• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إعتراض حمزة

وقد ذكرت بعض الروايات اعتراضات لحمزة، لا نظن أنها صدرت منه، بل نحن نقطع بعدم صدور بعضها، مثل:
1 ـ قوله: أخرجت عمك، وأبا بكر، وعمر، والعباس، وأسكنت ابن عمك(1).
فإن ذكر العباس لا يصح، لأنه كان في مكة.. كما أن ذكر أبي بكر وعمر دون سائر الذين أخرجهم لا مبرر له.. وادعاء أن لهما مكانة خاصة اقتضت تخصيصها بالذكر غير ظاهرة، بل هي مجرد تخمين، وتخرّص..
2 ـ ما ذكرته رواية أخرى: من أنه لما أمر علي الناس بسد أبوابهم، كلهم فعلوا إلا حمزة، فأخبر النبي "صلى الله عليه وآله" بذلك، فقال: قل لحمزة أن يحول بابه.. فقال له ذلك فحوله(2).
يشير إلى أن حمزة قد اعتبر أنه غير معني بهذا الأمر، لأن النبي "صلى الله عليه وآله" يقصد غيره، فلما علم أنه أيضاً مراد ومقصود، لم يتردد في امتثال الأمر..
3 ـ تزعم بعض الروايات: أن حمزة لما سمع أن النبي "صلى الله عليه وآله" قال لعلي: اسكن طاهراً مطهراً، قال: يا محمد، تخرجنا وتمسك غلمان بني عبد المطلب(3).
ونحن نقطع بكذب هذه الرواية، فإن حمزة لا يخاطب النبي بيا محمد، ولا يوجه إليه هذا الخطاب البعيد عن الأدب والمتضمن لتخطئته "صلى الله عليه وآله" فيما أقدم عليه.
كما أنه لم يكن ليوجه أية إهانة لعلي "عليه السلام" فيعتبره من الغلمان.. وهو رجل كامل عمره حوالي ست وعشرين سنة، وقد فعل في بدر بالمشركين ما لا يجهله حمزة ولا غيره.
ولم تخف عن حمزة تضحياته في شعب أبي طـالب، وفي ليلة الهجرة.. كما أنه قد سمع النبي "صلى الله عليه وآله" يقول له يوم إنذار عشيرته الأقربين: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي إلخ..
فهو يعرف مكانة علي وموقعه، وقد رأى أثره وجهاده قبل الهجرة وبعدها..
إن قلت: الغلام يطلق على الكبير والصغير. فالجواب: المقصود هنا الإهانة والتحقير والتصغير، مقابل شيوخ وكهول قريش..
ولم يكن يقصد: أنه "عليه السلام" غلام لم يبلغ الحلم، فقد كان عمره آنئذ حوالي ست وعشرين سنة. لأن علياً "عليه السلام" قد أسلم وعمره عشر سنوات، وأقام النبي "صلى الله عليه وآله" بمكة ثلاث عشرة سنة،
يضاف إليها ثلاث سنوات بعد الهجرة، حيث أمر النبي "صلى الله عليه وآله" بسد الأبواب.
الرواية الأقرب إلى القبول:
وجاء في رواية تقدمت: أن منادي النبي "صلى الله عليه وآله" خرج يأمرهم بسد أبوابهم، فلم يقم أحد.. وفي الثالثة خرج فقال: سدوا أبوابكم قبل أن ينزل العذاب، فخرج الناس مبادرين، وخرج حمزة بن عبد المطلب بجر كساءه، إلى أن تقول:
فقالوا: سد أبوابنا وترك باب علي، وهو أحدثنا؟!
فقال بعضهم: تركه لقرابته.
فقالوا: حمزة أقرب منه، وأخوه من الرضاعة، وعمه إلخ(4)..
فقد دلت هذه الرواية: على أن حمزة لم يكن من المعترضين، وعلى أن ثمة تمرداً خطيراً من غيره احتاج "صلى الله عليه وآله" معه إلى التهديد بنزول العذاب..
