• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أشعاره عند الكعبة ، وما نقله طاووس الفقيه عنه

e-sajad01

قال عبد الله بن مبارك : حججت بعض السنين إلى مكة فبينما أنا سائر في عرض الحاج وإذا صبي سباعي أو ثماني ؟ وهو يسير في ناحية من الحاج بلا زاد ولا راحلة فتقدمت إليه وسلمت عليه ، وقلت له : مع من قطعت البر ؟ قال : مع البار فكبر في عيني ، فقلت : يا ولدي أين زادك وراحلتك ؟ فقال : زادي تقواي ، وراحلتي رجلاي ، وقصدي مولاي ، فعظم في نفسي ، فقلت : يا ولدي ممن تكون ؟ فقال : مطلبي ، فقلت : أبن لي ؟ فقال : هاشمي ، فقلت : هاشمي ، فقلت : أبن لي ، فقال : علوي فاطمي فقلت : يا سيدي هل قلت شيئا من الشعر ؟ فقال : نعم ، فقلت : أنشدني شيئا من شعرك ، فأنشد :
لنحن على الحوض رواده                 
نذود ونسقي وراده
 وما فاز من فاز إلا بنا     وما خاب من حبنا زاده
ومن سرنا نال منا السرور     ومن ساءنا ساء ميلاده
ومن كان غاصبنا حقنا          فيوم القيامة ميعاده   
ثم غاب عن عيني إلى أن أتيت مكة فقضيت حجتي ورجعت ، فأتيت الأبطح فإذا بحلقة مستديرة ، فاطلعت لأنظر من بها فإذا هو صاحبي ، فسألت عنه فقيل :هذا زين العابدين ، ويروى له :
نحن بنو المصطفى ذوو غصص      في الأنام كاظمنا
عظيمة في الأنام محنتنا     أولنا مبتلى وآخرنا
يفرح هذا الورى بعيدهم     ونحن أعيادنا مآتمنا
والناس في الامن والسرور     وما يأمن طول الزمان خائفنا
وما خصصنا به من الشرف     الطائل بين الأنام آفتنا
 يحكم فينا الحكم فيه لنا      جاحدنا حقنا وغاصبنا
الأصمعي : كنت أطوف حول الكعبة ليلة ، فإذا شاب ظريف الشمائل وعليه ذؤابتان ، وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول : " نامت العيون ، وعلت النجوم وأنت الملك الحي القيوم ، غلقت الملوك أبوابها ، وأقامت عليها حراسها ، وبابك مفتوح للسائلين ، جئتك لتنظر إلي برحمتك يا أرحم الراحمين " ثم أنشأ يقول :
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم       يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت قاطبة     وأنت وحدك يا قيوم لم تنم
أدعوك رب دعاء قد أمرت به     فارحم بكائي بحق البيت والحرم
إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف     فمن يجود على العاصين بالنعم
 قال : فاقتفيته فإذا هو زين العابدين .
طاووس الفقيه : رأيته يطوف من العشاء إلى سحر ويتعبد ، فلما لم ير أحدا رمق السماء بطرفه ، وقال :إلهي غارت نجوم سماواتك ، وهجعت عيون أنامك ، وأبوابك مفتحات للسائلين ، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمد في عرصات القيامة ، ثم بكى وقال : وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك ، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاك ، ولا بنكالك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرض ، ولكن سولت لي نفسي وأعانني على ذلك سترك المرخى به علي ، فالآن من عذابك من يستنقذني ؟ وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني ؟ فواسوأتاه غدا من الوقوف بين يديك ، إذا قيل للمخفين جوزوا ، وللمثقلين حطوا ، أمع المخفين أجوز ؟ أم مع المثقلين أحط ؟ ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب ، أما آن لي أن أستحي من ربي ؟ ! ثم بكى وأنشأ يقول :
أتحرقني بالنار يا غاية المنى     فأين رجائي ثم أين محبتي
أتيت بأعمال قباح زرية وما     في الورى خلق جنى كجنايتي
 ثم بكى وقال : سبحانك تعصى كأنك لا ترى ، وتحلم كأنك لم تعص تتودد إلى خلقك بحسن الصنيع كأن بك الحاجة إليهم ، وأنت يا سيدي الغني عنهم ثم خر إلى الأرض ساجدا ؟ قال : فدنوت منه وشلت برأسه ووضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خده ، فاستوى جالسا وقال : من الذي أشغلني عن ذكر ربي ؟ فقلت : أنا طاوس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع ؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جانون ، أبوك الحسين بن علي وأمك فاطمة الزهراء ، وجدك رسول الله ! ؟ قال : فالتفت إلي وقال : هيهات هيهات يا طاوس دع عني حديث أبي وأمي وجدي خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن ، ولو كان عبدا حبشيا ، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولدا قرشيا أما سمعت قوله تعالى " فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " هذه الأبيات أنشدها الإمام زين العابدين ولم ينشئها .
إذ أن البيت الأول والثاني والرابع منها عين ما ورد من شعر منازل الذي فلج نصفه وشل بسبب دعاه أبيه عليه عند البيت الحرام .
ولما تضرع منازل إلى أبيه بالعفو عنه وأقنعه باتيان البيت الحرام ليستغفر له ونفرت به الناقة في الطريق وهلك ، جاء منازل إلى البيت مستغيثا ومستجيرا فكان من قوله في جوف الليل :
يا من يجيب دعا المضطر في الحرم     يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا     يدعو وعينك يا قيوم لم تنم
هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي     يا من أشار إليه الخلق في الحرم
إن كان عفوك لا يلقاه ذو سرف     فمن يجود على العاصين بالنعم
فسمعه الامام أمير المؤمنين وأغاثه وعلمه الدعاء المعروف بدعاء ( المشلول ) .
وقد ذكر الحديث كله والشعر والدعاء العلامة المجلسي - ره - في المجلد التاسع من البحار ص 562 طبع الكمباني نقلا عن مهج الدعوات ويوجد فيه في ص 151 طبع إيران سنة 1323 .
قال ابن كثير الشامي في تاريخه البداية والنهاية ج 9 ص 109 : وروى الحافظ ابن عساكر من طريق محمد بن عبد الله المقرى ، حدثني سفيان بن عيينة عن الزهري قال : سمعت علي بن الحسين سيد العابدين يحاسب نفسه ويناجى ربه :
يا نفس حتام إلى الدنيا سكونك ، والى عمارتها ركونك ، أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك ، ومن وارته الأرض من آلافك ؟ ومن فجعت به من إخوانك ، ونقل إلى الثرى من أقرانك ؟ فهم في بطون الأرض بعد ظهورها محاسنهم فيها بوال دواثر خلت دورهم منهم وأقوت عراصهم وساقتهم نحو المنايا المقادر وخلوا عن الدنيا وما جمعوا لها وضمتهم تحت التراب الحفائر كم خرمت أيدي المنون ، من قرون بعد قرون ؟ وكم غيرت الأرض ببلائها ، وغيبت في ثرائها ممن عاشرت من صنوف وشيعتهم إلى الأرماس ، ثم رجعت عنهم إلى عمل أهل الافلاس : وأنت على الدنيا مكب منافس لخطابها فيها حريص مكاثر على خطر تمسى وتصبح لاهيا أتدري بماذا لو عقلت تخاطر وان امرءا يسعى لدنياه دائبا ويذهل عن أخراه لا شك خاسر فحتام على الدنيا اقبالك ؟ وبشهواتها اشتغالك ؟ وقد وخطك القتير ، وأتاك النذير وأنت عما يراد بك ساه ، وبلذة يومك وغدك لاه ، وقد رأيت انقلاب أهل الشهوات ، وعاينت ما حل بهم من المصيبات : وفى ذكر هول الموت والقبر والبلى عن اللهو واللذات للمرء زاجر أبعد اقتراب الأربعين تربص وشيب قذال منذر للكابر [ للأكابر ] ظ كأنك معنى بما هو ضائر لنفسك عمدا عن الرشد حائر انظر إلى الأمم الماضية ، والملوك الفانية ، كيف اختطفتهم عقبان الأيام ، ووافاهم الحمام ، فانمحت من الدنيا آثارهم ، وبقيت فيها أخبارهم ، وأضحوا رمما في التراب إلى يوم الحشر والمآب :
أمسوا رميما في التراب وعطلت     مجالسهم منهم وأخلت
مقاصر وحلوا بدار لا تزاور بينهم     وأنى لسكان القبور التزاور
فما أن ترى الا قبورا ثووا بها       مسطحة تسفى عليها الأعاصر  
كم من ذي منعة وسلطان ، وجنود وأعوان ، تمكن من دنياه ، ونال ما تمناه ، وبنى فيها القصور والدساكر ، وجمع فيها الأموال والذخائر ، وملح السراري والحرائر :
فما صرفت كف المنية إذ أتت     مبادرة تهوى إليه الذخائر
ولا دفعت عنه الحصون التي بنى     وحف بها أنهاره والدساكر
ولا قارعت عنه المنية حيلة     ولا طمعت في الذب عنه العساكر
أتاه من الله ما لا يرد ، ونزل به من قضائه ما لا يصد ، فتعالى الله الملك الجبار المتكبر العزيز القهار ، قاصم الجبارين ، ومبيد المتكبرين ، الذي ذل لعزه كل سلطان وأباد بقوته كل ديان :
مليك عزيز لا يرد قضاؤه     حكيم عليم نافذ الامر قاهر
عنى كل ذي عز لعزة وجهه     فكم من عزيز للمهيمن صاغر
لقد خضعت واستسلمت وتضاءلت     لعزة ذي العرش الملوك الجبابر
فالبدار البدار ، والحذار الحذار ، من الدنيا ومكائدها ، وما نصبت لك من مصائدها وتحلت لك من زينتها ، وأظهرت لك من بهجتها ، وأبرزت لك من شهواتها ، وأخفت عنك من قواتلها وهلكاتها :
وفى دون ما عاينت من فجعاتها     إلى دفعها داع وبالزهد آمر
فجد ولا تغفل وكن متيقظا     فعما قليل يترك الدار عامر
فشمر ولا تفتر فعمرك زائل     وأنت إلى دار الإقامة صائر
ولا تطلب الدنيا فان نعيمها     وان نلت منها غبه لك ضائر
فهل يحرص عليها لبيب ؟ أو يسر بها أريب ؟ وهو على ثقة من فنائها ، وغير طامع في بقائها أم كيف تنام عينا من يخشى البيات ؟ وتسكن نفس من توقع في جميع أموره الممات :
ألا لا ولكنا نغر نفوسنا     وتشغلنا اللذات عما نحاذر
وكيف يلذ العيش من هو موقف     بموقف عدل يوم تبلى السرائر
كأنا نرى أن لا نشور وأننا     سدى مالنا بعد الممات مصادر
وما عسى أن ينال صاحب الدنيا من لذتها ؟ ويتمتع به من بهجتها ، مع صنوف عجائبها وقوارع فجائعها ، وكثرة عذابه في مصابها وطلبها ، وما يكابد من أسقامها وأوصابها وآلامها :
أما قد نرى في كل يوم وليلة     يروح علينا صرفها ويباكر
تعاورنا آفاتها وهمومها وكم     قد نرى يبقى لها المتعاور
فلا هو مغبوط بدنياه آمن ولا     هو عن تطلابها النفس قاصر
كم قد غرت الدنيا من مخلد إليها ؟ وصرعت من مكب عليها ، فلم تنعشه من عثرته ولم تنقذه من صرعته ، ولم تشفه من ألمه ، ولم تبره من سقمه ، ولم تخلصه من وصمه .
بل أوردته بعد عز ومنعة        موارد سوء ما لهن مصادر
فلما رأى أن لا نجاة وأنه      هو الموت لا ينجيه منه التحاذر
 تندم إذ لم تغن عنه ندامة         عليه وأبكته الذنوب الكبائر
إذ بكى على ما سلف من خطاياه ، وتحسر على ما خلف من دنياه ، واستغفر حين لا ينفعه الاستغفار ولا ينجيه الاعتذار ، عند هول المنية ، ونزول البلية :
أحاطت به أحزانه وهمومه      وأبلس لما أعجزته المقادر
فليس له من كربة الموت فارج     وليس له مما يحاذر
ناصر وقد جشأت خوف المنية نفسه         ترددها منه اللها والحناجر    
هنالك خف عواده ، وأسلمه أهله وأولاده ، وارتفعت البرية بالعويل ، وقد أيسوا من العليل فغمضوا بأيديهم عينيه ، ومد عند خروج روحه رجليه ، وتخلى عنه الصديق ، والصاحب الشفيق :
فكم موجع يبكى عليه مفجع     ومستنجد صبرا وما هو صابر
ومسترجع داع له الله مخلصا     يعدد منه كل ما هو ذاكر
