طباعة

أحاديث الأئمة ( عليهم السلام ) ورواياتهم :

أما لو عدنا إلى أصل روايات الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) التي أثرت عنهم في
مجال التشريعات والأحكام فهي لا تحكي آراءهم الخاصة وإنما هي امتداد
لقول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ورأيه .
فهم إما أن ينقلوا أقوال النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسيرته ، وإما أن يحدثوا بما أودع لديهم
من علوم النبوة ومكنون الرسالة ، حيث ثبت تواتر الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
بأنهم أعدال الكتاب ، والذي يكون نظيرا للقرآن الكريم ، حري بأقواله ومروياته
أن تكون حجة يتعبد بها فيما لو صح سندها إليه ، وقد ألمع إلى ذلك الإمام أبو
جعفر ( عليه السلام ) في أحاديث له مع أصحابه فيقول :
إنا لو كنا نحدثكم برأينا لكنا من الهالكين ، ولكنا نحدثكم بأحاديث
نكنزها عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم . .
وقال ( عليه السلام ) لجابر بن يزيد الجعفي : والله ، يا جابر ، لو كنا نحدث الناس أو
حدثناهم برأينا لكنا من الهالكين ، ولكنا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
نتوارثها كابرا عن كابر نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم .
وروي عنه أيضا قوله : لو أننا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا ،
ولكنا حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) فبينها لنا ( 1 ) .
وعلى هذا الأساس فأحاديث أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) لم تكن يوما ما تمثل
توجهاتهم الخاصة ، إنما كانت تستند إلى جدهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مباشرة أو إلى
علوم وآثار يتوارثونها أبا عن جد يكنزونها في صدورهم كما تدل عليه الرواية
السابقة .
__________________
( 1 ) إعلام الورى / الطبرسي : 270 .