طباعة

كلمات الامام

و من كلام له في العلم و كتابته:
طبقات الشعراني (الامام) كان يقول لبنيه و بني اخيه: تعلموا العلم فان لم تستطيعوا حفظه فاكتبوه و ضعوا في بيوتكم
البدايه (ج 8 ص 41) قال لبنيه و بني اخيه: تعلموا فانكم صغار قوم اليوم و تكونوا كبارهم غدا، فمن لم يحفظ منكم فيكتب
تهذيب ابن‌عساكر (ج 4 ص 219) و دعا بنيه و بني اخيه فقال يا بني و بني اخي انكم صغار قوم و يوشك ان تكونوا كبار آخرين فتعلموا العلم فمن لم يستطع منكم ان يرويه او يحفظه فليكتبه و يجعله في بيته. و كتب علي خاتمه:
قدم لنفسك ما استطعت من التقي
ان المنيه نازل بك يا فتي
اصبحت ذا فرح كانك لا تري
احباب قلبك في المقابر و البلا
مطالب السول (الباب الثاني - في كلامه) و قال (ع): علم الناس علمك و تعلم علم غيرك فتكون قد انفقت علمك و علمت ما لم تعلم.
كشف الغمه (ص 171) و قال: حسن السوال نصف العلم.
اقول: يجب علي كل مسلم مكلف ان يتعلم ما يتعلق به من الاحكام و المسايل و الوظايف باي طريق يمكن، ثم يجب له تعليم اهله و من هو تحت نظره و كفالته و قيمومته باي وسيله ممكنه، و يجب له ايضا حفظ العلم من التلف و الضياع.
و من كلامه (ع) في العقل و الادب:
مطالب السول (الباب الثاني - في كلامه) انه قال: لا ادب لمن لا عقل له و لا مروءه لمن لاهمه له، و لاحياء لمن لا دين له، و راس العقل معاشره الناس بالجميل و بالعقل تدرك الداران جميعا، و من حزم العقل حشرهما جميعا.
اقول: الحزم هو الضبط. و الحشر الجمع.
فالعقل راس السعاده و مبدء كل الخير و الكمال، و من آثار العقل: التادب و النظم في الامور، و من التادب حسن المعاشره و السلوك في الناس. و من اعطي العقل فقد يعطي الخير و الفراغ و العافيه في الدنيا و الاخره.
و من كلام له (ع) في الصدق و الخلوص:
تهذيب ابن‌عساكر (ج 4 ص 200) عن ابي‌الجوزاء عن الحسن بن علي (ع)، كان رسول الله (ص) يقول: دع ما يريبك الي ما لا يريبك، فان الصدق طمانينه و ان الكذب ريبه
اخبار اصبهان (ج 1 ص 45) عن ابي‌الحوراء كما في التهذيب.
البيان و التبيين (ج 1 ص 98) سمع الحسن بن علي متكلما يعظ فلم تقع موعظته بموضع من قلبه و لم يرق عندها. قال: يا هذا ان بقلبك لشرا او بقلبي.
اقول: راب اي تحير و فتر، و ارابه اي جعله متحيرا و من كلام له (ع) في الصبر و الرضا.
اخبار اصبهان (ج 1 ص 45) عن الاصبغ قال: دخلت مع علي بن ابيطالب الي الحسن بن علي نعوده، فقال له علي كيف اصبحت يابن رسول الله؟ قال اصبحت بحمدالله بارءا، قال كذاك انشاء الله، ثم قال الحسن اسندوني! فاسنده علي الي صدره، فقال سمعت جدي رسول الله صلي الله عليه (و آله) و سلم يقول: ان في الجنه شجره يقال لها شجره البلوي، يوتي باهل البلوي يوم القيامه فلا يرفع لهم ديوان و لا ينصب لهم ميزان، يصب عليهم الاجر صبا و قرء «انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب»
تاريخ الخلفاء (ص 74) قيل للحسن بن علي: ان اباذر يقول الفقر احب الي من الغني و السقم احب الي من الصحه! فقال: رحم الله اباذر، اما انا فاقول من اتكل علي حسن اختيار الله لم يتمن انه في غير الحاله التي اختار الله له، و هذا حد الوقوف علي الرضا بما تصرف به القضاء.
تهذيب ابن‌عساكر (ج 4 ص 217) ما يقرب منها.
و من كلامه (ع) في رذايل الصفات:
مطالب السول (الباب الثاني - في كلامه) و قال (ع): هلاك الناس في ثلاث: الكبر و الحرص و الحسد، فالكبر هلاك الدين و منه لعن ابليس، و الحرص عدو النفس و منه اخرج آدم من الجنه، و الحسد رايد الجوع و منه قتل قابيل هابيل.
و من دعاء له (ع):
الرعايه لحقوق الله (ص 183) او كان من دعاء الحسن بن علي ابي‌طالب رضي الله عنه: اللهم اني اعوذ بك ان تحسن في لامعه العيون علانيتي، و تقبح لك فيما اخلو سريرتي، احافظ علي رياء الناس من نفسي، واضيع ما انت مطلع عليه مني، ابدي للناس حسن اثري، واقضي اليك باسوء عملي، تقربا الي الناس بحسناتي، و فرارا منهم اليك بسيياتي، فيحل بي مقتك و يجب علي غضبك، اعذني من ذلك يا ارحم الراحمين.
اقول: هذا كلام جامع لقاطبه الخير و دعاء يشير الي كمال ادب السعاده في الدنيا و الاخره.
تهذيب ابن‌عساكر (ج 4 ص 209) ان الحسن بن علي قال: رايت عيسي بن مريم في النوم فقلت يا روح الله اني اريد اين انقش علي خاتمي فما انقش عليه قال انقش عليه - لا اله الا الله الحق المبين - فانه يذهب الهم و الغم
اقول: ظهور الحق يوجب التثبت و الاطمينان و يرفع التردد و التزلزل و يذهب بالهم و الغم، و لما كان الله تعالي حقا و مبين الحق و مظهره: فالتوجه اليه من جهه ابانته الحق و ليبين الحق، يوجب رفع الاضطراب و التشويق و الغم.
تهذيب ابن‌عساكر (ج 4 ص 200) هم الحسن (ع) ان يكتب الي معاويه، فراي النبي (ص) في منامه، كانه يقول له: يا حسن اتكتب الي مخلوق تساله حاجتك و تدع ان تسال ربك!
قال فما اصنع يا رسول الله و قد كثر ديني. قال: قل - اللهم اني اسالك من كل امر ضعفت عنه حيلتي و لم تنته اليه رغبتي و لم يخطر ببالي ولم يبلغه املي و لم يجر علي لساني من اليقين الذي اعطيته احدا من المخلوقين الاولين المهاجرين و الاخرين الا خصصتني به يا ارحم الراحمين.
وزاد البيهقي في اوله: اللهم اقذف في قلبي رجاءك و اقطع رجايي عمن سواك حتي لا ارجو احدا غيرك. و فيه انه قال: فوالله ما الححت به اسبوعا حتي بعث الي معاويه بالف الف و خمسمايه الف، فقلت الحمدلله الذي لا ينسي من ذكره و لا يخيب من دعاه. فرايت النبي (ص) في المنام فقال يا حسن كيف انت؟ فقلت بخير، و حدثته حديثي فقال يا بني هكذا من رجا الخالق و لم يرج المخلوق.
اقول: يستفاد من هذا الحديث امران.
الاول - ان معاويه لم يعمل بما عهده و لم يعط ما صالحا عليه، حتي جعله في مضيقه من العيش.
الثاني - ان الشيعه كانوا في كمال الضعف مالا و دينا، حيث ان امامهم كان في ضيق شديد، مع ديون كثيره عليه، و لا يتوجهون اليه و لا يقضون حوايجه، فان الامام (ع) كان متكفلا لمعايش فقراء ذوي القربي و العلويين، و جمع من العيالات التي مات اوليايهم في الجمل و صفين و كان يعطي السايلين و المحتاجين و المتوقعين و من كلام له (ع) في المعرفه:
كشف الغمه (ص 170) وروي ان اباه عليا قال له قم فاخطب لاسمع كلامك فقام فقال: الحمدالله الذي من تكلم سمع كلامه و من سكت علم ما في نفسه و من عاش فعليه رزقه و من مات فاليه معاده، اما بعد: فان القبور محلتنا و القيامه موعدنا و الله عارصنا، ان عليا باب من دخله كان مومنا و من خرج عنه كان كافرا فقام اليه علي (ع) فالتزمه بابي انت و امي ذريه بعضها من بعض و الله سميع عليم.
