• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الرابع : إيمان أبي طالب عليه السلام

الفصل الرابع
إيمان أبي طالب عليه السلام

إيمان أبي طالب عليه السلام عند أهل البيت عليهم السلام:
ولا بد لنا هنا من الحديث بإيجاز عن موضوع ما زال بين أخذ ورد بين المسلمين.
ألا وهو إيمان أبي طالب رحمه الله، فمن مؤيد، ومن منكر.
فأما أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم، فإنهم مجمعون على إيمانه وإسلامه عليه السلام(1) بل في بعض الأحاديث عنهم عليهم السلام: أنه من الأوصياء(2)
وأن نوره يطغى في يوم القيامة على كل نور، ما عدا نور النبي محمد صلى الله عليه وآله، والأئمة عليهم السلام، والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام(3)

أهل البيت عليهم السلام أدرى:
والأحاديث الدالة على إيمانه، والواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام لا تنحصر بما ذكرناه في هذه الدراسة، وقد جمعها العلماء في كتب مفردة(4)
وقد ذكر العلامة المجلسي في كتابه العظيم «بحار الأنوار» ج35 والطبسي في كتاب «منية الراغب» وكذلك الخنيزي في كتاب «أبو طالب مؤمن قريش» صاحب كتاب: «مواهب الواهب» وغيرهم الشيء الكثير جداً مما يدل على إيمانه صلوات الله وسلامه عليه.. ونحن سوف نقتصر في هذا المعرض على أقل القليل من ذلك ونحيل من أراد التوسع إلى كتاب البحار الآنف الذكر، وإلى غيره..
غير أننا نقول هنا: إن هذه الأخبار هي من الكثرة والصراحة بحيث تعطي الانطباع الحاسم عما لأبي طالب، من شأن عظيم، ومقام كريم عند الله تعالى.
وواضح: أن أهل البيت أدرى بما فيه، من كل أحد.

يقول ابن الأثير:
«وما أسلم من أعمام النبي صلى الله عليه وآله غير حمزة والعباس، وأبي طالب عند أهل البيت»(5)
تآليف في إيمان أبي طالب عليه السلام:
وعدا عن ذلك، فما أكثر الأدلة الدالة على إيمانه، وقد أُلف في إثبات إيمانه، الكثير من الكتب من السنة والشيعة على حد سواء.
وقد أنهاها بعضهم إلى ثلاثين كتاباً، ومنها كتاب: «أبو طالب مؤمن قريش» للأستاذ عبد الله الخنيزي، الذي كاد أن يدفع مؤلفه حياته ثمناً له، حين حاول الوهابيون اتخاذ ذلك ذريعة، للتخلص منه، فتداركه الله برحمته، وتخلص من شرهم.
هذا عدا عن البحوث المستفيضة المبثوثة في ثنايا الكتب والموسوعات، ونخص بالذكر هنا ما جاء في كتاب الغدير للعلامة الأميني قدس سره..(6)
وقد نقل العلامة الأميني عن جماعة من أهل السنة: أنهم ذهبوا إلى ذلك أيضاً، وكتبوا الكتب والبحوث في إثبات ذلك، كالبرزنجي في أسنى المطالب(7) والأجهوري، والإسكافي، وأبي القاسم البلخي، وابن وحشي في شرحه لكتاب: شهاب الأخبار، والتلمساني في حاشية الشفاء، والشعراني، وسبط ابن الجوزي، والقرطبي، والسبكي، وأبي طاهر، والسيوطي، وغيرهم.
بل لقد حكم عدد منهم ـ كابن وحشي والأجهوري، والتلمساني ـ بأن من أبغض أبا طالب فقد كفر، أو من يذكره بمكروه فهو كافر(8)
من أدلة إيمان أبي طالب عليه السلام:
ونحن نذكر فيما يلي طرف من الأدلة على إيمان أبي طالب، فنقول:

