أبا الشــــهداءِ عـــذراً
وَقفتُ على ضريحِكَ في خُشـوعٍ
فيأبنَ المُصطفى كُنْ لي مُجيـرا
على مَــرِالدهــورِ وأنتَ باقٍ
لِـرَبِ الخلقِ في الدُنيا سَـفيرا
سَـخيٌ أنتَ جُدتَ بخيـرِ نَفـسٍ
لـكي أسـلامُنا يَبقى مُنــيرا
فيا مَنْ كُنتَ خامـسَ في كِسـاءٍ
حَبـاكَ اللهُ قديســاً صَـغيرا
وَفي الجَنـاتِ سَــيدُ كُلِ صَـبٍ
وَذا أمـرٌ ألفنـاهُ شَــهيـرا
أطـوفُ على ضَريحِكَ بَيْـدَ أني
أرى نَفسـي بجَـدِكَ مُستجيرا
حُســينُ الحَقِ مُجتمِعاً بنهـجٍ
أتـى للناسِ أجمعَـهِم نذيـرا
هُـوَ المأمـورُ بأسـمِ اللهِ دَوماً
وَقـلَ نَظـيرَهُ.... بَلْ لا نَظيـرا
فذا شِـبلُ البتولِ أبــوهُ حُـرٌ
عليٌ صالـَها أســداً هَصورا
فلمْ يُعطِ الذمارَ عَطاءَ ذُلٍ
ويعلـَمُ كُنهَـهُ أمـراً خَطيـرا
حُسـينٌ مَنْ سِـواكَ لنا مَـلاذٌ
أذا دارَتْ وَلـمْ نأمَـنْ خفـيرا
الى يَـومِ القيــامةِ أنتَ باقٍ
الى مَـنْ باعَ أُخـراهُ مُشيـرا
وقبـرُكَ شـامخ ٌمن كُلِ حَدبٍ
يُناجـي حَولهُ الناسُ القديـرا
ويأتيكَ الوَرى شَرقاً وغربــاً
فلـمْ تَعرِفْ مَليـكاً أو أجيـرا
حُفاة ًياحُسـينُ أليــكَ جاءَوا
أسـالوا الدمعَ مُحترِقاً غزيـرا
مَلاييـنٌ بأرضِ الطَـفِ حَـلوا
وقالوا ها هُنــا المَثوى أخيرا
فهذي الأرضُ قدسَـها حُسـينٌ
وَعطـرَها الدَّمُ الزاكي عَبيـرا
أبا الأحـرارِ قالوا هَـل وفيَـنا
وكانَ عَطـاؤنا شَـيئاً نزيـرا
بِكُـم إنا عَظُمـنا بَلْ سَــمونا
ولا نخشـى بِحُبكُِمُ المَصـيرا
أَعـَـزَ اللهُ آلَ البيتِ حتـــى
غـَدا الأعمـى بِحُبِهمُ بَصيرا
أبا الشُـهداءِ هذا بَعضُ قولـي
وما كنتُ الفَرزدقَ أوجَريـرا
ومالـي بالسياسـةِ أيُّ شُـغلٍ
ولكنَ الكـلامَ أَتــى مُغيـرا
أبا الشهداءِ عُذراً من عزوفـي
عن المألوفِ لمْ أَدرُكْ مَسـيرا
أبا الشهداءِ يَقصُـرُ فيكَ حَرفي
وَتعرفنـي الفنونُ بها خَبيـرا
ولكنـي ببـابكَ ضـاعَ رَشدي
وأَدركتُ الهَوى أمــراً خَطيرا
وَضـاقَ بخاطري الكَلِمُ المُقفى
لأعطـي حَقكَ البَعضَ اليَسيرا
فـعُذراً سَـيدي أَسعِفْ لساني
على قـولٍ بهِ أُمسـي ظهيرا
لآلِ البيتِ مَـداحاً أُســـمى
وأنْ أبقـى لِحبِـكُمُ أَســيرا
فأني سَـيدي مُنـيتُ نفسـي
فمَنْ ياسَـيدي يُغني الفقيرا..؟
وهـذي مُنيتـي واللهِ دَومـاً
أَكـونُ بِغيَـرِها عَبداً كَسـيرا
لآلِ مُحَمـَـدٍ أَوقفتُ شِعـري
شَـفيعي في غَـدٍ يَغدو حَريرا
أَبا الشـهداءِ عُذراً ياحُسـينٌ
لِسـاني قاصِـرٌ يَبقى حَصـيرا
صَغيراً في المديحِ رأيتُ نَفسي
وقد صِـرتُ بمدحِكُـمُ كَبـيرا
وَحسبي في غَـدٍ أُثوى بِرَغدٍ
لأنـي واجِـدٌ بِكُـمُ النَصـيرا
*** *** ***
أبا الشــــهداءِ عـــذراً
- الزيارات: 2181