ويروي ايضا (ع) (ص 171) و من كلامه (ع): ان هذا القرآن فيه مصابيح النور و رشفاء الصدور، فليجل جال بضوءه، و ليلجم الصفه قلبه فان التفكير حيوه القلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور.
اقول: العارض هو ما يستقبلك. جلا يجلو: خرج.
و من كلام له (ع) في الشكر،
البيان و التبيين (ج 3 ص 146) ولد للحسن بن ابي‌الحسن غلام، فقال له بعض جلسايه: بارك الله لك في هبته و زادك في احسن نعمته. فقال الحسن الحمد لله علي كل حسنه، و اسال الله الزياده في كل نعمه، ولا مرحبا بمن ان كنت عايلا انصبني و ان كنت غنيا اذهلني، لا ارضي بسعيي له سعيا و لا بكدي له في الحياه كدا، حتي اشفق عليه من الفاقه بعد وفاتي، و انا بحال لا يصل الي من همه حزن و لا من فرحه سرور.
و من كلام له في الزهد والموعظه:
كشف الغمه (ص 166) يا ابن‌آدم عف عن محارم الله تكن عابدا و ارض بما قسم الله سبحانه تكن غنيا و احسن جوار من جاورك تكن مسلما و صاحب الناس بمثل ما تحب ان يصاحبوك بمثله تكن عدلا، انه كان بين ايديكم اقوام يجمعون كثيرا و يبنون مشيدا و ياملون بعيدا، اصبح جمعهم بورا و عملهم غرورا و مساكنهم قبورا، يابن آدم انك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن امك فخذ مما في يديك لما بين يديك فان المومن يتزود و الكافر يتمتع. و كان يتلو بعد هذه الموعظه: وتزودوا فان خير الزاد التقوي.
اقول: هذا الكلام من جوامع الكلم في الزهد و الموعظه، و من اتقن الحكم في تدبير الامور الشخصيه و الاجتماعيه، و هو يجمع خير سعاده العاجل و الآجل،و من جعل هذا الكلام المحكم برنامج حياته و عمل به في سلوكه: فقد اوتي خيرا كثيرا و حاز كل الخير في الدارين، فما احسن لكل مسلم ان يكتبه و يجعله نصب عينيه علي كل حال.
فخذ مما في يديك لما بين يديك.
و في اعيان الشيعه (ج 4 ص 108) يروي عن المناقب و قوله عليه‌السلام.
لكسره من خسيس الخبز تشبعني و شربه من قراح الماء تكفيني و طمره من رقيق الثوب تسترني حيا و ان مت تكفيني لتكفيني.
و من كلامه عليه‌السلام في حب الدنيا:
المحاضرات (ج 1 ص 325) و (ص 354) قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: يا بني لا تخلف و راءك شييا من الدنيا، فانك تخلفه علي رجلين: رجل عمل بطاعه الله تعالي فسعد بما شقيت به، و رجل عمل بمعصيته فكنت عونا له علي ذلك و ليس احد بحقيق علي ان توثره علي نفسك، اغبن الغبن كدك فيما نفعه لغيرك.
و قال ابي‌لاخيه و كان مثريا بخيلا: يا اخي ان مالك ان لم يكن لك كنت له، فلا تبق عليه فانه لا يبقي عليك، و كله قبل ان ياكلك.
تهذيب ابن‌عساكر (ج 4 ص 214) و قال ابوهاشم القتاد كنت احمل المتاع من البصره الي الحسن و كان يما كسني، و لعلي لا اقوم من عنده حتي يهب عامته و يقول ان ابي حدثني ان رسول الله (ص) قال المغبون لا محمود و لا ماجور.
اقول: المغبون من ضعف رايه و من خدع في المعامله، فانه لا يحمد في ضعفه و مخدوعيته. و اشد الغبن من كان غبنه في الله و في معاملته. و المماكسه:
الانتقاص في الثمن.
ابن ابي‌الحديد (ج 4 ص 4) ان الحسن عليه‌السلام اعطي شاعرا فقال له رجل من جلسايه سبحان الله اتعطي شاعرا يعصي الرحمن و يقول البهتان! فقال يا عبدالله ان خير ما بذلت من مالك ما وقيت به عرضك و و ان من ابتغاء الخير اتقاء الشر.
مطالب السول (الباب الثاني - في كلامه) و قال (ع) اجعل ما طلبت من الدنيا فلم تظفر به بمنزله ما لم تخطره بذلك، و اعلم ان مروه القناعه و الرضا اكبر من مروه الاعطاء و تمام الصنيعه خير من ابتدايها.
اقول: اي بمنزله ما ظفرت به ولم تمنعه عن الغير و لم تحبسه عند نفسك ليستفيد الناس منه. و في كشف الغمه (ص 170) بمنزله مالم يخطر ببالك.
و من كلام له في التوجه الي الامام:
البيان و التبيين (ج 2 ص 199) و قال: من اتانا لم يعدم خصله من اربع، آيه محكمه، او قضيه عادله، او اخا مستفادا، او مجالسه العلماء.
اقول: يشير الي ان من يصاحبنا ان كان من اهل المعرفه و اليقين فيستفيد منا آيه محكمه و معرفه يقينيا من الحقايق و المعارف الالهيه، و ان كان من اهل العلم فيستفيد منا حكما من الاحكام الدينيه في العلوم الرسميه و الآداب و السنن الشرعيه و ان لم يكن من اهل العلم و المعرفه فيصاحب اخا الهيا يستفيد منه ما يحتاج اليه في مطلق الامور و ان لم يكن من اهل الاستفاده فيستفيد منها الانس و المصاحبه.
و من كلام له (ع) في صفات المصاحب:
عيون ابن‌قتيبه (ج 2 ص 355) قال الحسن بن علي: الا اخبركم عن صديق كان لي من اعظم الناس في عيني و كان راس ماعظم به في عيني صغر الدنيا في عينه، كان خارجا من سلطان بطنه فلا يتشهي ما لا يحل و لا يكنز اذا وجد، و كان خارجا من سلطان الجهاله فلا يمد يدا الاعلي ثقه لمنفعه، كان لا يتشكي و لا يتبرم كان اكثر دهره صامتا، فاذا قال بذالقايلين. كان ضعيفا مستضعفا فاذا جاء الجد فهو الليث عاديا كان اذا جامع العلماء علي ان يسمع احرص منه علي ان يقول كان اذا غلب علي الكلام لم يغلب علي السكوت كان لا يقول ما يفعل و يفعل مالا يقول، كان اذا عرض له امر ان لا يدري ايهما اقرب الي الحق نظر اقربهما من هناه فخالفه، كان لا يلوم احدا علي ما قد يقع العذر في مثله، زادني غيره: كان لا يقول حتي يري قاضيا عدلا و شهودا عدولا
و في تهذيب ابن‌عساكر يروي نظيره بالختلاف ما في الكلمات و العبارات و التقديم و التاخير:
يقول (ج 4 ص 216) و قال ذات يوم لاصحابه اني اخبركم عن اخ لي كان من اعظم الناس في عيني، و كان راس ماء ظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي مالا يجدولا يكثر اذا وجد، و كان خارجا من سلطان بطنه بوجه فلا يستجد له عقله و لا رايه و كان خارجا من سلطان الجهاله فلا يمد يدا الاعلي ثقه المنفعه، كان لا يسخط و لا يتبرم، كان اذا جامع العلماء يكون علي ان يسمع احرص منه علي ان يتكلم، كان اذا غلب عليه الكلام يغلب علي الصمت، كان اكثر دهره صامتا، فاذا قال بذ القايلين، كان لا يشارك في دعوي و لا يدخل في مراء و لا يدلي بحجه حتي يري قاضيا، كان يقول ما يفعل و يفعل ما لا يقول تفضلا و تكرما، كان لا يغفل عن اخوانه، و لا يتخصص بشي‌ء دونهم، كان لا يلوم احدا فيما يقع العذر في مثله كان اذا ابتداه امر ان لا يدري ايهما اقرب الي الحق نظر فيما هو اقرب الي هواه فخالفه.
ويروي ايضا (ص 219): وروي ابن‌المرزبان: ان الحسن رضي الله عنه خطب بالكوفه فقال: اعلموا يا اهل الكوفه ان الحلم زينه و الوفاء مروءه و العجله سفه و السفر ضعف، و معاشره اهل الدناءه شين و مخالطه اهل الفسوق ريبه.
مطالب السول (الباب الثاني - في كلامه) و قال (ع): لا تات رجلا الا ان ترجو نواله او تخاف يده او تستفيد من علمه او ترجو بركته و دعاءه او تصل رحما بينك و بينه
اقول: التشكي هو الشكوي و التظلم و التوجع. و التبرم: التضجر، البذ: التفوق و الغلبه. استجد: صار جديدا، ادلي بحجته: احضرها و احتج بها في هذه الكلمات بيان دقيق لصفات الرفيق المصاحب، فان المصاحب من يهدي الي الهدي او الضلال، و لا يمكن السير الي الكمال الا بالرفيق الصالح و لا توجد وسيله للوصول الي الخير و السعاده احسن من الرفيق السعيد.
في بعض اجوبته عن الاسيله:
مطالب السول (الباب الثاني - في علمه) عن الواحدي في تفسيره الوسيط: دخل رجل مسجد المدينه، قال فاذا انا برجل يحدث عن رسول الله (ص) الناس حوله فقلت اخبرني عن شاهد و مشهود؟ قال نعم.
اما الشاهد فيوم الجمعه و اما المشهود فيوم عرفه. فجزته الي آخر يحدث عن رسول الله (ص) فقلت اخبرني عن شاهد و مشهود؟ فقال نعم، اما الشاهد فيوم الجمعه و اما المشهود فيوم النحر. فجزتهما الي غلام آخر كان وجهه الدينار و هو يحدث عن رسول الله (ص) فقلت اخبرني عن شاهد و مشهود؟ فقال نعم، اما الشاهد فمحمد و اما المشهود فيوم القيامه.
اما سمعته يقول يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا. و قال تعالي ذلك يوم مجموع له الناس و ذلك يوم مشهود، فسالت عن الرجل الاول؟ فقالوا ابن‌عباس و عن الثاني؟ فقالوا ابن‌عمر. و عن الثالث؟ فقالوا الحسن بن علي بن ابي‌طالب فكان قول الحسن احسن.
ويروي ايضا فيه (في كلامه) و سيل عن الصمت؟ فقال هو ستر العي و زين العرض و فاعله في راحه و جليسه آمن.
و سيل عن الذل و اللوم؟ فقال: من لا يغضب من الجفوه و لا يشكر علي النعمه و سيل عن العقوق؟ فقال ان تحرمهما.
كشف الغمه (ص 170): و سيل عن العقوق؟ فقال: ان تحرمهما و تهجرهما.
و فيه ايضا: و قيل له (ع) فيك عظمه! قال لابل في عزه، قال الله تعالي و لله العزه و لرسوله و للمومنين.
و فيه ايضا (ص 171) و سيل عن البخل؟ فقال: هو ان يري الرجل ما انفقه تلفا ما امسكه شرفا.
تهذيب ابن‌عساكر (ج 4 ص 219) و قال معاويه للحسن (ع) ما المروءه يا ابامحمد؟ قال فقه الرجل في دينه و صلاحه و اصلاح معيشته و حسن مخالفته و في روايه: حفظ الرجل دينه و احراز نفسه من الدنس و قيامه بضيفه و اداء الحقوق و افشاء السلام قال فما النجده؟ قال: التبرع بالمعروف و الاعطاء قبل السوال و الاطعام في المحل
اقول: المروءه كل المروءه ان يتوجه الانسان الي صلاحه و سعادته الحقيقيه و ان يجلب اليه الخير و الحيوه الطيبه، و ان يجتهد في تحصيل كمال نفسه، و ان يقوم بنظم اموره في معاشه و معاده.
حليه الاولياء (الامام) باسناده عن الحارث، سال علي ابنه الحسن عن اشياء من امر المروءه، فقال يا بني ماالسداد؟ قال يا ابت السداد دفع المنكر بالمعروف قال فما الشرف؟ قال اصطناع العشيره و حمل الجريره. قال فما المروءه؟ قال العفاف و اصلاح المال. قال فما الرافه؟ قال النظر في اليسير و منع الحقير.
