الأولى : عين جودي بعبرة وعويل :
وأنشد الإمام الأجل ركن الإسلام أبو الفضل الكرماني رحمه الله قال أنشدني الإمام الأجل الأستاذ فخر القضاة محمد بن الحسين الارسايندى لواحد من الشعراء :
واندبي إن بكيت آل الرسول _ عين جودي بعبرة وعويل
قد اصيبوا وخمسـة لعقيل _ واندبي تسـعة لصلب علي
ضن بالخيـر كلهم بالبخيل _ واندبـي كلهم فليس إذا ما
هم ليس فيما ينوبهم بخـذول _ واندبي إن ندبت عونا أخا
قـد علوه بصارم مسـلول _ وسـمي النبي غودر فيهم
قال فخر القضاة : وأنشدني القاضي الإمام محمد بن عبد الجبار السمعاني من قيله :
رضخوا بها هامات آل محمد _ بمحمد سلوا سيوف محمد
ولغيره :
هي بالفوادح والفواجع ساجمه _ محن الزمان سحائب مترادفة
بمصاب أولاد البتولة فاطمة _ وإذا الهموم تعاورتك فسلهـا
ذكر في بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 16 هذه القصيدة في رثاء الحسين عليه السلام ولم يسمي قائلها :
لآل رسـول الله وانهـل عبرتي _ إذا جاء عاشورا تضاعف حسرتي
وجومـا عليهم والسـماء اقشعرت _ هو اليوم فيه اغبرت الأرض كلها
ولكـن عيـون الفاجـرين أقـرت _ مصائب ساءت كل من كان مسلما
وأشـلاء سـادات بها قد تفـرت _ إذا ذكرت نفسـي مصيبة كربـلا
وعظم كربـي ثم عيشـي أمـرت _ أضاقت فؤادي واستباحت تجارتي
عقلـت شمـس النهـار لخـرت _ اريقت دمـاء الفاطميين بالملا فلو
دي كلاب في الجحيـم اسـتقـرت _ ألا بأبي تلك الدماء التي جرت بأي
هم زفرة فـي جوفهـا بعـد زفـرة _ توابيت من نار عليهم قد أطبقت ل
من هو فـي الفردوس فوق الأسـرة _ فشتان من في النار قد كان هكذا و
بنفسـي جسـوم بالعـراء تعـرت _ بنفسي خدود في التـراب تعفـرت
إلى الشام تهدى بارقـات الأسـنة _ بنفسي رؤس معليـات على القنـا
لم تحظ من ماء الفـرات بقطـرة _ بنفسي شفاه ذابلات مـن الظمـا و
المـاء منها نظـرة بعـد نظـرة _ بنفسي عيون غائرات سـواهر إلى
حواسر لم تقـذف عليهـم بستـرة _ بنفسـي من آل النبـي خـرائـد
كقطر الغوادي مـن مدافـع سـرة _ تفيض دموعـا بالدمـاء مشوبـة
مصـاليت أنجـاد إذا الخيل كرت _ على خيـر قتلى من كهـول وفتية
مـدارس للقـرآن في كـل سحرة _ ربيـع اليتامى والأرامـل فابكـها
أصحـاب قربـان وحـج وعمرة _ وأعلام دين المصطفـى وولاتـه و
تـراه علينـا من أمـيـة مـرت _ ينـادون يـا جـداه أيـة محنـة
كانـت اجنـت في الحشا واسرت _ ضغائـن بدر بعـد ستين أظهرت و
وفيهـا من الإسـلام مثقـال ذرة _ شـهدت بـأن لم تـرض نفس بهذه
اها بساق العرش والدمـع أذرت _ كأني ببنت المصطفـى قد تعلقـت يد
وعنها جميـع العالمين بحسـرة _ وفـي حجرها ثوب الحسين مضرجا
تعدى على ابني بعد قهر وقسـرة _ تقول أيا عدل اقض بيني وبين مـن
جـال فيهـم من سـنان وشفـرة _ أجالوا عليه بالصوارم والقنـا وكـم
لمنسلخ من ديـن أحمـد عـرة _ على غير جرم غيـر إنكـار بيعـة
عـذاب النار مـن غيـر فتـرة _ فيقضي على قوم عليه تألبوا بسـوء
الوجه والأمعـاء منـه تهـددت _ ويسقون من ماء صديد إذا دنا شـوى
قول رسـول الله : أوصي بعترتي _ مودة ذي القربى رعوها كما ترى ؟ و
وكم غـدرة قـد ألحقوها بغـدرة _ فكـم عجـرة قـد أتبعوها بعجـرة
من سار فيهم بالأذى والمضـرة _ هم أول العادين ظلما على الـورى و
سوى لعنـة باؤا بهـا مسـتمرة _ مضوا وانقضت أيامهـم وعهودهـم
كما لمواليهم ولائـي ونصـرتي _ لآل رسـول الـلـه ودي خـالصـا
اصلي عليهم في عشـيي وبكرتي _ وها أنا مـذ أدركـت حد بلاغـتي
يقوي رجائي في إقـالة عثرتـي _ وقول النبي : المرء مـع مـن أحبه
حرم على النيران شيبي وكبـرتي _ على حبهـم يا ذا الجـلال توفنـي و
هـلا بكيت لمن بكاه محمـد _ إن كنت محزونا فمالك ترقـد
إن البكـاء لمثـلهم قد يحمـد _ هلا بكيت على الحسين ونسله
فالجـود يبكي فقده والسـؤدد _ لتضعضع الإسلام يوم مصابه
فيها ابن سـعد والطغاة الجحد _ أنسيت إذ سـارت إليه كتائب
كثـر العـداة به وقل المسعد _ فسقوه من جرع الحتوف بمشهد
والشـمل من بعد الحسين مبدد _ ثم استباحوا الصائنات حواسرا
تدعـو المسا يا جدنا يا أحمد _ كيف القرار وفي السـبايا زينب
متخضـب بدمائـه مسـتشهد _ هذا حسـين بالحديـد مقـطع
تحت الحوافر والسنابك مقصد _ عار بلا كفـن صريع في الثرى
فـوق التـراب ذبائح لا تلحد _ والطيبون بنـوك قتـلى حـوله
عطشا فلـيس لهم هنالك مورد _ يا جـد قد منعوا الفرات وقتلوا
يبتي ولما اعاينه أقوم وأقـعد _ يا جـد من ثكلي وطـول ومص
وله رحمه الله :
من الخسـارة والندامة _ حسب الذي قتل الحسـين
خصيمـه يـوم القيامة _ أن الشـفيع لـدى الإلـه
بحار الأنوار 45 ص279 باب 43حديث16.
