الفصل السادس
وأمّا حديث أبي هُرَيْرة الدَّوْسيّ ؛ فقد أخرجه أحمد في (مسنده) والدَّارِميّ في (سننه) وابن حِبّان في (صحيحه) والطبرانيّ في (الأوسط) والحاكم في (المستدرك) (94) بطرقهم عن محمّد بن عَجْلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله قال : أهون أهل النار عذاباً عليه نعلان يغلي منهما دِماغه .
قلت : مَن كان عارفاً بأحوال أبي هريرة وأقواله ، واقفاً على سيرته في التزلّف إلى طغاة بني أميّة ، والتقرّب إلى أُمراء بني مروان وحكّامهم ؛ بوضع الأحاديث التي فيها إزراءٌ على آل أبي طالبٍ وانتقاصٌ لهم - شأن غيره من النواصب - لم يَرْتَبْ في اتّهامه بهذا الحديث وإلصاقه به ، وعدم انفكاكه عن وَضْعه .
وإن ابتغيتَ تحقيقَ ذلك ، ورُمْتَ الوقوفَ على حقيقة ما كان عليه (أبو هريرة) فعليك بما جمعه الإمام ابن شرف الدين العامليّ رحمه الله تعالى في سيرته ، وانتقده من أحاديثه ، والله يتولّى هُداك . وإذا الفِرْية في آفاقنا ذُكِرَتْ ***فإنّما به فينا يُضرب المَثَلُ ________________________________
94ـ مسند أحمد : 2 / 4322 - سنن الدارميّ : 2 / 797 ح2741 - صحيح ابن حِبّان : 16 / 513 ح7472 - المعجم الأوسط : 7 / 148 - 149 ح6267 - المستدرك على الصحيحين : 4 / 580 .