قال فما اللوم؟ قال احراز المرء نفسه و بذله عرسه. قال فما السماح؟ قال البذل في العسر و اليسر. قال فما الشح؟ قال ان تري ما في يديك شرفا و ما انفقته تلفا قال فما الاخاء؟ قال المواساه في الشده و الرخاء. قال فما الجبن؟ قال الجراه علي الصديق و النكول عن العدو.
قال فما الغنيمه؟ قال الرغبه في التقوي و الزهاده في الدنيا هي الغنيمه البارده. قال فما الحلم؟ قال كظم الغيظ و ملك النفس.
قال فما الغني؟ قال رضي النفس بما قسم الله تعالي لها و ان قل و انما الغني غني النفس. قال فما الفقر؟ قال شره النفس في كل شي‌ء. قال فما المنعه؟ قال شده الباس و منازعه اغراء الناس. قال فما الذل؟ قال الفزع عند المصدوقه قال فما العي؟ قال العبث باللحيه و كثره البزق عند المخاطبه.
قال فما الجراه؟ قال موافقه الاقران. قال فما الكلفه؟ قال كلامك فيما لا يعنيك قال فما المجد؟ قال ان تعطي في الغرم و تعفو عن الجرم. قال فما العقل؟ قال حفظ القلب كلما استوعيته. قال فما الخرق؟ قال معاداتك امامك و رفعك عليه كلامك قال فما السناء؟ قال اتيان الجميل و ترك القبيح. قال فما الحزم؟ قال طول الاناه و الرفق بالولاه. قال فما السفه؟ قال اتباع الدناه و مصاحبه الغواه:قال فما الغفله؟ قال تركك المجد و طاعتك المفسد.
قال فما الحرمان؟ قال تركك حظك و قد عرض عليك. قال فما السيد؟ قال الاحمق في ماله و المتهاون في عرضه يشتم فلا يجيب و المتحزن بامر عشيرته هو السيد. فقال علي: سمعت رسول الله (ص) يقول لافقر اشد من الجهل و لا مال اعود من العقل.
البدايه (ج 8 ص 39) ما يقرب منها.
تهذيب ابن‌عساكر (ج 4 ص 218) يروي نظيرها و فيها: و مقارعه اشد الناس... فما الثناء قال اتيان الجميل... و الرفق بالولاه، والاحتراس من الناس بسوء الظن هو الحزم. قال فما الشرف؟ قال موافقه الاخوان و حفظ الجيران.
ثم قال بعد الروايه: قال القاضي ابوالفرج زكريا بن المعافا - في هذا الخبر من جوابات الحسن اياه عما ساله عنه من الحكمه و جزيل الفايده من ينتفع به من راعاه و حفظه و وعاه و عمل به و ادب نفسه بالعمل عليه و هذبها بالرجوع اليه و تتوفر فايدته بالوقوف عنده.
اقول: التحقيق في هذه الروايه و كشف النقاب عن حقايق هذه الكلمات يحتاج الي تاليف كتاب مستقل.
و من كلام له في مختلف المعاني:
تهذيب ابن‌عساكر (ج4 ص 217) قال لجعيد بن همدان: ان الناس اربعه
فمنهم من لاخلاق له و ليس له خلق، و منهم من له خلق و ليس له خلاق، و منهم من ليس له خلق و له خلاق فذاك اشر الناس، و منهم من له خلق و خلاق فذلك افضل الناس.
اقول: الخلاق بالفتح: النصيب الوافر من الخير في حياته.
المحاضرات (ج 1 ص 366) قال الحسن بن علي رضي الله عنهما لرجل ساله شييا فلم يمكنه: لو امكنني لكان الحظ فيما لنا دونك، فان حرمنا شكرك فلا تحرمنا سعه عذرك.
اقول: فاذا كان الحظ النصيب للمعطي، و كان الباعث له هو السايل: فالشكر يعود اليه، بمعني ان للمعطي ان يشكر السايل في سببيته لهذا العمل الصالح و التوفيق له.
مسند احمد (ج 1 ص 121) عن عبدالله بن نافع قال: عاد ابوموسي الاشعري الحسن بن علي (رض) فقال له علي (رض) اعايدا جيت ام زايرا؟ قال لابل جيت عايدا. قال علي (رض) اما انه ما من مسلم يعود مريضا الاخرج معه سبعون الف ملك كلهم يستغفر له.