كم سيد لي بكربلا _ فـديته السـيد الغريب
كم سيد لي بكربلا _ للموت في صدره وجيب
كم سيد لي بكربلا _ عسـكره بالعـرا نهيب
كم سيد لي بكربلا _ ليس لمـا يشتهي طبيب
كم سيد لي بكربلا _ خاتمـه والـرداء سليب
كم سيد لي بكربلا _ خضب من نحره المشيب
كم سيد لي بكربلا _ ملثمـه والردا خضـيب
كم سيد لي بكربلا _ يسمـع صوتي ولا يجيب
كم سيد لي بكربلا _ ينقـر في ثغره القضيب
بحار الأنوار: جزء45 باب44 حديث 13.
وتلكَ الرزايا والخطوبُ عظـامُ _ لقدْ هدَّ جسمي رزءُ آلِ محمّدٍ
لآَلِ النبيّ المصطفى وعظـامُ _ وأبكتْ جفوني بالفراتِ مصارعٌ
لهـنَّ علينـا حـرمةٌ و ذِمامُ _ عظامٌ بأكنـافِ الفـراتِ زكيّةٌ
مـن كريـمٍ قـدْ علاهُ حسامُ _ فكم حُرّةٌ مسبيّةٌ فاطمـيَةٌ وكـم
ملائكةٌ بيضُ الوجـوهِ كـرامُ _ لآلِ رسـولِ الله صلّتْ علـيهمُ
وشِبـتُ وإنّـي صادقٌ لَغُلامُ _ أفاطمُ أشجاني بَنُوكِ ذَوُو العُـلا
كـأَنَ عَـلَيَّ الطّيبـاتِ حـرامُ _ وأصبحتُ لا ألْتَذُّ طيبَ معيشةٍ
ولا ظـلَ يهنيني الـغَداةَ طعامُ _ ولا الباردُ العذبُ الفراتُ أُسيغهُ
ومالي إلى الصبرِ الجميلِ مرامُ _ يقولونَ لي صبراً جميلاً وسلوةً
وفي القـلبِ منهمْ لوعةٌ وسقامُ _ فكيفَ اصطباري بعد آلِ محمّدٍ
روي أن أبا يوسف عبد السلام بن محمد القزويني ثم البغدادي قال لابي العلاء المعري : هل لك شعر في أهل بيت رسول الله ؟ فان بعض شعراء قزوين يقول فيهم مالا يقول شعراء تنوخ فقال له المعري : وماذا تقول شعراؤهم ؟ فقال : يقولون :
للمسلميـن على قناة يرفـع _ رأس ابن بنت محمد ووصيه
لا جازع منهـم ولا متوجع _ والمسلمون بمنظر وبمسمـع
وأنمت عينا لم تكن بك تهجع _ أيقظت أجفانا وكنت لها كرى
وأصم نعيك كـل أذن تسمع _ كحلت بمنظرك العيون عماية
مضجع ولخط قبرك موضع _ ما روضة إلا تمنت أنها لـك
فقال المعري : وأنا أقول :
فله بريق في الخدود _ مسح الرسول جبينه
جـده خـير الجدود _ أبواه من عليا قريش
السابعة : أبيات شعر متفرقة في رثاء الحسين عليه السلام :
وبالطـف قتلى ما ينام حميمها _ تبيت النشاوى من أمية نومأ
تآمـر نوكاها ونـام زعيمـها _ وما قتل الإسلام إلا عصابة
إذا اعوج منها جانب لا يقيمها _ فأضحت قناة الدين في كف ظالم
غيرها :
ظفـروا له بمعايب ومعـاير _ واخجلة الإسلام من أضداده
ويرون فوزا لثـمهم للحـافر _ آل العزير يعظمون حمـاره
مخضوبة لرضى يزيد الفاجر _ وسيوفكم بدم ابن بنت نبيكم
وفي رواية :
ظفروا له بمعايب ومعاير _ واخجلة الإسلام من أضداده
تهدى جهارا للشقي الفاجر _ رأس ابن بنت محمد ووصيه
وغيرها :
قسما يكون الحق فيه مسائلي _ أحسين والمبعوث جدك بالهدى
تنتفيس كربك جهد بذل الباذل _ لو كنت شاهد كربلا لبذلت في
جلـلا وحد السمهري الذابل _ وسقيت حد السيف من أعدائكم
فبلابلـي بين الغـري وبابل _ لكنني أخرت عنـك لشقوتـي
فأقـل من حـزن ودمع سائل _ إذ لم أفز بالنصـر من أعدائكم
ويسألكم الدعاء
أخوكم في الله
خادم علوم آل محمدعليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري