المرتشى فى الحكم
و من كلام له:
ايتها النفوس المختلفه و القلوب المتشتته، الشاهده ابدانهم و الغائبه عنهم عقولهم! اظاركم على الحق
[اظاركم: اعطفكم.] و انتم تنفرون عنه نفور المعزى من وعوعه الاسد! هيهات ان اطلع بكم سرار العدل
[سرار، فى الاصل: آخر ليله من الشهر، و المراد هنا: الظلمه: اى: ان اطلع بكم شارفا يكشف عما عرض على العدل من الظلمه.] او اقيم اعوجاج الحق.
اللهم انك تعلم انه لم يكن الذى كان منا منافسه فى سلطان و لا التماس شى ء من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك و نظهر الاصلاح فى بلادك فيامن المظلومون من عبادك.
و قد علمتم انه لا ينبغى ان يكون الوالى البخيل فتكون فى اموالهم نهمته، و لا الجاهل فيضلهم بجهله، و لا الجافى فيقطعهم بجفائه، و لا الحائف للدول
[الحائف: الجائر الظالم. و الدول، جمع دوله- بالضم- و هى المال. و قد سمى المال 'دوله' لانه يتداول، اى ينتقل من يد ليد.] فيتخذ قوما دون قوم، و لا المرتشى فى الحكم فيذهب بالحقوق.