اقول: ان الزياره تكون بقصد الاستفاده و الاستفاضه في غالب الاوقات و هذا بخلاف العياده فانها تكون بقصد المواساه و اظهار المحبه و رفع الحاجه و النصره، و عليهذا يكون لها من الاجر ما ليس للزياره.
و من كلام له (ع) في جابلقا و جابرسا:
الكافي (باب مولد الامام عليه‌السلام) عن ابي‌عبدالله (ع): ان الحسن (ع) قال - ان لله مدينتين احديهما بالمشرق والاخري بالمغرب، عليهما سور من حديد و علي كل واحد منهما الف الف مصراع، و فيها سبعون الف الف لغه كل لغه بخلاف لغه صاحبها و انا اعرف جميع اللغات و ما فيهما و ما بينهما، و ما عليها حجه غيري وغير الحسين اخي.
و قال في الوافي: بيان - كان المدينتين كنايتان عن عالمي المثالي المتقدم احدهما علي الدنيا و هو المشرقي و المتاخر آخر عنهما و هو المغربي، و كون سورهما من حديد كنايه عن صلابته و عدم امكان الدخول فيهما الا عن ابواهما، و كثره اللغات كنايه عن اختلاف الخلايق في السلايق و الالسن اختلافا لا يحصي، و حجيته و حجيه اخيه في زمانهما ظاهره فانها كانت عامه لجميع الخلق.
اقول: عالم المثال فيما وراء عالم الطبيعه محيطا بها من قبل و من بعد، و هو عالم جسماني لطيف ليس فيه كثافه الجسد، يظهر ما فيه و يظهر عما وراءه
و من كلمات له (ع) في ابواب الفقه:
رجال اصبهان (ج 1 ص 331) من عاصم بن ضمره، كنت اسير مع الحسن بن علي علي شاطي‌ء الفرات، و ذلك بعد العصر و نحن صيام و ماء الفرات يجري علي رضراض و الماء صاف و نحن عطاش، فقال الحسن بن علي: لو كان معي ميزر لدخلت الماء قلت ازاري اعطيكه، قال فما تلبس انت؟ قلت ادخل كما انا، قال فذاك الذي اكره، اني سمعت رسول الله صلي الله عليه (و آله) و سلم يقول: ان للماء عوامر من الملايكه كعوامر البيوت استحيو هم و هابوهم و اكرموهم، اذا دخلتم عليهم الماء فلا تدخلوا الا بميزر.
اقول: الرضراص بالفتح: ما صغر من الحصي، العامر: الساكن في السدار.
و من كلام له (ع) في اللباس و الزكوه.
مستدرك الحاكم (ج 4 ص 230) عن الحسن بن علي (ع) قال: امرنا رسول الله صلي الله عليه و (آله و) في العيدين ان نلبس اجود ما نجدوا ان نتطيب باجود ما نجد و ان نضحي باسمن مانجد، البقره عن سبعه و الجزور عن عشره و ان نظهر التكبير و علينا السكينه و الوقار.
اقول: التضحيه بالشاه: ذبحها. البقره عن سبعه: اي اذا كانت الاضحيه في الامصار لا في مني، فتكفي بقره واحده عن سبع نفرات من اهل بيت واحد او من غيرهم. و اذا كانت جزورا و هو الابل فيكفي عن عشره. و المراد من العيدين: عيد الاضحي و الفطر.
من دعايه (ع) في الوتر و الصبح:
تهذيب ابن‌عساكر (ج 4 ص 199) و اخرج الحافظ بسنده الي ابي‌الجوزاء انه قال،قال الحسن بن علي: علمني رسول الله (ص) قنوت الوتر - رب اهدني فيمن هديت و عافني فيمن عافيت و تولني فيمن توليت و بارك لي فيما اعطيت و قني شرما قضيت انك تقضي و لا يقضي عليك انه لا يذل من واليت تبارك ربنا و تعاليت
اخبار اصبهان (ج 1 ص 315) عن حجاج بن فرافصه عن الحسن بن علي قال: انا ضامن لمن قرء هذه العشرين آيه اذا اصبح و اذا امسي، ان لا يمسه لص عاد و لا سبع ضار و لا سلطان ظالم و لا ماء غالب: آيه الكرسي، و ثلاث آيات من الاعراف ان ربكم الله الذي خلق السموات - الي - المحسنين، و عشر آيات من اول الصافات، و ثلاث آيات من آخر سوره الحشر - هوالله الذي لا اله الا هو عالم - الي آخرها، و ثلاث آيات - من سوره الرحمن يا معشر الجن الي قوله انس و لا جان فباي الا ربكما تكذبان.