وكم شامت مستبشر بوفاته     وعما قليل للذي صار صائر
فشقت جيوبها نساؤه ، ولطمت خدودها إماؤه ، وأعول لفقده جيرانه ، وتوجع لرزيته إخوانه ، ثم أقبلوا على جهازه ، وشمروا لا برازه ، كأنه لم يكن بينهم العزيز المفدى ولا الحبيب المبدى :
وحل أحب القوم كان بقربه     يحث على تجهيزه ويبادر
وشمر من قد أحضروه لغسله     ووجه لما فاض للقبر حافر
وكفن في ثوبين واجتمعت     له مشيعة إخوانه والعشائر
فلو رأيت الأصغر من أولاده ، وقد غلب الحزن على فؤاده ، ويخشى من الجزع عليه ، وخضبت الدموع عينيه ، وهو يندب أباه ، ويقول : يا ويلاه وا حرباه :
لعاينت من قبح المنية منظرا     يهال لمرآة ويرتاع ناظر
أكابر أولاد يهيج اكتئابهم إذا      ما تناساه البنون الأصاغر
وربة نسوان عليه جوازع     مدامعهن فوق الخدود غوازر
ثم اخرج من سعة قصره ، إلى ضيق قبره ، فلما استقر في اللحد وهيئ عليه اللبن ، احتوشته أعماله ، وأحاطت به خطاياه ، وضاق ذرعا بما رآه ، ثم حثوا بأيديهم عليه التراب وأكثروا البكاء عليه والانتحاب ، ثم وقفوا ساعة عليه ، وآيسوا من النظر إليه ، وتركوه رهنا بما كسب وطلب :
 فولوا عليه معولين وكلهم     لمثل الذي لاقى أخوه محاذر
كشاء رتاع آمنين بدا لها      بمديته بادي الذراعين حاسر
فريعت ولم ترتع قليلا وأجفلت     فلما نأى عنها الذي هو جاذر
عادت إلى مرعاها .
ونسيت ما في أختها دهاها ، أفبأفعال الانعام اقتدينا ؟ أم على عادتها جرينا ؟ عد إلى ذكر المنقول إلى دار البلى ، واعتبر بموضعه تحت الثرى ، المدفوع إلى هول ما ترى :
ثوى مفردا في لحده وتوزعت مواريثه * والأصاهر وأحنوا على أمواله يقسمونها * فلا حامد منهم عليها وشاكر * فيا عامر الدنيا ويا ساعيا لها * ويا آمنا من أن تدور الدوائر كيف أمنت هذه الحالة ، وأنت صائر إليها لا محالة ، أم كيف ضيعت حياتك ؟ وهي مطيتك إلى مماتك ، أم كيف تشبع من طعامك ؟ وأنت منتظر حمامك ، أم كيف تهنأ بالشهوات ؟ وهي مطية الآفات : ولم تتزود للرحيل وقد دنا * وأنت على حال وشيك مسافر فيا لهف نفسي كم أسوف توبتي * وعمري فان والردى لي ناظر وكل الذي أسلفت في الصحف * مثبت يجازى عليه عادل الحكم قاهر فكم ترقع آخرتك بدنياك ؟ وتركب غيك وهواك ؟ أراك ضعيف اليقين ، يا مؤثر الدنيا على الدين ، أبهذا أمرك الرحمن ؟ أم على هذا نزل القرآن ؟ أما تذكر ما أمامك من شدة الحساب ، وشر المآب ؟ أما تذكر حال من جمع وثمر ، ورفع البناء وزخرف وعمر ؟ أما صار جمعهم بورا ، ومساكنهم قبورا ؟ تخرب ما يبقى وتعمر فانيا * فلا ذاك موفور ولا ذاك عامر وهل لك ان وافاك حتفك بغتة * ولم تكتسب خيرا لدى الله عاذر أترضى بأن تفنى الحياة وتنقضي * ودينك منقوص ومالك وافر
- مناقب ابن شهرآشوب : وكفاك من زهده الصحيفة الكاملة والندب المروية عنه .
فمنها ما روى الزهري : يا نفس حتام إلى الحياة سكونك ، وإلى الدنيا وعمارتها ركونك ، أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك ، ومن وارته الأرض من آلافك ، ومن فجعت به من إخوانك .
