهة الإسلامية التي ترى أنه يجوز للمرأة ممارسة كافة المهن، حتى خوض المعارك و حمل السلاح مع أخيها الرجل، فبسبب الحرب الموجودة في جنوب السودان، نجد بعض الفتيات يتركن دراستهن أو عملهن ويحملن السلاح و يركبن الخيول مع الرجال باعتبار أنه جهاد في سبيل الله، فخروج المرأة إلى الجهاد لا يعتبر كسباً حققته المرأة في كفاحها المستميت للتساوي مع الرجل، فالمرأة مهما بلغت درجة قوتها فهي كائن ضعيف لا تقوى على حمل السلاح وإن قويت فهو أمر لا يتناسب مع طبيعتها للدخول في الحرب مثل الرجل، أما من الجانب الشرعي فلا تعتبر المرأة نظيرة للرجل في الأجر والثواب إذا جاهدت في سبيل الله بدخول المعارك، فقد جعل الإسلام للمرأة ما يساوي أجر الرجل في الجهاد، فعندما تأتي امرأة إلى الرسول (ص) لتستأذنه في الذهاب إلى الحرب و ذلك للفوز بالأجر العظيم، كان الرسول يرفض ذلك، ويذكر أن جهاد المرأة حسن تبعلها لزوجها.
(إذاً… ماذا يسمح للمرأة؟
و ماذا لا يسمح لها …؟
إن الأجوبة تختلف باختلاف المقاييس التي تصنعها المبادىءو الدين.
و في رأيي أنه يسمح للمرأة بكل شيء في إطار واحد هو: أن تكون المرأة إنسانة كاملة، فيسمح لها بمزاولة جميع النشاطات شريطة الحفاظ على عفة الجسد.
و هذا المقياس يعتمد على دراسة علمية وواقعية للمرأة، كإنسان وكأنثى. فالمرأة امرأة أولا.. و إنسان ثانيا.
لهذا لا يجوز إعطاءها كامل الحرية في استغلال أنوثتها على حساب إنسانيتها، و على هذا الأساس، فأي استغلال لجسد المرأة و محاسنها حرام في عادات و تقاليد المؤمنين بهذا المقياس … فالإسلام يمنع من:
1_ ترشيح المرأة نفسها للقيادة.
2- دخول المرأة في التجنيد.
و ليس كل ذلك إلا إكراماً للمرأة و ليس تنقيصا لها، كما أن القانون عندما يمنع رئيس الجمهورية من مزاولة كنس الشوارع و الاشتغال بالوظائف الصغيرة إنما يكرم الرئيس و ليس يهينه.
قد يظن البعض أن الإسلام يفضل الرجل على المرأة، و لكن الإسلام ليس فقط لا يفضل الرجل على المرأة، و إنما يمكن اتهامه بأنه يفضل المرأة على الرجل.
أليس هو الذي يقول (النساء أمانة الله عندكم فلا تعضلوهن و لا تضاروهن).
و أليس هو الذي يقول (كفى بالمرء إثما أن يضيع ما يعول أهله).
أليس هو القائل (أي رجل لطم امرأته لطمة، أمر الله (مالك) خازن النيران فيلطمه على حر وجهه سبعين لطمة في نار جهنم).
إن ذلك يكشف عن مدى احترام و تقدير الإسلام للمرأة، و هذا التقدير هو الذي يدعو الإسلام إلى تحديد مجالات العمل للمرأة، فلا يلزمها بالجهاد معتبرا (جهاد المرأة حسن التبعل) أي إدارة البيت و تربية الأولاد، و يمنعها من مسئولية القيادة لأن نفسيتها الرقيقة لا تسمح لها أن تخوض المعارك و تجابه المشاكل و تتورط في الأزمات.
إن (أنوثة المرأة) تتغلب على المرأة في كثير من الأحيان، فمن العبء إذاً إلقاء أزمة الحكم و القيادة على كتفيها)(1).
___________
1 - آية الله السيد هادي المدرسي - المرأة والدور المطلوب.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page