أهل البيت أعرف:
وقد تقدم بعض ما روي عن الأئمة عليهم السلام، والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله مما يدل على إيمانه، وقد قلنا: إن أهل البيت أدرى بما فيه، وأعرف بأمر كهذا من كل أحد.
التضحيات والمواقف:
ويدل على ذلك أيضاً: ما تقدم من مناصرته للنبي صلى الله عليه وآله، وتحمله المشاق والصعاب العظيمة، وتضحيته بمكانته في قومه، وحتى بولده، وتوطينه نفسه على خوض حرب طاحنة تأكل الأخضر
واليابس في سبيل هذا الدين..
ولو كان كافراً؛ فلماذا يتحمل كل ذلك؟!
ولماذا لم نسمع عنه ولو كلمة عتاب أو تذمر مما جرَّه عليه النبي محمد صلى الله عليه وآله؟!.
واحتمال: أن يكون قد طمع بمقام دنيوي أعظم.
يرده: أن الطامع إنما يسعى للحفاظ على حياته لينال ما طمع به، أما أبو طالب فكان على استعداد لأن يقتل هو وجميع أولاده، وعشيرته في سبيل هذا الدين.
تشنيع الأعداء:
وقد استدل سبط ابن الجوزي على إيمانه بأنه لو كان أبو الإمام علي عليه السلام كافراً لكان شنع عليه معاوية وحزبه، والزبيريون وأعوانهم، وسائر أعدائه عليه السلام، مع أنه عليه السلام كان يذمهم، ويزري عليهم بكفر الآباء والأمهات، ورذالة النسب(9)
أشعاره الصريحة بالإيمان:
تصريحاته وأقواله الكثيرة جداً؛ فإنها كلها ناطقة بإيمانه وإسلامه.
ويكفي أن نذكر نموذجاً من أشعاره التي عبر عنها ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله:
إن كل هذه الأشعار قد جاءت مجيء التواتر، من حيث مجموعها(10)
فمن الشواهد على توحيده، قوله:

مليك الناس ليس له شريك    هو الوهاب، والمبدئ المعيد
ومن تحت السماء له بحق    ومن فوق السماء له عبيد


ومن الشواهد على إيمانه بنبوة رسول الله صلى الله عليه وآله، نذكر:

1ـ ألم تعلموا: أنا وجدنا محمداً    نبياً كموسى خط في أول الكتب
2ـ نبي أتاه الوحي من عند ربه    ومن قال: لا، يقرع بها سن نادم
3ـ يا شاهد الله علي فاشهد    إني على دين النبي أحمد
4ـ أنت الرسول رسول الله نعلمه    عليك نزل من ذي العزة الكتب

5ـ أنت النبي محمد    قرم أغر مسوَّد
6ـ أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب    على نبي كموسى أو كذي النون
7ـ وظلم نبي جاء يدعو إلى الهدى    و أمر أتي من عند ذي العرش قيم
8ـ لقد أكرم الله النبي محمداً    فأكرم خلق الله في الناس أحمد
9ـ وخير بني هاشم أحمد    رسول الإله على فترة(11)

10ـ والله لا أخذل النبي ولا    يخذله من بني ذو حسب

11ـ وقال رحمه الله يخاطب ملك الحبشة، ويدعوه إلى الإسلام:

أتعلم ملك الحبش أن محمداً    نبياً كموسى والمسيح ابن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به    فكل بأمر الله يهدي ويعصم
وإنكم تتلونه في كتابكم    بصدق حديث لا حديث الترجم
فلا تجعلوا لله ندا فأسلموا    فإن طريق الحق ليس بمظلم

12ـ وقال مخاطباً أخاه حمزة رحمه الله:

فصبراً أبا يعلى على دين أحمد    وكن مظهراً للدين وفقت صابراً
وحط من أتى بالحق من عند ربه    بصدق وعزم لا تكن حمز كافراً
فقد سرني أن قلت: إنك مؤمن    فكن لرسول الله في الله ناصراً
وباد قريشاً في الذي قد أتيته    جهاراً، وقل: ما كان أحمد ساحراً
13ـ نصرت الرسول رسول المليك    ببيض تلالا كلمع البروق
أذب وأحمى رسول الإله    حماية حام عليه شفيق
14ـ لقد علموا: أن ابننا لا مكذب    لدينا ولا نعبأ بقول الأباطل
15ـ أقيم على نصر النبي محمد    أقاتل عنه بالقنا والقنابل
16ـ أنت ابن آمنة النبي محمد    عندي بمثل منازل الأولاد
17ـ ألا إن أحمد قد جاءهم    بحق ولم يأتهم بالكذب

18ـ أوصي بنصر نبي الخير مشهده    علياً ابني وشيخ القوم عباسا
19ـ ودعوتني وعلمت أنك صادق    ولقد صدقت وكنت ثم أميناً
ولقد علمت بأن دين محمد    من خير أديان البرية ديناً
وأشعار أبي طالب عليه السلام الناطقة بإيمانه كثيرة، وقد اقتصرنا منها على هذا القدر؛ لنفسح المجال لذكر لمحة عن سائر ما قيل، ويقال في هذا الموضوع.
مدائح أبي طالب عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله:
قال المعتزلي: «قلت: كان صديقنا علي بن يحيى البطريق رحمه الله يقول: لولا خاصة النبوة وسرها لما كان مثل أبي طالب، وهو شيخ قريش، ورئيسها، وذو شرفها، يمدح ابن أخيه محمداً وهو شاب قد ربي في حجره. وهو يتيمه ومكفوله، وجار مجرى أولاده بمثل قوله:

وتلقوا ربيع الأبطحين محمداً    على ربوة في رأس عنقاء عيطل
وتأوي إليه هاشم إن هاشماً    عرانين كعب آخر بعد أول