شعر : فهم في بطون الأرض بعد ظهورها محاسنهم فيها بوال دواثر خلت دورهم منهم وأقوت عراصهم وساقتهم نحو المنايا المقادر وخلوا عن الدنيا وما جمعوا لها وضمتهم تحت التراب الحفائر ومنها ما روى الصادق : حتى متى تعدني الدنيا وتخلف ، وأأتمنها فتخون وأستنصحها فتغش ، لا تحدث جديدة إلا تخلق مثلها ، ولا تجمع شملا إلا بتفريق بين حتى كأنها غيري ، أو محتجبة تغار على ألاف وتحسد أهل النعم ، شعر : فقد آذنتني بانقطاع وفرقة وأومض لي من كل أفق بروقها ومنها ما روى سفيان بن عيينة :أين السلف الماضون ؟ والأهل والأقربون ؟ والأنبياء والمرسلون ؟ طحنتهم والله المنون ، وتوالت عليهم السنون ، وفقدتهم العيون وإنا إليهم لصائرون ، وإنا لله وإنا إليه راجعون :
إذا كان هذا نهج من كان قبلنا     فإنا على آثارهم نتلاحق
فكن عالما أن سوف تدرك من مضى     ولو عصمتك الراسيات الشواهق
فما هذه دار المقامة فاعلمن        ولو عمر الانسان ما ذرشارق   
توضيح : الآلاف جمع الألف بالكسر بمعنى الأليف ، وفجعه كمنعه أو جمعه ، وأقوت الدار ، أي خلت ، والبين الفراق والوصل ضد ، والمراد هنا الثاني ويمكن أن يقرأ بتشديد الياء بأن يكون صفة ، وغيري فعلى من الغيرة ، والمنون الدهر والموت ، وذرت الشمس بالتشديد طلعت ، والشارق الشمس حين تشرق .
- مناقب ابن شهرآشوب : ومما جاء في صدقته ما روي في الحلية وشرف النبي والأغاني وعن محمد بن إسحاق بالاسناد عن الثمالي ، وعن الباقر إنه كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به ، قال أبو - حمزة الثمالي وسيفان الثوري كان يقول : إن صدقة السر تطفئ غضب الرب .
الحلية والأغاني عن محمد بن إسحاق إنه كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل .
وفي رواية أحمد به حنبل عن معمر ، عن شيبة بن نعامة : أنه كان يقوت مائة أهل بيت بالمدينة ، وقيل : كان في كل بيت جماعة من الناس .
الحلية قال : إن عائشة سمعت أهل المدينة يقولون : ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين . وفي رواية محمد بن إسحاق إنه كان في المدينة كذا وكذا بيتا يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه لا يدرون من أين يأتيهم ، فلما مات زين العابدين فقدوا ذلك فصرخوا صرخة واحدة .
وفي خبر : عن أبي جعفر إنه كان يخرج في الليلة الظلماء ، فيحمل الجراب على ظهره حتى يأتي بابا بابا ، فيقرعه ثم يناول من كان يخرج إليه ، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه ، الخبر .
وفي خبر : أنه كان إذا جنه الليل ، وهدأت العيون قام إلى منزله ، فجمع ما يبقى فيه عن قوت أهله ، وجعله في جراب ورمى به على عاتقه وخرج إلى دور الفقراء وهو متلثم ، ويفرق عليهم ، وكثيرا ما كانوا قياما على أبوابهم ينتظرونه فإذا رأوه تباشروا به ، وقالوا : جاء صاحب الجراب . الحلية قال الطائي : إن علي بن الحسين كان إذا ناول الصدقة السائل قبله ثم ناوله .
شرف العروس : عن أبي عبد الله الدامغاني أنه كان علي بن الحسين يتصدق بالسكر واللوز فسئل عن ذلك فقرأ قوله تعالى : " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " وكان : يحبه .
الصادق إنه كان علي بن الحسين يعجب بالعنب فدخل منه إلى المدينة شئ حسن ، فاشترت منه أم ولده شيئا وأتته به عند إفطاره فأعجبه ، فقبل أن يمد يده وقف بالباب سائل ، فقال لها : احمليه إليه ، قالت : يا مولاي بعضه يكفيه قال : لا والله وأرسله إليه كله ، فاشترت له من غد وأتت به فوقف السائل ، ففعل مثل ذلك فأرسلت فاشترت له ، وأتته به في الليلة الثالثة ولم يأت سائل فأكل وقال : ما فاتنا منه شئ والحمد لله .
الحلية قال أبو جعفر : إن أباه علي بن الحسين قاسم الله ماله مرتين .
الزهري : لما مات زين العابدين فغسلوه ، وجد على ظهره مجل فبلغني إنه كان يستقي لضعفة جيرانه بالليل .
الحلية قال : عمرو بن ثابت : لما مات علي بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره وقالوا : ما هذا ؟ فقيل : كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة .
وفي روايات أصحابنا : إنه لما وضع على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء .
العودة إلى الصفحة الرئيسية


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page