• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

4ـ حركة السيدة المعصومة(ع) من المدينة إلي مرو..

مضت سنة علي سفر الإمام الرضا(ع) إلي مرو، و أهل بيت النبي(ص) في المدينة حرموا من عزيز هم الذي كانوا يستشعرون الرحمة و اليمن بجواره، و لم يكن يسكن رويهم شيء سوي رؤيتهم للإمام المعصوم(ع).
السيدة فاطمة المعصومة(ع) كبقية إخوتها و أخواتها قل صبرها و كانت كل يوم تجزع لفراق أخيها الرضا(ع).
في هذه الأيام كتب الإمام(ع) رسالةً مخاطباً اخته السيدة المعصومة(ع)، و أرسل الرسالة بيد أحد خدامه إلي المدينة المنورة، و أمره أن لايتوقف وسط الطريق كي يوصل الكتاب إلي المدينة بأقصر زمان ممكن، وكذالك فإنه(ع) دل الرسول علي منزل أبيه حيث تسكن اخته المعصومة لكي لا يسأل من شخص آخر عن منزل الإمام الكاظم(ع).
وصل مبعوث الإمام إلي المدينة المنورة و امتثلاً لأمر الإمام(ع) سلم الكتاب إلي السيدة المعصومة. و علي الرغم من أننا لانعرف شيئاً من محتوي ذلك الكتاب، لكنه مهما كان فقد أشعل نارالشوق في أهله و أقربائه. و من هنا قررت السيدة المعصومة و بعض إخوة الإمام و أبناء إخوته أن يتحركوا نحو مرو ليلتحقوا بالإمام(ع).
و بسرعة جهزت عدة السفر و تهياً القافلة للسير و بعد أخذ الماء و المتاع خرجوا من المدينة قاصدين مرو.
كان في هذه القافلة السيدة فاطمة المعصومة و يرافقها خمسة من إخوتها، هم: فضل، جعفر، هادي، قاسم وزيد. و معهم بعض أبناء إخوة السيدة المعصومة و عدة من العبيد و الجواري.
تحريك قافلة عشاق الإمام الرضا(ع)، و بغير المنازل الضرورية للصلاة و الغداء و الإستراحة لم تتوقف لحظة عن المسير، مخلفة هضاب الحجاز و صحاريه وراءها مبتعدةً يوماً فيوماً عن مدينة الرسول(ص).
السفر في صحاري الحجاز كان صعباً للغاية حتي أن الإبل أحياناً تستسلم للعجز و تنقاعس عن المسير، فكيف بالمسافرين الذين لابد لهم أن يذهبوا إلي مرو. لكن نور الأمل و لقاء الإمام كان يشرق في قلوب أهل القافلة و يحتهم علي إدامة السير وسط رمال و أعاصير الصحراء.
في تلك الأيام، كان خطر اللصوص وقطاع الطريق يهدد كل مسافر، و يخلق له مشاكل كثيرة. و إذا هجموا علي قافلة لايبقي لأحد أمل في إدامة السفر، وأقل ما يفعلونه نهب الأموال و المجوهرات و الدواب. و إلا فقي كثير من الحالات يقتلون أعضاء القافلة لسرقة أموالهم. و هذا الخطر كان يهدد فاطمة المعصومة(ع) و مرافقيها، لكنهم توكلوا علي الله تعالي و استمروا بالسير و يوماً فيوماً كانوا يقتربون من المقصد.
مرت الأيام و الليالي و قافلة قاصدي الإمام الرضا(ع) خلفت صحراء الحجاز وراءها و لم يبق لها شيء دون الوصول إلي أرض إيران.
عناء السفر كانت تؤذي السيدة المعصومة كثيراً، ومع أن قطع هذا الطريق الوعر كان شاقاً علي شابة مثلها و لكنها لشدة ولهها و شوقها إلي زيارة أخيها كانت مستعدة لتحمل أضعاف هذا العناء.
كانت السيدة في طريقها دائماً تتصور الوجه المشرق للإمام الرضا(ع) و تتذكر الأيام التي قضتها في المدينة، ولأنها تري أن عينها ستقر برؤيته، فإنها كانت مسرورة جداً.
انتهت المرحلة الصعبة من هذا السفر، و أخيراً وصلت القافلة إلي أراضي إيران، و لابد أيضاً من السفر و اجتياز المدن و القري واحدة بعد اخري.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page