طباعة

زياد بن ابيه :

امـا زيـاد فـكـان يـتـصف بالبطش والغلظة , وكان محبا للشهرة والمنصب , وكان مستعدالاجل ذلك للتضحية بمبادئه وارتكاب ابشع الجرائم . فقد كان واليا من قبل الامام (ع ),وكان على الظاهر مؤمنا بـمبادئه , ولكنه انقلب فجاة على عقبيه , وتحول حبه الى عداءشديد, كما صرح بذلك لحجر, واخذ يـطـارد بعنف كل الموالين المؤمنين , ويرتكب ابشع الجرائم والمنكرات , ولكنه في نفس الوقت لم يـسـتسلم لمعاوية تماما, لذلك كان يحافظ على منصبه , وشخصيته , ويدعم معاوية ويحاول ارضاءه , لـذلـك لـم يـقتل حجرا واصحابه بنفسه , بل وجهه لمعاوية , ولكنه في نفس الوقت , استخدم شهادة الـشـهود, لتتوجه النقمة اليهم , وليلقى اللوم على الشهود, وبذلك يحافظ على حكم معاوية , ومنصبه معا.
وقـد صـرح الـمـغيرة بان زيادا محب للشهرة والمنصب , لذلك قدم معاوية بعض التنازلات من اجل اسـتمالة زياد الى صفه , لانه كان يعرف صفاته وقدراته ((134)) , ولذلك ولاه على الكوفة اضافة لولايته على البصرة .
وقد خاف زياد على منصبه من حركة حجر واصحابه , لانها تتهدد وجوده في الكوفة ,لذلك واجهها بكل عنف وشدة , حتى يتسنى له المقام في العراق . ففي مروج الذهب : ((كان زياد جمع الناس بالكوفة بباب قصره يحرضهم على لعن علي فمن ابى ذلك عرضه على السيف )) ((135)) .
(وكـان زياد يتتبع الشيعة , وهو بهم عارف , لانه كان منهم , فقتلهم تحت كل حجر ومدر,واخافهم , وقطع الايدي والارجل , وسمل العيون وصلبهم عل جذوع النخل , وطردهم وشردهم عن العراق , فلم يبق بها معروف منهم ) ((136)) .
ومـن جـرائمـه قتله لعمرو بن الحمق الخزاعي , فحين تولى زياد الكوفة , طلب عمرو بن الحمق الخزاعي , فهرب منه فاعتقل زوجته وسجنها, ثم تعقب عمرا حتى ظفر به جلاوزة زياد, وقطعوا راسه , فبعث به زياد الى معاوية , وهو اول راس طيف به في الاسلام .
وكـذلـك فعل برشيد الهجري , وكان من خواص الامام (ع ), عرض عليه زياد البراءة واللعن , فابى , فقطع يديه ورجله ولسانه , وصلبه خنقا في عنقه .
وكذلك فعل بجويرية بن مسهر العبدي , حيث اخذه زياد فقطع يديه ورجليه وصلبه على جذع نخلة .
وقد هدم بيت حجر بعد ان اعتقله وارسله الى معاوية .
وفـي مروج الذهب ان ((معاوية عين زيادا واليا على المدينة , بالاضافة للكوفة والبصرة ,وذلك في اواخر حياة زيد. واتصلت ولايته باهل المدينة , (فاجتمع الصغير والكبيربمسجد رسول اللّه (ص ) وضـجـوا الـى اللّه , ولاذوا بـقـبـر النبي (ص ) ثلاثة ايام , لعلمهم بما هو عليه من الظلم والعسف , فخرجت في كفه بثرة , ثم حكها ثم سرت واسودت فصارت آكلة سوداء, فهلك بذلك ) ((137)) .