ومثل قوله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه    ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يطيف به الهلاك من آل هاشم    فهم عنده في نعمة وفواضل

فإن هذا الأسلوب من الشعر لا يمدح به التابع والذنابى من الناس، وإنما هو من مديح الملوك والعظماء.
فإذا تصورت: أنه شعر أبي طالب، ذاك الشيخ المبجل العظيم في النبي محمد صلى الله عليه وآله. وهو شاب مستجير به، معتصم بظله من قريش، قد رباه في حجره غلاماً، وعلى عاتقه طفلاً، وبين يديه شاباً.
يأكل من زاده، ويأوي إلى داره، علمت موضع خاصية النبوة وسرها، وأن أمره كان عظيماً»(12)
كما أن قصيدته اللامية تلك التي يقول فيها:
وأبيض يستسقى.. الخ..
وهي طويلة، وكان بنو هاشم يعلمونها أطفالهم(13) فيها الكثير مما يدل على إيمانه العميق الصادق، وقد ذكرها ابن هشام وابن كثير، وغيرهم.
وهي ظاهرة الدلالة علىعظمة الرسول صلى الله عليه وآله في نفس أبي طالب عليه السلام، وهي عظمة أوجبت خضوع قلبه له صلى الله عليه وآله، وتعامله معه تعامل التابع، المؤمن المصدق، والمسرور بهذا الإيمان، والمبتهج بذلك التصديق، والملتذ بذلك الانقياد.
النار محرمة على أبي طالب عليه السلام:
ومما يدل على إيمانه ما روي عنه صلى الله عليه وآله: أن الله عز وجل قال له على لسان جبرئيل: حرمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك.
أما الصلب فعبد الله، وأما البطن فآمنة، وأما الحجر فعمه، يعني أبا طالب عليه السلام، وفاطمة بنت أسد. وبمعناه غيره مع اختلاف يسير(14)
النبي صلى الله عليه وآله يحب عقيلاً حبين:
ومما يدل دلالة واضحة على إيمانه: حب النبي صلى الله عليه وآله إياه، حتى لقد روي عن ابن عباس؛ قال: قال علي للنبي صلى الله عليه وآله: إنك لتحب عقيلاً.
قال: إي والله إني لأحبه حبين، حباً له، وحباً لحب أبي طالب له. وإن ولده لمقتول في محبة ولدك.. الخ..(15)
ورسول الله صلى الله عليه وآله لا يحب أعداء الله سبحانه، ولا يحب إلا من يحبه الله.
كان على دين الله:
وكان الإمام علي عليه السلام يعجبه أن يروى شعر أبي طالب عليه السلام، وأن يدوَّن، وقال: تعلموه، وعلموه أولادكم، فإنه كان على دين
الله، وفيه علم كثير(16)
المسلم المؤمن:
وعن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام، قال: مات أبو طالب بن عبد المطلب مسلماً مؤمناً(17)

خلاصة جامعة:
وبعد كل ما تقدم نقول: إن إسلام أي شخص أو عدمه، إنما يستفاد من أمور أربعة:
1 ـ من مواقفه العملية، ومعلوم أن مواقف أبي طالب عليه السلام، قد بلغت الغاية التي ما بعدها غاية في الوضوح والدلالة على إخلاصه وتفانيه في الدفاع عن هذا الدين.
2 ـ من إقراراته اللسانية بالشهادتين، وقد تقدم قدر كبير من ذلك في شعره وفي غيره في المناسبات المختلفة.
3 ـ من موقف نبي الإسلام ورائد الحق الذي لا ينطق عن الهوى. والموقف الرضي هذا أيضاً ثابت منه صلى الله عليه وآله تجاه أبي طالب عليه السلام على أكمل وجه.
4 ـ من إخبار المطلعين على أحواله عن قرب، وعن حس، كأهل بيته، ومن يعيشون معه.
وقد قلنا: إنهم مجمعون على ذلك.
بل إن نفس القائلين بكفره لما لم يستطيعوا إنكار مواقفه العملية، ولا الطعن بتصريحاته اللسانية، حاولوا: أن يخدعوا العامة بكلام مبهم، لا معنى له؛ فقالوا:
«إنه لم يكن منقاداً»!!(18)
كل ذلك رجماً بالغيب، وافتراء على الحق والحقيقة، من أجل تصحيح ما رووه عن المغيرة بن شعبة وأمثاله من أعداء آل أبي طالب عليه السلام، كما سنشير إليه حين ذكر أدلتهم الواهية إن شاء الله تعالى.
رواياتهم تدل أيضاً على إيمانه:
ومن أجل أن نوفي أبا طالب عليه السلام بعض حقه، نذكر بعض ما يدل على إيمانه من الروايات التي رويت في مصادر غير الشيعة عموماً ونترك سائره، وهو يعد بالعشرات، لأن المقام لا يتسع لأكثر من أمثلة قليلة معدودة، نجملها في العناوين التالية:
النبي صلى الله عليه وآله يرجو الخير لأبي طالب عليه السلام:
قال العياص: يا رسول الله، ما ترجو لأبي طالب؛ قال: كل الخير
أرجوه من ربي(19)
أبو بكر فرح بإسلام أبي طالب عليه السلام:
جاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يقوده، وهو شيخ أعمى، يوم فتح مكة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا تركت الشيخ في بيته حتى نأتيه؟!
قال: أردت أن يؤجره الله. لأنا كنت بإسلام أبي طالب أشد فرحاً مني بإسلام أبي، ألتمس بذلك قرة عينك الخ(20)
والعلامة الأميني في الغدير، لا يوافق على أن يكون الرسول صلى الله عليه وآله قد قال لأبي بكر: ألا تركت الشيخ حتى نأتيه.
ونحن نوافقه على ذلك أيضاً، فإن الشيوخ الذين أسلموا على يديه صلى الله عليه وآله كثيرون، وكان إسلام كثير منهم أصح من إسلام أبي قحافة.
وربما تكون هذه العبارة زيادة من بعض المتزلفين، كما عودونا في أمثال هذه المناسبات.
التشهد قبل الموت:
قال المعتزلي: «روي بأسانيد كثيرة، بعضها عن العباس بن عبد المطلب، وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة: أن أبا طالب ما مات حتى قال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله»(21)
وتقدم في شعره تصريحات كثيرة بذلك أيضاً.
استغفار النبي صلى الله عليه وآله لـه:
وفي المدينة حينما استسقى النبي صلى الله عليه وآله لأهلها، فجاءهم الغيث، ذكر صلى الله عليه وآله أبا طالب عليه السلام، وقال صلى الله عليه وآله:
لله در أبي طالب، لو كان حياً لقرت عينه، من ينشدنا قوله.. فأنشده الإمام علي عليه السلام من قصيدته أبياتاً فيها قوله:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه    ثمال اليتامى عصمة للأرامل

