طباعة

تزهو البقيع فخورة بثراها

الشاعر السيد جواد الحسيني
حيث ارتقت وسمت وبان علاها
فقد استضافت أرضها وربوعها
روضاً أقلّ رفاتها وحواها
أم البنين وبالبنين تقرّبت
تفدي الحسين لتستنيل مناها
رمز الشهامة والثبات بقلبها
والطفّ فى أشبالها يتباهى
أهدت بنيها فى طريق وليّهم
لتصون حقّاً للحسين عساها
فخر النساء تفرّدت بعطائها
لتكون درساً مشرقاً لسواها
من سيدات الكون من سرواته
واللَّه أكرم شأنها وحماها
فلقد حباها من فضائل عطفه
طوبى لمن صان الكريم بهاها
وقد اصطفاها للوصى قرينة
فحيى بمهجتها النهى وهداها
ولقد تحيّرت العقول بصبرها
وتعجبت من حلمها وفداها
اللَّه ألهمها الشجاعة والإبا
ليكون في درب الحسين ولاها
زنة الدنيا في قدرها ومقامها
وتطيّبت أنفاسها وشذاها
عزّاً كفاها للحسين نصيرة
بعد البتول إذ المنون أتاها
أم البنين وقد بنت صرحاً لها
فيه الرحيق وكوثر سقياها
كلّ المديح بحقّها لا يستوى
لفدائها الغالي وروحي فداها
فتوسّدت في قبرها مرضيّة
بجوار أنوار الهدى مثواها
رقدت وقرّت عينها وتسنّمت
رضوان باريها وحضوة طه
نالت بموقفها الكريم تجلّلاً
في كفّها الدنيا وفي أخراها
بشرى ليثرب والكواكب حولها
بسمائها وربوعها ورباها
إن كان عندك حاجة فافزع لها
واندب إلى الرحمن كي تلقاها