• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نموذج من تفسير علماء الخلافة لآية: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِع

قال الشوكاني في فتح القدير:5/352:(وهذا السائل هو النضر بن الحارث حين قال: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وهو ممن قتل يوم بدر صبراً وقيل: هو أبو جهل وقيل: هو الحارث بن النعمان الفهري والأول أولى لما سيأتي).انتهى. وقصده بما يأتي ما ذكره/356 ، من رواياتهم التي تثبت أن السورة مكية وأن صاحب العذاب الواقع هو النضر ، وليس ابنه جابراً ، ولا الحارث الفهري قال: (وقد أخرج الفريابي وعبد بن حميد والنسائي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: سأل سائل ، قال: هو النضر بن الحارث قال: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ) انتهى. ومع أن الشوكاني ذكر القولين لكنه ذكر رواية أحدهما دون الآخر ، وهذا تحيز ! بل ينبغي أن يذكر رواية القولين وسبب ترجيحه لأحدهما  كما فعل الشربيني القاهري في تفسير المعروف فقال كما نقل عنه صاحب عبقات الأنوار:7/398: (اختلف في هذا الداعي فقال ابن عباس: هو النضر بن الحارث . وقيل هو الحارث بن النعمان ، وذلك أنه لما بلغه قول النبي’من كنت مولاه فعلي مولاه ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته في الأبطح ثم قال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك إلخ.). انتهى. وقال القرطبي في تفسيره:18/278: (وهو النضر بن الحارث حيث قال: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، فنزل سؤاله وقتل يوم بدر صبراً هو وعقبة بن أبي معيط ، لم يقتل صبراً غيرهما ، قاله ابن عباس ومجاهد وقيل: إن السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري، وذلك أنه لما بلغه قول النبي(ص)في علي رضي الله عنه: من كنت مولاه فعلي مولاه، ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح بنحو رواية أبي عبيد ثم قال: وقيل: إن السائل هنا أبو جهل وهو القائل لذلك قاله الربيع. وقيل إنه قول جماعةٍ من كفار قريش . وقيل: هو نوح×سأل العذاب على الكافرين وقيل: هو رسول الله (ص) أي دعا بالعقاب، وطلب أن يوقعه الله بالكفار وهو واقع بهم لامحالة، وامتد الكلام إلى قوله تعالى: فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ، أي لاتستعجل فإنه قريب) انتهى.
أقول: رجح المفسرون السنيون كما رأيت تفسير الآية بنزول العذاب على النضر بن الحارث العبدري بقتله في بدر ، لكن اعترافهم برواية العذاب عقوبة للمعترض على ولاية علي×في الغدير ، يدل على وجود إعلان نبوي رسمي بحق علي×ووجود اعتراضٍ قرشي عليه ! أما الفخر الرازي فاختار في تفسيره:30/122 ، أن العذاب المذكور في مطلع السورة هو العذاب الأخروي ، وأن الدنيوي مخصوص بالنضر بن الحارث، قال: (لأن العذاب نازل للكافرين في الآخرة لايدفعه عنهم أحد، وقد وقع بالنضر لأنه قتل يوم بدر) ثم وصف هذا الرأي بأنه سديد وهو بذلك يتابع المفسرين السنيين الذين قالوا بانتهاء العذاب الدنيوي الموعود ، مع أن السورة لاتشير إلى انتهاء أي نوع منه ويرد على تفسيرهم عدة إشكالات: أولها: أن القول الذي رجحوه قول صحابي أو تابعي وهما ابن عباس ومجاهد ، وليس حديثاً نبوياً، بينما تفسيرها بعذاب المعترض على ولاية علي×حديث نبوي صحيح السند . وثانيها: أن سؤال النضر بالعذاب الواقع كان قبل بدر ، وعذابه في بدر ، لكن آية مطر الحجارة نزلت في الأنفال بعد بدر وبعد قتل النضر ، فكيف يكون جواب قوله في سورة مكية، وقوله في سورة مدنية بعد هلاكه ؟!
وثالثها: أن العذاب بحجر من السماء أكثر تناسباً وانطباقاً على قوله تعالى: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، من قولهم أن العذاب كان بالقتل . ورابعها: أنه لاتعارض بين التفسيرين ، فيكون العذاب وقع على النضر بن الحارث في بدر ، ثم وقع على ولده جابر بن النضر ، كما في رواية أبي عبيد ، ثم وقع ويقع على آخرين من مستحقيه ! بل هو المتعين الذي يقتضيه إطلاق النص ، فقد تحدوا النبي’وتساءلوا عن العذاب الموعود وطلبوه ، فأجابهم الله تعالى بأنه واقعٌ بالكفار لامحالة في الدنيا وفي الآخرة ، وقد وقع على قريش في بدر والخندق ، كما عذبهم بالجوع والقحط ، وفتح مكة . ومنه عذاب المعترضين منهم على النبي’لإعلانه ولاية عترته^ ! بل يبقى العذاب الواقع مفتوحاً الى آخر الدنيا !