ورسول الله صلى الله عليه وآله يستغفر لأبي طالب عليه السلام على المنبر(22)

تشيع جنازته ومراسم دفنه:
ولما مات أبو طالب عليه السلام تبع رسول الله صلى الله عليه وآله جنازته، مع أنهم يروون أن ثمة نهياً عن المشي في جنازة المشرك.
كما أنهم يروون أنه صلى الله عليه وآله أمر الإمام علياً عليه السلام بأن يغسله ويكفنه ويواريه(23)
وحين التشييع اعترض النبي الأكرم صلى الله عليه وآله نعشه، وقال: برقة وحزن وكآبة: وصلت رحماً، وجزيت خيراً يا عم، فلقد ربيت وكفلت صغيراً، ونصرت وآزرت كبيراً(24)

لماذا لم يأمر بالصلاة عليه؟:
وإنما لم يأمر علياً عليه السلام بالصلاة عليه، لأن صلاة الجنازة لم تكن فرضت بعد.
ولأجل ذلك قالوا: إن خديجة لم يصل عليها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله حينما توفيت، مع أنها سيدة نساء العالمين.
وقد فصلت ذلك الرواية التي رواها علي بن ميثم، عن أبيه عن جده: أنه سمع علياً عليه السلام يقول: تبع أبو طالب عبد المطلب في كل أحواله حتى خرج من الدنيا وهو على ملته، وأوصاني أن أدفنه في قبره، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك، فقال: اذهب فواره، وانفذ لما أمرك به.
فغسلته، وكفنته، وحملته إلى الجحون، ونبشت قبر عبد المطلب، فرفعت الصفيح عن لحده، فإذا هو موجه إلى القبلة، فحمدت الله تعالى على ذلك، ووجهت الشيخ، وأطبقت الصفيح عليهما، فأنا وصي الأوصياء وورثت خير الأنبياء.
قال ميثم: والله ما عَبَدَ علي، ولا عَبَدَ أحد من آبائه غير الله تعالى، إلى أن توفاهم الله تعالى(25)
رثاء علي عليه السلام لأبيه:
وقد رثاه ولده الإمام علي عليه السلام حينما توفي بقوله:
أبا طالب عصمة المستجير    وغيث المحول ونور الظلم
لقد هدّ فقدك أهل الحفاظ    فصلى عليك ولي النعم
ولقاك ربك رضوانه    فقد كنت للطهر من خير عم(26)

