• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ليلة تنـزّل الملائكة والروح

ليلة تنـزّل الملائكة والروح


بِسْم الله الرَّحْمَن الرَّحيمْ
« إِنَّآ انزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلآَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» (القدر/1-5)
توقف المفسّرون التابعون لمذهب أهل البيت عليهم السلام طويلاً عند كلمة (تنـزّل) التي هي في الأصل (تتنـزّل). فهي كلمة تدلّ على الاستمرار، لأن صيغة المستقبل والمضارع لا تدلّ على المستقبل فحسب، وإنّما تدلّ على حالة الاستمرار والتداوم والتواصل.
وعند هذه الكلمة تتبيّن ميـزة عظيمة يتميّز بها مذهب أهل البيت عليهم السلام عن كلّ المذاهب. فبينما ترى الديانات القائمة اليوم والمذاهب المعاصرة أنّ الاتصال بين ربّ العباد وأهل الأرض قد تمّ في فترات محدّدة تأريخياً ثم انقطع؛ وعلى سبيل المثال فإن هناك أناساً يزعمون ان الاتصال بين السماء والأرض قد انقطع بعد مقتل عيسى عليه السلام - حسب زعمهم - وهكذا الحال بالنسبة الى اليهود الذين يرون أنّ هذا الاتصال قد انقطع منذ أربعة آلاف سنة.
هذا في حين أنّ مذهب أهل البيت عليهم السلام الذي يمثّل جوهر الإسلام نراه يتميّز بانّه يؤمن أن هذا الاتصال ما يزال قائماً وسيظلّ قائماً إلى يوم الدين. فهناك في كل عام ليلة هي ليلة القدر، تتنـزّل فيها الملائكة على حجة الله فوق الأرض، والذي هو الإمام المهدي الحجة بن الحسن عجل الله فرجه. فمذهبنا يؤمن أنّ الأرض لا يمكن أن تخلو من حجّة، وأنّ الله تبارك وتعالى لا يترك الأرض سدىً، فهو أرحم بعباده من أن يتركهم.
صحيح أنّ الإمام عليه السلام مغيّب، ولكنّ حجاب الغيبة لا يمنع آثار الخير والبركة. فأثر الرسول صلى الله عليه وآله في أمّته لم يكن أثراً مادّياً فحسب، والدليل على ذلك قوله تعالى: «وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ» (الانفال/33) فمجرد وجود الرسول صلى الله عليه وآله بين أمّته هو رحمة، وتبليغه للدعوة هو إضافة لهذه الرحمة. ونحن نعلم أنّ الله عزّ وجل لم ينـزل العذاب على قوم إلاّ بعد أن أمر رسوله أن يترك قومه.
فوجود الإمام الحجة عليه السلام في هذه الأرض يمنع عنها النكبات والنقمات وعذاب الاستئصال، وهذا هو واحد من أبعاد أثره، وهناك أبعاد أخرى لا ندركها رغم انّها موجودة، وملموسة الآثار.
وأهل البيت عليهم السلام يأمروننا ان نستدلّ بسورة القدر على استمرار التواصل بين الأرض والسماء. فحجّة الله تعالى في هذه السورة بالغة علينا، فهو عز وجل يصرّح بانّ الملائكة تتنـزّل في ليلة القدر. ومعنى التنـزّل الإنزال على شكل مراحل، وفي نهاية الآية تفسير وبيان لما تتنـزّل به الملائكة وهو الذي يشير إليه تعالى في قوله: «مِن كُلِّ أَمْرٍ».
ما هو الروح؟
وقبل أن نقف قليلاً عند هذه الكلمة لابدّ من وقفة أخرى عند قوله عزّ من قائل: «الْمَلآَئِكَةُ وَالرُّوحُ». فالظاهر من هذه الآية أنّ الملائكة شيء، والروح شيء آخر، لأنّ الشيء لا يمكن أن يُعطف على نفسه. وعلى هذا؛ فإنّ الروح غير الملائكة، فمن هم، ولماذا ينـزلون في ليلة القدر، وهل يمثّلون شخصاً واحداً أم أشخاصاً متعدّدين؟
لقد اختلف المفسّرون كثيراً في تفسير هذه الآية، فمنهم من قال إنّ الروح يمثّل إشراف الملائكة، وقال بعضهم بل إنّ الروح هو شخص جبرائيل عليه السلام؛ أي الروح الأمين، ولأنّه يتنـزّل في هذه الليلة فقد خصّه الله عز وجل بالذكر للإشارة الى ميزته وخصوصيّته.
الآثار العمليّة للإيمان بالملائكة
ومما يجب على كلّ واحد منّا الإيمان بالملائكة، فهم وسائل رحمة الله، وسبل مواهبه. كما أنّ من الواجب علينا أن نحبّ جبرائيل عليه السلام كما نحبّ رسول الله صلى الله عليه وآله، لأن حبّ الملائكة يدفعك الى أن تتشبّه بصفاتهم، وتقترب من أعمالهم وأفعالهم. فالآيات القرآنية التي تذكّرنا بالملائكة، لا تذكّرنا عبثاً، بل لكي يجري في داخلنا تحوّل باتجاههم.
ولأننا ينبغي أن نضمر الحب للملائكة، فانّه من الواجب علينا أن نصلح أنفسنا وواقعنا لكي تتنـزّل الملائكة على بيوتنا. فالبيت الذي يقرأ فيه القرآن، ويذكر فيه الله، ويتدارس العلم، والبيت الذي يعمّه الخير والفضيلة والحبّ وكان منبعاً للإحسان الى الناس، هذا البيت تتنـزّل فيه الملائكة.
أمـا البيت الذي يمتلئ غيبة ونميمة وتهمة وسوء ظن وريـاءً وغنـاءً
وطرباً.. فانّ الملائكة لا تقترب منه، وعندما تبتعد الملائكة تحلّ الشياطين.
فلنعش مع الملائكة ولنكنّ الاحترام والتقدير لهم دائماً، ولنحاول أن نكرّس في أنفسنا حبّهم.

في رحاب شهر الصيام

مجتمع نموذجي كامل

قيم الرسالة في حياتنا الاجتماعية

عدم القبول بالظلم

الصبر وبُعد الأفـق


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page