محاولات النواصب رد تفسير آية العذاب !
لم أعثر على أحد من النواصب المبغضين لأهل بيت النبي’، رد هذا الحديث وكذبه قبل ابن تيمية، فقد هاجمه بعنف وتخبط في رده ! وتبعه على ذلك محمد رشيد رضا في تفسير المنار، وهو ناصبي مقلد لابن تيمية وتلميذه ابن القيم في كثير من أفكارهما ، وقد أدخلها في تفسيره ، واستفاد لنشرها من إسم أستاذه الشيخ محمد عبده&فخلط أفكاره بأفكار أستاذه ! ويلمس القارئ الفرق بين الجزءين الأولين من تفسير المنار اللذين كتبهما في حياة الشيخ محمد عبده وما سجله من دروسه ، ففيهما من عقلانية الشيخ محمد عبده واعتقاده بولاية أهل البيت وبين الأجزاء التي كتبها رشيد رضا بعد وفاة أستاذه أو أعاد طباعتها ووضع فيها أفكاره الناصبة لأهل البيت. وقد نقل رشيد رضا في المنار:6/464 ، الحديث من تفسير الثعلبي ثم قال: (وهذه الرواية موضوعة ، وسورة المعارج هذه مكية ، وما حكاه الله من قول بعض كفار قريش:اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ كان تذكيراً بقول قالوه قبل الهجرة، وهذا التذكير في سورة الأنفال وقد نزلت بعد غزوة بدر قبل نزول المائدة ببضع سنين ،وظاهر الرواية أن الحارث بن النعمان هذا كان مسلماً فارتد ، ولم يعرف في الصحابة ، والأبطح بمكة والنبي’ لم يرجع من غدير خم إلى مكة بل نزل فيه منصرفه من حجة الوداع إلى المدينة)انتهى ولم يزد رشيد رضا على ما ذكره ابن تيمية !

وعمدة إشكالهما:
1- أن مكان الأبطح في مكة والنبي’لم يرجع بعد الغدير إلى مكة . وجوابه: أن الأبطح كل مسيل ماء فيه حصى (العين:3/173)، وأبطح المدينة مشهور ، لكن ابن تيمية لا يعرفه أو تعمد الكذب ! وقد رده صاحب الغدير&:1/239، بما رواه بخاري:1/181 (أن رسول الله (ص) أناخ بالبطحاء بذي الحليفة فصلى بها ). وذو الحليفة بالمدينة لا في مكة .
2- وإشكاله الثاني أن سورة المعارج مكية نزلت قبل المائدة والحديث يقول إن آيتها نزلت وسط آيات سورة المائدة !
وجوابه: أن سورة المعارج مختلف فيها ويبدو أن فيها آيات مدنية ولو سلمنا أنها كلها مكية فتكون آية (سأل سائل) نزلت مرة ثانية ، لأنه جاء تأويلها عندما طلب المعترض نزول العذاب عليه ونزل وتوجد آيات عديدة نزلت أكثر من مرة وكان نزولها الثاني لتحقق تأويلها أو لتأكيدها ، وقد نصت رواية بحار:37/167، على أن جبرئيل هبط بعد هلاك المعترض على النبي’وهو يقول: (إقرأ يا محمد: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ، لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِع) وهذا نص في أن جبرئيل×نزل بتطبيق الآية أو تأويلها ، بل يظهر من أحاديثنا أن ما حل بالعبدري والفهري ما هو إلا جزءٌ صغيرٌ من (العذاب الواقع) الموعود .وأن أكثره سينزل في المستقبل تمهيداً لظهور المهدي×أو نصرةً له. وقد روى المحدثون والمفسرون أن آية: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى، نزلت في سورة الضحى عندما أبطأ جبرئيل على رسول الله’ (الطبراني الكبير:2/173) ، ونزلت عندما عيَّر المشركون المسلمين بالفقر(لباب النقول/213)، ونزلت عندما عُرض على رسول الله’ماهو مفتوح على أمته من بعده (الطبراني الكبير:10/277) ونزلت عندما رأى النبي’على فاطمة÷كساء من وبر الإبل وهي تطحن فبكى وقال: يا فاطمة إصبري على مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً، فنزلت: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى.(كنز العمال:12/422) فلا الأبطح عرفوه ، ولا تكرار النزول فهموه ، وتشبثوا بالباطل لينكروا ولاية علي×التي صدع بها رسول الله’ هذا وقد رد علماؤنا كلام الناصبي ابن تيمية في منهاجه:4/13، بنقد علمي مفصل كما ترى في الغدير:1/239 ، وعبقات الأنوار: مجلد 7 و8 .

