• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الشيخ جعفر الخطي

المتوفى ١٠٢٨
قال يرثي سيد الشهداء الحسين بن علي عليه‌السلام :
معاهدهم بالابرقين هوامدُ
رزقن عهاد المزن تلك المعاهد
ولولا احمرار الدمع لانبعثت بها
سحائب دمع بالحنين رواعد
وقفت بها والوحش حولي كأنني
بهنّ مليك حوله الجند حاشد
أسرّح في اكنافها الطرف لا أرى
سوى أشعث شجته أمس الولائد
وإلا ثلاثاً كالحمايم جثماً
ونؤباً عفته الذاميات العوائد
وأسألها عن أهلها وهي لم تحر
جواباً وهل يستنطق العجم ناشد
لك الخير لا تذهب بحلمك دمنة
محاها البلى واستوطنتها الأوابد (١)
فما هي ان خاطبتها بمجيبة
وان جاوبت لم يشف ما أنت واجد
ولكن هلم الخطب في رزء سيدٍ
قضى ظمأ والماء جار وراكد
كأني به في ثلّة من رجاله
كما حفّ بالليث الأسود اللوابد
يخوض بهم بحر الوغى وكأنه
لواردهم عذب المجاجة بارد
اذا اعتقلوا سمر الرماح وجرّدوا
سيوفاً أعارتها البطون الاساود
فليس لها إلا الصدور مراكزاً
وليس لها إلا الرؤس مغامد
يلاقون شدّات الكماة بأنفس
إذا غضبت هانت عليها الشدائد
إلى أن ثووا في الأرض صرعى كأنهم
نخيل أمالتهن أيدٍ عواضد
أولئك أرباب الحفاظ سمت بهم
الى الغاية القصوى النفوس المواجد
ولم يبق إلا واحد الناس واحداً
يكابد من أعدائه ما يكابد
يكرّ فينثالون عنه كأنهم
مهىً خلفهنّ الضاريات شوارد
يحامي وراء الطاهرات مجاهداً
بأهلي وبي ذاك المحامي المجاهد
فما الليث ذو الاشبال هيج على طوى
بأشجع منه حين قلّ المساعد
ولا سمعت أذني ولا أذن سامع
بأثبت منه في اللقا وهو واحد
إلى أن أسال الطعن والضرب نفسه
فخرّ كما أهوى إلى الأرض ساجد
فلهفي له والخيل منهن صادرٌ
خضيب الحوامي من دماه ووارد
فأيّ فتى ظلّت خيول أمية
تعادى على جثمانه وتطارد
وأعظم شيء أنّ شمراً له على
جناجن صدر ابن النبي مقاعد
فشلّت يداه حين يفري بسيفه
مقلّد من تلقى إليه المقالد
وان قتيلا أحرز الشمر شلوه
لأكرم مفقود يبكّيه فاقد
لقى بمحاني الطف شلواً ورأسه
ينوء به لدن من الخطّ وارد
ولهفي على أنصاره وحماتِه
وهم لسراحين الفلاة موائد
مضمخة أجسادهم فكأنما
عليهنّ من حمر الدماء مجاسد
تضيء به أكناف عرضة كربلا
وتظلم منه أربع ومشاهد
فيا كربلا طلتِ السماء وربما
تناول عفواً حظ ذي السعي قاعد
لأنت وإن كنت الوضيعة نلتٍ من
جواره ما لم تنله الفراقد
سررتِ بهم إذ آنسوك وساءني
محاريب منهم أوحشت ومساجد
بذا قضت الأيام ما بين أهلها
مصائب قوم عند قوم فوائد
ليهنك أن أمسى ثراك بطيبه
تعطر منه في الجنان الخرائد (١)
وان أنس لا أنسى النساء كأنها
قطاً ريع عن أوكاره وهو هاجد
سوافر بعد الصون ما لوجوهها
براقع إلا أذرع وسواعد
إذا هنهّ سلّبن القلائد جددت
من الضرب في أعناقهن قلائد
وتلوى على أعضادهن معاضدٌ
من الضرب إذ تبتزّ منها المعاضد
نوادب لو أن الجبال سمعنها
تداعت أعاليهن فهي سواجد
إذا هنّ أبصرن الجسوم كأنها
نجوم على ظهر الفلاة رواكد
وشمن رؤوساً كالبدور تقلّبها
رماح كأشطان الركي موائد (١)
تداعين يلطمن الخدود بعولةٍ
تصدع منها القاسيات الجلامد
ويخمشن بالأيدي الوجوه كأنها
دنانير أبلاهنّ بالحك ناقد
وظلن يرددن المناح كأنما
تعلم منهن الحمام الفواقد
فما الورق بزتها البزاة فراخها
وحلأها عن حومة الوكر صائد
ولا رزحٌ هيمٌ تكاد قلوبها
تطير إذا عنّت لهن الموارد (٢)
تهمّ بورد الماء ثم يردها
أخيرق مرهوب البسالة ذائد
يدافعها عن ورده وهي لا تني
تدافعه وهو الألد المعاند
فيرجعها حرى القلوب كأنما
يؤجج في أحشائها النار واقد
بأكثر منها تلك نوحاً وهذه
حنيناً وأنى والعيون جوامد
فيا وقعة ما أحدث الدهر مثلها
يبيد الليالي ذكرها وهو خالد
لألبست هذا الدين أثواب ذلة
ترث لها الأيام وهي جدائد
لحى الله قيساً قيس عيلان إنني
عليهم لمسجور الحشاشة حاقد
لأمهم الويلات ما ذنب هاشم
عليهم أما كفواً إذا لم يساعدوا
أغرتم فحللتم أواصر بينكم
لها مضرٌ في سالف الدهر عاقد
وأبكيتم جفن النبي محمد
ليضحك كلب من أمية عاقد
أمية هبّي من كراك فما جنى
كفعلك جان وهو مثلك راقد
لأغرقتم في رمي هاشم بعدما
أحلوكم حيث السهى والفراقد
على غير شيء غير أنكم معاً
إذا حصل الانساب كفّ وساعد
خلا أنه أولى بكم من نفوسكم
بنصّ من التنزيل والله شاهد
أنالهم ما لم ينلكم إلههم
فكلكم بادي العداوة حاسد
أما وأبي لولا تأخر مدتي
وأن الذي لم يقضه الله كايد
لا لفيتموني في رجال كأنهم
ليوث بمستنّ النزال حوارد
بأيماننا بيض كأن متونها
إذا اطردت أمواههن مبارد
وخطية ملس البطون كأنما
أسنتها مما شحذن مناصد
نطاعنكم عنهم بهذي فأن نبت
عواملها ملنا بتلك نجالد
لعمر أبي الخطي ان عز نصركم
عليه فلم تعزز عليه القائد
من اللائي يدنين الخلي من الأسى
ويتركن مثلوج الحشا وهو واجد
فدونكم آل النبي فرائداً
تذلّ لها في سلكهن الفرائد
يزيركموها من فروع ربيعة
فتى عرقت فيه الرجال الأماجد (3)
يمدّ بضبعيه إلى أمد العلا
إذا ما انتمى جدّ كريم ووالد
إذا شئت جاراني بمضمار مدحكم
جوادان لا يشآهما الدهر طارد (4)
إذا ركضا كان المصلي منهما
الفتى حسن والسابق الفحل ماجد
هما أرضعاني درة الرشد يافعاً
فها أنا ذا والحمد لله راشد (5)
الشيخ جعفر الخطي
هو العالم الفاضل أبو البحر شرف الدين الشيخ جعفر بن محمد بن حسن بن علي بن ناصر بن عبد الإمام العبدي من عبد القيس الخطي ، أحد المشاهير علامة فاضل من الصلحاء الأبرار وكان مع وفور تقواه أديب رقيق وشاعر مطبوع جزل اللفظ منسجم الأسلوب قوي العارضة من شعراء أوائل القرن الحادي عشر وأحد المعاصرين لمفخرة الشيعة الشيخ بهاء الدين العاملي ورد عليه في أصفهان خلال زيارته لثامن الأئمة علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ومدحه بقصيدة عصماء وجاراه في رائيته في مدح صاحب الزمان سلام الله عليه حيث اقترح عليه ذلك فقال على البديهة وفي مجلس البهائي :
هي الدار تستسقيك مدمعها الجاري
فسقياً فأجدى الدمع ما كان للدار
ولا تستضع دمعاً تريق مصونه
لعزته ما بين نؤي واحجار
فأنت امرء بالأمس قد كنت جارها
وللجار حق قد علمت على الجار
إلى آخرها وهي مماثلة لقصيدة البهائي التي مطلعها :
سرى البرق من نجد فجدد تذكاري
عهود بحزوى والعذيب وذي قار
له من الآثار المنشورة بين الناس ديوان شعره المشهور.
