• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

2ـ بداية المحنة و شهادة الإمام الكاظم(ع)..

كان حكام ذلك الزمان يؤذون أبناء النبي(ص) كثيراً. و خاصةً الإمام الكاظم(ع)، فإنه(ع) لاقي من الخلفاء الجور و الآلام و الأقاسي كثيرة. و هذه الآلام و المحن كانت تؤلم القلب الطاهر للسيدة المعصومة(ع)، و كان المسلي الوحيد لها و للعائلة هو أخوة المفدي الإمام الرضا(ع).
صادقت أيام حياة الإمام الكاظم(ع) عهد خمسة من حكام العباسيين الظلمة، و هم: أبو العباس السفاح و المنصور الدوانيقي و الهادي و المهدي و هارون. و كل واحد من هؤلاء الطواغيت أذاق الإمام(ع) و سائر العلويين المتقين أنواع العذاب و التنكيل.
عندما ولدت السيدة المعصومة(ع) كانت قد مضت ثلاث سنوات من خلاقة هارون العباسي الذين كان له قصب السبق في ميدان الظلم و البطش و نهب أموال المسلمين. و كان تابعاً للهوي معجباً بالدنيا.
و لم يتيسر اللإمام الكاظم(ع) السكوت علي ظلم هارون و خيانته اللإسلام و الامة الإسلامية لقول رسول الله(ص):"إذا ظهرت البدع فعلي العالم أن يظهر علمه و إلا فعليه لعنة الله"، و أخذ الإمام(ع) بأن ينهي عن المنكر، و قام في وجه سياسة هارون الماحقة للدين.
و هارون ـ لعله بتشدد آل علي(ع) و خاصةً الإمام الكاظم(ع) في مقاومة الطواغيت و الإستنكار عليهم ـ اتنفد كل الوسائل لإخماد صوتهم و أنفق الكثير من أموال المسلمين علي الشعراء لكي ينتقصوا منهم. و كان يسجن العلويين أو يبعدهم و يقتل بعضاً منهم بعد التعذيب الكثير في السجن.
و بعد ما استحكمت حكومته الظالمة علي البلاد الإسلامية أمر بإعتقال الإمام الكاظم(ع) و سجنه. و من هنا حرمت السيدة المعصومة(ع) من والدها و الإستفادة من معينه الصافي وذلك في أواخر حياته الشريفة، و شعرت بالحزن الشديد علي فقده.
و كان عمر السيدة المعصومة حينذالك أقل من عشر سنوات، و كانت تحترق لفراق أبيها و تطيل البكاء عليه.
و كذلك كان يصعب علي الإمام الكاظم(ع) فراق أولاده البررة كالإمام الرضا(ع) و السيدة المعصومة. فصبر جميل.
كان الإمام الكاظم(ع) قد بدل ظلمة السجن نوراً بذكر الله، و بدل تلك الأيام الصعبة بالسبحات الطويلة إلي أجمل الأيام. ولكن قلبه كان يخفق في السجن عندما يتذكر ابنته المعصومة و يشتاق إلي لقاءها.
في السنتين الأخيرتين من حياة الإمام الكاظم(ع) كان ينقل من سجن إلي سجن. بقي(ع) في سجن عيسي بن جعفر والي البصرة سنة، وقد أثر صفاته الحميدة في حارس السسجن بجيث اعتزل الحارس من حراسة السجن. بعد ذلك حمل الإمام(ع) بأمر هارون إلي بغداد و سجن عند فضل بن الربيع ثم عندالفضل بن عيسي. و أخيراً نقل إلي سجن السندي بن شاهك.
و سبب التنقل بين هذه السجون هو أن هارون كان يأمر صاحب السجن بقتل الإمام(ع)، لكن لم يقدم بل و لم بقدر أحد من هؤلاء علي هذا العمل الشنيع و أبي كل منهم عنه. إلي أن سمه السندي بن شاهك بأمر من هارون.
كان هارون يعرف أنا الناس إذا علموا بقتل الإمام(ع) علي يديه ستكون له عواقب خطيرة. فبدا له مكر‏ بأتي بجماعة من الشيعة قبل استشهاد الإمام(ع)، لكي يشهدوا أن الإمام(ع) مريض و يجوز أن يتوفي بمرضه و لايكون موته مستنداً بقتله من أحد.
لكن يقظة الإمام و معرفته بعواقب الامور قد افضحت هارون، فإنه(ع) مع شدة تأثير السم في بدنه الشريف قال لمن حوله:"لقد سمني هذا الرجل بتسع تمرات و سيتخضر بدني غداً و سأقضي بعد غدٍ".
و أخيراً بعد يومين من كلام الإمام(ع) في الخامس و العشرين من شهر رجب سنة 183 هـ . ق. قضي الإمام الكاظم(ع) نحبه مسموماً مستشهداً، و لحق إمام آخر من أئمة الشيعة بآبائه الطاهرين.
عندما سمعت الشيعة خبر استشهاد إمامهم الكاظم(ع) ليسوا ثوب الحزن و بعيون عبري نصبوا مآتم العزاء، فإنهم فقدوا قائدهم الذي عشقوه بكل وجودهم و لاشيء يمكن أن يسكن افئدتهم الحزينة. و من بينهم من يسكن عبرته و هو السيدة‌ المعصومة كانت في حدائة سنها و قد أوجعها خبر استشهاد أبيها(ع). حيث انتظرت سنين لعل أباها العزيز يرجع يوماً و يعتنقاها، ولكنها الآن لابد أن تتصبر علي مصيبة فقدانه و تتجرع الحزن و الآلام.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page