ولا أبو سفيان كأبي طالب عليه السلام:
وكتب أمير المؤمنين عليه السلام رسالة مطولة لمعاوية جاء فيها:
«ليس أمية كهاشم، ولا حرب كعبد المطلب، ولا أبو سفيان كأبي طالب، ولا المهاجر كالطليق، ولا الصريح كاللصيق»(27)
فإذا كان أبو طالب عليه السلام كافراً وأبو سفيان مسلماً، فكيف يفضل الكافر على المسلم، ثم لا يرد عليه ذلك معاوية بن أبي سفيان؟.
ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً؛ فإن أبا سفيان هو الذي قال: «إنه لا يدري ما جنة ولا نار» كما ذكرناه في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم في أواخر غزوة أحد(28)
ويلاحظ هنا أيضاً: أن أمير المؤمنين عليه السلام يشير في كلامه الآنف الذكر إلى عدم صفاء نسب معاوية، ولهذا البحث مجال آخر.
أبو طالب عليه السلام الداعية إلى الإسلام:
كما أن أبا طالب عليه السلام الذي يدعو ملك الحبشة إلى الإسلام، هو الذي دعا ولده جعفراً إلى ذلك، وأمره بأن يصل جناح ابن عمه في الصلاة(29)
وهو أيضاً الذي دعا زوجته فاطمة بنت أسد إلى الإسلام(30)
وأمر حمزة بالثبات على هذا الدين، وأظهر سروره بإسلامه ومدحه على ذلك.
وكذلك الحال بالنسبة لولده أمير المؤمنين عليه السلام.
الاعتراف بممارسة التقية:
وقد صرح أبو طالب عليه السلام في وصيته بأنه كان قد اتخذ سبيل التقية في شأن رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله قد قبله الجنان وأنكره اللسان؛ مخافة الشنآن. وأوصى قريشاً بقبول دعوة الرسول، ومتابعته على أمره، ففي ذلك الرشاد والسعادة(31)
موقف النبي صلى الله عليه وآله من أبي طالب عليه السلام:
ثم هناك ترحم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عليه، واستغفاره له باستمرار، وجزعه عليه عند موته(32)
ولا يصح الترحم إلا على المسلم، ولأجل ذلك قال صلى الله عليه وآله لسفانة بنت حاتم الطائي: لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه(33)
أنا على دين أبي طالب عليه السلام:
وحمل محمد بن الحنفية يوم الجمل على رجل من أهل البصرة، قال: فلما غشيته قال: أنا على دين أبي طالب، فلما عرفت الذي أراد كففت عنه(34)

شفاعة النبي صلى الله عليه وآله لـه:
وورد عنه صلى الله عليه وآله أيضاً قوله: إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي، وأمي، وعمي أبي طالب، وأخ لي كان في الجاهلية(35)
إقراره على زواجه بمسلمة:
وسئل الإمام السجاد عليه السلام عن إيمان أبي طالب عليه السلام، فقال:
واعجباً، إن الله نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر؛ وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام، ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات(36)
ونزول آية النهي عن الإمساك بعصم الكوافر في المدينة، لا يوجب بطلان هذه الرواية، لإمكان أن يكون النهي عن ذلك نهياً قولياً على لسانه صلى الله عليه وآله، قبل نزول القرآن.
وعدم خضوع بعض المسلمين لذلك حينئذ ربما كان لظروف معينة فرضت عليهم ذلك.

من لم يقر بإيمان أبي طالب عليه السلام:
وأخيراً، فقد كتب بعضهم يسأل الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن إسلام أبي طالب عليه السلام، فإنه قد شك في ذلك، فكتب عليه السلام إليه: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}(37)
وبعدها: إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار(38)
دفاع النبي صلى الله عليه وآله عن أبي طالب عليه السلام:
وسيأتي في غزوة بدر: أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله لم يقبل من شهيد بدر عبيدة بن الحارث أن يعرض بعمه أبي طالب عليه السلام، ولو بمثل أن يقول: إني أولى بما قال منه.

بعد قتل الفرسان الثلاثة:
وفي بدر العظمى، وبعد قتل عتبة وشيبة والوليد، وقطع رجل عبيدة بن الحارث، حمل حمزة والإمام علي عليهما السلام عبيدة بن الحارث من المعركة، وأتيا به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وألقياه بين يديه، وإن مخ ساقه ليسيل، فاستعبر، وقال: يا رسول الله، ألست شهيداً؟!
قال: بلى، أنت أول شهيد من أهل بيتي (مما يشير إلى أنه لسوف تأتي قافلة من الشهداء من أهل بيته صلى الله عليه وآله، وهكذا كان فقال عبيدة: أما لو كان عمك حياً لعلم أني أولى بما قال منه، قال: وأي أعمامي تعني؟
قال: أبو طالب، حيث يقول:

كذبتم وبيت الله يُبْزى محمد    ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع دونه    ونذهل عن أبنائنا والحلائل


