و أخيراً وصلت القافلة إلي مدينة ساوة. و هناك مرضت السيدة المعصومة مرضاً شديداً بحيث لم تقدر علي إدامة المسير. هذا السفر الطويل المتعب من المدينة المنورة إلي ساوة و إن كان أضعف بدنها، إلا أن شدة المرض أنحلت جسمها و أسحبت لونها.
هل إن اخت الإمام الرضا(ع) تستطيع في هذا الحال أن تكمل سفرها لتزور أخاها العزيز في مرو؟ و هل تستعيد عافيتها و تديم السفر لتلتقي أخاها؟ هذه أسئلة كانت تشغل فكرة السيدة المعصومة و تزيد من قلقها.
و علي أية حال، قرر السيدة بعد ذلك الذهاب إلي"قم"، و سألت من معها:"كم بيني و بين قم؟" أجابوها: عشرة فراسخ. و عند ذلك أمرتهم بالتوجه إلي قم.
كانت قم في خلال الوقت ملجأ الشيعة، مع أن مذهب التشيع لم يكن شايعاً في إيران، لكن سبب هجرة الأشعريين العرب من الكوفة إلي قم فهذه المدينة كانت مدينة شيعية وجميع ساكنيها من محبيي أهل بيت الرسول(ع).
الأشعريون ـ و بسبب ظلم عمال بني امية الذين تجاوز والحد في عداوتهم لأهل بيت النبي(ص) و لشيعة أميرالمؤمنين(ع) ـ قدها جروا من الكوفة و سكنوا هنا بنوا مدينة قم و أسسوها. و لما بلغ خبر وصول السيدة المعصومة إلي ساوة و مرضها هناك، إلي أهل قم، أجمع كل أهل المدينة أن يذهبوا إلي السيدة ويطلبوا منها الإقامة في قم. ولكن ذهب"موسي بن خزرج" ممثلاً من أهل قم إلي بنت الإمام الكاظم(ع) و أخبرها برغية القميين و فرط اشتياقهم بزيارتها، و أجابت السيدة المعصومة طلبهم و أمرت بالحركة نحوقم.
أخذ موسي بن خزرج زمام ناقة السيدة المعصومة(ع) مفتخراً، وقادها إلي المدينة التي كانت تنتظر قدوم اخت الإمام الرضا(ع) حتي وصلت القافلة إلي بداية مدينة قم.(1)
5ـ القافلة في ساوة..
- الزيارات: 4099