بنو عبد الدار "أبطال" العذاب الواقع
اختلفت الروايات في إسم الشخص الذي نزل عليه حجر السجيل ولكن ذلك لايضر في صحة الحديث ، خاصة أن المرجح تعدد الحادثة في غدير خم وفي المدينة ، وطبيعي أن يخفي القرشيون إسم الذي اتهم النبي’فنزل عليه العذاب ، لأن إسمه صار سوأةً على أقاربه وعشيرته ! وأقوى الروايات في إسمه: جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري ، بدليل أن الحافظ أبا عبيد الهروي المتوفى سنة223 ، ضبطه في كتابه بهذا الإسم ، والعلماء يحترمون خبرة أبي عبيد بالحديث ، وجابر بن النضر شخصيةٌ قرشية معروفة ، فوالده زعيم بني عبد الدار حامل لواء قريش الذي قتل يوم بدر، فهو بنظره صاحب ثأر مع النبي’وعلي×الذي قتل أباه ! كما أنه في الكفر كأبيه الذي كان من أشد فراعنة قريش على النبي’! وقد ردد جابركلمة أبيه:اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَالْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ !
قال ابن هشام في سيرته:1/195: (وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش ، وممن كان يؤذي رسول الله(ص)وينصب له العدواة ، وكان قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس وأحاديث رستم واسفنديار ، فكان إذا جلس رسول الله(ص)مجلساً فذكر فيه بالله ، وحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله ، خلفه في مجلسه إذا قام ، ثم قال: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثاً منه ، فهلم إلي فأنا أحدثكم أحسن من حديثه ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسبنديار، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثاً مني ؟! قال ابن هشام: وهو الذي قال فيما بلغني: سأنزل مثل ما أنزل الله . قال ابن إسحاق: وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول فيما بلغني: نزل فيه ثمان آيات من القرآن ، قول الله عز وجل: إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين . وكل ما ذكر فيه الأساطير من القرآن) وقال السيوطي في الدر المنثور:3/181: (وأخرج ابن جرير عن عطاء قال: نزلت في النضر: وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيم .. وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ .. وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ .. وسَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِع ! قال عطاء: لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله ) ونحوه في:5/297 ، عن عبد بن حميد وأرسلته قريش الى اليهود ليعينوهم على النبي’ (بعثوه وبعثوا معه عقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة وقالوا لهما: سلاهم عن محمد وصفا لهم صفته وأخبراهم بقوله فإنهم أهل الكتاب الأول وعندهم علم ليس عندنا من علم الأنبياء فقالت لهما أحبار يهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل  وإن لم يفعل فالرجل متقول فَرَوْا فيه رأيكم . سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم فإنه قد كان لهم حديث عجيب؟ وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبأه؟ وسلوه عن الروح ما هي ) (ابن هشام:1/195) وهوكاتب الصحيفة الملعونة الأولى ضد بني هاشم (ابن هشام:1/234).

وختاماً
 نلاحظ أن كثيراً من الرواة خلطوا بين جابر بن النضر الذي نزل عليه العذاب بحجر من السماء ، وبين أبيه النضر الذي قتل قبله بعشر سنين في بدر ! وذلك لتشابه شخصيتهما وعدائهما لله ولرسوله  ولا يبعد أن يكون الرواة أرادو إخفاء الإبن المقتول لاعتراضه على ولاية علي وفأدغموه في أبيه ، وجعلوا أخبارهما واحدة !


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page