و من كلام له (ع) في الاختلاف الي المسجد.
عيون ابن‌قتيبه (ج 3 ص 3) عمير بن مامون قال سمعت الحسن بن علي يقول: من ادام الاختلاف الي المسجد اصاب ثماني خصال - آيه محكمه، و اخا مستفادا، و علما مستطرفا، و رحمه منتظره، و كلمه تدله علي هدي او تردعه عن ردي و ترك الذنوب حياءا او خشيه.
اقول: لعل الخصال الثمانيه باعتبار الكلمه الهاديه، و الكلمه التي تردعه عن الضلال، ثم ترك الذنوب من جه حصول الحياء او تركها بواسطه الوصول الي مقام الخشيه هذا اذا لم يسقط من الروايه شي‌ء.
و من كلام له (ع) في الصلوه:
البدء و التاريخ (ج 5 ص 74) وروي عن النبي (ص) حديثين: من صلي الغداه و جلس في مجلسه حتي تطلع الشمس ستره الله من النار.
و من كلامه له (ع) في الصدقه:
تهذيب ابن‌عساكر (ج 4 ص 200) عن ابي‌الجوزاء انه قال، قلت للحسن ما تذكر من رسول الله؟ قال اذكر اني اخذت تمره من تمر الصدقه فجعلتها في في قال فنزعها رسول الله بلعابها فجعلها في التمر، فقيل يا رسول الله ما كان عليك من هذه التمره لهذا الصبي؟ قال: انا آل محمد لا تحل لنا الصدقه.
الاصابه (الامام روي عن النبي (ص) احاديث حفظها عنه، منها في السنن الاربعه و منها علي ابي‌الحوراء بالمهمله و الراء الحديث و من كلام له (ع) في الطلاق:
سنن البيهقي (ج 7 ص 320) عن حميد الطويل، قال الحسن بن علي (ع) لا طلاق الا من بعد نكاح. و قال: ان رجلا سال علي بن ابي‌طالب (رضي الله عنه) قال قلت ان تزوجت فلانه فهي طالق؟ قال، قال علي (رضي الله) تزوجها فلا شي‌ء عليك.
اقول: من شرايط العقد الانشاء، و من شرايط الانشاء التنجز، و التنجز في صوره التعليق و الشرط غير محقق، فيبطل عقد الطلاق المعلق بشرط.
و من كلام له (ع) في الانفاق علي الاهل:
اخبار اصبهان (ج 1 ص 45) عن الحسن بن علي (ع) قال: جاءت امراه الي النبي (ص) معها ابناها، فاعطاها ثلاث تمرات، فاعطت كل واحد تمره فاكلاها ثم نظرا الي امهما فشقت التمره باثنين فاعطت كل واحد منهما نصف تمره، فقال رسول الله (ص) رحمها الله برحمتها ابنيها.
المحاضرات (ج 1 ص 309) سيل الحسن رضي الله عنه عن رجل آتاه الله مالا فانفق علي اهله مالو انفق دونه لكفي؟ فقال: وسع علي نفسك و علي عيالك كما وسع الله عليك، فان الله قد ادب عباده احسن تاديب، فقال - لينفق ذو سعه من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتيه الله، و ما عذب الله قوما وسع عليهم فشكروه و لا غفر لقوم ضيق عليهم فكفروه.
هذا تمام الكلام في كلماته (ع)، و بتمامها يتم هذا الكتاب المستطاب و ليعلم ان كلماته الجامعه و رواياته المرويه في كتب الشيعه التي تجمع احاديث اهل البيت (ع) كثيره.
و لما كان نظرنا في تاليف هذا الكتاب الي جمع الروايات المرويه في كتب اهل السنه من الامام (ع) لم نتعرض الي غيرها، الا استطرادا او في مقام التوضيح او التاييد.
و الحمدلله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا ان هدانا، و الصلوه والسلام علي سيد المرسلين و خاتم النبيين و آله الطاهرين المعصومين المنتخبين.