ضرورة الاعتراف بالنواقص
وبالتالي فان علينا ان ندخل هذه المدرسة المتكاملة، لكن نزكي انفسنا من خلال معرفة الله، وقراءة القرآن. وتزكية الانسان لنقسه تعني اولاً ان نعترف سلفاً بان لنا اخطاء وفينا نواقص. فالانسان الذي يرى سلفا انه كامل، ومعصوم من الزلل، فانه لايستطيع ان يزكي نفسه. فعلينا - اذن - قبل كل شئ ان نعترف بنواقصنا، ونبحث عنها من مثل النقص في الايمان، والارادة وسائر الصفات الاخرى من قبيل صفة الصدق. فالكثير منا يحسب نفسه صادقاً، ولكنه عند العمل يكتشف انه ليس صادقاً بما فيه الكفاية. فعندما يسأل هل كان صادقاً أم كاذباً عندما انتقد فلاناً من الناس، وهل كان انتقاده هذا من وحي ايمانه وعقله وعلمه أم كان بدافع الشهوات والاهواء ؟ فانه سرعان ما يجيب انه كان صادقاً ومخلصاً في انتقاده، في حين انه لم يكن كذلك في الحقيقة.
وهكذا فان المهم ان نعرف اخطاءنا، وان نكتشف تلك الثغرات الموجودة في ذواتنا، وخصوصاً خلال شهر رمضان الذي يعتبر فرصة ذهبية لاصلاح الانسان لنفسه. اما اذا انتهى هذا الشهر دون ان نوفق الىاصلاح هذه العيوب والنواقص، فانها سوف تتكرس في ذاتنا. فالانسان الذي يعاني من مرض نفسي ثم يفرأ القرآن، ولا يحاول ان يستغل هذا القرآن في سبيل ازالة هذا المرض، فان مثل هذا الانسان في صدره قلباً قاسياً يقاوم الهداية والخير والنور.
وللأسف فان هناك من بيننا من اتبع الجاهلية، فتراه يقرأ القرآن دون ان يتأثر قلبه، وكأن هذا القلب تحول الى حجارة. ولذلك فان علينا ان نعرف ان شهر رمضان يعتبر بالنسبة الى الانسان مدرسة، كما ويكون في احيان اخرى بمثابة نكسة له.