طباعة

في ايام مرضه

1 - الاستيعاب (ج 1 ص 390) عن عمير: كنا عند الحسن بن علي فدخل المخرج ثم خرج فقال لقد سقيت السم مرارا و ما سقيته مثل هذه المره و لقد لفظت طايفه من كبدي فرايتني اقلبها بعود معي، فقال الحسين: اي اخي من سقاك؟ قال و ما تريد اليه ان تريد ان تقتله؟ قال نعم. قال فان كان الذي اظن فالله اشد نقمه و لين كان غيره فما احب ان يقتل بي بري‌ء.
المقاتل (ص 74) و حليه الاولياء (چ 2، الامام) و الاصابه (الامام) ما يقرب منها
2 - البدايه (ج 8 ص 43 (فلما حضرته الوفاه قال الطبيب و هو يختلف اليه: هذا رجل قطع السم امعاءه، فقال الحسين يا ابامحمد اخبرني من سقاك؟ قال و لم يا اخي؟ قال اقتله والله قبل ان ادفنك و لا اقدر عليه او يكون بارض اتكلف الشخوص اليه فقال: يا اخي انما هذه الدنيا ليال فانيه، دعه حتي التقي انا و هو عندالله و ابي‌ان يسميه.
3 - تاريخ الخلفاء (ص 74) قال لما حضرت الحسن الوفاه جزع، فقال له الحسين: يا اخي ما هذا الجزع انك ترد علي رسول الله (ص) وعلي علي و هما ابواك و علي خديجه و فاطمه و هما اماك وعلي القاسم و الطاهر و هما خالاك و علي حمزه و جعفر و هما عماك، فقال له الحسن اي اخي اني داخل في امر من امر الله لم ادخل في مثله و اري خلقا من خلق الله لم ار مثله قط
4 - حليه الاولياء (الامام) عن رقبه قال: لما حضر الحسن بن علي، قال اخرجوني الي الصحراء لعلي انظر في ملكوت السماء! فلما اخرج به قال: اللهم اين احتسب نفسي عندك فانها اعز الانفس علي.
5 - طبقات الشعراني (الامام) لما نزل به الموت قال اخرجوا فراشي الي صحن الدار! فاخرج فقال: اللهم اني احتسب نفسي عندك فاني لم اصب بمثلها، ثم قبض سنه خمسين.
6 - البدايه (ج 8 ص 42) راي الحسن بن علي في منامه: انه مكتوب بين عينيه - قل هو الله احد - ففرح بذلك، فبلغ ذلك سعيد بن المسيب فقال ان كان راي هذه الرويا فقل ما بقي من اجله - قال: فلم يلبث الحسن بن علي بعد ذلك الا اياما.
7 - تاريخ الخلفاء (ص 74) ما يقرب منها و فيها: فاستبشر به اهل بيته فقصوها علي سعيد.
اقول: ما يظهر من هذه الروايات:
1 - لقد سقيت السم مرارا: يدل علي نهايه مظلوميته، حتي انه قد ظلم من جانب اقاربه و زوجته، و انتهي الظلم الي انه قدسم مرارا، مع انه ابن‌بنت رسول الله (ص) و اعلم الامه و اتقيها، و لا يريد من دنياهم شييا، و لا يظلم احدا، و يفوض امره الي الله تعالي.
2 - فما احب ان يقتل بي بري‌ء: هذا هو الفارق بين الحاكم الالهي و الحاكم الدنيوي، فالامير الدنيوي ياخذ و يحبس و يضرب و يقتل و ياسر باحتمال الخلاف و الرقابه و سوء النيه، و لكن الحاكم الالهي يقول: القصاص لا يجوز قبل الجنايه، ثم يعفو عن كثيران كان فيه صلاح ديني، فهو ناظر دايما الي المصلحه الدينيه، و لا يراعي الارضا الخالق، و لا يزال اجراء الاحكام و النواميس الالهيه، ليس الا.
4 - انما هذه الدنيا ليال فانيه دعه: هذا هو الفارق الآخر بين الحاكمين، فان الحاكم الالهي لا يراعي المصالح الشخصيه، بمعني ان الخليفه الالهي ليس له غرض الارعايه رضاء الله تعالي و اجراء احكامه و اتباع اوامره و ترويج دينه و نشر الحق و ليس له ان يراعي مصالح نفسه و يحفظ عوايد شخصه و يجتهد في تحصيل المقامات الدنيويه و منافعها.
5 - اني داخل في امر من امر الله لم ادخل: فان العالم ماوراء الدنيا خصوصياتها مجهوله و جزييات امورها مبهمه و كيفيات حيوانها لم تعرف، ثم ان ظهور سلطان الله و تجلي جلاله و عظمته عزوجل وانكشاف قدرته و قيمومته تعالي في تلك الدار يوجب حصول غايه الخضوع و التذلل و الخشوع و يجعل العبد حيران، و هذا معني الجمله السابقه والمفهوم منها، و لا يتوجه اليه الا الاوحدي، مالك يوم الدين.
6 - اللهم اني احتسب نفسي عندك: فلما خرج الي الصحراء و انقطع عن العلايق و بعد عن التظاهرات و توجه الي الملكوت الا علي و تبتل اليه تعالي، قال اللهم اني اقدم نفسي اليك و اتبتل اليك عما سواك و لا مطلوب لي غيرك، و تركت الكل و فديت نفسي فيك.
7 - مكتوب بين عينيه قل هو الله احد: هذا هو التوحيد الكامل و الاخلاص التام والتبتل و التوجه الخالص الي الله المتعال بحيث لا يبقي في قلبه اثر مما سواه، و يفني كل الآثار في وجوده الا وجهه ذي الجلال و الاكرام.
و في الكافي (باب مولد الحسن - ع) عن ابي‌جعفر (ع): لما حضرت الحسن (ع)الوفاه بكي فقيل له يا ابن‌رسول الله تبكي و مكانك من رسول الله (ص) الذي انت به و قد قال فيك ما قال، و قد حججت عشرين حجه ماشيا، و قد قاسمت مالك ثلاث مرات حتي النعل بالنعل! فقال انما ابكي لخصلتين لهول المطلع و فراق الاحبه.
نعم ان الخضوع و الخشوع و ذله العبد يزيد بازدياد المعرفه و التوجه الي عظمه الرب و جلاله، فاذا تجلي ربه للجبل جعله دكا و خرموسي صعقا.