قال يعتذر إلى الشريف أبي عبد الله بن عبد الرؤوف الحسيني العلوي حين أنكر منه ما كان يألفه من أنسه وعنايته وتوسم فيه المكافاة على ما يجن فقال يعتذر عن هذا الوهم وبعث بها اليه سنة ١٠١٩ :
يا سيداً عظمت موا
قع فضله عندي وجلّت
هذي مواهبك التي
سقت الورى نهلا وعلت
ما بالها كثرت على
غيري وعني اليوم قلت
لم أدر أي خطيئة
عثرت بها قدمي وزلت
خطب لعمر أبي ، تضيـ
ـق به السماء وما أظلت
والأرض تعجز عن تحمـ
ـلها جفاك وما أقلت
وسيوف عتبك يا أعز
العالمين عليّ سُلت
أحسين إني والذي
عنت الوجوه له وذلت
لعلى الوفاء كما علمـ
ـتَ وان جفت نفس وملت
تربت يد علقت بغيـ
ـرك أو بفضل سواك بُلت
هذا وأن مدت يدي
لسواك تسأله فشُلت (6)
وقال عندما عبر البحر من قرية كتكان توبلي قاصداً قرية بوبهان (7) وذلك حالة الجزر ولما توسط معظم الماء وثب بعض السمك واسمه ( السبيطي ) نافراً في وجهه فشق وجنته اليمنى فنظم هذه القصيدة الغراء سنة ١٠١٩ هـ :
برغم العوالي والمهندة البتر
دماء أراقتها سبيطية البحر
ألا قد جنى بحر البلاد وتوبلى
عليّ بما ضاقت به ساحة البر
فويل بني شنّ ابن أقصى وما الذي
رمته به أيدي الحوادث من وتر
دم لم يرق من عهد نوح ولا جرى
على حدّ ناب للعدو ولا ظفر
تحامته اطراف القنا وتعرضت
له الحوت يا بؤس الحوادث والدهر
لعمر أبي الأيام ان باء صرفها
بثار امرئ من كل صالحة مثري
فلا غرو فالأيام بين صروفها
وبين ذوي الأخطار حرب إلى الحشر
ألا أبلغ الحيين بكراً وتغلباً
فما الغوث إلا عند تغلب أو بكر
أيرضيكما أن امرءاً من بنيكما
وأي امرئ للخير يدعى وللشر
يراق على غير الضبا دم وجهه
ويجري على غير المثقفة السمر
وتنبو نيوب الليث عنه وينثني
أخو الحوت عنه دامي الفم والثغر
ليقضي امرؤ من قصتي عجباً فمن
يرد شرح هذا الحال ينظر الى شعري
أنا الرجل المشهور ما من محلة
من الأرض إلا قد تخللها ذكري
فان أمسي في قطرمن الأرض إن لي
بريد اشتهار في مناكبها يسري
تولع بي صرف القضاء ولم تكن
لتجري صروف الدهر إلا على الحر
توجهت من ( مري ) ضحى فكأنما
توجهت من مري إلى العلقم المر
تلجلجت خور القريتين مشمراً
وشبلي معي والماء في أول الجزر
فما هو إلا أن فئت بطافر
من الحوت في وجهي ولا ضربة الفهر
لقد شق يمنى وجنتي بنطحة
وقعت بها دامي المحيا على قطري
فخيّل لي أن السموات أطبقت
عليّ وأبصرت الكواكب في الظهر
وقمت كهدي ندّ من يد ذابح
وقد بلغت سكّينة ثغرة النحر
يطوحني نزف الدماء كأنني
نزيف طلى مالت به نشوة الخمر
فمن لا مرئ لا يلبس الوشي قد غدا
وراح موشّى الجيب بالنقط الحمر
ووافيت بيتي ما رآني امرؤ ولم
يقل أوَ هذا جاء من ملتقى الكر
فها هو قد ألقى بوجهي علامة
كما اعترضت بالطرس إعرابة الكسر
فان يمح شيئاً من محياي إثرها
بمقدار أخذ المحو من صفحة البدر
فلا غرو فالبيض الرقاق أدلها
على العتق ما لاحت به سمة الاثر
وقل بعد هذا للسبيطية افخري
على سائر الشجعان بالفتكة البكر
وقل للضبا فيئي اليك عن الطِلا
وللسمر لا تهززن يوماً إلى الصدر
فلو همّ غير الحوت بي لتواثبت
رجال يخوضون الحمام إلى نصري
فاما إذا ما عنّ ذاك ولم أكن
لأدرك ثاري منه ما مدّ في عمري
فلست بمولى الشعران لم أزجّه
بكل شرود الذكر أعدى من العرّ
أضرّ على الأجفان من حادث العمى
وأبلى على الآذان من عارض الوقر
يخاف على من يركب البحر شرها
وليس بمأمون على سالك البر
تجوس خلال البحر تطفح تارة
وترسو رسو الغيص في طلب الدر
تناول منه ما تعالى بسبحه
وتدرك دون القعر مبتدر القعر
لعمر أبي الخطي ان بات ثاره
لذي غير كفوٍ وهو نادرة العصر
فثار علي بات عند ابن ملجم
وأعقبه ثار الحسين لدى شمر (8)
وترجم له المحبي في ( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ) ج ١ ص ٤٨٣ وقال : ولما نظم القصيدة المعارضة لقصيدة الشيخ البهائي واطلع عليها البهائي قرضها تقريضاً حسناً ، ذكره في السلافة وذكر له بعض أشعاره أوردتُ منه
______________
1 ـ الاوابد : الطير المقيمة بأرض شتاء وصيفاً ، أو الوحش.
2 ـ الخرائد جمع خريدة : البكر التي لم تمس قط.
3 ـ الركي بفتح الراء مفردها ركية. والاشطان جمع شطن : الحبل. وصف الرماح لميدانها بحبال الابار.
4 ـ رزح جمع رازح : الجمل الذي لم يستطع النهوض هزالاً وتعباً.
5 ـ يزيركموها أي يهيئكم لها.
6 ـ يشآهما : يسابقهما.
7 ـ عن ديوانه المطبوع في طهران سنة ١٣٧٣ هـ. تحقيق الخطيب السيد علي الهاشمي.١ ـ عن أعيان الشيعة : ج ١٦ ص ٢٠٢.
8 ـ كتكان وبوبهان من قرى البحرين.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page