طباعة

٤ ـ أدعية الامام الباقر

وروى الامام الصادق عليه‌السلام ، مجموعة من أدعية أبيه الامام محمد الباقر عليه‌السلام ، وفي ما يلي بعضها :
١ ـ قال عليه‌السلام : كان أبي إذا أصبح يقول :
« بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَالى اللهِ ، وَفي سَبِيلِ اللهِ ، وَعلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللّهُمَّ ، إلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي ، وَإلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي ، وَعَلَيْكَ تَوَكَلْتُ يا ربِّ العَالَمِينَ ، اللّهُمَّ ، إحْفَظْني بِحِفْظِ الإِيمَانِ (1) مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفهي ، وَعَنْ يَمِيني وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقي ، وَمِنْ تَحْتي ، وَمِنْ قِبَلْي ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ ، نَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةِ ، مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، وَشَرِّ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
اللّهُمَّ ؛ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَمِنْ ضَغْطَةِ القَبْرِ ، وَمِنْ ضِيقِ القَبْرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سَطَوَاتِ اللّيْلَ وَالنَّهَارِ ، اللّهُمَّ ، رَبَّ المَشْعَرِ الحَرَامِ ، وَرَبَّ ِالبَلَدِ الحَرَامِ ، وَرَبِّ الحِلِّ وَالحَرَمِ ، أَبْلِغْ مُحَمَّداً وِآلِ مُحَمَّدٍ عَنِّي السَّلَامُ.
اللّهُمَّ ، أنِّي أَعُوذُ بِدَرْعِكَ الحَصِينَةِ ، وَأَعُوذُ بِجَمْعِكَ أَنْ لا تُمِيتَني غَرَقاً أَوْ حَرْقاً ، أَوْ شَرَقاً ، أَوْ قَوَداً ، أَوْ صَبْراً ، أَوْ مُسَماً ، أَوْ تَرَدِياً في بِئْرٍ ، أَوْ أَكِيلَ سَبُعَ ، أَوْ مَوْتَ الفُجْأَةِ ، أَوْ بِشَيْءٍ مِنْ مِيتَاتِ السُوءِ ، وَلكِنْ أَمِتْني على فِرَاشِي في طَاعَتِكَ ، وَطَاعَةِ رَسُوُلِكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، مُصِيباً لِلْحَقِّ غَيْرَ مُخْطِىءٍ أَوْ في الصَّفِِّ الذي نَعتَّهُمْ في كِتَابِكَ « كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ » أُعِيذُ نَفْسِي ، وَوَلَدي ، وَمَا رَزَقَني رَبِّي ، بِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ـ وَكَانَ يَقْرَأُ السُّورَةَ ـ الحَمْدُ للهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ ، وَالحَمْدُ للهِ زِنَةَ عَرْشِهِ ، وَالحَمْدُ للهِ رِضَا نَفْسِهِ ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ العَلِيُّ العَظِيمِ ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّموَاتِ وَالَأرَضِينَ ، وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَمِنْ شَمَاتَةِ الَأعْدَاءِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْرِ وَالوَقْرِ (2) وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ المَنْظَرِ ، في الَأهْلِ وَالمَالِ وَالوَلَدِ .. »
وكان أبو جعفر عليه‌السلام ، يصلي على النبي وآله عشر مرات بعد هذا الدعاء (3).
ويلمس في هذا الدعاء الشريف ، مدى اعتصام الامام أبي جعفر عليه السلام بالله تعالى ، وإلتجائه إليه ، وقد سأل من الله عزوجل أن يميته ميتة كريمة في طاعة الله وطاعة رسوله مصيبا للحق غير مخطئ ولا منحرف عنه.
٢ ـ قال عليه‌السلام : كان أبي يقول وهو ساجد :
« يا ثِقَتي وَرَجَائي ، في شِدَّتي وَرَخَائي : صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَألْطَفْ بي في جَمِيعِ أَحْوَالي ، فَإنَّكَ تَلْطُفُ بِمَنْ تَشَاءُ ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ ، وَسَلَّمْ تَسْليماً كَثِيراً .. » (4).