فقال صلى الله عليه وآله: أما ترى ابنه كالليث العادي بين يدي الله ورسوله، وابنه الآخر في جهاد الله بأرض الحبشة؟!.
قال: يا رسول الله، أسخطت علي في هذه الحالة؟
قال: ما سخطت عليك، ولكن ذكرت عمي، فانقبضت لذلك(39)
وبلغ عبيدة مع النبي صلى الله عليه وآله الصفراء، فمات، فدفن بها..
وقد روى كثير من المؤرخين هذه القضية من دون ذكر القسم الأخير منها.
قالوا: ونزل في هؤلاء الستة قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ}(40)
وفي البخاري: أن أبا ذر كان يقسم: أنها نزلت فيهم(41)
ونزل في علي، وحمزة، وعبيدة أيضاً قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}(42)
وقيل: نزلت في علي وحده(43)
وثمة عدة آيات أخرى نزلت في بدر في الثناء على أمير المؤمنين عليه السلام(44غضب النبي صلى الله عليه وآله لأبي طالب عليه السلام:
ونقول:
إنه إذا كان الرسول صلى الله عليه وآله يغضب لذكر عمه، ولو بهذا النحو من التعريض المهذب، والمحدود، فماذا سيكون موقفه ممن يرمي أبا طالب عليه السلام بالشرك والكفر، ويعتبره مستحقاً للعذاب الأليم في نار الله المؤصدة؟! وفي ضحضاح من نار يغلي منه دماغه؟!
فهل تراه سوف يكون مسروراً ومرتاحاً لهذا الكلام، الذي لا سبب له إلا السياسة، وما أدراك ما السياسة؟!

وما لأحد عنده من نعمة تجزى:
ثم إننا نجد النبي صلى الله عليه وآله نفسه يقول:
«اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة»(45)
كما أنه صلى الله عليه وآله قد رد هدية حكيم بن حزام؛ لأنه كان مشركاً، قال، عبيد الله:
حسبت أنه قال: إنا لا نقبل من المشركين شيئاً، ولكن إن شئت أخذناها بالثمن(46)
ورد أيضاً هدية عامر بن الطفيل، لأنه لم يكن قد أسلم بعد.
ورد أيضاً هدية ملاعب الأسنة، وقال: لا أقبل هدية مشرك(47)
عن عياض المجاشعي: أنه أهدى إلى النبي هدية فأبى قبولها، وقال: إني نهيت عن زبد المشركين(48)
ولم يكن ذلك منه صلى الله عليه وآله إلا لأن قبولها يوجب احتراماً ومودة من المهدى إليه بالنسبة لمن أهدى.
ملاحظة: معالجة رواية الكشي:
إلا أن الكشي ذكر رواية تقول: «إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يرد هدية على يهودي ولا نصراني»(49)
وهذا إن صح فهو يشير إلى الفرق بين هدية الكتابي وهدية المشرك، فكان صلى الله عليه وآله يرد هدية الثاني، دون الأول، وذلك يدل على عدم صحة قوله لهم: إنه صلى الله عليه وآله في هدنة الحديبية قد استهدى أبا سفيان أدماً(50)


 


