اللهم قد انصاحت جبالنا
من خطبه له فى الاستسقاء، و هى من الخطب التى تزخر بالعاطفه و الحنان، و بالتواضع لخالق الكون و هيبه الوجود:
اللهم قد انصاحت جبالنا
[انصاحت: جفت اعالى بقولها و يبست من الجدب.]، و اغبرت ارضنا، و هامت دوابنا و تحيرت فى مرابضها و عجت عجيج الثكالى على اولادها، و ملت التردد فى مراتعها و الحنين الى مواردها. اللهم فارحم انين الانه، و حنين
الحانه! اللهم فارحم حيرتها فى مذاهبها و انينها فى موالجها
[مداخلها فى المرابض.]! اللهم خرجنا اليك حين اعتكرت علينا حدابير السنين و اخلفتنا مخايل الجود
[مخايل، جمع مخيله، كمصيبه، و هى: السحابه تظهر كانها ماطره ثم لا تمطر. و الجود: المطر.]، فكنت الرجاء للمبتئس و البلاغ
[البلاغ: الكفايه.] للملتمس: ندعوك حين قنط الانام و منع الغمام و هلك السوام
[السوام: جمع سائمه و هى: البهيمه الراعيه من الابل و نحوها.] ان لا تواخذنا باعمالنا و لا تاخذنا بذنوبنا، و انشر علينا رحمتك بالسحاب المنبعق و الربيع المغدق و النبات المونق سحا وابلا
[سحا: صبا. الوابل: الشديد من المطر الضخم القطر.] تحيى به ما قد مات و ترد به ما قد فات. اللهم سقيا منك محييه مرويه، تامه عامه، طيبه مباركه، هنيئه، مريعه، زاكيا نبتها ثامرا فرعها
[زاكيا: ناميا. ثامرا: آتيا بالثمر.] ناضرا ورقها، تنعش بها الضعيف من عبادك و تحيى بها الميت من بلادك. اللهم سقيا منك تعشب بها نجادنا
[النجاد جمع نجد، و هو: ما ارتفع من الارض.] و تجرى بها و هادنا و تخصب بها جنابنا
[الجناب: الناحيه.] و تقبل بها ثمارنا و تعيش بها مواشينا و تندى بها اقاصينا
[القاصيه: الناحيه ايضا، و هى بمعنى البعيده عنا من اطراف بلادنا، فى مقابله 'جنابنا'.] و تستعين بها ضواحينا من بركاتك الواسعه!