ودلت على أن المعترضين كانوا من أهل السِّن من المهاجرين، وهم
الذين ذكروا اسم حمزة، وجعلوا من قرابته للنبي ذريعة لتسجيل إدانة لرسول الله "صلى الله عليه وآله"..
ومن الواضح: أن ما استدل به هؤلاء، وهو حداثة السن والقرابة من رواسب الجاهلية، وهو منطق أدانه الإسلام، لأنه يقوم على معايير خاطئة ومرفوضة، لأنهم جعلوا المعيار هو السن تارة، والقربى النسبية أخرى، في حين أن الله تعالى يقول: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}(5).
ولست أدري كيف يطالب هؤلاء بالحصول على الإمتيازات لأنفسهم دون علي، وهم لم يقدموا بعد أية تضحية في سبيل هذا الدين.. في حين أن علياً "عليه السلام" قد نام على فراش النبي ليلة الهجرة، وكان ينام على فراشه في شعب أبي طالب سنوات طويلة، راضياً بأن يعرض نفسه لأخطار الإغتيال، كما أنه في بدر ـ إن كانت هذه القضية بعد بدر ـ قد قتل نصف قتلى المشركين، وشارك في قتل النصف الآخر..
ولم نسمع لهؤلاء أن لهم أي أثر في جهاد الأعداء، وأية تضحية في سبيل هذا الدين.. بل سمعنا عنهم خلاف ذلك.. ولا نريد أن نقول أكثر من هذا.
غير أن لنا على هذه الرواية ملاحظة، وهي أنها تقول: إن حمزة كان أخا للنبي "صلى الله عليه وآله" من الرضاعة.. ونحن نشك في ذلك، لأن الروايات تقول: إن أولاد عبد المطلب العشرة قد ولدوا له وكبروا، وصاروا رجالاً قبل زواج عبد الله بن عبد المطلب بآمنة بنت وهب.. مع كون عبد الله هو الولد الأصغرلعبد المطلب.
________________________
1- الدر المنثور ج6 ص122 والإصابة ج1 ص373 وكشف الغمة ج1 ص327 ومناقب علي بن أبي طالب "عليه السلام" لابن مردويه ص326 وكشف اليقين ص379 وبحار الأنوار ج36 ص118 وراجع: ج38 ص190 وج39 ص28 وإحقاق الحق (الملحقات) ج16 ص348 عن أرجح المطالب، وراجع ج5 ص560 وج21 ص254 وفضائل الخمسة ج2 ص149. وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" للكوفي ج2 ص463 وإعلام الورى ج1 ص320.
2- كنز العمال ج15 ص155 و 156 و (ط مؤسسة الرسالة) ج13 ص175 عن البزار، ووفاء الوفاء ج2 ص478 ومجمع الزوائد ج9 ص115 بإسناد رجاله ثقات، إلا حبة العرني وهو ثقة، وذكره الأميني في الغدير ج3 ص208 عن المجمع، وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص346 و (ط دار المعرفة) ج3 ص460 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج16 ص349 وج23 ص91 و 96.
3- مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص254 و 255 والطرائف لابن طاووس ص62 وكشف الغمة ج1 ص331 و 332 و (ط دار الأضواء) ج1 ص339 والصراط المستقيم ج1 ص232 وبحار الأنوار ج39 ص32 وكتاب الأربعين= = للماحوزي ص447 و 448 وغاية المرام ج6 ص236 ومناقب علي بن أبي طالب "عليه السلام" لابن مردويه ص144 والعمدة لابن البطريق ص178 وكشف اليقين ص210 ونهج الإيمان ص437 و 438 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص568 و 569 وج16 ص355 عن المناقب لابن المغازلي، وعن أرجح المطالب ص415.
4- وفاء الوفاء ج2 ص478 و 479 عن يحيى وابن زبالة، وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص566 عن تاريخ المدينة المنورة (ط مصر) ج1 ص339 وراجع: شرح الأخبار ج2 ص180.
5- الآية 13 من سورة الحجرات.

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page