[1] روضة الواعظين ص 138، وأوائل المقالات ص 13 والطرائف لابن طاووس ص 298 وشرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 165، والبحار ج 35 ص 138 والغدير ج 7 ص 384 عنهم، وعن: التبيان ج 2 ص 398، وكتاب الحجة لابن معد ص 13، ومجمع البيان ج 2 ص 287.
[2] الغدير ج7 ص 389.
[3] الغدير ج 7 ص 387 وكنز الفوائد للكراجكي ص80 وأمالي الطوسي ص305 و702 ط مؤسسة البعثة والإحتجاج ج1 ص341 ط مطبعة النعمان والبحار ج35 ص69 و110 وبشارة المصطفى لمحمد بن علي الطبري ص312 ط مؤسسة النشر الإسلامي وكشف الغمة للإربلي ج2 ص42 ط دار الأضواء ومائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي ص174.
[4] ومن هذه الكتب كتاب: منية الراغب في إيمان أبي طالب للشيخ الطبسي ومواهب الراهب في إيمان أبي طالب، وغير ذلك.
[5] البحار ج35 ص 139 والغدير ج 7 ص 369.
[6] راجع: ج7 وج8 .
[7] راجع: ص 6 و10.
[8] راجع: الغدير ج 7 ص 382 و 383 وغير ذلك.
[9] راجع: أبو طالب مؤمن قريش 272 / 273 ط سنة 1398 ه‍. عن تذكرة الخواص.
[10] شرح النهج ج 14 ص 78 والبحار ج 35 ص 165.
[11] وقيل: إن قائل هذا البيت هو طالب بن أبي طالب. راجع: شرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 78. إلا أن يقال: إنه قاله على سبيل التمثل بشعر أبيه (رحمه الله).
[12] شرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 63 وماذا في التاريخ ج 3 ص 196/197 عنه.
[13] مقاتل الطالبيين ص 396.
[14] أصول الكافي ج 1 ص 371 والبحار ج 35 ص 109 والتعظيم والمنة للسيوطي ص 27 وراجع: روضة الواعظين ص 139 وشرح النهج ج 14 ص 67 والغدير ج 7 ص 378 عنهم، وعن: كتاب الحجة لابن معد ص 8 ، وتفسير أبي الفتوح ج 4 ص 210.
[15] البحار ج22 ص288 وج44 ص288 والعوالم للبحراني ص349 ومعجم رجال الحديث للخوئي ج19 ص166 عن أمالي الصدوق وقاموس الرجال ج6 ص322 عن أمالي الصدوق أيضاً.
[16] راجع: البحار ج35 ص115 والغدير ج7 ص394 والكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ج1 ص109.
[17] البحار ج 35 ص 116 وأبو طالب حامي الرسول لنجم الدين العسكري ص191 والغدير ج7 ص390.
[18] راجع: السيرة النبوية لدحلان ج 1 ص 44/47، والإصابة ج 4 ص 116/119.
[19] الأذكياء ص128 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص68، وطبقات ابن سعد ج1 قسم1 ص79 ط ليدن، والبحار ج35 ص151 و109.
[20] مجمع الزوائد ج 6 ص 174 عن الطبراني والبزار، وحياة الصحابة ج 2 ص 344 عن المجمع، والإصابة ج 4 ص 116 وشرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 69.
[21] شرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 71، وراجع: الغدير ج 7 ص 369 عن البداية والنهاية ج 3 ص 123، والسيرة النبوية لابن هشام ج 2 ص 87 والإصابة ج 4 ص 116، وعيون الأثر ج 1 ص 131، والمواهب اللدنية ج 10 ص 71 والسيرة الحلبية ج 1 ص 372 والسيرة النبوية لدحلان بهامشها ج 1 ص 89 ، وأسنى المطالب ص 20 ودلائل النبوة للبيهقي، وتاريخ أبي الفداء ج 1 ص 120 وكشف الغمة للشعراني ج 2 ص 144.
[22] راجع: عيون الأنباء ص 705 وشيخ الأبطح ص55 و56 عن شرح النهج للمعتزلي ج3 ص316.
[23] راجع في كل ذلك: تذكرة الخواص ص 8 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص81 ، والسيرة الحلبية ج1 ص147 والمصنف ج6 ص38، والسيرة النبوية لدحلان ج 1 ص 87 ، وتاريخ اليعقوبي ج2 ص35، وطبقات ابن سعدج 1 ص 78 وتاريخ بغداد للخطيب ج 3 ص 126، وج 13 ص196 والبداية والنهاية لابن كثير ج 3 ص 125، والطرائف لابن طاووس ص 305 عن الحنبلي في نهاية الطلب والبحار ج 35 ص 151 والتعظيم المنة ص 7 ولسان الميزان ج 1 ص 41. والإصابة ج 4 ص 116، والغدير ج 7 ص 372 و 374 / 375 عمن ذكر، وعن: شرح شواهد المغني للسيوطي ص 136، وأعلام النبوة للماوردي ص77، وبدايع الصنايع ج 1 ص 283، وعمدة القاري ج 3 ص 435، وأسنى المطالب ص15 و21 و35 وطلبة الطالب ص 43. ودلائل النبوة للبيهقي والبرزنجي، وابن خزيمة، وأبي داود، وابن عساكر.
[24] راجع: البحار ج35 ص125و163، وراجع  شرح النهج للمعتزلي ج14 ص76 والإصابة ج7 ص113 ط مصر سنة 1325 هـ وشرح الأخبار للقاضي النعمان ج2 ص557 والغدير ج7 ص386 والدرجات الرفيعة لابن معصوم ص62.
[25] سفينة البحار ج5 ص321.
[26] تذكرة الخواص ص 9.
[27] صفين لنصر بن مزاحم ص 471 والفتوح لابن أعثم ج 3 ص 260، ونهج البلاغة الذي بهامشه شرح الشيخ محمد عبده ج 3 ص 18 الكتاب رقم 17 وشرح النهج للمعتزلي ج 15 ص 117 والإمامة والسياسة ج 1 ص 118، والغدير ج 3 ص 254 عنهم، وعن: ربيع الأبرار للزمخشري باب 66، وعن مروج الذهب ج 2 ص 62. وراجع أيضاً:  مناقب الخوارزمي الحنفي ص 180.
[28] الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ج6 ص273.
[29] راجع: الاوائل لأبي هلال العسكري ج 1 ص 154، وروضة الواعظين ص 140 وشرح النهج للمعتزلي ج 13 ص 269 والسيرة الحلبية ج 1 ص 269 وأسنى المطالب ص 17 والإصابة ج 4 ص 116 وأسد الغابة ج 1 ص 287 والغدير ج 7 ص 357.
[30] شرح النهج للمعتزلي ج 13 ص 272.
[31] الروض الأنف ج 2 ص 171 وثمرات الأوراق ص 94 وتاريخ الخميس ج 1 ص 301 / 302 والسيرة الحلبية ج 1 ص 352 والبحار ج 35 ص 107 والغدير ج 7 ص 366 عن مصادر أخرى.
[32] تذكرة الخواص ص 8.
[33] السيرة الحلبية ج 3 ص 205 وكنز العمال ج3 ص664 وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج11 ص359 وج69 ص203 والبداية والنهاية ج5 ص80 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص132 وسبل الهدى والرشاد للشامي ج6 ص377 وشجرة طوبى ج2 ص400..
[34] طبقات ابن سعد ج 5 ص 67 ط ليدن.
[35] ذخائر العقبى ص 7 عن تمام الرازي في فوائده، والدرج المنيفة للسيوطي ص 8 ومسالك الحنفا ص 14 عن أبي نعيم وغيره وذكر أن الحاكم صححه، وتفسير القمي ج 1 ص 380 وتفسير البرهان ج 2 ص 358 وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 35 وتاريخ الخميس ج 1 ص 232.[36] شرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 68، والغدير ج 7 ص 381 و 389 عنه وعن: كتاب الحجة ص 24، والدرجات الرفيعة، وضياء العالمين، وادَّعي تواتر هذا الحديث عندنا.
[37] الآية 115 من سورة النساء.
[38] شرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 68 والغدير ج 7 ص 381 و  394 عن الكراجكي ص 80 ، وكتاب الحجة لابن معد ص 16، والدرجات الرفيعة والبحار وضياء العالمين.
[39] راجع: تفسير القمي ج 1 ص 265، والبحار ج 19 ص 255، وفي شرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 80 : أن رسول الله استغفر له ولأبي طالب يومئذ. والغدير ج 7 ص 316.
وفي نسب قريش لمصعب ص 94 : أن عبيدة قال: «يا رسول الله ليت أبا طالب حيا حتى يرى مصداق قوله إلخ».
وربما يقال: إن هذا هو الأنسب بأدب عبيدة وإخلاصه، ولكن لا، فإن قوله الآنف لا يضر في أدبه ولا في إخلاصه، حيث يرى نفسه قد ضحى بنفسه في سبيل الدين، فلا مانع من أن يقول ذلك.

