طباعة

وللمدّرس الأفغاني حكاية


ونقل لي المدرس الأفغاني ( قدس سره ) إنّه قصد النجف الأشرف بصورة بالغة الصعوبة حيث وصلها ماشياً على القدمين من بلدته في أفغانستان التي تبعد عن النجف الأشرف آلاف الكيلومترات .
ولما لم يكن له محل في النجف الأشرف اضطر الى العيش في الصحن صباحاً ، وعند الظهر كانت أبواب الصحن تغلق ، فكان يضطر هذا الشيخ الجليل أن يأتي الى وادي السلام ويتخذ من ظلال بعض المقابر العالية مكاناً يأوي اليه في تلك الأوقات الشديدة الحرارة حتّى يتم فتح أبواب الصحن مجدّداً في العصر .
وهكذا دواليك كانت حياى الشيخ تسري بهذه الكيفية .
وقد ذكر لي : أنّه ذات مرة استيقظتُ وأنا في الوادي ةعلى مقرّبة من إحدى المقابر وقد أخذ منّي الحرّ مأخذاً شديداً وكنت في غاية العطش ، قمت من مكاني وأخذت أجوب الوادي حتّى وصلت الى ماء يسيل فشربت منه ، ثّم إنّي فحصتُ عن مصدر هذا الماء فوجدت أنّه منبعث من حوض مغتسل الأموات وهو خليط ٌ بالكافور والسدر ، فتأثرت تأثراً كبيراً وبكيتُ على حالي ، واخذت أخاطب سيّدي أمير المؤمنين (عليه السلام ) ، يا سيدي إنّني رضيت بكلّ شيء لكنّي لا أرضى بهذه الحالة ، وبعد ذلك ذهبت الى الصحن وإذا بخادم السيد أبو الحسن الأصفهاني ( قدس سره ) ينادي ويقول لي : أنت محمّد علي الأفغاني .
قلت له نعم .
قال : السيّد يريدك .
ولما ذهبت الى السيّد أعطاني غرفة وقرّر لي راتباً شهرياً ، و لا أدري من أين علم السيّد الأصفهاني بحالي فعشتُ بعدها برفاهٍ نسبي .