٣ ـ قال عليه‌السلام : كان أبي يقول في دعائه :
« رَبِّ أصْلِحْ نَفْسِي ، فَإنَّهَا أَهَمُّ اَلَأنْفُسِ إلَيَّ ، رَبِّ أَصْلِحْ لي ذُرِّيَتي فإنَّهُمْ يَدِي وَعَضُدِي ، رَبِّ أَصْلِحْ لي أَهْلَ بَيْتي فَإنَّهُمْ لَحْمي وَدَمي ، رَبِّ أَصْلِحْ لي جَمَاعَةَ إخْوَاني ، وَأَخَوَاتي ، وَمُحِبِيَّ فَإنَّ صَلَاحَهُمْ صَلَاحِي .. » (5)
إن أدعية أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، بلسم للقلوب ، وضياء للنفوس ، وهي من أهم الثروات الروحية ، التي يملكها المسلمون.
٤ ـ قال عليه‌السلام : كان من دعاء أبي في الامر الذي يحدث :
« اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لي ، وَارْحَمْني ، وَزَكِّ عَمَلِي ، وَيَسِّرْ مُنْقَلَبي ، وَاهْدِ قَلْبِي ، وَآمِنْ خَوْفي ، وَعَافِني في عُمْري كُلِّهِ ، وَثَبِّتْ حُجَّتي ، وَاغْفِرْ خَطَايَايَ ، وَبَيِّضْ وَجْهِي ، وَاعْصِمْني في دِيني ، وَسَهِّلْ مَطْلَبي ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ في رِزْقي ، فَإنِّي ضَعِيفٌ ، وَتَجَاوَزْ عَن سَيِّئَةِ ما عِنْدي بِحُسْنِ مَا عِنْدَكَ ، وَلا تَفْجَعْني بِنَفْسي ، وَلا تَفْجَعْ لي حَمِيماً ، وَهَبْ لي يا إلهي لَحْظَةً مِنْ لحَظَاتِكَ ، تَكْشِفُ عَنِّي جَمِيعَ ما بِهِ ابْتَلَيْتَني ، وَتَرُدُّ بِهَا عَلَيَّ ما هُوَ أَحْسَنُ عَادَتِكَ عِنْدِي ، فَقَدْ ضَعُفَتْ قُوَّتِي ، وَقَلَّتْ حِيلَتي ، وَانْقَطَعَ مِنْ خَلْقِكَ رَجَائي ، وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ رجَاؤُك وَتَوَكُّلي عَلَيْكَ ، وَقُدْرَتُكَ عَلَيَّ ، يا رَبُّ إنْ تَرْحَمْني وَتُعَافِنِي كَقُدْرَتِكَ عَلَيّ إنْ تُعَذَّبْني ، وَتَبْتَلِني.
إلهي : ذِكْرُ عَوَائِدِكَ يُؤْنِسُني ، وَالرَجَاءُ لإِتْمَامِهَا يُقَوِّيَني ، وَلَمْ أَخْلُ مِنْ نِعَمِكَ مُنْذُ خَلَقْتَني ، وَأَنْتَ رَبِّي ، وَسَيِّدي ، وَمُفْزَعي وَمَلْجَئي ، وَالحَافِظُ لي ، وَالذَّابُ عَنِّي ، وَالرَّحِيمُ بي ، وَالمُتَكَفّلُ بِرِزْقي ، وَفي قَضَائِكَ وَقُدْرَتِكَ ، كُلَّ ما أَنَا فِيهِ ، فَليَكُنْ يا سَيِّدي وَمَوْلَايَ في ما قَضَيْتَ ، وَقَدَرْتَ ، وَحَتَمْتَ تَعْجِيلَ خَلَاصِي مِمَّا أَنَا فِيهِ جَمِيعِهِ ، وَالعَافِيَةِ لي ، فَإني لا أَجِدُ لِدَفْعَ ذلِكَ أَحَداً غَيْرَكَ ، وَلَا أَعْتَمِدُ فِيهِ إلاَّ عَلَيْكَ ، فَكُنْ يا ذَا الجَلَالِ عَنْدَ أَحْسَنِ ظَني بِكَ ، وَرَجَائي لَكَ ، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَاسْتِكَانَتِي ، وَضَعْفَ رُكْنِي ، وَامْنُنْ بِذلِكَ عَلَيَّ ، وَعلى كُلِّ دَاعِ دَعَاكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ... » (6)