[40] الآية 19 من سورة الحج.
[41] البخاري ط الميمنية ج 3 ص 4، ومناقب آل أبي طالب لابن  شهر آشوب ج 3 ص 118 عن مسلم، من دون قسم أبي ذر، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج 2 ص 386، وصححه هو والذهبي في تلخيصه، والغدير ج 7 ص 202 عن: تفسير القرآن العظيم لابن  كثير ج 3 ص 212، وتفسير ابن جزي ج 3 ص 38، وتفسير الخازن ج 3 ص 698، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج 2 ص 25 ـ 26، وصحيح مسلم ج 2 ص 550، وبهذا قال ابن  عباس، وابن خثيم، وقيس بن عباد، والثوري، والأعمش، وسعيد بن جبير، وعطاء.
[42] الآية 23 من سورة الأحزاب. الصواعق المحرقة ص80.
[43] مناقب الخوارزمي ص 188، والكفاية للخطيب ص 122.
[44] المناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 118 وغيره.
[45] راجع أبو طالب مؤمن قريش للخنيزي.
[46] مستدرك الحاكم ج 3 ص 484 وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة، وصححاه. وحياة الصحابة ج 2 ص 258 و 259 و 260 عن كنز العمال وعن مجمع الزوائد ج 8 ص 278 وكنز العمال ج 6 ص 57 و 59 عن أحمد والطبراني، والحاكم وسعيد بن منصور. والتراتيب الإدارية ج 2 ص 86 ويلاحظ هنا: أنه (صلى الله عليه وآله) حين الهجرة لا يقبل ناقة أبي بكر إلا بالثمن.
[47] كنز العمال ج 3 ص 177 طبعة أولى عن ابن عساكر ط ثانية ج 6 ص 57 عن الطبراني والمصنف لعبد الرزاق ج 1 ص 446 و 447 وفي الهامش عن مغازي ابن عقمة ومجمع البيان المجلد الأول ص 535.
[48] كنز العمال ج 6 ص 57 و 59 عن أبي داود والترمذي وصححه وأحمد والطيالسي والبيهقي، وراجع ما عن عمران بن حصين في الكنز نفس المجلد والصفحة والمصنف لعبد الرزاق ج 10 ص 447 وفي الهامش عن أبي داود وأحمد وعن الترمذي ج 2 ص 389. وراجع الوسائل ج 12 ص 216 عن الكافي والمعجم الصغير ج 1 ص 9.
[49] اختيار معرفة الرجال للكشي ط جامعة طهران ص 610 والبحار ج 50 ص 107 والوسائل ج 12 ص217.
[50] راجع التراتيب الإدارية ج 1 ص 198 عن الإستيعاب.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page