٥ : ـ قال عليه‌السلام : كان أبي يقول :
« اللّهُمَّ ، أَلْبِسْني العَافِيَةَ حَتَّى تُهْنِئَني المَعِشَةَ ، وَارْزُقْني مِنْ فَضْلِكَ ما تُغْنِينِي بِهِ عَنْ سَائِرِ خَلْقِكَ ، وَلا أَشْتَغِلُ عَنْ طَاعَتِكَ لِبَشَرٍ سِوَاكَ .. » (7)
وطلب الامام عليه‌السلام ، في هذا الدعاء ، من الله تعالى ، أن يمنحه العافية ، وهي من أثمن ما يتطلبه الانسان في هذه الحياة ، كما سأل فيه أن يفيض عليه ، من رزقه ، والسعة في عيشه ، حتى يكون حرا فلا يشتغل عن طاعة الله عزوجل ، بالخضوع لغيره من المخلوقين.
٦ ـ قال عليه‌السلام : كان أبي يقول في سجوده :
« اللّهُمَّ إنْ ظَنَّ النّاسِ بي حَسَنٌ ، فَاغْفِرْ لي مَا لا يَعْلَمُونَ ، وَلَا تُؤَاخِذْني بِمَا يَقُولُونَ ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ .. » (8)
٧ ـ : قال عليه‌السلام : كان أبي يصلي في جوف النهار ، فيسجد السجدة ، فيطيل حتى يقال : إنه راقد ، فما يصحو فيها إلا وهو يقول :
« لا إلهَ إلاَّ اللهُ حَقّاً ، حَقّاً ، سَجَدْتُ لَكَ يا رَبِّي تَعَبُداً وَرِقّاً ، وَإيمَاناً وَتَصْدِيقاً ، وَإخْلَاصاً ، يا عَظِيمُ ، يا عَظِيمُ ، إنَّ عَمَلِي ضَعِيفُ فَضَاعِفْهُ لي فَإنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ ، يا مَنَانَ اغْفِرْ لي ذُنُوبِي وَجُرْمي ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي عَمَلي ، يا جَبَّارُ ، يا كَرِيمُ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَخَيبَ أَوْ أَعْمَلَ ظُلْمَاً ... » (9)
وبهذا ينتهي بنا المطاف ، عما يرويه ، من أدعية آبائه عليهم‌السلام ، وهي نماذح يسيرة ، عما يرويه عنهم ، من هذا التراث الروحي ، كما أن ما ذكرناه من أدعيته الشريفة ، لا يُلِّمُ بجميع ما أثر عنه فإن هناك طائفة أخرى ، من أدعيته ، ذكرت في كتب الادعية ، والحديث ، وقبل أن أقفل هذا الكتاب ، أتقدم بالشكر الجزيل والثناء العاطر والدعاء الخالص الى سماحة الحجة أخي العلامة الكبير الشيخ هادي شريف القرشي علي ما تفضل به من مراجعة الكتاب ، وأبداء كثير من الملاحظات القيمة فيه ، سائلا من الله تعالى أن يكتب له المزيد من الاجر ، ويجزيه عني أفضل ما يجزي أخا عن أخيه.



____________
١ ـ الوقر : الثقل في السمع.
٢ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٢٥ ـ ٥٢٦.
3 ـ قرب الاسناد ( ص ٧ ).
4 ـ قرب الاسناد ( ص ٧ ).
5 ـ اصول الكافي ٢ / ٥٥٨.
6 ـ قرب الاسناد ( ص ٧ ).
7 ـ قرب الاسناد ( ص ٦ ـ ٧ ).
8 ـ قرب الاسناد ( ص ٤ ).
9 ـ بحفظ الايمان : على حذف المضاف اي بحفظ أهل الايمان.